فيما سبق قبل عشر سنوات تقريباً تمكن العلماء من تحديد المولود عن طريق الأمواج
فوق الصوتية، وهناك بعض الوسائل التي تساعد في هذا الأمر مثل المسح الوراثي الذي
يهدف إلى الحد من الأمراض الوراثية في المجتمع، والقضاء على الإعاقات والتشوهات
الخلقية عند الأطفال خلال الأجيال القريبة القادمة.
حول هذا الموضوع التقت «الصحة أولاً» الدكتور شريف بعث الله اختصاصي الأطفال
والأمراض الوراثية في مركز ويلنس الطبي في دبي والذي حدثنا بالتالي:
يتم من خلال المسح الوراثي تحديد جنس المولود بشكل أوضح ومعرفة فيما إذا كان يعاني
الجنين من أي مرض وراثي أم لا وبات ممكناً اختيار جنس المولود، ففي حالة وجود أمراض
وراثية، منها ما يصيب الذكور فقط، و سلا يصيب الإناث. ففي هذه الحالة نقوم باستبعاد
الجينات المصابة سواء كانت ذكرية أو أنثوية، ومن هذه الأمراض مرض ضمور العضلات
الوراثي، ويتوقع العلماء خلال ثلاثة أو أربعة أجيال ان تختفي الإعاقات من
المجتمعات.
التشوهات
يفيد المسح الوراثي للسيدات أثناء الحمل في معرفة احتمالية إصابة الأجنة بتشوه خلقي
أو تأخر ذهني، يتم معرفة هذه الاحتمالات عن طريق تحليل دم عادي في المختبر خلال
الأسبوع العاشر من الحمل فإذا كانت النتيجة سلبية فإن الحمل يمكن أن يستمر بنجاح
دون أية مشكلات للأم أو للجنين،
أما في حالة ظهور نتيجة إيجابية فهذا يعني احتمال حدوث تشوه للجنين، في هذه الحالة
يتم عمل تحليل تشخيصي جنيني عن طريق السائل الأمينوسي بطريقة آمنة حيث ان هذا
السائل يحتوي على خلايا من الجنين ومعنى ذلك أننا نقوم بإجراء تحليل بشكل غير مباشر
للجنين.
من خلال هذا التحليل، يمكننا اكتشاف التشوهات الخلقية، خاصة تشوهات الجهاز العصبي
المركزي في وقت مبكر من الحمل، اكتشاف الجنين المصاب بمتلازمة دارون (الطفل
المنغولي) الذي أكدت الدراسات الحديثة أنه السبب الرئيسي للتأخر الذهني في العالم،
حيث يولد طفل مصاب لكل 700 طفل سليم سنوياً،
مع ملاحظة تزايد الأعداد سنوياً، ويجري هذا النوع من التكنولوجيا المتقدمة لبعض
الحالات فقط المعروف عنها وجود أمراض وراثية عند أحد الزوجين لتفادي انتقالها
للأبناء، وتعتمد فكرة العلاج على إجراء أطفال الأنابيب باستخدام الحقن المهجري
للزوجين، وقبل نقل الأجنة إلى رحم الزوجة يتم فحص التكوين الصبغي للأجنة.
وأضاف قائلاً: من خصائص جهاز الأمواج ما فوق الصوتية الرباعي سابقاً إعطاء صورة
قوية جداً، بالإضافة إلى تحليل الكرموسومات، أو تحليل السائل حول الجنين، فهو ينقل
بشكل حي واضح تماماً ما يجري داخل الرحم.
موضوع المسح الوراثي جديد في البلدان العربية والإقبال عليه مقبول لغاية الآن، لكن
الموضوع بحاجة لضوابط أخلاقية، حتى لا يتم استغلاله بشكل خاطئ مما يؤدي إلى إحداث
خلل ديمغرافي بين السكان كما حدث في الصين والهند، ففي الصين أدى هذا الموضوع إلى
وجود 120 ذكرا إلى كل 100 أنثى، وفي الهند سنة 2004 يولد 760 أنثى مقابل أنه يولد
1000 ذكر،
ويعتبر هذا من سلبيات المسح الجيني، أما من إيجابياته فهو يساعد على إخراج طفل سليم
للمجتمع حتى لا يشكل عبئاً ومسؤولية على الأهل والمجتمع، وبالنسبة للتكاليف المادية
لا تقارن أبداً بتكلفة الصرف على مريض ثلاسيميا، ومن فوائد المسح الوراثي أنه يعطي
نتائج دقيقة، والآن تعدى المسح الوراثي مسألة أثناء الحمل فقط، فنحن نستطيع عمل
المسح الوراثي على طفل الأنابيب قبل عملية زرع البويضة داخل الرحم، وذلك بعد
تلقيحها بثلاثة أيام.
والمسح الوراثي يتم من خلال أخذ عينة جينية من الجنين، ثم توضع على شريحة، ويتم
التعامل معها عن طريق الكاشفات الوراثية، هذا في حال طفل الأنابيب، أما في الحمل
الطبيعي فيتم أخذ سائل معين من دم الأم الذي له علاقة مباشرة مع الجنين وفحصه
بالطريقة نفسها
سمانا النصيرات