التصنيفات
الطب البديل والتكميلي

40 طريقة تشفي بها اليوغا الحالات الصحية (فوائد اليوجا للصحة)

المحتويات إخفاء
1 40 طريقة تُشفي بها اليوغا

اليوغيون مقتنعون بالمنافع الشفائية لليوغا، مستندين في ذلك إلى حد كبير على التجربة المباشرة وملاحظاتهم للآخرين. وفي حين أن هذا قد لا يفي بمعايير البرهان العلمي، إلا أن تقييماتهم يجب أن تؤخذ جدياً لأن ممارسة اليوغا تنمِّي مباشرة القدرة على فهم الحالات الداخلية. كما أن بعض المعلمين المتمرِّسين جداً والذين تعمّقوا في تدريباتهم الخاصة، يمكنهم أن يطوِّروا قدرة خارقة على ملاحظة الآخرين.

وعلاوة على ذلك، فإن هناك كتلة مستديمة النمو من الشواهد العلمية بأن اليوغا يمكن أن تكون مفيدة لتنوع واسع من الحالات الطبية، مساعِدة الناس ليشعروا بحال أفضل، وليشفوا بعد مرض هام أو جراحة، ولأن يتعايشوا بشكل أفضل مع مرض مزمن.

يمكن تفسير الكثير من منافع اليوغا بطرق تتطابق مع طرق المعرفة الغربية. إليك أربعون طريقة مدعومة بالدليل تسهِّل فيها اليوغا اكتساب صحة أفضل، وذلك كوقاية وكعلاج على حد سواء. وفي حين أنه كان من الممكن اختيار غيرها، إلا أن آليات الأداء المُختارة تقدّم دراسة واسعة عن الكيفية التي تستطيع بها وسائل اليوغا بما فيها الآسانا (الوضعيات الجسدية)، والبراناياما (تقنيات التنفس)، والتأمل أن تحسِّن الصحة.

40 طريقة تُشفي بها اليوغا

تزيد المرونة

يعرف أي شخص انتسب مرّة لصف يوغا الهوتا بأن الوضعيات اليوغية تطلب منك أن تمطّ جسدك بطرق ما كنت لتفكِّر بها أبداً. كما أن أي شخص التزم بتدريب الآسانا لا بد أن يكون قد لاحظ أيضاً بأن المناطق المحكمة الشدّ تفتح مع الوقت، وأن الوضعيات التي كانت يوماً مستحيلة تصبح ممكنة. وفي حين أن الأمر يبدو واضحاً، إلا أن الدراسات العلمية قد كتبت عن زيادة مرونة العضلات وزيادة نطاق الحركة في مفاصل مختلفة، وهي زيادة ناشئة عن ممارسة اليوغا. ويبقى السؤال: كيف يمكن لهذا أن يفيد الصحة؟ خذ مثالين فقط من قائمة يمكن أن تكون طويلة جداً: إن نقصاً في مرونة الوركين يمكنه أن يضع إجهاداً على مفصل الركبة، نتيجة لتراصف غير ملائم لعظام الفخذ والقصبة. يمكن أن ينشأ ألم الظهر من أوتار المأبض المحكمة الشدّ التي تؤدي إلى تسطيح العمود الفقري القطني (أسفل الظهر).

تقوِّي العضلات

يسهم ضعف العضلات في مشاكل كثيرة، تشمل التهاب المفاصل، وألم الظهر، والسقوط عند كبار السن. العديد من القيود الجسدية التي يربطها الناس بالتقدّم في السّنّ بما فيها الضعف والعجز التدريجي، هي نتيجة لفقدان العضل، وهي حالة أُطلق عليها مؤخراً فقدان اللحم sarcopenia. أظهرت الدراسات بأنه حتى الأناس الذين هم في الثمانينات من أعمارهم وأكثر، يمكنهم أن يُحدثوا تحسّناً وظيفياً سريعاً عندما يتبنون نظاماً لبناء العضلات. لا تبني ممارسة الآسانا العضلات فحسب، ولكنها تفعل ذلك بطريقة وظيفية تخدم كل منطقة في الجسم، موازِنة القوة مع المرونة. وبالمقابل، فإن بعض رافعي الأثقال لديهم طرائق روتينية غير متوازنة جيداً ينشأ عنها تقوية غير متكافئة وخسارة بالمرونة. وعلى نحوٍ مماثل، يؤدي الكثير من الناس تمارين ضم المعدة لحماية الظهر، ولكن العضلات البطنية القوية تميل لأن تشد عظم العانة نحو الأعلى، مسطِّحة بذلك أسفل الظهر وهو ما يؤدي فعلياً إلى جعل بعض مشاكل الظهر أسوأ حالاً. وبالإضافة إلى تقوية العضلات، يبدو أن اليوغا تبني الجَلَد والاحتمال وتؤخّر ظهور التعب.

تحسِّن التوازن

في حين أن القوة يمكنها أن تساعد كبيراً في السن على تجنّب الوقوع، فهي ستقلِّل كثيراً من احتمال تعثّرك وأنت في طريقك إلى غرفة النوم في منتصف الليل إذا عملت على تحسين توازنك بممارستك المنتظمة للآسانا مثل وضعية الشجرة. قد لا يبدو التوازن الأفضل مسألة مهمة إلى أن تضع في اعتبارك أن السقطات هي أسباب رئيسة لكسور الورك، وفقدان الاستقلال، والدخول إلى مستشفى خاص لرعاية المسنين. تساعدك اليوغا أيضاً على استخدام جسمك بطريقة إجمالية أكثر توازناً، من اليسار إلى اليمين، ومن الأمام إلى الخلف، والتي تؤدي إلى تخفيض اللاتوازن العضلي – الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى أعراض وإصابات مزعجة – إلى الحد الأدنى.

تحسِّن الوظيفة المناعية

من المحتمل أن تحسِّن العديد من تدريبات اليوغا الوظيفةَ المناعية، ولكن حتى اليوم يحظى التأمل بالدعم العلمي الأقوى. يبدو أن التأمل يزيد المناعة في حالات يكون فيها ذلك مفيداً، كما أنه يخفضها في حالة أمراض المناعة الذاتية المميزة بوظيفة مناعية عدوانية على نحوٍ غير ملائم. أجرى المدير السابق لعيادة تخفيض الإجهاد في جامعة ماساشيوستس، الدكتور كابات زِن، دراسة على الأناس الذين يعانون من حالات معتدلة إلى حادة من مرض المناعة الذاتية الجلدي المعروف بداء الصدف (الصداف). الأشخاص الذين استمعوا إلى شريط تأمّل موجّه خلال تلقّيهم للمعالجة القياسية من علاج الأشعة فوق البنفسجية، كان احتمال النقاء الكلي لجلدهم مضاعفاً أربع مرات تقريباً. يقول كابات زِن: “تكمن قوة هذه الدراسة في أنها تُظهر بأن العقل يمكنه أن يؤثِّر في عملية شفاء وصولاً إلى مستوى قدرة الجين (المورِّث) على تعديل الكائن الحي واستنساخ الخلايا”. وفي بحثٍ حديثٍ آخر أجراه كابات زِن والدكتور ريتشارد دافيدسون في جامعة وسكونسن، تم فحص مجموعة من العاملين في شركات تكنولوجيا عليا والذين تعلّموا تقنيات تأمل بسيطة وتمارين مطّ يوغا. بعد تلقيها حقنة أنفلونزا، طوّرت المجموعة الخاضعة للدراسة مستوىً من الأجسام المضادة للأنفلونزا في دمها، أعلى من المجموعة الضابطة القياسية، وهو ما يشير إلى قوة أفضل على محاربة المرض.

