التصنيفات
القلب | جهاز الدوران | أمراض الدم

السكتة | امراض الشرايين – ج18

تشير السكتة إلى إصابة دماغية ناجمة عن نقص التروية الدموية (الإقفار) إلى الدماغ؛ وتعدّ النوب الإقفارية العابرة TIAs عوارض مؤقتة تشبه السكتة؛ وتعدّ علامات إنذار خطيرة تدل على احتمال حدوث سكتة في المستقبل.

بما أنّ الدماغ هو العضو الذي يصاب بالسكتات، فإذا أصبت بالسكتة سيقوم بفحصك اختصاصي في الأمراض العصبية؛ ولكن، ترتبط السكتات ارتباطا وثيقا بأمراض القلب والأوعية، ولذلك ذكرت هنا.

يؤدي التصلّب العصيدي إلى انسداد جزئي في هذا الشريان السباتي وتشكيل خثرة (جلطة، اللون الأرجواني) أيضا؛ وعندما تتجزّأ الجلطة، تتحرك إلى الأعلى نحو أحد فروع الشريان في الدماغ، وتسد الجريان الدموي بالكامل؛ وتحدث السكتة نتيجة لذلك.

 

أسباب السكتة

ينجم الكثير من السكتات عن جزء صغير من جلطة أو فتات كولستيرولي متجزّئ ومنفصل عن موضع تشكّله في الشريانين السباتيين في الرقبة؛ وتسير الجلطة في مجرى الدم عبر الفروع الصغيرة للشريان إلى أن تنحشر ضمن فرع صغير في الدماغ، وتسدّ الجريان الدموي أكثر؛ ويدعى ذلك الانصمام الدماغي.

كما يمكن أن تتشكّل الجلطة أو الفتات في نهاية الأبهر من فروع الشريانين السباتيين أو في الجهة اليسرى من القلب مثل الأذين الأيسر والبطين الأيسر والصمامات الصناعية في مكان الأبهري أو التاجي؛ وقد تتجزّأ الجلطة وتسير نحو الدماغ، حيث تؤدي إلى السكتة.

يمكن أن يعيق التصلّب العصيدي أو الجلطة الدموية التي تتشكّل وتبقى في الشريان السباتي أو المخي (شرايين الرقبة والدماغ) الجريان الدموي بما يكفي لإحداث نوبة إقفارية عابرة أو سكتة؛ وتختلف هذه الحالة التي تدعى الخثار الدماغي عن الانصمام الدماغي من حيث إن الجلطة لا تتحرّك من موضع منشئها.

ومن الأسباب الهامة وغير الشائعة للسكتة تشكّل جلطة وتحررها من وريد في الساقين (وهو حدث غير نادر بحدّ ذاته)، ثم تحرّكها نحو القلب؛ وتعبر الجلطة من الجهة اليمنى للقلب إلى الجهة اليسرى منه عبر فتحة شاذة في الحاجز (الذي يفصل بين الأذينين وبين البطينين)؛ ثمّ تتقدّم الجلطة من الجهة اليسرى للقلب عبر الدوران الشرياني إلى الدماغ، حيث تؤدي إلى السكتة؛ ويكون هذا الحدث أحيانا هو العلامة الأولى الدالّة على وجود ثقب في الجدار الفاصل بين جهتي القلب (عيب حاجزي).

لا تنجم كافة السكتات عن جلطات أو عن انسداد؛ حيث تشتمل الأسباب الأخرى للسكتة على النّزف ضمن الدماغ (النّزف الدماغي) أو حول سطحه (النّزف تحت العنكبوتية Subarachnoid) والاضطرابات الأخرى في تجلّط الدم.

أعراض السكتة

يمكن أن تكون أعراض السكتة متباينة للغاية، لأنها تعتمد على مكان المنطقة المصابة من الدماغ؛ ويمكن أن تشتمل الأعراض على شلل أو ضعف أحد الأطراف وعلى اضطرابات الحس (مثل النمل في أحد الأطراف) وعيوب الكلام أو الفهم أو الرؤية.

يندر أن تنجم السكتة عن جلطة دموية تتشكّل في أحد أوردة الساق، وتتجزّأ وتعبر إلى الجهة اليسرى من القلب (عبر عيب حاجزي)، ثم تتقدّم نحو أحد الشرايين الدماغية.

 

ما مدى خطورة السكتة؟

اعتمادا على شدة السكتة وموضعها، غالبا ما يمكن أن يتحسّن الشخص بالمعالجة الفيزيائية أو بتعلّم المهارات المفقودة، لكن يبقى بعض العيب في نصف الذين يظلّون على قيد الحياة؛ ومن بين 500000 شخص مصاب بالسكتة سنويا في الولايات المتحدة، يموت نحو ربعهم.