التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

عقاقير جديده .. للربو

العلاج الوقائي لسنة يحقق الشفاء التام لأطفال

يعاني أكثر من 155 مليون شخص على مستوى العالم من الربو الشعبي. وفي مصر تصل نسبة
الاصابة نحو 14% وفي الخليج ترتفع إلى 17% خاصة في سن الطفولة والشباب المبكر.

الشفاء الكامل للاطفال من الربو الشعبي وشفاء البالغين؟ يقول الدكتور هشام طراف ـ
استاذ الحساسية بطب القاهرة: المعروف ان الربو الشعبي يحدث نتيجة تفاعلات العوامل
الوراثية مع العوامل البيئية، مثل زيادة معدلات التلوث الهوائي وزيادة التعريض
لمسببات الحساسية وظهور سلالات فيروسية جديدة لها القدرة على تفعيل وتنشيط أزمات
الالتهابات المؤدية للربو الشعبي.

ويضيف أن مرض حساسية الشعب الهوائية يصيب الاطفال والبالغين وتصل نسبة اصابة
الاطفال من 5- 8 % وتصل ذروة الاصابة في السن من 2-5 سنوات وتقل نسبته عند البلوغ.

ويشير د. طراف الى ان حساسية الشعب الهوائية عند الاطفال او الربو الشعبي يمكن ان
يشفى تماما في حالة الاكتشاف المبكر للمرض، وبُعد الأطفال عن العوامل المهيجة
للشعب، مع تناول الطفل للادوية الوقائية لفترة لا تقل عن سنة كاملة يمكن بعدها ان
يحدث الشفاء التام.

أما البالغون فلابد ان يتعاملوا مع حساسية الشعب الهوائية كمرض مزمن مثل الضغط
والسكر حيث لايمكن الشفاء منهما بنسبة 100% ولكن يمكن التحكم فيهما كي يكونا
«اصدقاء للمريض» يمكنه التعايش معهما دون اية مشكلات اذ تم اتباع الارشادات الطبية
وتناول الادوية الوقائية للمرض.

ويوضح ان أهم أهداف العلاج حاليا هو السيطرة الكاملة او شبه الكاملة منذ البداية
على الالتهاب المزمن المبطن للشعب الهوائية لمنع ظهور الأعراض ومنع نوبات الربو على
مدار الساعة والحفاظ على انشطة المريض اليومية بما فيها الانشطة البدنية او التفوق
الرياضي والحفاظ على معدلات وظائف التنفس في المعدلات الطبيعية مع تجنب آية آثار
جانبية للادوية المسكنة للاعراض كالموسعات قصيرة المدى وأدوية الشعب..

وأشار الى ان مادة الكورتيزون المستنشق هي افضل اساس لعلاج إلتهابات الربو المستمرة
في كل مراحل الاصابة الشديدة والبسيطة، مع إضافة موسعات الشعب طويلة المدى او
مضادات اللوكوترينات التي تؤدي الى انقباض الشعب الهوائية والتي اثبتت الدراسات
انها مفيدة جدا في علاج الحساسية خاصة عند الاطفال. مع التحذير التام من استخدام
الكورتيزون بالحقن أو عن طريق الاقراص او الشراب نظراً لأعراضه الجانبية الا في
الحالات الشديدة وبصفة وقتية تستهدف تسكين الحالة وليس العلاج.

* علاج شهري

يشير أستاذ الحساسية إلى أنه ظهرت حاليا علاجات جديدة للحساسية تعطى لمرة واحدة في
الشهر بطريقة الحقن. وأشارت التقارير إلى نجاح هذه العلاجات وأن نتائج الشفاء فيها
تقترب من الشفاء الكامل حيث ان المادة الفعالة في هذا الدواء تتفاعل مع الخلايا
المسؤولة عن افراز مهيجات حساسية الصدر مثل «الهيستامين» الذي يسبب الازمة الصدرية
ويلغيها تماما، ولكن مازال هذا العلاج في مراحله الاولى ومرتفع الثمن جداً.

