تقودهم في الصغر إلى البدانة وتؤثر على القدرات العقلية والذهنية المهمة في
التحصيل العلمي
الرياض: «الشرق الأوسط»
أشار حديثا باحثون من جامعتي برستول وغلاسكو ببريطانيا، وثلاث دراسات جديدة صدرت في
العدد الأخير من مجلة «مدونات الأطفال والمراهقين» الأميركية تربط بقوة بين انخفاض
التحصيل العلمي وتدني درجات الامتحانات المدرسية وكذلك تدني فرصة الطالب لدخول
الكليات الجامعية المهمة وبين مقدار مشاهدة الطفل للبرامج التلفزيونية، ودراسات
منها ما صدر هذا الأسبوع في مجلة الطب الباطني البريطانية الى أن العاب الفيديو
تنمي القدرات الذهنية للأطفال بدل مشاهدة البرامج التلفزيونية.
فتأثير مشاهدة التلفزيون على الأطفال موضوع قديم أثير منذ أول ظهور لهذا الجهاز
الخلاب في عالمنا اليوم الذي يعد في نظر الكثيرين من العقلاء أهم جهاز صنعه الإنسان
في الفترة الحديثة، وهو كذلك بلا أدني شك، فهو باختصار وسيلة لا غنى لنا اليوم عنها
في المعرفة بكل أشكالها. ويستحوذ اليوم موضوع مشاهدة الأطفال لبرامج التلفزيون
المتنوعة اهتمام الأطباء، خاصة أن جهود التربويين لم تفلح في تنظيم العلاقة بينهما،
وفي الآونة الأخيرة صدرت إرشادات رابطة طب الأطفال الأميركية والعديد من الدراسات
المؤيدة لتقنين وإشراف الوالدين بشكل مباشر لهذا الأمر.
إرشادات طبية < الإرشادات التي وضعتها أكاديمية طب الأطفال الأميركية تشير الى أن
معدل ساعات مشاهدة التلفزيون بين الأطفال اليوم تجاوز اربع ساعات وأن الطفل يدخل
عالم التلفزيون مبكراً قبل دخول المدرسة، فسبعون بالمائة من دور الحضانة تجعل
مشاهدة التلفزيون ضمن برامجها اليومية الأساسية. وفي العام الواحد يقضي الطفل
العادي 900 ساعة في المدرسة و 1023 ساعة أمام شاشة التلفزيون. الأكاديمية المذكورة
تنصح بشكل صريح ان الأطفال دون سن الثانية من العمر يجب أن لا يمنح لهم وقت لمشاهدة
التلفزيون، ومن هم فوق الثانية يجب ألا يتجاوز وقت مشاهدتهم التلفزيون ساعة أو
ساعتين من البرامج ذات النوعية المناسبة.
إن الأطفال ما دون سن الثانية كما ترى الأكاديمية، هم بحاجة إلى التواصل والتفاعل
مع الوالدين وغيرهما لتنمية القدرات الذهنية والمهارات البدنية والعادات الاجتماعية
والأحاسيس العاطفية من خلال التعلم واستكشاف المحيط الخارجي من حولهم.
مشاهدة التلفزيون بلا أدنى شك وسيلة عظيمة الفائدة في التعلم والترفيه وتربط الطفل
كثيراً بالواقع وتريه من أشكال الحياة والأحداث ما ينمي القدرات لديه، لكن ـ على حد
قول الباحثين في الأكاديمية ـ هناك آثارا جانبية تحتم الالتفات لها نظراً لتأثيرها
الواضح على صحة عقل وذهن وسلوك وجسد الطفل، منها:
ـ زيادة وزن الأطفال ممن تتجاوز ساعات مشاهدتهم البث التلفزيوني أربع ساعات يومياً
وهم في الغالب على حسب الإحصاءات الحديثة في الولايات المتحدة وغيرها من بلدان
العالم.
ـ يشاهد الطفل الأميركي العادي على هذا المعدل أكثر من مائتي ألف حالة من الجرائم
حتى بلوغ سن الثأمنة عشرة من العمر كالقتل والسرقة والاغتصاب.
ـ تعميق الشعور بالعنصرية والتفرقة بين الجنسين.
وتعلق الأكاديمية قائلة: كثير من حوادث العنف يتم إظهار مرتكبيها من «الناس
الطيبين» الذين نحث على الإقتداء بهم، وبالرغم من توجيه الآباء للأبناء ألا يؤذوا
الغير بالضرب مثلاً فإن البرامج تقول لا بأس من الضرب إن كنت من «الناس الطيبين»،
وحتى صورة «الناس السيئين» تبدو براقة عبر عدم نيلهم العقاب أو تحمل مسؤولية
تصرفاتهم. وكثيرة هي البرامج التي تصور ببرود تناول الكحول واستخدام المخدرات
وتدخين السجائر وممارسة الجنس خارج نطاق الزواج على حد قول منظمة صحة الأطفال
الأميركية، وأعطت مثلاً بالدراسات التي أشارت إلى أن المراهقين ممن يشاهدون المشاهد
الجنسية في التلفزيون أكثر عرضة للبدء في ممارسة العلاقات الجنسية في وقت مبكر، بكل
ما يعني هذا من ممارسات لا تأخذ جانب الحيطة والحذر من تبعات الممارسات العشوائية
المبكرة للجنس. وكذلك الحال في شأن تناول الكحول والتدخين إذ ان الدراسات تشير إلى
أن الأطفال الذين يشاهدون التلفزيون بمعدل خمس ساعات وأكثر هم أكثر عرضة لبدء عادة
التدخين مقارنة بالأطفال الذين يشاهدون التلفزيون ساعتين أو أقل في اليوم