تحسِّن الوِقفة

يمكن للوِقفة الرديئة – وهي شيء تستطيع اليوغا أن تحسّنه على نحوٍ فعال – أن تسبِّب الكثير من مشاكل الظهر والرقبة والعضلات والمفاصل أو تجعلها أسوأ حالاً بكثير. فكِّر برأسك ككرة بولنغ، كبيرة ومستديرة وثقيلة. عندما تتم موازنة الكرة مباشرة فوق عمود فقري منتصب، فهذا يتطلّب من عضلات العنق والظهر عملاً أقل بكثير مما لو كانت محمولة على بعد عدة سنتمترات نحو الأمام، وهي عادة وضعية شائعة (انظر الشكل 2.2). يمكن أن يؤدي وضع الرأس الممتد نحو الأمام إلى وجع في الظهر، كما يسهم في مشاكل مثل الصداع، والتهاب المفاصل، ومتلازمة النفق الرسغي، وحتى الإعياء. احمل عالياً كرة البولنغ تلك لثماني أو اثنتي عشرة ساعة في اليوم وقد يكون لديك طاقة أقل لتقوم بأي شيء آخر عليك القيام به. وما هو أكثر إثارة للدهشة – لمن هم ليسوا من اليوغيين – بأن هناك حتى دليلاً علمياً على أنّ الوِقفة الرديئة تسهم في الموت قبل الأوان. كجزء من دراسة أكبر تنظر في ترقق العظم، تابعت الدكتورة دبورا كادو في جامعة كاليفورنيا UCLA لمدة تزيد عن أربع سنوات، حالات ألف وثلاثمائة مريض مسنّ يعاني جميعهم من الحدب المفرط، وهو ترهّل على شكل حرف C في أعلى الظهر. واكتشفت بأن المترهّلين كانوا أكثر احتمالاً لأن يموتوا خلال فترة الدراسة بنسبة 44 بالمائة. وربما ما كان أكثر إثارة للدهشة، هو أن أولئك ذوي الوِقفة الرديئة كانوا أكثر احتمالاً بنسبة 2.4 بالمائة لأن يموتوا بحالات ترتبط بتصلب الشرايين مثل النوبات القلبية، ما يضع الوِقفة الرديئة كعامل مخاطرة مؤثِّر جنباً إلى جنب مع التدخين والكولستيرول المرتفع. الآلية الدقيقة للكيفية التي تزيد بها الوِقفة الرديئة معدل الوفاة الناشئ عن اعتلال القلب غير معروفة حتى الآن، ولكن اليوغيين يعتقدون بأن الوِقفة المترهلة تضغط القلب ومن المحتمل أنها تعرّض إمداده بالدم للخطر. كما أن الرئتين يصبح لديهما مساحة أقل للتوسع إذا كان صدرك محدباً، ما يعني بأنك لا تستطيع أن تجلب الكثير من الأكسجين إلى جسمك، وهو الوقود الذي يعتمد عليه القلب (انظر أدناه). وقد تم دعم هذه الفكرة بتجربة أُجريت في إيطاليا ووُجد فيها بأن الأناس الذين يعانون من حدب مفرط، كانوا أكثر احتمالاً بنسبة 2.5 بالمائة لأن يعانوا من ضيق في النَّفَس، حيث كانت درجة التعرض للخطر متناسبة مع حدة الميلان الجانبي للظهر العلوي. تم نشر كلتا الدراستين في العام 2004 في مجلة المجتمع الشيخوخي الأميركي Journal of the American Geriatrics Society. تقترح الأبحاث الحديثة بأن الحدب المفرط ليس نتيجةً فقط لكسور العمود الفقري، ولكنه يمكن أن يكون سبباً لها أيضاً. تقترح دراسة استرشادية نُشِرت في المجلة الأميركية للصحة العامة American Journal of Public Health بأن برنامجاً من وضعيات اليوغا مدته اثنا عشر أسبوعاً، مُعدَّلاً لتلبية احتياجات المرضى، بإمكانه أن يحسِّن الوِقفة، والوعي الوضعي، والطول، ووضع الرأس، والمهارات الوظيفية وحسن الحال عند النساء اللواتي هن في عمر الستين وأكثر ويعانين من الحدب المفرط.

تحسِّن وظيفة الرئة

تفعل اليوغا هذا من خلال الوِقفة والتنفس معاً. تدفع الوِقفة المترهلة الأضلاع السفلية إلى البطن، مقيِّدة حركة الضلع ومحدّدة أكثر كمية الهواء الداخلة. إذا لم تجلب كمية جيدة من الهواء إلى قاعدة الرئتين، فأنت تعرّض للخطر قدرة هذه المنطقة الغنية بالدم على أن تمتلئ ثانية بالأكسجين وأن تتخلّص من الفضلات الغازية الناتجة. إن الوِقفة الأفضل التي تشجِّعها اليوغا ستفتح منطقة الأضلاع السفلية، كما أن تعلُّم استخدام العضلات البطنية لزفر الهواء على نحوٍ كامل أكثر سيسمح لك بأن تُدخل هواء أكثر في النَّفَس التالي. لقد تبيّن أن ممارسة اليوغا تحسّن السعة الحيوية (المقدار الكلي من الهواء الذي تنفخه خارجاً)، وكمية الهواء التي يمكنك أن تنفخها خارجاً في ثانية واحدة، ومدة إيقاف التنفس، بالإضافة إلى معدّل التدفق الأعلى، وهو ما يساعد على تفسير سبب كون اليوغا مفيدة في حالة الربو.

