هناك اعتقاد شائع أن الحمل هو المسبب الأول لمشكلة المرارة، أو يمكن أن يفاقم مشكلة المرارة الموجودة بالفعل، وأحيانا ما تتفاقم مشكلة المرارة بعد الولادة، وهذا الأمر أكثر شيوعا في حالة الولادة القيصرية.
إن السبب الرئيسي في تعرض المرأة لمشكلات المرارة أكثر من الرجل هو أن مستويات الإستروجين في جسمها تكون أعلى مما في جسم الرجل
ويدعم الإستروجين إفراز المزيد من الكوليسترول في العصارة الصفراوية، وبعد ذلك، يدخل المرارة، والمزيد من الكوليسترول في العصارة الصفراوية يجعلها أكثر كثافة، وأكثر عرضة لتكون الرواسب، ومن ثم الحصوات، ويمكن أن تفاقم المستويات العالية من الإستروجين في أثناء الحمل هذا الوضع بشدة.
إذا كان مرض المرارة يسبب إعاقة في تدفق العصارة الصفراوية في أثناء الحمل؛ فهذه الحالة تسمى الركود الصفراوي الخاص بفترة الحمل، وهي تحدث تقريبا لحالة واحدة من كل ألف حالة حمل، وتكون أكثر شيوعا في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل عندما تصل مستويات الهرمونات إلى ذروتها، وتكون هذه الحالة أكثر شيوعا في حالة النساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي مرضي خاص بالمرارة، ولدى النساء اللاتي تخطين الخامسة والثلاثين من عمرهن، والنساء اللاتي أنجبن أكثر من مرة.
ويعني الركود الصفراوي إعاقة التدفق الطبيعي للعصارة الصفراوية.
حيث تؤثر هرمونات الحمل على عمل المرارة؛ فتتسبب في بطء تدفق العصارة الصفراوية أو توقفها، وإذا توقف تدفق العصارة الصفراوية، أو تباطأ، فهذا يسبب تراكم الأحماض الصفراوية في الكبد، ومن ثم، قد تتسرب إلى مجرى الدم، ما يعني أنه سيكون هناك الكثير من البيليروبين في مجرى الدم؛ ما قد يؤدي إلى اليرقان وأعراض أخرى.
الأعراض الأكثر شيوعا للركود الصفراوي في أثناء الحمل
– الحكة، خاصة في اليدين والقدمين
– الغثيان
– فقدان الشهية
– براز فاتح اللون
– بول داكن اللون
– اليرقان (اصفرار العينين والبشرة)
– ألم أو عدم ارتياح في الجزء العلوي الأيمن من البطن
هل الركود الصفراوي في فترة الحمل يؤذي الجنين؟
يتسبب الركود الصفراوي في فترة الحمل في وجود ضغط على كبد الجنين، ويمكن أن يتسبب في الولادة المبكرة أو الإملاص (ولادة جنين ميت).
وهذه الحالة يمكن أن تتسبب في ارتفاع مستويات الأملاح الصفراوية في دم الجنين بشدة. ولحسن الحظ، فإن الركود الصفراوي في أثناء الحمل يكون أكثر شيوعا في الأشهر الثلاثة الأخيرة؛ لأنه إذا نمت رئتا الجنين بشكل ملائم، فربما يتم تعجيل الولادة لإنقاذ الجنين.
ننصح السيدات الحوامل باستشارة طبيبك الخاص، ومن فضلك، تجنبي استخدام أية أعشاب في أثناء فترة الحمل.
وتعد الأدوية الخاصة بتقليل تركيز الأحماض الصفراوية في أثناء الحمل، مثل أورسوديوكسيكوليك (أورسوفالك)، آمنة وفعالة خلال تلك الفترة، وتعد الأدوية الأساسية التي يصفها الأطباء لعلاج الركود الصفراوي في فترة الحمل، وتتراوح الجرعة اليومية المعتادة ما بين 600 مليجرام و2000 مليجرام من حمض الأورسوديوكسيكوليك، فهو عادة ما يكون فعالا جدا في تقليل الحكة، وكذلك مستويات البيليروبين في الدم، والأحماض الصفراوية ومستويات إنزيم الكبد المسمى ناقلة أمين الألانين، وهذا هو الدواء نفسه الذي يمكن أن يتناوله أي شخص يرغب في تفتيت حصوات المرارة.