إنما أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض. يتحركون في خطواتهم الأولى على الأرض
وتتحرك معهم قلوبنا وعقولنا فرحاً وخوفاً عليهم في آن واحد. الطفل يكبر وتكبر معه
غريزة التعرف على ما حوله وتنمو مع الأيام حواسه وقدراته ويغدو يلعب بكل شيء حوله.
العديد من الأشياء التي يلعب بها طفلك قد لا تكون مصنوعة خصيصاً له، بل هي خاصة
بعالم البالغين، وتقومين أنت بتطويعها له. فعندما تشترين أشياء مخصصة للعب طفلك،
فإنك في كثير من الأحيان تجدين طلبه، وبسعر معقول عند محل خردوات، أو مكتبة، لا في
محل اللعب وهنا مكمن الخطر فيحال اختيارك لهذه الألعاب من غير دراية بضرورات
السلامة في لعب الأطفال.
أهمية اللعب للأطفال:
عند بلوغ طفلك حوالي السنة من العمر يكون قد بدأ يتحرك، لذلك يمكنه اللعب بأي شيء
توفيرينه له. والعديد من اللعب التي لديه بالفعل، تتخذ أبعاداً جديدة بالنسبة إليه
عندما يكتشف فيها أشياء لم يعرفها من قبل، فتقوي أواصر العلاقة بينهما ويصطحبها إلى
كل مكان حتى إلى السرير. لذلك اشتري له اللعبة التي تلائم سنه واهتماماته فقط.
ذلك لأن الطفل الآن قد أصبح لديه الاستعداد، والقدرة بشكل واضح للاستمتاع بالعديد
من الأشياء المختلفة والتي تساعد على نموه الذهني وتنمية قدراته.
مكان اللعب:
الطفل خلال السنة الأولى إلى الثانية من عمره إلى مكان خاص يلعب فيه، ويمضي وقته في
التسلية، لأن اللعب هو بمثابة رياضة يمارسها الطفل فتقوي عضلاته، وتجعل عظامه صلبة،
وهذا المكان شبيه بقفص يحميه من الأخطار المحيطة به، وهذا المكان قد يضيق كلما كبر
الطفل، فيستعاض عنه بمكان آخر في الهواء الطلق، ونور النهار،
فيكتشف الطفل ذاته تدريجيا، وينمو نمواً طبيعيا، أما في داخل المنزل، فيمكن للأهل
تخصيص غرفة خاصة يجمعون فيه ألعاب الطفل، أو يضعونها على رفوف قريبة منه، على أن
تتسع هذه الغرفة لطاولة وكرسي من الخشب أو البلاستيك، ثم يضعون على مدخل الغرفة
حاجزاً يقي الطفل من الأضرار.
وفي عمر الثانية والثالثة يتشوق الطفل لاكتشاف كل ما يقع عليه نظره، فإذا به يمل من
العابه البيتية، ويحاول تحطيمها، ويتوق إلى الخروج من المنزل لاكتشاف العالم
الخارجي. يجب على الأهل أن يصطحبوا ولدهم إلى خارج المنزل ليكتشف أسرار ذاته.
وبعد الثالثة من العمر يتعلم الطفل النطق، ويكثر من الأسئلة، فعلى الأهل أن لا
يملوا من هذه الاسئلة وإن كانت محرجة أحياناً، وعليهم أن يجيبوا الأجوبة الصحيحة،
أو التي تتناسب مع مستوى فهم الطفل. والأطفال في هذه السن يميلون إلى الركض، وتسلق
الجدران، واللعب بالتراب، ومخالفة قواعد النظافة.ئفعلى الأهل أن يوسعوا صدرهم لميول
أولادهم الفطرية، لأن هذه الميول تقوي تفكيرهم، وتنمي خيالهم.
ألعاب الطفل وخطرها:
أ ـ أسباب الخطر:
1ـ تشغيل اللعبة بواسطة التيار الكهربائي أو البطارية يحمل العديد من المخاطر وبشكل
خاص للأطفال دون الخمس سنوات.
2ـ كون اللعبة مؤلفة من أجزاء صغيرة تدخل في تركيبها مما قد يعطي الفرصة لابتلاع
الطفل قطعة صغيرة منها.
3ـ دهن اللعبة بألوان متعددة مكونة من مواد كيميائية سامة مثل الرصاص وهي قد تكون
سامة للطفل الصغير اذ قد يلهو بها ويحاول مصها.
4ـ ابتداء من الشهر الخامس من عمره يستطيع الطفل أن يبتلع مادة سامة، أو مسمارا، أو
زرا يسبب له الاختناق، لأنه يصبح قادرا أن يمسك الأشياء بيديه ويدفعها إلى فمه.
