العلاج البحري thalassotherapy هو الاسم الذي يطلق تحديداً على العلاجات التي يستخدم فيها ماء البحر والأملاح المعدنية. يمكنك استخدام العلاجات عن طريق مساعدة مهنية متخصصة، أو يمكنك القيام بها بنفسك في المنزل.
عليك أن ترى إلى أي مدى يمكن أن تكون العلاجات البحرية مفيدة ومغذية بالنسبة لجسمك. إن أجسامنا تتكون من الماء بنسبة 75%، ومن المرجح أن أجسامنا وعقولنا تتأثر بالماء بنفس الطريقة التي يؤثر بها القمر في المد والجزر، تماماً كما نتأثر بدنياً وعاطفياً بتغير شدة الجاذبية الأرضية. ولقد رأينا أيضاً أن الماء يمكن أن يتأثر بذبذبات وترددات أي شيء نمزجه به، أو نضعه بالقرب منه، أو نغمره فيه.
فإذا كان محتوى الماء غنياً بالفعل بالأملاح المعدنية، والذبذبات، والترددات، فإننا لا نكون بحاجة إلى عمل أي شيء لتحقيق فوائد عظيمة منه. لا يمكننا أن نفقد الدعم والاستفادة والتوازن الرائع إذا استخدمنا هذا الماء شديد التغذية في حياتنا اليومية.
وماء البحر هو بالضبط هذا الماء الرائع. إن الأملاح التي يحتوي عليها شديدة الفائدة والتغذية وذات أثر علاجي رائع.
يمكنك الحصول على العلاج البحري في المنزل، أو في منتجع معدني، أو حتى باستخدام منتج خاص بهذا الغرض في روتينك الخاص للعناية بالجسم أو البشرة. وأياً كانت الطريقة التي تجد بها تلك العلاجات، ينبغي أن تكون جزءاً من حياتك فحسب.
العلاج البحري يضم جميع أوجه وفوائد العلاج المائي، ويضيف إليها أملاح ومعادن البحر الغنية. فالعلاج البحري ينتقل بالعلاج المائي إلى مرحلة جديدة. وأقصى العلاجات البحرية فائدة هي تلك العلاجات التي يتم تقديمها بما يعرف باسم ماء البحر “النقي” أو “المفعم بالحياة”، والذي يتم ضخه مباشرة من البحر إلى أحد المنتجعات المعدنية مثلاً.
والمحتوى المعدني هو المكون السحري في ماء البحر. فالعناصر التي تكون ماء البحر يقال إنها تشبه العناصر المكونة لبلازما الدم، لذا فإن قضاء بعض الوقت في الانغمار في هذه المعادن والأملاح أو تشربها أمر مفيد لنا صحياً بشدة. وبلازما الدم هي السائل الذي يرعى ويغذي الخلايا الحية، ويدعم الصحة وسلامة الجسم.
والعديد من المواد المغذية الموجودة في ماء البحر تؤدي وظائف مختلفة ومتحدة في الجسم، وتلك العناصر هي: الحديد، والزنك، والكالسيوم، والماغنسيوم، والصوديوم، والبوتاسيوم، والكبريت، والسيلينيوم، والنيكل، واليود، والألومنيوم. تلك المعادن يمكنها موازنة عمليات الأيض والوظائف الدرقية داخل الجسم، وتهدئة وتسكين الأنسجة العضلية، والمساعدة بشدة في منع السليولايت، وتحسين الدورة الدموية، وخفض الضغط والتوتر، وإحداث الاسترخاء الكلي. والبحر الميت هو واحد من أكثر الأماكن شهرة لهذا الغرض تحديداً: فهو يحتوي على كميات هائلة من الأملاح والمعادن. فإذا قمت ببساطة بالطفو في تلك المياه المشبعة بالأملاح والمعادن، فإنك ستتشرب بالعناصر الغنية المفيدة، وتخرج منها وأنت تشعر بالحيوية والنشاط والتجدد.
والعلاج البحري لا يقتصر فقط على ماء البحر. إنه يشتمل على جميع مكونات البحر، مثل الطحالب والأعشاب البحرية -الغنية للغاية باليود- وهواء البحر النقي المنعش، ورمال وطمي البحر، وملح البحر. وعندما يتم استخدام العلاج البحري بكامل قدراته وطاقاته، يمكن أن يكون دواءًَ من كل داء.
