كثيرة هي الأمراض المعدية التي يتعرض لها الأطفال، وقد تنبهت معظم دول العالم
لهذه المشكلة وتابعت آخر اللقاحات الوقائية لهذه الأمراض، ولكن هناك بعض الأمراض
المعدية تعد الإصابة بها نادرة نوعا ما ولكنها واردة.
وتعد الحمى القرمزية من هذه الأمراض التي يجب تسليط الضوء عليها. ولمعرفة حقيقة هذه
الحمى وأسبابها وطرق علاجها ومعلومات أخرى عنها التقت «الصحة أولاً»
د. شريف بعث الله اختصاصي طب الأطفال والأمراض الوراثية والذي بادر قائلاً:
تعد الحمى القرمزية من الأمراض المعدية التي تصيب الأطفال والكبار وهي تصيب الأطفال
بين الثالثة والثامنة من العمر بشكل أكبر، وعادة ما تظهر أعراضها بشكل مفاجئ وحاد،
ومن علامات ظهورها الطفح الجلدي بشكله الأحمر القرمزي.
وبناء على ذلك أطلق عليها الحمى القرمزية، والإصابة بهذا المرض تعد نادرة في وقتنا
الحالي وقد كانت منتشرة بشكل أكبر في الماضي.
الأسباب
وعن أعراضها قال د.بعث الله إن هذه الحمى تأتي من بكتيريا تقوم بإفراز سموم خاصة
بها، وهي تنتقل عن طريق اللعاب والرذاذ المتطاير من أنف أو فم المصاب عند السعال
والكحة، وقد تنتقل عن طريق استعمال أدوات الطفل المصاب الملوثة بالميكروب، وعن طريق
الأغذية الملوثة وخصوصا الحليب واللبن.
أما فترة حضانة المرض فهي تنحصر بين الإصابة بالجرثومة وظهور الأعراض المرضية وفي
حال الحمى القرمزية فهي تتراوح بين 3 -5 أيام.
الأعراض
وبخصوص أعراض الحمى القرمزية قال د. بعث الله تظهر أعراض الحمى عادة بشكل سريع
وحاد، وقد تختلف هذه الحدة من طفل لآخر، وتظهر هذه الأعراض على شكل ارتفاع في درجات
الحرارة، الصداع والغثيان، آلام البطن وآلام الحلق وصعوبة البلع، تضخم الغدد
اللمفاوية في الرقبة والتهاب اللوزتين.
وقد تحدث بعض التشنجات خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة وهناك أيضا الطفح الجلدي
وتغيرات في شكل اللسان. وبالنسبة للطفح الجلدي فهو يبدأ بالظهور بعد يوم أو اثنين
من الإصابة بالمرض ويكون على شكل رأس الدبوس وبلون مميز وهو الأحمر القاني أو
القرمزي.
ويظهر هذا الطفح بداية على العنق ثم يمتد للبطن والأطراف ثم ينتشر ليغطي كل الجسم،
ويبدو وجه المصاب شديد الاحتقان خاصة في منطقة الوجنتين والجبين، أما المنطقة
المحيطة بالفم فلا يكون بها طفح بحيث تبدو كحلقه بيضاء تحيط بالفم.
ومن العلامات المميزة لمصاب الحمى القرمزية ظهور طبقة بيضاء على اللسان تبرز من
خلالها حلمات اللسان الحمراء بحيث يشبه ثمرة التوت وهو أحد مسميات هذا المرض.
التشخيص و العلاج
وحول تشخيص الحمى القرمزية قال د.بعث الله أولا نشخص المرض من خلال أعراضه المرضية،
وقد نلجأ لعمل مزرعة من خلال أخذ عينة من الحلق، نجري اختبارا لقياس كريات الدم
البيضاء.
وهناك تشخيص نجريه لتفريقها عن أمراض قد يختلط تشخيصها بها مثل الحصبة الألمانية
والحساسية ضد الأدوية وجدري الماء، أما علاج الحمى القرمزية فيجب أن يتم مباشرة
بمجرد تشخيصه تحت إشراف الطبيب المختص بحيث يتم عزل الطفل المريض حتى انتهاء
الأعراض أو ثلاثة أيام من بداية إعطائه المضاد الحيوي.
ويخضع المريض لراحة تامة ويتم علاج ارتفاع الحرارة ومنحه أغذية خفيفة سهلة الهضم مع
زيادة في كمية السوائل، ويقوم الطبيب بوصف المضاد الحيوي المناسب، وهو عادة ما يكون
البنسلين، سواء عن طريق الفم أو الحقن العضلي من عشرة أيام إلى أسبوعين.
وإذا كان الطفل يعاني من الحساسية ضد البنسلين يعطى المضاد الحيوي عن طريق الفم
لمدة أسبوعين، ولاحقا نقوم بإجراء زراعة لعينة من الحلق بعد انتهاء العلاج للتأكد
من القضاء التام على الجرثومة ويجب متابعة المريض وعلاج المضاعفات الحادة والمتأخرة
لديه.
نصائح
ولوقاية أنفسنا وأطفالنا شر هذه الحمى قدم د.بعث الله بعض النصائح قائلاً أولا يجب
تجنب مخالطة المرضى وعدم استخدام أدواتهم.
ويجب الاهتمام بنظافة الأطفال وأدواتهم الخاصة، ويعد عزل الطفل المصاب مهماً جداً
حتى انتهاء الأعراض المرضية لديه، وعلينا الاهتمام بعلاج التهابات الحلق واللوزتين
ويتم العلاج تحت إشراف طبيب مختص.
ويجب التأكد من اختفاء الميكروب تماماً عند المريض بعد أخذ العلاج اللازم عن طريق
عمل فحص مخبري حتى لا ينقل العدوى للآخرين، وهناك من ينصح بإعطاء البنسلين على سبيل
الوقاية للأشخاص المقربين من الطفل المصاب إصابة شديدة