التصنيفات
القلب | جهاز الدوران | أمراض الدم

أنواع الأدوية الخافضة لضغط الدم وأضرارها والعلاج في الطب البديل

يشار إلى ارتفاع ضغط الدم أو فرط ضغط الدم في كثير من الأحيان باسم “القاتل الصامت”؛ لأنه عادة ما لا يؤدي إلى ظهور أية أعراض لكنه يرتبط، بلا شك، بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتة الدماغية، وأي عدد من المشكلات الصحية الأخرى المهلكة والمميتة. وتستمر الأبحاث في الإشارة إلى أن التحكم الدقيق في ضغط الدم يقلل بشكل ملحوظ من المخاطر.

يعتبر تشخيص ارتفاع ضغط الدم وعلاجه أحد أسباب الانخفاض الحاد في نسب الوفيات بسبب النوبات القلبية التي كانت تعتبر وبائية في منتصف القرن العشرين؛ لكننا صرنا الآن نعرف أن ارتفاع ضغط الدم يمكن أن يُضعف أيضًا الوظائف المعرفية، ويضر بالكلى وفقدان البصر، وقصور القلب، وتمزق الأوعية الدموية (الشرايين المنتفخة).

أسباب ارتفاع ضغط الدم

في المجتمعات الصناعية، يرتفع ضغط الدم مع تقدم العمر لدى معظم الناس، ويرتبط ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالعمر بتصلب الشرايين؛ وهو أمر شائع لدرجة أنه يعتبر عاقبة طبيعية للتقدم في العمر؛ لكنه غير موجود في المجتمعات البدائية القليلة المتبقية؛ ما يشير إلى أنه يرتبط بنمط الحياة بشكل أكبر من عملية التقدم في العمر والشيخوخة، ومن المرجح أن تكون عوامل نمط الحياة الرئيسية هي النظام الغذائي، والنشاط البدني، والإجهاد. ولعل استهلاكنا الكبير للأطعمة المعالجة والمصنَّعة المشبعة بالصوديوم والكربوهيدرات سريعة الهضم أبعد ما يكون عن النظام الغذائي الأكثر طبيعية للأكل لدى مجتمعات الصيد وجمع الثمار البدائية، وربما يؤثر في ضغط الدم إلى الأسوأ. كذلك يجعل النشاط البدني المنتظم الشرايين أكثر مرونة، ويساعد على الحفاظ على الوزن الطبيعي، وكلاهما يرتبط بضغط الدم الطبيعي. وعلى الرغم من أن مجتمعات الصيد وجمع الثمار البدائية لا تخلو من التوتر والقلق، يبدو أننا نقع تحت وطأة قدر أكبر منه.

إن ما يربط بين التوتر وضغط الدم هو الجهاز العصبي اللا إرادي، الذي ينظم مسار العضلات الملساء التي تبطن جدران الشرايين، والفرع الودي لذلك النظام يقيد الشرايين، ما يرفع ضغط الدم، في حين أن الفرع اللا ودي يرخيها، ويخفض ضغط الدم. وعند تفعيل استجابة الكر أو الفر، يضمن نشاط الجهاز العصبي الودي تدفق الدم بوتيرة مستمرة إلى المخ عن طريق رفع ضغط الدم، ويعاني الكثيرون منا فرط النشاط المزمن للجهاز العصبي الودي، كما لو كان يتفاعل في حالة طوارئ لا تنتهي أبدًا، وهذا بالتأكيد أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع ضغط الدم، وغالبًا ما يخلق فعل قياس ضغط الدم من قبل الطبيب أو الممرض حالة من القلق، ويزيد من حدة التوتر العصبي الودي؛ ما يؤدي إلى تشويه القراءات المتخذة في محيط طبي. وقد لا يعطي مثل هذا الارتفاع في ضغط الدم “نتيجة التعامل مع الأطباء” صورة دقيقة عن متوسط الضغط لدى المريض. ومع ذلك، كثيرًا ما يصف الأطباء الأدوية الخافضة للضغط على أساس هذه القراءات.

معدل ضغط الدم الطبيعي

ليس هناك شك في أن ضغط الدم يجب ألا يكون مرتفعًا جدًّا أو منخفضًا جدًّا، وتشير الأبحاث الحديثة إلى أنه من المستحسن خفض ضغط الدم الذي يكون أعلى قليلًا من 120 / 80 (الرقم العلوي هو الضغط الانقباضي ، أو الحد الأقصى الذ ي يتم الوصول إليه عندما يعمل القلب بأقصى سعة لديه ، والرقم السفلي أو الضغط الانبساطي هو الحد الأدنى عند ما يكون القلب مرتاحا بشكل كامل)، وقد كان هذا يعتبر سابقًا طبيعيًّا بالنسبة إلى معظم البالغين.

