تضخم غدة البروستات
Prostate gland enlargement
تظهر الفحوص الروتينية أن كل شخص تقريبا تجاوز سن الخامسة والأربعين يعاني من درجة
معينة من تضخم غدة البروستات، وتعتبر الأورام غير المؤذية التي تحدث في نسيج
البروستات نتيجة طبيعية للتقدم في السن، والذي يحدث هو أن العقد الغضروفية الصغيرة
تنمو بصورة تدريجية، ويغير تراكمها حجم الغدة، وقد لا يسبب هذا التغيير أية مشكلة
حتى ولو انتفخت الغدة بدرجة كبيرة نوعا ما، فحجم الورم إذا كان غير خبيث أقل أهمية
من تماسك الأنسجة تتصلب عند بعض الرجال غدة البروستات وتفقد مرونتها بحيث لا تسمح
بالتدفق الحر للبول من المثانة عبر الإحليل، ومع ازدياد درجة تصلب الغدة والتسبب
في تقلص الإحليل الذي تحيط به تتجه عضلات المثانة إلى التعويض عن هذا التقلص بزيادة
قوتها، فتكون هذه القوة الإضافية كافية غالبا لإبقاء مخرج الإحليل مفتوحا، ولا
تحدث مشكلة خطيرة إلا عندما تصبح عضلات المثانة عاجزة عن التغلب على المقاومة التي
يسببها النسيج البروستاتي الجاسئ الأمر الذي يعوق بدرجة كبيرة تدفق البول.
ما هي الأعراض
تتباين بدرجة كبيرة أعراض التضخم الشديد للبروستات، ولكن العارض المشترك في كافة
الحالات هو ضعف تدفق البول، ويشعر المريض بدافع متكرر للتبول (قد يسبب إيقاظك من
نومك عدة مرات خلال الليل)، وقد تجد أيضا أنه مهما بلغت قوة الدافع للتبول يصعب
عليك بدء عملية التبول، ويمكنك ملاحظة ذلك عند أول تبول لك في الصباح، ولا يشعر
المصاب بأي ألم كما لا يظهر أي انتفاخ أو ورم سطحي ؛ نظرا لأن غدة البروستات موجودة
عميقا داخل أسفل البطن، إلا أنه في بعض الحالات يخرج بعض الدم مع البول (البول
الدموي).
ما هي المخاطر
لا يشكل تضخم البروستات في حد ذاته حالة مرضية خطرة، ولكن هناك ثلاثة مخاطر رئيسية
: أولا: إذا لم تفرغ أبدا وبصورة كاملة محتويات المثانة من البول، فمن المحتمل أن
يصاب البول الراكد فيها بالالتهاب. ثانيا: مع ازدياد قوة الجدار العضلي للمثانة ؛
للتمكن من إجبار البول على الخروج عبر الإحليل المتقلص يزداد سمك هذا الجدار، بحيث
يضغط بقوة على الحالبين، وتكون النتيجة التهاب الكلية وحويضتها الحاد، وأخيرا إذا
ظل التضخم الشديد للبروستات قائما دون علاج قد تصل عضلات المثانة إلى مرحلة تعجز
عندها عن مقاومة تدفق البول، وقد تتوقف تماما فجأة أو بصورة تدريجية عن العمل.