5ـ ابتداء من السنة الأولى من العمر: يمكن للولد أن يعالج قنينة دواء تحتوي على
حبوب فيفتحها ويبتلغ بعض حبوبها فيسبب لنفسه خطراً بالغاً.
6ـ ابتداء من السنة الثانية من العمر: يمكن للولد أن يمشي، وأن يصعد على كرسي،
فيفتح خزائن الحمام أو المطبخ، فيعرض نفسه للسقوط.
7ـ عند بلوغ السنة الثالثة من العمر: يستطيع الطفل أن يبحث في الخزائن، ويفتح قنينة
دواء أو أي سائل آخر، ويتناول منها خطأ ما يظنه شراباً.
8ـ ابتداء من السنة الرابعة من العمر: يستطيع الطفل أن يغادر البيت، ويعرض نفسه
لشتى أنواع الحوادث.
9ـ استعمال ألعاب الاتاري والكمبيوتر: لا تخلو ايضا من المخاطر مع العينين وكذلك
مخاطر التعرض للمجال المغناطيسي لفترات طويلة. لذا يراعى استعمالها تحت مراقبة
الأهل ولفترات لا تزيد على الساعة يومياً.
ب ـ أساليب الوقاية من حوادث الأطفال خلال لعبهم:
1ـ يراعى اعطاء اللعبة التي تناسب عمر الطفل والتي يجب أن تكون مكتوبة بشكل واضح
على علبة اللعبة.
2ـ ان الأصوات والحركات التي تحدثها بعض الألعاب تزعج الطفل وتسبب له المخاوف.
3ـ يجب اقفال زجاج النوافذ، وعدم ترك الشرفات مكشوفة وغير مصونة بحيث يمكن للولد
القفز فوقها.
4ـ يجب عدم ترك الأشرطة الكهربائية عارية اذا كانت في متناول يد الطفل.
5ـ تجنب وضع المآخذ الكهربائية (البريز) ِْises في الحمام، واغلاق هذه المآخذ اذا
دعت الضرورة.
6ـ يراعى الاحتفاظ بصيدلية داخل البيت محكمة الاقفال توضع فيها جميع الأدوية التي
لا يمكن للطفل أن يصل إليها.
7ـ يجب اعطاء الدواء للطفل ثم اعادة العلبة مباشرة إلى علبة الصيدلية.
8ـ يجب استخدام الأدوية المودعة في أنبوب لا يستطيع الطفل فتحه، أو يحتاج إلى ضغط
شديد، أو طريقة جديدة في فتحة مذكورة في ورقة التعليمات المرفقة مع الدواء.
9ـ يجب عدم نقل الدواء من علبته الأصلية إلى علبة أخرى مهما تكن الأسباب.
10 ـ يجب وضع الثياب المحفوظة بواسطة حبوب النفتالين في أماكن عالية لا يمكن للطفل
أن يصل إليها.
11ـ يجب تخزين المواد البترولية بكل مشتقاتها في خزائن محكمة الاقفال.
12ـ يجب الاحتفاظ بمواد تلميع الأحذية وما شابه في أدراج مقفلة، أو فوق رفوف عالية
لا يستطيع أن يرقى إليها الطفل بواسطة الكرسي.
13ـ كل مواد التنظيف والجلي يجب الاحتفاظ بها في خزانات المجلى، على أن تكون هذه
الخزانات مقفلة لا تثير اهتمام الطفل، ولا يقع نظره عليها.
14ـ يستحسن تخزين أدوات تنظيف المراحيض في خزانات مقفلة داخل المراحيض والحمامات.
نقاط مهمة:
إن النقاط التالية قد تكون مفيدة لك عندما تفكرين في اللعب التي تناسب عمر طفلك
الحالي، وفي تخطيط شراء اللعب التي ستناسبه في السنة المقبلة ايضا.
1ـ الامان: ان توفير الامان للطفل في بيئة العائلة هو عملية صعبة. لكن الاختيار غير
الصحيح وغير المنظم للعب يجعل من هذه العملية شيئا مستحيلاً. فالاصباغ السامة وعيون
الدمى غير المثبتة جيدا والاطراف الحادة خطرة بالنسبة إلى أي سن، وخصوصا الأطفال.
انتبهي لقلة الدراية التي ترافق المرحلة المبكرة من المشي، فعندما يكتشف الطفل انه
يستطيع أن يقف على قدميه، سيستخدم أي شيء حوله ليستند عليه. لا تشتري عربة لعبة أو
أي لعبة أخرى القصد منها ان يدفعها الطفل ويحاول ان يمشي بالفعل على قدميه، لأنه
اذا استند عليها فقد تنقلب عليه أو يسقط بها على السلم