كيف تعمل أدوية ضغط الدم؟

نظرًا إلى أن ضخ الكم الكافي من الدم يعد أمرًا حيويًّا لجميع الوظائف تقريبًا، فإن الجسم ينظم هذه العملية بعناية من خلال آليات عصبية وهرمونية معقدة، لكن مختلف الأدوية الخافضة للضغط تؤثر في هذه الآليات بطرق مختلفة، وعلى سبيل المثال: تعمل حاصرات بيتا على الجهاز العصبي، في حين أن مثبطات الإنزيم المحوَّل للأنجيوتنسين تغير المسارات الهرمونية، وترخي حاصرات قناة الكالسيوم العضلات الملساء التي تبطن الأوعية الدموية، كما تخفض مدرات البول كثافة الدم عن طريق زيادة إفراز البول من الماء، ويشيع اليوم لعلاج ارتفاع ضغط الدم الجمع بين أدوية متعددة ذات آليات عمل مختلفة للحصول على تأثير أقوى.

ويمكن أن يؤدي أي دواء يخفض ضغط الدم إلى ضغط دم منخفض جدًّا، وبخاصة إن كان يستخدم مع مزيج من الأدوية، كما كانت الحال مع “دون”. لاحظ أن الأدوية المستخدمة لعلاج المشكلات الأخرى، مثل تامسولوسين الذي كان “دون” يتعاطاه لعلاج عسر التبول المتعلق بتضخم البروستاتا لديه، يمكن أيضًا أن يخفض ضغط الدم. بينما لا يوجد رقم محدد يستخدم بوصفه حدًّا فاصلًا للضغط المنخفض بشكل خطير لدى كبار السن، ويشعر معظم الأطباء بالقلق عندما ينخفض الرقم العلوي عن 100؛ فعند انخفاض ضغط الدم الشديد، يكون تدفق الدم إلى الأجهزة الحيوية، مثل المخ والقلب غير كافٍ؛ وهي حالة قد تسبب الوفاة تعرف بـ”الصدمة”.

أهم فئات عقاقير أدوية ضغط الدم وأضرارها

يُستخدم العديد من الفئات المختلفة من العقاقير للسيطرة على ارتفاع ضغط الدم، وفيما يلي أهمها والآثار الضارة التي يمكن أن تسببها:

مدرات البول الثيازيدية (حبوب الماء)

دخلت هذه الأدوية حيز الاستخدام عام 1958 ، ومنها هيدروكلوروثيازيد (مايكروزايد) وكلورثاليدون (الثاليتون)، وهما دواءان يقللان كمية الملح والماء التي تعيد الكليتين امتصاصهما من البول؛ فتزيد من التبول، وتخفض كثافة الدم، وتتعلق الآثار الجانبية بحجم الجرعة، وتميل إلى أن تكون تلك الآثار نادرة: الصداع، والوهن، واضطرابات المعدة، والحكة، واضطرابات الرؤية، وتشنجات العضلات. أيضًا يمكن لمدرات البول الثيازيدية أن تسبب حالات تأجج لدى المصابين بالنقرس، كما يشكو متعاطوها من الاضطرار إلى التبول بشكل متكرر، ولكن هذا هو التأثير المقصود؛ لذلك من الأفضل أن يتم تناول هذه الأدوية في الصباح بدلًا من وقت النوم.

حاصرات بيتا

ظهرت هذه الأدوية للمرة الأولى عام 1973 ، وهناك العشرات منها قيد الاستخدام الآن، وكلها يمنع نوعًا محددًا من المستقبلات (مستقبلات بيتا) في الجهاز العصبي الودي؛ ما يؤدي إلى استرخاء العضلات الملساء في جدران الشرايين. وتنتهي أسماؤها العامة بالمقطع ” lol -“، ومن الأمثلة الشائعة كارفيديلول (كوريج)، وأتينولول (تينورمين)، ميتوبرولول (لوبريسور، وتوبرول)، وبروبرانولول (إنديرال). وتسبب حاصرات بيتا في كثير من الأحيان الإجهاد، وتشنُّج الشعب الهوائية (ومن ثم يجب استخدامها بحذر من قبل المصابين بالربو)، والدوار، وضعف الانتصاب، وانخفاض نسبة السكر في الدم. ويمكن أن يسبب الدواءان ميتوبرولول وبروبرانولول، بشكل خاص، الأرق والأحلام الواعية، أما دواء كارفيديلول فيمكن أن يسبب الاستسقاء (أي الاحتفاظ بالسوائل في الأطراف السفلية). وتشير الدراسات الحديثة إلى أن حاصرات بيتا ربما لا تكون أفضل خيار لعلاج ضغط الدم لدى معظم الأشخاص 5 .