تقصير المثانة الفجائي
يحدث تقصير المثانة الفجائي عندما تفشل في طرد كامل محتوياتها من البول عند كل تبول
، وتعرف هذه الحالة المرضية بانحباس البول الحاد، ولكنها نادرة الحدوث ومؤلمة جدا
، وتتطلب معالجة مستعجلة، أما التقصير التدريجي فهو الأكثر انتشارا فيحصل عندما
تنخفض شيئا فشيئا كمية البول التي تطرد من المثانة عند كل تبول، فإذا سمح باستمرار
هذه الحالة قد تتجمع في المثانة كمية متخلفة من البول بحيث تسبب انتفاخ البطن كما
يحدث في حالة الحمل، وإذا لم تعالج هذه الحالة المرضية فمن المحتمل أن يصاب المريض
بانحباس البول الحاد أو حتى بتقصير الكليتين
ما يجب عمله
إذا أصابتك أعراض تضخم البروستات استشر طبيبك، فسيفحص الغدة بإدخال إصبعه المغطاة
بقفاز في المستقيم أو يحيلك إلى طبيب اختصاصي بأمراض الجهاز البولي ليجري الفحوص
اللازمة، وقد يراقب الاختصاصي تدفق البول ويسجل قوة اندفاعه بواسطة أداة تعرف
بمقياس تدفق البول، كما قد يخطط الحويضة والحالب عبر الوريد ؛ للتأكد من أن ما
تشكو منه لا يعود إلى وجود مرض في الجهاز البولي، بل هو ناتج فقط عن تضخم
البروستات، وللتأكد من عدم إصابة المثانة أو الحالبين أو الكليتين بأي ضرر قد يطلب
منك الطبيب إجراء صورة بالموجات فوق الصوتية ؛ لمعرفة حجم البروستات، ونفي وجود
تدرن فيها، ولقياس كمية البول الباقي داخل المثانة مباشرة بعد عملية التبول، هذا
بالإضافة إلى إجراء فحص لمادة PSA في الدم.
إذا أصبت بأعراض انحباس البول الحاد راجع الطبيب فورا أو توجه إلى أقرب مستشفى إليك
، إذ يتوجب في هذه الحالة تفريغ مثانتك من البول المحتبس بواسطة قسطرة قبل أن يعالج
مرضك الأساسي.
العلاج
لا تحتاج إلى معالجة فورية إذا كانت الأعراض معتدلة الشدة، إذ قد تزول الأعراض
عادة دون علاج في حالة واحدة من بين كل ثلاث حالات، ولكن إذا لم تختف هذه الأعراض
، أو ازدادت سوءا أو إذا أكدت الفحوص وجود انسداد خطير يمنع تدفق البول بحرية يتوجب
عندئذ إزالة النسيج الذي يسبب تضخم البروستات، ويمكن تنفيذ ذلك بواسطة عملية
جراحية تقليدية، أو باللجوء إلى وسيلة أكثر حداثة تعرف بعملية الاستئصال الجزئي
لغدة البروستات عبر الإحليل، وفي هذه العملية الأخيرة يولج أنبوب رفيع عبر الإحليل
إلى البروستات، وتكون على طرف الأنبوب أنشوطة من السلك يمكن تسخينها بالتيار
الكهربائي والتحكم بها بمساعدة مقراب دقيق جدا ؛ لقطع العقد المسببة للمشكلة
واستئصالها، تفرض هذه الطريقة مكوث المريض في المستشفى لمدة تتراوح بين أربعة أيام
أو خمسة (بالمقارنة مع مدة مكوثه التي تراوح بين عشرة أيام وأربعة عشر يوما في
حالة إجراء العملية الجراحية).
ما هي التوقعات على المدى الطويل
بصرف النظر عن الوسيلة المستعملة لاستئصال غدة البروستات، تحقق كافة هذه الأساليب
نجاحا تاما، إذ تضع حدا للمشاكل الحاصلة في الجهاز البولي ولمعاودة تضخم البروستات
، ومن المحتمل بعد إجراء العملية الجراحية التقليدية لاستئصال البروستات، أن تصاب
أعصاب القضيب بضرر فيفقد بالتالي الشخص الذي أجريت له هذه العملية الجراحية قدرته
على ممارسة الجماع ؛ بسبب عدم انتصاب القضيب، كما أنه من المحتمل أن يصاب المريض
بالعقم، ولكن من حسن الحظ أن من تجرى عليه عملية استئصال البروستات لا يكون في
العادة في سن يخشى عندها من فقدان الخصوبة ؛ لأنها قلما تجرى إلا في سن متأخرة.