وقابلية الطفو في مياه البحر الغنية بالملح هي فائدة أخرى إضافية. فقابلية الطفو التي يشتهر بها البحر الميت تسمح للسباحين بالطفو كما لو كانوا لا وزن لهم عندما يكونون في الماء. ويكون هذا مثالياً إذا كنت ترغب في تخفيف أو تسكين أو تجديد أو علاج العضلات المرهقة أو التالفة أو المصابة. ونفس تلك الخصائص يمكن العثور عليها في حمامات الملح أو المحاليل الملحية. وغالباً ما تستخدم تلك الحمامات والمحاليل في العلاجات الطبية أو الفسيولوجية، لأنها تزيل الضغط والشد عن العضلات وتساعد على حرية الحركة.
بل ويمكنك حتى أن تشرب الماء المالح. وليس هناك شيء جديد في “شرب الماء المالح”؛ وهي عبارة نشأت في القرن الثامن عشر ولكن المفهوم نفسه يعود إلى روما القديمة. وقد كانت المدن التي تحتوي على المنتجعات المعدنية دائماً ما تدمج بين فوائد علاجات الماء العذب النقي وماء البحر لتسهيل الشفاء الشامل. وماء البحر يمر ببعض مستويات التنقية لكي يصبح مذاقه مستساغاً، ولكن المحتوى المعدني الغني -خاصة من السيلينيوم، الذي هو بمثابة مضاد فعال للأكسدة- يجعل من شرب الماء المالح علاجاً فعالاً وموضوعياً وملائماً في حد ذاته.
والعلاجات البحرية لا تستخدم دائماً ماء البحر البارد. فهي تستخدم بدرجات حرارة متفاوتة من أجل تمكين الجسم من امتصاص المعادن بمزيد من الكفاءة. وإذا قمت بدمج فوائد العلاج البحري التي لا حصر لها مع مبادئ العلاج الحراري، فستدرك أن علاجات المنتجعات المعدنية ضرورية من أجل الحفاظ على جسم صحي سليم؛ وجميل أيضاً! ويا له من مبرر رائع لتحجز لنفسك في أحد تلك المنتجعات.
الأملاح الموجودة في ماء البحر
البروميد
تجديد الخلايا، وتنشيط عمليات الأيض. وزيادة المناعة والشفاء من الجروح والإصابات.
الكالسيوم
تنظيم ضربات القلب ووظائف الجهاز العصبي. تغذية العظام والأسنان. مفيد للغاية لمرضى التهاب المفاصل وكبار السن. ويعمل الكالسيوم مع الماغنسيوم على الحفاظ على عمل العضلات والأعصاب بكفاءة ويساعد الجسم على تنظيم التوازن الهيدروجيني (الحموضة/القلوية).
اليود، النيكل، الألومنيوم
الوظيفة الرئيسية لتلك المعادن هي إحداث التوازن والنظام. ووظيفة التوازن الدرقي تحافظ على توازن إفراز الجسم للهرمونات وعمليات الأيض المنتظمة تعمل كمطهر ومضاد للفساد والعفونة لمساعدة الجلد.
الماغنسيوم
الماغنسيوم يقوي العظام والأسنان، ويدعم صحة العضلات وبالتالي صحة القلب. والماغنسيوم مطلوب من أجل الأيض الصحيح للصوديوم والبوتاسيوم. والعمل المثالي لهذين المعدنين الأخيرين ضروري للغاية. والماغنسيوم مطلوب من أجل نشاط جميع الخلايا وهو رائع أيضاً في المساعدة في إخراج السموم من الجسم. وهو يفيد أيضاً في أيض الكالسيوم؛ وإذا كان هناك نقص في الماغنسيوم، فحينها يحدث ترسب الكالسيوم، مما يسبب حصوات الكلى مثلاً.
البوتاسيوم
عند دمجه مع الصوديوم، يحافظ البوتاسيوم على توازن السوائل داخل الجسم. فالبوتاسيوم يطرد السوائل الزائدة ويلعب أيضاً دوراً مهماً في أيض الخلايا، واستجابات الأعصاب والعضلات، والصحة العامة للعضلات.
السيلينيوم
مضاد فعال للغاية للأكسدة. وعندما يتم دمجه مع فيتامينات (أ) و (ج) و (هـ)، يكون السيلينيوم هو أفضل خيار لحماية جسمك من الشوارد الحرة، وهكذا يدعم المناعة الشاملة. كما أن السيلينيوم يقي من مسببات السرطان ويفيد صحة القلب.