ناهضات ألفا – 2

تحفز هذه الأدوية مستقبلات ألفا – 2 في الجهاز العصبي؛ فتقلل من وتيرة عمل الجهاز العصبي الودي، وتنتهي أسماء العديد منها، ولكن ليس كلها، بالمقطع ” idine -“، ومن بين أكثر الأمثلة شيوعًا على ناهضات ألفا – 2 كلونيدين (كاتابريس). ولكل منها عدد من الآثار الجانبية، ولعل أكثرها شيوعًا التخدير، وجفاف الحلق، والقلق، والإمساك، والغثيان، والقيء، كما يمكن أن تسبب، أكثر من غيرها من الأدوية الخافضة لضغط الدم، انخفاضًا مفاجئًا في ضغط الدم، يرتبط بتغيير وضعية الجسم، مثل عندما يقف شخص بعد أن كان جالسًا (وهو المعروف باسم انخفاض ضغط الدم الوضعي أو الانتصابي)، وعادة ما ينتج عن هذا الانخفاض المفاجئ في ضغط الدم الشعور بالدوار والإغماء.

حاصرات ألفا – 1

يؤدي تثبيط مستقبلات ألفا – 1 أيضًا إلى انخفاض ضغط الدم، وتنتهي أسماء معظم الأدوية في هذه الفئة بالمقطع ” osin -“، مثل دوكسازوسين (كاردورا) وتامسولوسين (فلوماكس). ومثل ناهضات ألفا – 2 ، يمكن أن تسبب هذه الأدوية انخفاض ضغط الدم الانتصابي؛ وهو خطر يحدث بصورة خاصة بعد أن يأخذ الشخص الجرعة الأولى من أحد هذه الأدوية. (وتساعد هذه الأدوية أيضًا على علاج تضخم البروستاتا؛ ولهذا السبب تم وصف الدواء تامسولوسين ل”دون”.) وتشمل الآثار الجانبية لهذه الأدوية انخفاض معدل ضربات القلب، والاستسقاء، والدوار، والصداع، والإرهاق، والقلق، ومجموعة متنوعة من أمراض الجهازين الهضمي والبولي، بما في ذلك زيادة التبول، ولا تستخدم حاصرات ألفا – 1 عادة بوصفها معالجة أولى لضغط الدم.

حاصرات قنوات الكالسيوم

من أجل أن تتقلص خلايا العضلات، فإنها تتطلب انتقال أيونات الكالسيوم إليها، وتمنع حاصرات قنوات الكالسيوم أيونات الكالسيوم من الانتقال إلى خلايا العضلات الموجودة في جدران الشرايين؛ ومن ثم إضعاف التقلصات بها. ويترجم استرخاء العضلات والأوعية الدموية بشكل كبير إلى انخفاض في ضغط الدم، وتعتبر حاصرات قنوات الكالسيوم هي العلاج الأولي لعلاج اضطرابات ضغط الدم، وقد تم تطوير أولها فيراباميل (كالان، وفيريلان، وكوفيرا إتش إس)، ونيفيديبين (بروكارديا) في عام 1977 ، ويستخدم أملوديبين (نورفاسك) الآن على نطاق واسع. وتعمل حاصرات قنوات الكالسيوم بشكل جيد في علاج تصلب الأوعية الدموية الكبيرة، وهي ما يعاني منه العديد من المرضى المسنين، وتشمل آثارها الجانبية الإمساك، والغثيان، والدوار، والطفح الجلدي، وتورم الساقين والقدمين، والنعاس.

