لا يستطيع معظم الأطفال مقاومة إغراء اللعب بالماء. فمنذ نعومة أظفارهم تجدهم
يستمتعون بلمس الماء ويفرحون عندما يداعب الماء أقدامهم وكثيراً ما يضع الأطفال
ألعابهم في أوعية الماء لمشاهدتها وهي تطفو ولكن على الرغم مما سبق فالماء لا يخلو
من المخاطر فهناك الآلاف من الأطفال الذين يموتون سنوياً من الغرق ولعل الفئات
العمرية الأكثر عرضة لخطر الغرق هم الأطفال مابين عمر 1- 3سنوات وكذلك المراهقون من
الذكور حيث تشير الدراسات أن مقابل كل طفل يموت بالغرق هناك 5أطفال يحتاجون
الانتقال إلى المستشفى للعلاج من الاختلاطات التي نتجت من الفترة التي بقوا فيها في
الماء قبل إنقاذهم من الغرق وهذه الاختلاطات قد تكون دائمة وتشمل اضطراب الذاكرة،
صعوبات التعلم، أو التخلف العقلي والجسمي. ويتفق معظم الباحثين أن الأطفال غير
مهيئين من ناحية النضج العصبي والحركي لتعلم السباحة إذا كانت أعمارهم أقل من أربع
سنوات وعلى الرغم من وجود العديد من البرامج لتعليم السباحة للأطفال مادون سن
الرابعة فيجب أن يعلم الأهل علم اليقين أن الدراسات أثبتت أن مشاركة أطفالهم في هذه
البرامج لا يعني بحال من الأحوال أنهم بعيدون عن خطر الغرق والقاعدة العامة
والثابتة أن وجود أي طفل في الماء وخاصة مادون سن الرابعة يستدعي وجود بالغ معه
وعلى مقربة منه يمكنه مسكه بأية لحظة. وعلى الرغم من أن العمر المناسب للبدء بتعلم
السباحة غير معروف بشكل دقيق فإن معظم الباحثون يرون أن عمر الخمس إلى ست سنوات قد
يكون الأنسب نظراً لوصول الجهاز العصبي والحركي للطفل لدرجة مناسبة لتعلم مهارات
السباحة. وبالنظر إلى العوامل التي تزيد من خطر تعرض الطفل للغرق فإنها تتلخص
بالنقاط التالية:
– نقص المراقبة وعدم وجود سور حول المسبح فإذا نظرنا للأطفال مادون عمر السنة نجد
معظم حوادث الغرق تحدث في حوض الاستحمام أو المرحاض. أما الأطفال مابين 1- 4سنوات
فيحدث الغرق في المسابح المنزلية أو مسابح الاستراحات حيث أن اختفاء الطفل لمدة خمس
دقائق عن أعين والديه أو من يعتني به كفيلة بتعرض الطفل للغرق.
– السباحة في البحر الذي يعتبر من أكثر الأماكن خطراً للغرق بالنسبة للمراهقين
وخاصة في حال وجود الأمواج والرياح.
– ركوب الزوارق لا يخلو من خطر الغرق فهناك المئات من الأشخاص الذين لقوا حتفهم
نتيجة لانقلاب القوارب وخاصة في حالة عدم ارتداء سترة النجاة.
– المصابون بالصرع ترتفع لديهم نسبة حوادث الغرق في أحواض الاستحمام المنزلية.
وبناءً على ما ذكرناه سابقاً فإن أفضل السبل لتجنب الغرق يكون باتباع إرشادات
الوقاية التالية:
@ وضع سور حول المسبح على أن لا يقل ارتفاعه عن 120سم وأن لا يكون عرض الفواصل بين
أقسامة أكثر من 10سم. وفي حال تعذر وضع السور يمكن الاستعانة بالأغطية الخاصة
بالمسبح والتي يمكن استعمالها بعد الانتهاء من السباحة.
@ لا بد من تواجد شخص بالغ متفرغ ومتقن للسباحة والإسعافات الأولية أثناء وجود
الطفل في المسبح والقصد بالتفرغ أن هذا الشخص لا شاغل له إلا مراقبة الطفل.
@ يجب عدم ترك أية ألعاب تطفو على المسبح فهي مغرية للطفل للنزول وعند السباحة يجب
عدم استعمال الألعاب في مساعدة الطفل على السباحة حيث يوجد معدات خاصة لهذا الغرض.
@ تعليم الأطفال عدم المدافعة واللعب العنيف عند السباحة وعدم القفز من أماكن
مرتفعة خوفاً من الارتطام في قاعدة المسبح وكذلك عدم الركض في الأماكن المبللة
المحيطة بالمسبح.
@ عدم ترك الأطفال مادون الخمس سنوات في حوض الاستحمام بمفردهم وكذلك التخلص من
الماء المتبقي في حوض الاستحمام.
@ يجب توفير غطاء محكم للمرحاض وإغلاق باب الحمام وخاصة في وجود أطفال في عمر السنة
أو أقل.
في الختام، يجب علينا جميعاً أن نعمل على مساعدة أطفالنا للاستمتاع بالسباحة والعاب
الماء ولكن بعيداً عن الأخطار.
الدكتور سامي حسين الحجار
استشاري طب الأطفال