الصوديوم
يعمل هذا المعدن مع البوتاسيوم على الحفاظ على مستويات السوائل داخل الجسم. فالصوديوم يمتص السوائل والبوتاسيوم يطردها، وهو توازن ضروري للغاية من أجل الحفاظ على ضغط الدم ويشتهر بأنه يقاوم السليولايت واحتباس الماء. ومن الضروري الحفاظ على التوازن بين الصوديوم والبوتاسيوم من أجل أقصى توازن للسوائل داخل الجسم.
الكبريت
الكبريت، الذي يشتهر كثيراً برائحته الكريهة، يساعد في عمليات الأيض والتخلص من السموم التي يقوم بها الكبد. ويفيد الكبريت أيضاً في تكوين أوعية الدم، وفي شد الجلد، وفي الحفاظ على صحة الشعر والأظافر، وفي مساعدة الجسم على مقاومة العدوى البكتيرية.
الزنك
الزنك ضروري للصحة، ولدعم الشفاء، والنمو، ومن أجل جهاز عصبي صحيح، ومن أجل نمو العظام والأسنان ومستويات الطاقة عموماً.
أنواع العلاج البحري
العلاج بالطحالب، والتدثر بالأعشاب البحرية
تغطية الجسم بمنتجات تحتوي على الأعشاب والطحالب البحرية يفيد الدورة الدموية ويساعد في عملية التنظيف داخلياً وخارجياً.
يمكنك استخدام تلك العلاجات في المنزل عن طريق شراء مساحيق الأعشاب البحرية ومزجها بالماء لصنع عجينة. إلا أن تلك المساحيق يمكن أن تتسبب في القذارة وربما كان من الأفضل استخدامها كعلاج مهني. لذا احجز لنفسك الآن لتحصل على علاج بحري طبيعي.
علاج الاستحمام
استحمام مهدئ في ماء البحر لامتصاص المعادن والمواد المغذية التي تغذي الجسم وتوازن السوائل وعمليات الأيض.
جرب ملح أبسوم (أو سلفات المانيزيا). وتذكر أن تتدثر من أجل الدفء بعد العلاج واستشعر السموم وهي تخرج من جميع مسام جسمك.
علاج الحمامات الساخنة
استحمام في الماء الساخن باستخدام نافورات الماء والمياه المتحركة؛ حمام جاكوزي بماء البحر إن شئت أن تسميه.
من الصعب توفيره في المنزل، لذا حاول أن تدخر هذا العلاج لزيارة لأحد المنتجعات المعدنية.
علاج استنشاق الضباب
علاج يشتمل على استنشاق ضباب البحر للاستفادة من النشاط الداخلي بالإضافة إلى النظافة.
مرة أخرى، ليس هذا بالعلاج الذي يسهل القيام به في المنزل.
العلاج البارد
استخدام منتجات الأعشاب والطحالب الباردة في تغطية الجسم لتقليل احتباس السوائل عن طريق طرد السوائل الزائدة، بالإضافة إلى تحسين الدورة الدموية. ويشتهر هذا العلاج بشدة بأنه يخفض على الفور مقاييس الجسم ويعالج السليولايت.
هناك العديد من مراتب المنتجات المهنية التي يمكن استخدامها في المنتجعات. وهناك أيضاً العديد من المنتجات المتوفرة في المحلات التي تبيع منتجات العناية بالجسم والصيدليات والتي يمكن استخدامها على الأجزاء القريبة والسهلة من الجسم؛ الأفخاذ، والأرداف، والأذرع، وغير ذلك. وتلك المنتجات لا تسبب القذارة أو الفوضى ولكنها تكون أفضل في المناطق الصغيرة.
علاجات تقشير الجلد
أملاح البحر ممزوجة بالزيوت العطرية أو الزيوت الأساسية أو غيرها من المنتجات البحرية/العشبية المكملة، وهي مصممة لتليين وتنعيم البشرة وزيادة الدورة الدموية. وهي تخلصك من خلايا الجلد الميت لتساعد على ظهور تورد ونضارة البشرة.
الاستخدام المنزلي سهل. وهناك العديد من منتجات التقشير التي تحتوي على الأملاح والزيوت. وكبديل، يمكنك مزج أملاح البحر الطبيعية في شكل رقائق أو حبيبات مع أحد الزيوت أو الكريمات.
العلاج باللفائف العشبية، والطين ورمل البحر
تلك العلاجات منظفة ومطهرة. الطين أو الرمل البحري علاجات تحتوي على نسب عالية للغاية من نفس المعادن التي توجد في ماء البحر، ولكن الطين أو الرمل مفيد كدثار علاجي للتنظيف والتخلص من السموم.