تؤدِّي إلى تنفس أبطأ وأعمق

يميل اليوغيون، مقارنةً بالأناس الآخرين، إلى أن يأخذوا عدداً أقل من الأنفاس ولكن بسعة أكبر. التنفس الأبطأ مهدِّئ للجهاز العصبي. كما أن أنفاس اليوغيين هي أكثر فاعلية بكثير. تم تبيان هذا التأثير في دراسة نُشِرت في العام 1988 في المجلة الطبية البريطانية المعتبَرة The Lancet، وأُجريت على أناس لديهم مشاكل في التنفس ناشئة عن قصور القلب الاحتقاني (CHF). في حالات قصور القلب الاحتقاني المتقدّمة يمكن للسائل أن يتجمّع في الرئتين متدخّلاً بعملية الأكسجة الطبيعية، ليُحدث بذلك إحساساً بالاختناق. الاستجابة الطبيعية هنا هي أن يهتاج المريض ويتنفس على نحوٍ سريع جداً محاولاً أن يُدخل أكبر قدر ممكن من الهواء، ولكن تبيّن أن هذا التصرّف هو ذو تأثير معاكس. فالأنفاس الكثيرة السريعة الضحلة تُوصل في الحقيقة كمية أقل من الهواء إلى حجيرات الهواء الصغيرة في الرئتين حيث يحصل تبادل الأكسجين، من تلك التي تجلبها الأنفاس الأقل والأبطأ والأعمق. وبعد شهرٍ واحد من ممارسة تقنية يوغا تُعرَف بالتنفس الكامل، انخفض معدّل التنفس لدى المرضى من 13.4 نَفَساً في الدقيقة إلى 7.6، بينما زادت قدرتهم على التمرين بشكلٍ كبير، كما زاد تشبع الأكسجين في دمهم. وبالفعل، فإن المرضى الذين بدأوا وهم يشعرون بضيق شديد في النَّفَس بحيث كان معدّل تنفسهم أكثر من عشرين نَفَساً في الدقيقة، انتهى بهم الأمر أن ارتفع مستوى الأكسجين في دمهم وذلك بأخذ ستة أنفاس يوغية فقط في الدقيقة.

تشجِّع على عدم التنفس من الفم

تشجِّع اليوغا التنفس من خلال الأنف في الشهيق والزفير على حد سواء. فالممرات الأنفية تصفِّي الهواء وتدفِّئه وترطِّبه، مزيلةً منه اللقاح والملوِّثات قبل أن تصل إلى رئتيك. الهواء الدافئ الرطب هو أقل احتمالاً لأن يُحدث نوبة ربو. يؤدِّي التنفس من الفم إلى جفاف الفم، وهو يسهم وٍفقاً لأطباء الأسنان في القضم غير المتراصف، والنَّفَس الكريه، وغير ذلك من المشاكل. هناك ثمة دليل أيضاً على أن التنفس من الفم أثناء الليل له علاقة بالشخير وربما بانقطاع النَّفَس، وهي حالة شائعة تحتمل الموت والتي يتوقف فيها الشخص عن التنفس على نحوٍ متكرر أثناء نومه. ولأن الممرات الأنفية هي أكثر ضيقاً من الفم، فهناك مقاومة أكثر لتدفق الهواء بها، ما يؤدِّي إلى إبطاء النَّفَس، وبالتالي إلى تهدئة الجهاز العصبي والعقل.

تزيد من أكسجة الأنسجة

المزيد من الأكسجين للرئتين يعني المزيد من الأكسجين للدماغ والأنسجة الأخرى، بما فيها تلك المناطق التي هي في طور الشفاء. لقد تبيّن أن الاسترخاء اليوغي يزيد من تدفق الدم إلى محيط الجسم مثل اليدين والقدمين. كما تبيّن أيضاً بأن اليوغا ترفع مستويات الهيموغلوبين وخلايا الدم الحمراء التي تنقل الأكسجين إلى الأنسجة. الأناس الذين يتنفسون بسرعة وبشكلٍ سطحيّ، يزيلون من رئاتهم كمية من ثاني أكسيد الكربون أكبر مما ينبغي، مسبِّبين بذلك ارتفاع قيمة الأس الهيدروجيني pH للدم (أي أنه يصبح قلوياً أكثر). وكنتيجة لهذا، فإن الهيموغلوبين يتشبث بالأكسجين بإحكام أكثر، ما يعني بأن كمية أقل منه تصل للأنسجة التي هي بحاجة إليه. وفي حين أن الأمر لم يتم توثيقه علمياً بعد، إلا أنه يُعتقَد بأن الوضعيات الالتوائية تنتزع الدم الوريدي من الأعضاء الداخلية، متيحة للمزيد من الدم المؤكسج أن يتدفق داخلاً حالما يتم تحرير الالتواء (وهي ظاهرة يطلق عليها بعض اليوغيين اسم “انتزع وانقع”). هناك شاهد أيضاً على أنّه عندما تكون العضلات مشدودة بإحكام على نحوٍ مزمن، فإن الدم المتدفق خلالها قد يتم تقييده. وقد تراكم بعض المناطق نفايات أيضية يُحتمل أنها تسهم في الحساسية الموجعة. إن وصول كمية أقل من الأكسجين والمغذِّيات إلى الأنسجة يمنع الأداء الوظيفي الطبيعي، ويمكننا بالتالي أن نتوقع أن تكون العضلة أقل قوة وأقل فاعلية، وأكثر عرضة للإصابة مما لو كانت تتلقّى الكميات اللازمة من الأكسجين والمغذيات.

تحسِّن صحة المفاصل

يلعب الغضروف في المفاصل مثل الركبة دور ماصٍّ للصدمات ويتيح للعظام أن تنزلق بنعومة فوق بعضها البعض. وبعمله الشبيه بالإسفنجة، يتم تغذية الغضروف بالسائل المزلِّق الذي يتم عصره خارجاً مع الحركة متيحاً لإمداد جديد أن يتم تشرُّبه. إذا كان مدى الحركة محدوداً، فإن مساحات الغضروف تنحلّ من جراء نقص الغذاء، وتصبح غير قادرة على تلطيف حركة العظام. ومع زيادة مدى الحركة، يمكن لتدريب الآسانا أن يساعد أيضاً في تحسين تراصف العظام، مقللاً احتمال البلى والتمزق. وبزيادة مدى الحركة في المفصل، وبإخراجك من أنماط الحركة المألوفة – والأخاديد البسيطة التي يمكن أن تنشأ في سطح المفصل – فإن وجود التمزق والبلى في أي مساحة محددة يميل لأن يصبح أقل.

تغذِّي الأقراص البينفقرية

كما هو الحال في غضروف المفصل، فإن الغضروف الذي يؤلِّف الأقراص الفقرية يفتقر إلى إمداد مستقل بالدم ويتطلب حركةً لإيصال المغذِّيات من الأوعية الدموية المجاورة. تدريب الآسانا حسن التوازن والذي يشمل انحناءات الظهر الخلفية، والانحناءات الأمامية، والالتواءات، بالإضافة إلى الاستطالة اللطيفة للعمود الفقري، يساعد في منع جفاف وانحلال هذه الأقراص مساعِداً إياها على القيام بعملها كماصّة للصدمات بين الفقرات. إن توسيد (تلطيف حركة) الفقرات يحمي الأعصاب الخارجة من العمود الفقري من الضغط والاصطدام.

تحسِّن عودة الدم الوريدي

حيث إنّ الأوردة، خلافاً للشرايين، لا تستطيع أن تدفع الدم إلى الأمام، فهي تعتمد على حركة المناطق المجاورة من الجسم، كما يحدث في تدريب الآسانا، لتنقل الدم ثانيةً من المحيط إلى المركز. تشجِّع الوضعيات المقلوبة الدمَ الوريدي من الرِجلين والحوض على التدفّق ثانيةً إلى القلب. يمكن للعودة المحسَّنة للدم الوريديأن تساعد في مشاكل مثل الكاحل المنتفخ. ومع العودة المحسَّنة للدم إلى القلب، لا يضطر الأخير لأن يعمل بنفس الكدّ.