الأدوية التي تؤثر في نظام الرينين أنجيوتنسين

يقوم نظام الرينين أنجيوتنسين بتنظيم ضغط الدم من خلال الآليات الهرمونية، وعندما تشعر الكليتان بانخفاض في تدفق الدم، فإنهما تفرزان إنزيم (الرينين) الذي يزيد من مستويات أنجيوتنسين 1 في الدم، وهو سلف غير نشط. ويعمل إنزيم آخر، (الإنزيم المحول للأنجيوتنسين) المصنوع في الرئتين، على تحويل أنجيوتنسين 1 إلى أنجيوتنسين 2 ، وهو هرمون نشط يرفع ضغط الدم عن طريق التسبب في انقباض الأوعية الدموية، ويمكن أن تتداخل الأدوية مع هذا المسار المعقد بعدة طرق مختلفة.

مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين

تحول هذه الأدوية، كما يوحي اسمها، دون أن يتم إطلاق الإنزيم المحول للأنجيوتنسين في الرئتين؛ ومن ثم لا يمكن تحويل الأنجيوتنسين 1 إلى أنجيوتنسين 2 . وتنتهي جميع أسماء هذه الأدوية بالمقطع “- pril “: ليسينوبريل (برينيفيل، وزيستريل)، وإنالابريل (فاسوتيك)، وكابتوبريل (كابوتين)، ومثل مدرات البول وحاصرات قنوات الكالسيوم، تعتبر هذه من أدوية الخط الأول لعلاج ضغط الدم، وهي مفيدة بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون مرض السكري؛ لأنها تحمي أيضًا وظائف الكلى؛ (إذ يعتبر تلف الكلى من المضاعفات الخطيرة طويلة الأجل لمرض السكري)، بالإضافة إلى ذلك، تؤدي مثبطات الإنزيم المحوَّل للأنجيوتنسين دورًا حيويًّا في علاج قصور القلب، ومع ذلك، يمكن أن تسبب السعال المزمن الجاف لدى 5 أو 25 % من الناس، ويمكن أن تسبب أيضًا طفحًا، وإسهالًا، ونعاسًا، وصداعًا، وشعورًا بالوهن، وارتفاعًا في مستويات البوتاسيوم في الدم، وإحساسًا بطعم غير طبيعي. ولعل أحد الأعراض الأقل شيوعًا هو الوذمة الوعائية؛ أي تورم الشفتين والفم واللسان الذي قد يكون في بعض الحالات خطيرًا.

مثبطات مستقبلات أنجيوتنسين

طريقة أخرى لتقليل آثار الأنجيوتنسين 2 هي منعه من الارتباط بمستقبلات الدم في جدران الأوعية الدموية، وهو ما تفعله مثبطات مستقبلات أنجيوتنسين، وتنتهي أسماء هذه الأدوية بالمقطع “- sartan “، مثل اللوسارتان (كوزار)، وكانديسارتان (أتاكاند)، وإيربيسارتان (أفابرو). وغالبًا ما تستخدم عندما لا يستطيع الشخص تحمل مثبطات الإنزيم المحوَّل للأنجيوتنسين بسبب السعال أو الإصابة بوذمة وعائية؛ ومع ذلك، إنها يمكن أن تسبب هذه الآثار السلبية نفسها، وإن كان ذلك أقل حدوثًا. وتشمل ردود الفعل السلبية الأكثر شيوعًا انخفاض ضغط الدم في الجرعة الأولى، وتشنج العضلات، والأرق، ووظائف الكبد غير الطبيعية، وانخفاض عدد خلايا الدم البيضاء.

مثبطات رينين

اكتشفت للمرة الأولى عام 2000 ، والأدوية في هذه الفئة الجديدة نسبيًّا تربط الرينين بحيث لا يعود بإمكانه إنتاج أنجيوتنسين 1 . ويعتبر أليسكيرين (تيكتورنا) هو الدواء الرئيسي في هذا النوع، وينبغي ألا تؤخذ هذه الأدوية مع مثبطات الإنزيم المحوَّل للأنجيوتنسين، وتشبه آثاره الجانبية السلبية آثار كلتا الفئتين من الأدوية. كما قد تزيد من حدة النقرس، وتكوُّن حصوات الكلى.