ومرة أخرى، يمكنك شراء المنتجات من الصيدليات أو محلات التجميل، واستخدام تلك المنتجات على مناطق معينة أسهل من محاولة الوصول إلى كافة أنحاء جسمك.
الاستحمام في البحر الميت
حمامات الملح وأحواض الطفو لا تعتبر في المعتاد علاجات بحرية خالصة. ويرجع هذا إلى أنها لا تستخدم مياه البحر الطبيعية أو المنتجات البحرية. فحمامات الماء المالح تستخدم الأملاح الطبيعية المضافة إلى الماء، وأحواض الطفو تستخدم تركيزات كبيرة من الأملاح من أجل المساعدة على الطفو.
حمامات الملح
تعرف أيضاً باسم أملاح التنظيف، وحمامات الماغنسيوم، وأملاح أبسوم، وهي وسيلة لتخليص جسمك من السموم عن طريق السباحة في الماء المالح ببساطة.
وهناك طرق لاستخدام حمامات الملح في المنزل. فحمامات أملاح أبسوم على نفس قدر فعالية وفائدة العديد من حمامات ماء البحر.
وأملاح أبسوم عبارة عن ماغنسيوم خالص، وهذا المعدن متطلب أساسي لجميع أنشطتنا الخلوية تقريباً. والاستحمام في أملاح أبسوم يتيح للجلد تشرب الماغنسيوم. والماغنسيوم بدوره يمتص أو “يطرد” السموم من الجسم، لذا فالأرجح أنك ستفرز الكثير من العرق لفترة بعد أن تأخذ حمام الماغنسيوم هذا. لن يكون هذا عرقاً حقيقياً غزيراً؛ إلا إذا تدثرت بعناية ودفأت جسمك حقاً! والأرجح أنك ستشعر بأنك كما لو كنت في غرفة شديدة الرطوبة. ومن الأهمية بمكان أن تحافظ على الدفء، ليس فقط لزيادة تأثير الماغنسيوم، ولكن للوقاية من الإصابة بنوبة برد أيضاً. كما أن حمامات أملاح أبسوم تحسن الدورة الدموية أيضاً.
ويمكن أن تكون أملاح أبسوم مهدئة ومدفئة بشدة، مما يفيد في تخفيف آلام وأوجاع العضلات والمفاصل. وعند أخذ هذا الحمام قبل الخلود إلى النوم، فمن المؤكد أنه سيضمن لك نوماً عميقاً للغاية!
الطفو
الطفو هو وسيلة استرخاء مدهشة! إن المحتوى الملحي العالي لماء أحواض الطفو مشابه لمحتوى ماء البحر. فالمعادن وأملاح البحر تجعل الماء المستخدم مساعداً على الطفو بشدة وهو ما يمكننا من الطفو بسهولة.
إحدى الخبرات الأساسية التي مررنا بها جميعاً مع الماء هي بالطبع وبدون أدنى شك تجربة الوجود داخل الرحم. فجميع البشر قضوا بعض الوقت داخل الرحم وسط ذلك السائل الذي يحيط بالجنين، وهم متدلون وطافون.
والطفو وسيلة رائعة للتخلص من همومك ومخاوفك والعودة إلى الأساسيات والأمور المهمة بحق. الطفو يسلبك كل شيء بما في ذلك حاسة الشم، والبصر، والسمع، والوعي بالجسم والوزن، ويمنحك فقط مساحة خالية في عقلك للتركيز على شيء معين أو تصفية ذهنك تماماً؛ لكي تطفو بعيداً عن كل شيء بشكل كامل.
وأياً كان ما قرأته عن الطفو، يبدو أنه مازال من الصعب أن تصدق أنك ستشعر حقاً بانعدام الوزن الكامل وانعدام التوتر الكامل، بالشكل الذي تؤكده وتصر عليه المواد التسويقية للطفو. حسناً، جربه مرة واحدة فحسب، وسوف ترى على الفور أنه فعال ومفيد. إنه شديد الشبه بالتأمل. إنك بحاجة إلى تصفية ذهنك من أي شيء وكل شيء؛ بحاجة إلى تصفية ذهنك، وجسمك، وروحك. ولكنك في التأمل تحتاج إلى أن تكون في غرفة دافئة بدون أي عوامل إزعاج أو مقاطعة -الأطفال، الزوجات، الهاتف، وغير ذلك- وتحتاج إلى الجلوس أو الرقود في مكان واحد لفترة معقولة من الوقت. وهنا تكمن الصعوبة: فنحن كبشر لسنا مصممين للبقاء في حالة من السكون لأي فترة كانت من الوقت. إننا مصممون للحركة، والاستجابة، وإصدار ردود الأفعال، لذا فإن التأمل بالنسبة للعديد من الناس أمر غاية في الصعوبة عندما يحاولون القيام به لفترات تزيد على 10 دقائق، بالرغم من أننا نحتاج لفترات أطول من أجل التركيز بشكل فعال.