تزيد من دوران السائل الليمفاوي

بالإضافة إلى الشرايين والأوردة، هناك جهاز ثالث من الأوعية يعمل على تدوير السوائل في كافة أنحاء الجسم. يحمل ذلك الجهاز السائل الليمفاوي، وهو سائل غني بالخلايا الليمفاوية (ليمفوسيت) وغيرها من خلايا الجهاز المناعي. يحارب الجهاز الليمفاوي الأمراض (الميكروبات)، ويقتل خلايا السرطان الحمراء، ويتخلص من بعض الفضلات السامة الناتجة عن الأداء الوظيفي الخلوي. وكما هو الحال في الأوردة، تفتقر الأوعية الليمفاوية إلى العضلات في جُدُرها والتي تستخدمها الشرايين لدفع الدم. عندما تقبض وتمط العضلات، وتحرّك أعضاءك فيما حولك، وتدخل في وضعيات يوغا وتخرج منها، فإن جريان السائل الليمفاوي يتحسّن وتتحسَّن معه وظيفة الجهاز الليمفاوي.

تحسِّن وظيفة القدمين

لدى الصينيين قولٌ مأثور هو “الهرم يبدأ في القدمين”، وتُعلِّم اليوغا بأن القدمين هما أساس الوِقفة الجيدة. فعندما لا يعملان على نحوٍ صحيح، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل في الكاحلين، والركبتين، والوركين، وأسفل الظهر، وأكثر من ذلك، حيث تنتقل القِوى غير المستوية إلى الأعلى. يطوِّر أطباء اليوغا المتمرّسون في أساليب اليوغا المرتكزة على التراصف، مسافةً أكبر تدريجياً بين أصابع أقدامهم، موسِّعين وموازنين قاعدتهم. يمكن تحسين العديد من مشاكل القدم، مثل القوس الهابط، وأحياناً تصحيحها بالممارسة المنتظمة لوضعيات الوقوف في اليوغا.

تحسِّن الاستقبال الحسِّي العميق

الاستقبال الحسِّي العميق هو القدرة على أن تشعر بموضع جسمك في الفضاء المحيط، حتى وعيناك مغمضتان. معظم الأناس ذوي الوِقفة الرديئة أو أنماط الحركة المختلة وظيفياً لا يكونون مدركين لأفعالهم الخاطئة، وافتقارهم إلى الإدراك يمنعهم من إحداث تغييرات. ومع ذلك، فإن الممارسة المنتظمة للآسانا تبني القدرة على إدراك ما يفعله جسمك. إن وعي الجسد هو جزء من المفهوم الأوسع للوعي الذي هو رئيس لكل تدريب يوغي. ومع الوعي، تأتي إمكانية القيام باختيارات مختلفة. حينما تصبح حساساً أكثر للعمليات الداخلية، فأنت تصبح أكثر احتمالاً لأن تلاحظ العوارض الدقيقة لمرض خطير في مرحلة يكون فيها أكثر استجابة للعلاج. قبل سنوات، قالت معلِّمة اليوغا جوديث هانسون لاساتر لزوجها: “أنا مُصابة بذات الرئة في رئتي اليمنى”. نظر إليها مشكّكاً وقال بأنه مجرد زكام حاد. قالت: “أنا متنفِّسة محترفة، ولا أستطيع أن أملأ رئتي اليمنى بالهواء”. وأثبتت أشعة إكس بأنها كانت محقة. وعلى نحوٍ مشابه، إذا لاحظت شداً في رقبتك وأوليته اهتماماً مبكراً بممارسة تمددات (مطّات) يوغا بسيطة، فقد لا تُصاب أبداً بالشقيقة التامة (الصداع النصفي). يمكن للوعي أيضاً أن يقوّي استجابتك للإجهاد. فما إن تشعر به يعتريك، حتى يمكنك أن تستخدم تقنية تنفس لإبطائه. كما أن الوعي اليوغي يتيح لك أن تعيّن انفعالاتك في وقت أبكر، وأن تميز “الشراراة قبل اللهب”. وهو ما يمنحك فرصة أكبر كي لا يكون رد فعلك متهوراً ناشئاً عن الغضب أو الخوف، وأن تحلِّل مشاعرك قبل أن يجرفك شلال من الأحداث الكيميائية الحيوية وتقوم بشيء تندم عليه لاحقاً.

تزيد التحكّم بالوظائف الجسمية

ومع المزيد من الوعي، يزداد التحكّم بالجسم. وفي حين أن قلّة من الناس يمكنها أن تطمح إلى التحكم الاستثنائي الذي مارسه السوامي راما، إلا أن الكثير من الناس يمكنهم أن يستخدموا تقنيات يوغا بسيطة لتخفيض ضغط دمهم بضع درجات، ولجلب المزيد من جريان الدم إلى حوضهم إن كانوا يكافحون العقم، أو لحثّ الاسترخاء إذا كانت لديهم مشكلة في الاستغراق في النّوم.

تقوِّي العظام

يشمل الكثير من وضعيات اليوغا تحمُّل الثقل الذي يقوِّي العظام ويساعد في تفادي ترقق العظم. تتطلب وضعيات الوقوف مثل المحارب II (انظر الشكل 5.2)تحمُّلاً للثقل في الرِجلين. وخلافاً لمعظم أشكال التمارين الأخرى، فإن وضعيات مثل الكلب المواجه للأسفل ووضعيات موازنة الذراع تضع الثقل على الرسغين، وهو موقع مألوف لكسور ترقق العظم. وجدت دراسة غير منشورة أُنجزت في جامعة كاليفورنيا California State University في لوس أنجلوس، أن ستة أشهر من ممارسة اليوغا المركزة على وضعيات الوقوف، زادت من كثافة العظم على نحو كبير في الفقرات عند ثماني عشرة امرأة تتراوح أعمارهن بين الثامنة عشرة والخامسة والستين، وذلك مقارنةً بمجموعات ضابطة حافظت على نشاطها الجسدي المعتاد. وعلاوة على هذا، فإن قدرة اليوغا الموثّقة على خفض مستويات هرمون الإجهاد الكورتيزول (انظر أدناه) قد تساعد في الحفاظ على الكالسيوم في العظام لأن الكورتيزول الزائد يقلل من تكوين العظم كما ويزيد من انحلاله.