خيارات الطب التكاملي لخفض ضغط الدم

إذا تم إخبارك بأنك تعاني ارتفاع ضغط الدم، فإن الأولوية الأولى هي تحديد ما إذا كان ضغط الدم مرتفعًا باستمرار خارج المحيط الطبي، ولعل الطريقة الوحيدة لذلك هي مراقبة الأمر بنفسك. وتعتبر أجهزة مراقبة ضغط الدم الرقمية دقيقة، وسهلة الاستخدام، وذات أسعار معقولة، ومتوافرة على نطاق واسع؛ فاشترِ واحدًا، وابدأ تسجيل قياسات ضغط دمك عدة مرات في اليوم في أوقات مختلفة، وستجد أنها تختلف إلى حد كبير. وبعد شهر أو شهرين، خذ السجل إلى طبيبك حتى تتمكنا معًا من تحديد ما إذا كان العلاج ضروريًّا أم لا. وما دام ضغط الدم غير مرتفع للغاية (أي أكثر من 180 / 100 ) أو مرتبطًا بتلف حاد واضح في الأعضاء الحيوية، يجب أن يكون هدفك هو خفضه على المدى الطويل. وقد يكون ارتفاع ضغط الدم قاتلًا صامتًا؛ لكنه أيضًا عادة ما يكون بطيئًا جدًّا، وهناك دائمًا تقريبًا وقت لتجربة تغييرات نمط الحياة وغيرها من التدابير قبل بدء تعاطي الأدوية الخافضة لضغط الدم، وإذا فشلت هذه التدابير في إيصال ضغط دمك إلى المعدل الطبيعي، وكان الدواء ضروريًّا، فاطلب من طبيبك على الأقل أن يبدأ بأقل جرعة من أخف الأدوية. وغالبًا ما سيسمح لك تعديل نمط الحياة واتباع بعض الأساليب العلاجية مع الاقتران بالعقاقير، بالاستمرار في تعاطي جرعات منخفضة لعدد أقل من الأدوية.

وهناك عدد كبير من الطرق لعلاج – والوقاية من – ارتفاع ضغط الدم، وسوف يقلل العديد من الطرق الموضحة فيما يلي من أرقام ضغط الدم العلوي والسفلي بضع نقاط على الأقل، وتتزايد هذه الفوائد كلما حاولت.

التغذية

● توضح أدلة قوية أن كلًّا من المنهجيات الغذائية لوقف ارتفاع ضغط الدم واتباع النظام الغذائي لدول البحر الأبيض المتوسط يمكن أن يخفضا ضغط الدم المرتفع، كما يمكن لفقدان الوزن أيضًا أن يُحدث فارقًا كبيرًا؛ فتناول نحو 30 جرامًا يوميًّا من الألياف ( 14 جرامًا على الأقل يوميًّا؛ لكل 1000 سعر حراري تأكلها إجمالًا) يمكن أن يكون مفيدًا أيضًا، (ولاحظ أن الأمر يستغرق فترة قد تصل إلى ثمانية أسابيع لتمنحك الألياف أثرها الكامل). ولعل الأشخاص الذين يتناولون المزيد من الفواكه والخضراوات لديهم خطر أقل للإصابة بارتفاع ضغط الدم. ويشير العديد من الدراسات الحديثة إلى أن تناول المكسرات غير المملحة يمكن أن يخفض ضغط الدم – وبخاصة الفستق، ولكن تناول المكسرات الأخرى يعد مفيدًا كذلك، والجرعة الفعالة هي تناول حفنة منها في اليوم.

● ويمكن للبوليفينول – وهي مركبات كيميائية موجودة في العديد من النباتات – أن تساعد أيضًا؛ ويعتبر الكاكاو والشيكولاتة الداكنة مصدرين جيدين لها، وكذلك العنب، وقد يكون هذا هو السبب في توصية بعض الدراسات بتناول كميات محدودة من عصير العنب (الأحمر فقط، كوب واحد فقط في اليوم أو نحو ذلك، بشرط ألا يؤدي إلى مشكلات صحية أخرى) للحد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب. ولدهون أوميجا 3 الموجودة في لحوم الحيوانات العشبية، والأسماك الدهنية التي تعيش في الماء البارد، والمكملات، ومصادر أخرى فائدة أيضًا.

● يبدو أن هناك صلة بين انخفاض مستويات فيتامين ( D ) (أقل من 30 نانوجرام/مل، بصورة خاصة) وارتفاع ضغط الدم؛ فاعرف مستوى فيتامين ( D ) في دمك وتعاطَ مكملاته بشكل مناسب.

● ارتبط الصوديوم فترة طويلة بارتفاع ضغط الدم، وقد وجدت دراسة أجريت عام 2013 أن تقليل الصوديوم من 9 إلى 12 جرامًا يوميًّا إلى ما بين 5 و 6 جرامات يوميًّا، له تأثير مفيد كبير، وقد يكون الحفاظ على تناول 3 جرامات يوميًّا هو الأفضل. ولعل أسهل طريقة للقيام بذلك هي تقليل تناول الأطعمة المصنعة.