وجمال الطفو هو أنك تكون معلقاً في الماء بحيث تزول الأوجاع والآلام والضغوط الناشئة عن الحركة (وفي الواقع، فإن الأشخاص أصحاب الأجسام غير المرنة بالطبيعة يمكنهم اكتساب الحرية والمرونة الكاملة، وتستطيع مفاصلهم التي كانت غير قابلة للحركة في بعض الأوقات أن تطفو وتشعر بالارتياح والتحرر. فالآلام والأوجاع البسيطة تبدو وكأنها تذوب، والآلام والأوجاع الكبيرة الناجمة عن الوزن تسكن وتخف بشدة).
والطفو يبعث على الاسترخاء الشديد أيضاً لأنه يخلصنا من 90 بالمائة من المثيرات الطبيعية المستمرة. إننا ننظر طوال الوقت، ونتحرك باستمرار، ونستجيب لكل شيء بسيط يحدث حولنا، ونسمع كلمات وأصواتاً تفكر فيها عقولنا، ونلمس أشياء وعناصر ترسخ في عقولنا. إننا نتفاعل باستمرار مع البيئة المحيطة وحتى عندما نقوم بعمل ما، فكثيراً ما نكون نفكر في شيء آخر أو نفكر في القيام بشيء مختلف تماماً. ولأن الطفو يسلبنا جميع الحواس، لا يتبقى لنا شيء سوى عقولنا. ينخفض ضغط الدم ويبطؤ معدل نبضات القلب إلى إيقاع صحي مريح.
لذا، فمع الطفو، باسترخاء ودون وجود للمثيرات أو أي شيء يمكن الاستجابة له، يبدأ المخ في الاسترخاء والتعافي. وعندما يحدث هذا، يبدأ المخ بشكل طبيعي تلقائي في التوازن. فوظائف جانب المخ الأيسر -الجانب الذي يحل المشكلات ويستخدم المنطق- تسترخي وتتوازن مع وظائف جانب المخ الأيمن المسئول عن التفكير الإبداعي والذي لا يستخدم كثيراً. لهذا السبب يشتهر الفنانون المبدعون الذين يبحثون عن الإلهام والأفكار الجديدة باستخدامهم أسلوب الطفو.
وحتى هذا النشاط الإبداعي يصبح لا إرادياً، وهو ما يعني أن الاسترخاء والتوازن يحدثان بدون أي حاجة إلى أي نشاط نبذله من جانبنا. إننا فقط نبعد تركيزنا عن كل شيء ونترك أجسامنا تتكيف، وتتجدد. وإذا لم تكن لدينا أي أفكار نعالجها، يمكننا حينها إذن أن نسترخي بحق. والتجدد الذي يصاحب الطفو هو تجدد روحي، وعاطفي، وذهني، وجسمي في نفس الوقت، وهو وسيلة رائعة للتأمل.
يحقق المعالجون الرياضيون فوائد عظيمة من الطفو لأنه يفقد العضلات والأعضاء وزنها، وهذا يساعد الجسم في الإسراع بعملية الإصلاح وإعادة بناء ما تلف. وتستخدم المحاليل الملحية أيضاً في العلاج البدني، وعلاج الإصابات الرياضية، وحتى في علاج إصابات الخيول. فالتخلص من الوزن يعطي نطاقاً حركياً أكبر أو مجرد فرصة أولى للحركة الحقيقية.
وأخيراً، فإن الطفو مفيد للغاية في تخليصك من السموم، تماماً بنفس فائدته في منحك الاسترخاء والتجدد الكاملين. وقد كان الاستحمام في أملاح أبسوم دائماً وعلى مر فترة طويلة من الزمن أمراً يوصى به بشدة باعتباره أحد أكثر الأساليب التي يمكننا استخدامها مع أجسامنا فعالية في تنظيف الجسم وتخليصه من السموم.