تكيِّف جهاز القلب والأوعية الدموية

من تخفيض خطر احتمال الإصابة بالنوبات القلبية إلى تخفيف الاكتئاب، فإن التمارين الهوائية (الإيروبية لتقوية جهاز التنفس والدورة الدموية) هي قوة فعالة للوقاية والشفاء. ليست جميع الآسانا إيروبية، ولكنها عندما تُمارس بنشاط وقوة، فهي بالتأكيد يمكن أن تكون كذلك. وحتى التمارين اليوغية التي لا يمكنها أن تجعل معدّل قلبك يصل إلى المدى الإيروبي، تستطيع أن تحسِّن من أوضاع جهاز قلبك وأوعيتك الدموية. كشفت الدراسات بأن ممارسة اليوغا تخفض معدَّل سرعة القلب الهجوعي وتزيد من كمية الأكسجين القصوى المستوعبة بالإضافة إلى زيادة الجَلَد خلال التمرين، وكلها دلالات على التكييف الإيروبي المحسَّن. كشفت دراسة أُجريت على أربعين شاباً في الجيش الهندي أن مجموعة تمارس اليوغا لساعة واحدة في اليوم اكتسبت زيادة في السعة الإيروبية مماثلة لمجموعة أخرى تمارس تماريناً تقليدية، ولكن مجموعة اليوغا وحدها أظهرت انخفاضات هامة في الجهد المُلاحَظ في التمارين القصوى. وعند الأناس الذين يعانون من اعتلال بالقلب، أدّى برنامج أسلوب حياة شامل ضمّ اليوغا إلى تحسّن في قدرة القلب على الضخّ. وكشفت إحدى الدراسات بأن الخاضعين للدراسة الذين مارسوا البراناياما فقط، استطاعوا أن يعملوا بجدّ أكثر مع استهلاك مخفَّض من الأكسجين.

تشجِّع خسارة الوزن

وجدت دراسات عديدة بأن الأناس الذين يبدأون برامج يوغا منتظمة يخسرون وزناً. وبالإضافة إلى خسارة الوزن، اكتشفت إحدى الدراسات انخفاضات هامة في ثنيات الدهن – في الجهة الخلفية للذراعين، وتحت عظام (لوحَي) الكتفين، وفي أماكن أخرى عديدة – بالإضافة إلى محيط الجسم. وعلاوة على السعرات الحرارية التي تُحرق بممارسة اليوغا، يمكن أن يكون هناك أيضاً بُعدٌ روحي وانفعالي للوزن الزائد توليه اليوغا اهتماماً، وقد يكون هذا جزءاً من السبب في أن كثيراً من الناس يجدون بأن اليوغا تنجح معهم عندما تفشل المحاولات التي سبقتها لخسارة الوزن. وطريقة أخيرة قد تساعد فيها اليوغا على خسارة الوزن هي الوعي الذي يمكنها أن تجلبه لعملية تناول الطعام.

تُرخي الجهاز العصبي

عندما يتكلّم الناس عن تخفيض الإجهاد، فهم يقصدون غالباً تغيير التوازن بين فرعَي الجهاز العصبي المستقل (ANS)، بتبديله من حالة الإيقاظ المفرط المُحدَثة بواسطة الجهاز العصبي السمبثاوي (SNS)، إلى حالة الاسترخاء المُحدَثة بواسطة الجهاز العصبي نظير السمبثاوي (PNS). ينظم الجهاز العصبي المستقل (ANS) وظيفة الأعضاء الداخلية مثل القلب والرئتين والأمعاء، وهي أحياناً محكومة بواسطة الجهاز العصبي السمبثاوي (SNS) وأحياناً بواسطة الجهاز العصبي نظير السمبثاوي (PNS)، اعتماداً على الظروف. يصبح الجهاز العصبي السمبثاوي (SNS)، أي استجابة “القتال أو الهروب”، أكثر سيطرة في حالات الطوارئ. وفي حالة عدم وجود طارئ مُلاحظ، يسيطر الجهاز العصبي نظير السمبثاوي (PNS). الجهاز العصبي نظير السمبثاوي (PNS) مهدِّئ وشاف، فهو يقلّل من معدّلي القلب والتنفس، وينقص ضغط الدم، ويزيد تدفق الدم إلى الأعضاء الداخلية مثل الأمعاء وأعضاء التكاثر، متيحاً لك أن “ترتاح وتهضم”. هذه التأثيرات التي هي معاكسة لاستجابة “القتال أو الهروب”، تؤلّف ما أطلق عليه الدكتور هيربيرت بنسون “استجابة الاسترخاء”. والنظام الذي بسّطه وجعله في متناول مدارك الجمهور لإثارة هذه الاستجابة، والذي يشمل إغماض العينين، ومتابعة النَّفَس، وتكرار كلمة أو عبارة، مُصاغٌ تماماً على غرار التأمل السامي (TM)، وهو نوعٌ من تأمل المانترا اليوغي، رغم أن وسائل أخرى تشمل الآسانا والبراناياما يمكنها على نحوٍ مماثل أن تحوِّل توازن الجهاز العصبي المستقل (ANS). بدأ الطب التقليدي يميز على نحوٍ متزايد دور الإجهاد في تنوّع واسع من المشاكل التي تتطلب علاجاً طبياً – ليس فقط الواضحة منها مثل الشقيقة والأرق.

تحسِّن وظيفة الجهاز العصبي

أن نقول ببساطة إنّ اليوغا تُرخي الجهاز العصبي، هو مبالغة في التبسيط. فالعديد من تدريبات اليوغا، مثل انحناءات الظهر الخلفية وتقنيات البراناياما القوية، تحفِّز الجهاز العصبي السمبثاوي (SNS) بشكلٍ فعال، وبالتالي فإن منافع اليوغا لا يمكن اختصارها فقط بمجرد الاسترخاء. ما تريده هو جهاز عصبي لاإرادي (ANS) مضبوط بدقة للاستجابة لأي إجهاد تأتي به الحياة، محوِّلاً النشاط النسبي للجهازين السمبثاوي (SNS) ونظير السمبثاوي (PNS) وفقاً لما تقتضيه الضرورة. تخميني هو بأن اليوغا، وبواسطة مجموعة مؤتلفة من التدريبات المحفِّزة والباعثة على الاسترخاء، تضبط الجهاز العصبي لتكسبه هذه المرونة. يحلّل الباحثون وظيفة الجهاز العصبي المستقل (ANS) من خلال عوامل مثل المدى الذي يحس فيه الجسم بالتغيرات في موقع الجسم ويكيِّف نفسه وفقاً لها (حساسية المستقبلات الضغطية) وفيما إذا كان القلب يحافظ على تغيّر صحي ودقيق في إيقاعه (تغيّر معدَّل سرعة القلب). يظهر بأن اليوغا تحسِّن كلا هذين العامليَن.

تحسِّن وظيفة الدماغ

أظهرت اليوغا بأنها قادرة على تحسين التنسيق، وزمن رد الفعل، والذاكرة، وغيرها من مقاييس الوظيفة الدماغية الفعالة. عندما تدرس اليوغا، فأنت تتعلّم طرقاً جديدة كلياً لتحريك الجسم، وتنسيق أفعالٍ مختلفة في الوقت نفسه. وعلاوة على كل التنوّع في الآسانا، فإن هناك تقنيات تنفس، وتصوّرات، ومانترا، وأنواعاً مختلفة من التأمل. يؤدي كل من هذه النشاطات إلى جعل الدماغ يبني نقاط اشتباك عصبية جديدة، وهي الوصلات بين الخلايا العصبية. يعتقد العلماء الآن بأن الاستمرار في تعلّم أشياء جديدة في عمر متقدم هو أحد المفاتيح لزيادة اللدانة العصبية والمحافظة على وظيفة الدماغ. تعلّمك اليوغا أيضاً أن تركِّز انتباهك.