تدابير أخرى تتعلق بنمط الحياة

هناك عدد من العوامل التي تتعلق بنمط الحياة يؤثر بشكل إيجابي في ضغط الدم، ويعتبر النشاط البدني، إذا تم بحكمة، مفيدًا في علاج المشكلات الصحية كلها تقريبًا، وليس ارتفاع ضغط الدم استثناءً. وتبشر اليوجا بالخير في القليل من الأبحاث لدينا حتى الآن، كما هي الحال أيضًا مع ممارسات تاي تشي. كذلك يعتبر الحصول على قسط كافٍ من النوم مهمًّا: ونحن نعلم أن قلة عدد ساعات النوم في الليل ترتبط بالأرق وزيادة خطر ارتفاع ضغط الدم، وأخيرًا الإقلاع عن التدخين هو أحد أفضل الخيارات التي يمكن للشخص القيام بها بغرض تحسين ضغط الدم (والصحة العامة). فلكل لفافة قيمتها في الإسهام في تفاقم المشكلة؛ ومن ثم يكون للتقليل ولو بمقدار لفافة واحدة في اليوم بعض الفائدة.

الاسترخاء والاتصال الاجتماعي

إن التدريب على الاسترخاء، مثل تمارين التنفس، والتأمل، والارتجاع البيولوجي، يخفض ضغط الدم عن طريق زيادة نشاط الجهاز العصبي اللا ودي. ويمكن لهذه المنهجيات أن تخفض قياس ضغط الدم العلوي بنسبة 10 نقاط، وقياس ضغط الدم السفلي بنسبة 7 نقاط، إن تمت ممارستها بصورة دورية، وتشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الأقل عزلة والأكثر تواصلًا بالآخرين أقل احتمالية للإصابة بارتفاع ضغط الدم.

أساليب علاجية غير دوائية أخرى

يبشر عدد من المكملات بالخير فيما يتعلق بخفض ضغط الدم، مثل الكركديه، وإنزيم كيو 10 ، والثوم، والماغنسيوم، وحمض الأرجنين الأميني، وبوجه عام، يعالج ممارسو الأيورفيدا والطب الصيني التقليدي مرضى ارتفاع ضغط الدم، ويحققون نجاحًا في ذلك.

الخلاصة

عند علاج ارتفاع ضغط الدم، من المهم جدًّا وضع تفرد الشخص في الحسبان؛ فالطبيب المتدرب على أساليب الطب التكاملي سوف يأخذ تاريخًا مفصلًا بحالة المريض، قد يسهم في اقتراح أساليب من شأنها أن تأتي بتحسن في الصحة مدة أطول بشكل أكبر من مجرد الاعتماد على العقاقير. وهناك أسئلة ينبغي طرحها: كم يسهم التوتر في ذلك؟ وهل هناك مشاعر غضب مكبوتة؟ وهل يعيش الشخص في إثارة متكررة لاستجابة الكر أو الفر؟ وماذا عن العادات الغذائية؟ أو مدى انتظام النوم؟ وهل هناك حاجة إلى النظر إلى عوامل بدنية أخرى، كاستخدام المستحضرات والمكملات المتاحة دون وصفة طبية يمكنها رفع ضغط الدم، وبخاصة علاجات نزلات البرد ومعززات الطاقة التي تحتوي على مواد محفزة (فينيليفرين)، والأعشاب (نبتة البولينا الكأسية، أو نبات العلندي)؟

تذكَّر أن ارتفاع ضغط الدم هو مجرد خطر من أخطار عديدة تهدد بالإصابة بأمراض القلب، والجلطات، وغيرها من المشكلات الصحية الخطيرة. ويعتبر علاج ارتفاع ضغط الدم مهمًّا نظرًا إلى احتمالية تسببه في هذه الأمراض؛ لكن أيضًا ينبغي الانتباه إلى أمراض السمنة، والسكري، وإدمان التبغ، والاكتئاب، وأي عدد من العوامل الأخرى التي قد تسهم في ارتفاع ضغط الدم، ولا يمكن للعقاقير أن تحسِّن الحالة الصحية بشكل عام قدر ما يمكن لخطة موضوعة بشكل خاص، ومتمعّنة، وشمولية أن تفعل. ويمكن للعلاج التكاملي أن يشتمل على العقاقير، لكن ينبغي له ألا يقتصر عليها وحدها.