الذاكرة والقدرات الحسية
من المعروف أن رصيد الذاكرة يتكون من حجم المعلومات والخبرات التي يتعرض لها
الإنسان من خلال ممارسته للحياة العادية كل يوم.. ويعتمد هذا التحصيل التلقائي على
القدرات الحسية أو القدرات الحركية، والقدرات الإدراكية، وتنتمي كلها إلى ما يسميه
علماء النفس: استعدادات المحتوى CONTENTAPTITUDES – كما يرتبط المحتوى بالمعلومات
INFORMATION.
السلوك المعرفي للإنسان
ويؤكد واقع الأمر في السلوك المعرفي للإنسان، أنه لا يكاد توجد فيه عملية مجردة تتم
في فراغ، وهي متحررة من المحتوى، فالذاكرة، والاستدلال، والابتكار – مثلا – لا تتم
إلا في أنواع مختلفة من المحتوى، وكذلك، فإن المدركات والإحساسات والرموز والمعاني
– وغيرها – يتم توظيفها بالعمليات المعرفية.
استعدادات الإحساس
وتتعلق استعدادات الإحساس SENSATION بالمعلومات المرتبطة بالإحساسات البسيطة –
وبعبارة أخرى – فإن قدرات المعلومات الحسية ترتبط بأكثر أنواع المعلومات وضوحا،
والتي لا تتضمن أي نوع من التجريد – وبهذا المعنى فإن الإحساس يمثل فئة منفصلة
نسبيا عن الإدراك – ويرى عالم النفس النمساوي المعاصر هـ. روهنرش H. ROHNRACH أن
الإحساس ظاهرة نفسية لا تقبل التقسيم إلى ما هو أبسط منها – وتنتجها المثيرات
الخارجية التي تنشط على أعضاء الحس – وتعتمد حدة الإحساس هنا على قوة المثيرات، كما
يعتمد نوع الإحساس على طبيعة عضو الحس – وبالتالي فإن المعلومات الحسية يمكن أن
تصنف تبعا لعضو الحس المتصل بها..
القدرات البصرية
أجريت عدة بحوث علمية، استخدمت فيها مقاييس الحساسية لأطوال مختلفة من موجات الطيف
الضوئي، وتم التوصل فيها إلى ثلاثة عوامل مميزة يمكن أن تفسر بعوامل الحساسية للون
الأحمر (وأعلى تشبعاته في مقاييس الموجات التي تقع في منطقة تمتد بين 600، 660
ميلليكرون) والحساسية للون الأخضر (وأعلى تشبعاته في مدى 540، 580 ميللكرون)،
والحساسية للون الأزرق (وأعلى تشبعاته بين 450، 470 ميللكرون).
القدرات السمعية
في مطلع القرن الماضي (العشرين)، جرت إسهامات كبيرة ورائدة في مجال بحوث دراسة
الإحساس السمعي – وفيها توصل العلماء إلى 6 مكونات لهذا الإحساس:
* تمييز طبقة الصمت.
* شدة الصوت (العلو أو الجهارة).
* الإيقاع.
* الزمن.
*نوعية الصوت (الجرس أو الطابع).
* تمييز النغمات.