تنشِّط القشرة الأمامية الجبهية اليسرى

باستخدام نوعٍ متطور من المسح الدماغي يُعرَف بالـ MRI الوظيفي، اكتشف ريتشارد دافيدسون بأن القشرة الأمامية الجبهية اليسرى تُظهر نشاطاً معززاً عند الأناس الذين يتأملون، وهو اكتشاف تم ربطه بالمستويات الأعلى من السعادة، والوظيفة المناعية الأفضل، والمزيد من المرونة في النظرة العامة للأشياء، ومزاج يصعب تعكيره أو إرباكه. أما النشاط اليساري الجانب الأكثر إثارة الذي رآه الدكتور دافيدسون فقد كان لدى شخص غربي تدرّب ليكون راهباً تبتياً. يبدو بأن السلوك الهادئ والرقة اللذين تراهما في عيون بعض الأساتذة الروحيين، لهما علاقات وظيفية في الدماغ.

تغيِّر مستويات الناقلات العصبية

في دراسة أُجريت في جامعة بيناريس الهندوسية Benares Hindu University، وُجِد بأن ممارسة اليوغا لمدة ثلاثة وستة أشهر تقلِّل من الاكتئاب. تألّف التدريب من وضعيات الاسترخاء، والانقلابات، وغيرها من الآسانا، والبراناياما، والتأمل. أظهرت مجموعة اليوغا والمجموعة الأخرى التي عولجت بمضاد للاكتئاب تحسّنات مماثلة في مستويات الناقلات العصبية، واختبرت المجموعتان معاً ارتفاعاً هاماً في مستويات السيروتونين وانخفاضاً في مستويات الكورتيزول وأوكسيداز أحادي الأمين. تساعد مثل هذه التغيرات على تحسين المزاج.

تقلّل مستويات هرمون الإجهاد، الكورتيزول

تفرز الغدد الإدرينالية هرمون الإجهاد، الكورتيزول، في استجابة منها لأزمة حادة. عندما يكون الناس مجهدين باطّراد، فإن مستويات الكورتيزول قد تصبح مرتفعة على نحوٍ مزمن. إن المستويات المرتفعة بثبات للكورتيزول يمكن أن تكون لها تأثيرات معاكسة في الجهاز المناعي، ووزن الجسم، والذاكرة.

تخفض سكر الدم

وُجِد أن اليوغا تخفض سكر الدم الراسخ لدى الأناس المُصابين بداء السكر، بالإضافة إلى خفض مستويات الهيموغلوبين A1c، وهو مقياس للتحكّم الأطول أمداً بسكر الدم. هذا التأثير قد يكون في جزءٍ منه نتيجةً لتخفيض مستويات الكورتيزول والأدرينالين. تزيد المستويات الأعلى لسكر الدم من مخاطر الاشتراكات الشائعة لمرض السكر مثل النوبات القلبية، والقصور الكلوي، والعمى. قد تساعد اليوغا أيضاً في خفض مستويات السكر العالية عبر خسارة الوزن، ويظهر أنها تحسِّن الحساسية تجاه تأثيرات الإنسولين.

تخفّض ضغط الدم

يسهم ضغط الدم المرتفع في كثير من المشاكل التي تتطلب علاجاً طبياً بما فيها النوبات القلبية، والقصور الكلوي، والسكتات الدماغية. إنّ تنشيط استجابة الإجهاد يرفع ضغطَ الدم عبر آليات مثل قبض الشرايين، وحفظ الملح والسوائل، وزيادة القوة المقلِّصة لعضلة القلب. يؤدي التمرين وخسارة الوزن التي تصاحب عادة الممارسة المنتظمة لليوغا إلى إنقاص ضغط الدم على نحوٍ مستقل. ويبدو الاسترخاء اليوغي، على وجه التحديد، فعّالاً.

تحسِّن مستويات الكولستيرول وثلاثي الغليسريد

وثَّقت دراسات عديدة قدرة اليوغا على خفض مستويات دهون الدم، بما فيها الـ LDL (المعروف باسم الكولستيرول “الضار”) وثلاثي الغليسريد، التي تترافق مع كثير من المشاكل الصحية بما فيها النوبات القلبية والتهاب البنكرياس. ربما يتضافر عدد من الآليات المختلفة لتحقيق هذا التأثير. إحدى هذه الآليات هي قدرة اليوغا المعروفة على العمل كترياق للإجهاد، وهو ما قد يساعد في عكس قدرة الإجهاد على تعزيز مستويات الكولستيرول وجعْل نسبة الكولستيرول الكلي إلى كولستيرول الـ HDL (الكولستيرول ’المفيد‘) أسوأ. تؤدي خسارة الوزن والتكييف التي تميِّز الممارسة المنتظمة لليوغا إلى خفض مستويات ثلاثي الغليسريد وتعزيز الـ HDL، والذي تميل المستويات العالية منه إلى الحماية من النوبات القلبية حيث يلعب دور كاسحة دهون ضمن تيار الدم.

ترقِّق الدم

المرسِّب الأخير لمعظم النوبات القلبية والسكتات الدماغية – وهما اثنان من الأمراض الثلاثة القاتلة الأولى في العالم الصناعي الحديث – هو تجلّط الدم. تميل الجلطات التي تتشكل من التصاق آلاف من الصُفَيحات الدموية المجهرية معاً، إلى الانغراز في الشرايين التي هي مُضيَّقة مسبقاً بواسطة صفائح تصلب الشرايين الدهنية (البلاك). يزيد تجلط الدم المضاعف من فرص النجاة عندما يهاجمك حيوان مفترس أو تُصاب بسهم، ولكن في العالم الحديث، فإن معظم السهام نفسية (سيكولوجية) وبالتالي فإن الدم الأثخن ليس مساعداً على الإطلاق. تقلل اليوغا من ميل الصفائح إلى التجمع في كتل، بالإضافة إلى إنقاصها لمستوى مولِّد الليفين fibrinogen وتشجيعها على انحلال الليفين، وهما بروتينان يشجّعان التخثّر (التكتل).

تحسِّن وظيفة المعيّ

الإجهاد مسهمٌ كبير في المشاكل المعوية بدءاً من القرحات إلى متلازمة المعيّ المتهيج. لعلّ أكثر المؤشرات عالميةً على أنّ الإجهاد يمكنه أن يؤثِّر في الأحشاء هو “الاضطراب والهلع” الذي لا بد من أنّ الجميع تقريباً قد شعر به في وقت عصيب أو آخر. يمكن أن يؤدِّي الإجهاد إلى الإمساك أو الإسهال. تسهم الوِقفة التي يمتد فيها الرأس إلى الأمام في تسبيب الإمساك وذلك بضغط الأمعاء الغليظة وعرقلة الحركة الطبيعية للبراز. وعلاوة على عملها كعامل مضاد للإجهاد وتحسينها للوقفة، فإن ممارسة اليوغا يمكن أن تكون فعالة في تحريك الطعام والفضلات عبر المعيّ.