ويحيل الدكتور هشام طراف ذلك إلى دراسة أجريت بوحدة الحساسية بطب القاهرة اثبتت ان
غاز ثاني اكسيد النيتروجين عند معدلاته العالية يقوم بتفعيل الخواص الالتهابية
للخلايا المبطنة للشعب الهوائية والتي تقوم اصلا بحماية الرئتين من العوامل البيئية
والميكروبية.

ويظهر تأثير هذا الالتهاب اكثر وضوحا وشدة في مرض الربو الشعبي، مما ينتج عنه كثرة
اصابة هؤلاء المرضى بنزلات شعبية متكررة ومستمرة خاصة في الشتاء، وكما يؤدي الى
زيادة استجابة الشعب الهوائية الى المسببات النوعية للحساسية مثل تراب المنزل
والفطريات وحبوب اللقاح النباتية، فيترجم ذلك الى أزمات ربوية اكثر عدد وشدة واقل
استجابة للعلاج.

ويوضح أن التعرض لهذا الغاز لايقتصر على خارج المنازل فقط بل ان له مصادر داخلية لا
يعرفها مرضى الربو الشعبي، وأهمها المطبخ الذي يعمل بالغاز او البوتاغاز حيث اثبتت
الدراسات ان هذه المطابخ وقت تشغيلها تتعدى نسبة ثاني اكسيد النيتروجين بها 400 جزء
في البليون

وكانت منظمة الصحة العالمية ومنظمات حماية البيئة قد حددت الحد الاقصى للتعرض لغاز
ثاني اكسيد النيتروجين بحوالي 200 جزء في المليار. وأكثر من يتأثر بالتعرض لهذا
الغاز لفترات طويلة هم الاطفال ويكون سبباً مباشراً في اصابة الطفل بنزلات شعبية
متكررة في الشتاء حيث تقل نسبة التهوية في المنازل.

ويقول د. طراف إن ارشادات علاج الربو الدولية، تجدد كل ثلاث سنوات والهدف الرئيس من
علاج الربو الشعبي الناجع هو السيطرة على المرضى لتحقيق السيطرة العامة على اعراض
المرض ومنع نوبات أو ازمات الربو، مع حفظ معدلات وظائف التنفس في معدلاتها الطبيعية
او قرب الطبيعية والاحتفاظ بأنشطة مريض الربو في صور طبيعية بما فيها النشاط البدني
الرياضي، وتجنب الآثار الجانبية لأدوية الربو الشعبي.. مع منع حدوث تغيرات ثابتة أو
قصور في الوظائف الرئيسية لمنع حدوث الوفيات بسبب الربو الشعبي.

* الوعي الصحي

ولتحقيق هذه الاهداف في السيطرة الكاملة على الربو الشعبي لابد من التثقيف والوعي
الصحي لمريض الربو الشعبي حتى يكون قادرا على التمييز بين الادوية المسكنة للاعراض
والادوية المسيطرة على المرض والعلاج الدوائي، وتبدأ بخطة علاجية وقائية تسيطر على
العملية الالتهابية المسببة للمرض مثل مشتقات الكورتيزون الموضعي والموسعات الشعبية
طويلة المدى ومضادات (اللوكوترينات).

اما المسكنات المستخدمة وقتيا هي موسعات الشعب قصيرة المدى وجميع ادوية السعال
والبلغم والمضادات الحيوية اذا احتاج المريض ـ مع المتابعة الدورية للمريض وعمل
وظائف تنفسية باستخدام اجهزة قياس معدلات التنفس، والسيطرة البيئية على مسببات
المرض كالدخان والاتربة النزلات.

ويشير د. هشام طراف الى ان السيطرة التامة على الربو الشعبي تأتي في عدم ندرة
احتياج المريض للادوية المسكنة للاعراض.