تحرِّر القبض العضلي اللاواعي

هل لاحظت نفسك مرة، ودون سبب ظاهر، تُطبق أسنانك بإحكام، أو تمسك قلماً، أو هاتفاً، أو عجلة قيادة بقبضة محكمة؟ يمكن للقبض اللاواعي الذي لا ضرورة له أن يؤدي إلى شدّ مزمن في الرسغين والذراعين والكتفين والرقبة والوجه، وإلى الإعياء والحساسية العضلية الموجعة، والتي يمكن بدورها أن تجعل مزاجك ومستوى إجهادك أسوأ. يمكن لليوغا أن تعلِّمك، كما تقول المعلّمة ماري دون في معهد إينغار، “أن تحذف الشدّ (التوتر) من الانتباه take tension out of attention”، وأن توازن بين الجهد والاسترخاء. فمن خلال الإدراك الذي تبنيه عبر ممارسة اليوغا، تبدأ بملاحظة أي عضلات تقبضها دون ضرورة. قد تكون لسانك، أو عضلات وجهك ورقبتك. إذا تآلفت ببساطة، فقد تكون قادراً على أن تحرِّر بعض القبض الذي لا داعي له في الحال. ولكن مع عضلات مثل العضلات الرباعية الرؤوس (العضلات الكبيرة في مقدمة الفخذين)، والعضلات شبه المنحرفة (العضلات الشبيهة بشكل الطائرة الورقية والممتدة من العنق إلى كل كتف وإلى منتصف الظهر)، وتلك التي في الردفين، فقد تحتاج إلى سنوات من تدريب الآسانا لتتعلّم كيف تجعلها تسترخي.

تستخدم التخيّلات لتؤثِّر في تغيير الجسم

يلعب التصوّر والتخيّل دوراً هاماً في تدريب اليوغا ويمكنهما أن يساعدا في تسهيل التغيّرات الجسدية والعقلية. تخيّل أنك تقضم ليمونة حامضة وستتغضّن شفتاك وتسيل العصارة اللعابية. فكِّر في قبض عضلاتك ذات الرأسين دون أن تقوم بذلك فعلياً وستُظهر المراقبة الكهربائية المتطوّرة لخلايا العضلات انقباضاً جزئياً. رغم ما قد يبدو عليه التصوّر من الجنون، إلا أن العلم يؤكّد ما عرفه اليوغيون لآلاف السنين. أجرى الدكتور فينوث رانغاناثان من عيادة كليفلاند تجربةً تم فيها تدريب المتطوعين على تخيّل انقباض عضلات محددة في أذرعهم لمدة خمس عشرة دقيقة لخمسة أيام في الأسبوع. في نهاية الأسابيع الاثني عشر من هذا النظام، أظهرت الاختبارات بأن الأناس الذين تخيّلوا التمارين قد طوّروا إحصائياً زيادات هامة في قوة هذه العضلات مقارنة بالمجموعة الضابطة.

تخفِّف الألم

اكتشفت دراسات متنوعة بأن الآسانا والتأمل، أو مجموعة مؤتلفة من الاثنين معاً تستطيع أن تخفف الألم لدى مرضى التهاب المفاصل أو ألم الظهر أو ألم الليف العضلي أو متلازمة النفق الرسغي، وغيرها من الحالات. كما وجدت تقنيات تصوير الدماغ الجديدة بأن المتأملين المتمرسين يستطيعون أن ينقصوا الإشارات بين المهاد البصري، وهو جزء من الدماغ ينقل رسائل الألم إلى مراكز الدماغ الأعلى للقشرة المخية. يجد جون كابات – زِن بأن التأمل الواعي يستطيع أن يحسِّن القدرة على احتمال الألم بتعليمك أن تفصل الألم نفسه عن أفكارك وانفعالاتك بشأنه (والتي من دون ذلك يمكن أن توقد النار). ليس مجرد غاية في حدّ ذاته، فتخفيف الألم قد يسهِّل الشفاء من خلال تحسين المزاج وتشجيع النشاط وتقليل الحاجة إلى الدواء.

تقلِّل الحاجة إلى الأدوية

أظهرت الدراسات بأن اليوغا تتيح لبعض مرضى الربو، أو اعتلال القلب، أو ضغط الدم المرتفع، أو داء السكر من النوع الثاني، أو اضطراب الوسواس القسري، أن يخفضوا جرعتهم من الأدوية وفي بعض الأحيان أن يتخلصوا منها كلياً. وحيث إنّ جميع الأدوية لها تأثيرات جانبية تتراوح من العجز الجنسي نتيجة لأدوية ضغط الدم إلى سكريات الدم المنخفضة على نحوٍ خطر نتيجةً لأدوية داء السكر، فمن المفيد تناول أقل قدر ممكن من العقاقير، أو إذا كان لا بد منها، أن يتم تناول أصغر جرعة فعالة. كما أن استخدام عقاقير أقل يؤدي أيضاً إلى تقليل فرصة التفاعلات بين الأدوية، كما يوفِّر المال بالطبع.

تعزِّز علاقات الشفاء

تماماً كما يمكن لعلاقة جيدة بين الطبيب والمريض أن تكون شافية، فإن المشاركة الجيدة مع معلّم يوغا تستطيع أن تمنح فائدة علاجية. عادة ما يكيّف المعلّمون الطلاب أو يؤثِّرون فيهم بطرق معينة لتسهيل الاسترخاء أو التحرك بعمق أكثر في وضعية معينة. هذا ما اعتاد الأطباء تسميته بـ “إعداد اليدين”، والذي تم استبدال معظمه للأسف مع الازدهار الحاصل في التكنولوجيا العليا بما أطلق عليه أنا “إعداد الأدوية”. يتم ربط جزء من فائدة العلاقة الجيدة مع المعلّم بمفاهيم الحب والاهتمام غير العلمية والتي بالرغم من صعوبة قياسها، تسهِّل الشفاء دون شك. وبنفس الطريقة، فإن السانغا sangha أو المجتمع المؤلّف من معلِّمي وطلاب اليوغا الذي يتشكل حول المحترفات وغيرها من الأماكن التي يتدرب فيها الناس، تؤمّن نوعاً من المساندة الاجتماعية والتي تقترح الشواهد العلمية بأنها تفيد الصحة.

تحسِّن الصحة النفسية (السيكولوجية)

أظهرت العديد من الدراسات بأن اليوغا قادرة على تحسين عدد من معايير الصحة النفسية بما فيها المزاج واحترام الذات والإحساس بالاتزان. تقلل اليوغا أيضاً مستويات الغضب وربما كنتيجة لهذا ولبعض التغييرات الأخرى المُدرجة، فهي تعزِّز علاقات أفضل مع الآخرين. وبالإضافة إلى قيمتها في تحسين نوعية الحياة، فإن هناك دليلاً على أنّ حسن الحال النفسي له تأثير هائل في الصحة الجسدية. فعلى سبيل المثال، تقترح الدراسات بأن الغضب المزمن والعدائية لهما صلة بالنوبات القلبية بقدر العوامل الأخرى المعروفة التي تزيد من خطر احتمال الإصابة بالنوبات القلبية مثل التدخين وداء السكر والكولستيرول المرتفع.

تقود إلى عادات أكثر صحة

الصحة النفسية والحساسية نحو الجسد اللتان تسهِّلهما الممارسة المنتظمة لليوغا تشجعان الناس على القيام بخيارات صحية أكثر، وهو اكتشاف موثّق لطلاب يمارسون التأمل السامي TM، ويظهر أنه شائع أيضاً بين ممارسي اليوغا الملتزمين. يمشي اليوغيون على نحوٍ نظامي، ويأكلون بشكلٍ أفضل، وهم غالباً قادرون على الإقلاع عن التدخين بعد سنوات من المحاولات الفاشلة. وعندما تصبح ممارستهم أكثر عمقاً، فإن عاداتهم تميل لأن تصبح صحية أكثر. بعد سنة واحدة من ممارسة اليوغا، قد يقرر الطالب أن يقلل من استهلاكه للحم الأحمر، وبعد خمس سنوات قد يحذفه كلياً.

تعزِّز النمو الروحي

عادة ما تضع الممارسة المنتظمة لليوغا – وتحديداً عندما تُمارس بنيّة معاينة النفس وإصلاحها – ممارسيها على صلة بجانب مختلف من أنفسهم. من بين الأوجه الروحية التي تعزِّزها اليوغا هناك مشاعر الامتنان والمشاركة الوجدانية والغفران والإحساس بأنك جزء من شيء أكبر من نفسك. وفي حين أن الصحة الأفضل ليست هدف اليوغا، إلا أن العديد من الدراسات العلمية قد وثّقت بأنها تملك هذا التأثير. ومجال أخير يمكن للجانب الروحي من اليوغا أن يساعد فيه هو المعاناة. تختلف المعاناة أو الدهكها duhkha من وجهة نظر اليوغا عن الألم. فالألم لا يمكن تجنّبه دائماً، ولكن مقدار معاناتك كنتيجة له تعتمد على حالة عقلك. تعلِّم اليوغا بأن الأفكار وردود الفعل الانفعالية على تجربة مؤلمة يمكن أن توقد نار السخط والاستياء وتُضعف الشفاء. إنّ تعلُّم كيفية تهدئة العقل الأرِق والتآلف مع حِيَله وعاداته هو الطريق للمعاناة السامية.

تُحدث التأثير المهدِّئ

إنّ مجرد إيمانك بأنك ستتحسّن يجعلك تتحسّن، كما أوضحت سِيَر الحالات المرضية والدراسات العلمية التي لا تُحصَى. ولكن العديد من العلماء التقليديين يتصرفون وكأن الشيء الذي ينجح عن طريق إحداث التأثير المهدِّئ لا معنى له. ولكن يميل الأناس الذين يعانون لأن يكونوا عمليين، فهم يريدون فقط أن تتم مساعدتهم. إذا كان ترتيل المانترا ييسِّر الشفاء، حتى لو كان ذلك “فقط” من خلال التأثير المهدِّئ، فما المانع من القيام به؟

تشجِّعك على المساهمة في شفاء نفسك

في جزء كبير من الطب التقليدي، المرضى هم مستقبلون سلبيون للعناية الطبية. أما في اليوغا، فإن العنصر الأساسي ليس ما يتم فعله لك بل ما تفعله أنت لنفسك. تمنح اليوغا الناس شيئاً ملموساً يمكنهم فعله، ويبدأ معظم الناس بالشعور بالتحسّن منذ المرة الأولى التي يجربونها فيها. كما يلاحظون أيضاً بأنهم كلما التزموا بالتدريب أكثر، فإن المنافع تميل لأن تكون أكبر. وهذا لا يدخلهم فقط في العناية الخاصة بأنفسهم، ولكنه يعطيهم رسالة بوجود الأمل، والأمل بحد ذاته يمكن أن يكون شافياً؛ ومساعداً على الاستمرارية. إذا كنت تعتقد بأن اليوغا يمكن أن تساعدك حقاً، فأنت أكثر احتمالاً بكثير لأن تمارسها كل يوم. وإذا فعلت ذلك، فاحتمال نجاحها هو أكبر بكثير (وليس فقط بسبب التأثير المهدِّئ).

خلال قراءتك لهذه الطرائق الأربعين التي تفيد بها اليوغا الصحة، يحتمل أن تكون قد لاحظت الكثير من التداخل. وفي حين أنك بهدف الفهم يمكنك أن تفصل الآليات التي تشكِّل أساس الصحة النفسية والوظيفية، إلا أن هذه الآليات هي في الحقيقة متمازجة بكثافة. غيِّر وِقفتك فتتغيّر الطريقة التي تتنفس بها. غيِّر الطريقة التي تتنفس بها فتغيّر جهازك العصبي. وهذا بالطبع هو واحد من أعظم دروس اليوغا: كل شيء متصل؛ ليس فقط عظم وركك بعظم ركبتك، ولكن أنت مع مجتمعك والعالم. هذه الروابط بين الأشياء هي حيوية في فهم طريقة عمل اليوغا لأن اليوغا هي نظام شامل يطرق دزينات من الآليات التي قد تملك تأثيرات إضافية وحتى مُضاعفة. ربما يكون هذا النوع من التآزر هو الطريقة الأهم التي تشفي بها اليوغا.

وما هو أفضل من ذلك، هو أن معظم التأثيرات المباشرة لليوغا (القوة، والمرونة، والتوازن، والقدرة على تهدئة الجهاز العصبي) تزداد مقداراً مع استمرار الممارسة، كما تزداد أيضاً المنافع الشافية. ومثل الفائدة المركّبة، فإن الأرباح تتراكم عبر السنوات وحتى العقود. ومع ذلك، فإن معظم تجارب اليوغا المُنجزة في الغرب يتم إجراؤها لفترة قصيرة جداً تتراوح غالباً بين الثمانية والاثني عشر أسبوعاً بسبب الدواعي المالية واللوجستية. من المثير للإعجاب حقاً أن فترة زمنية قصيرة كهذه كانت كافية لتوثيق الفائدة، ولكن أي يوغي متمرس سيخبرك بأن اثني عشر أسبوعاً هي قطرة في دلو. وبالتالي فمن المرجّح أن معظم دراسات اليوغا حتى اليوم قد قلّلت بصورة منهجية منظمة من القدرة الشفائية الحقيقية لليوغا. اليوغا علاج قوي ولكنه بطيء. قد يكون الدواء أسرع ولكن اليوغا هي في معظم الأحيان السلحفاة التي تفوز في سباق الصحة الأفضل.