قال باحثون أميركيون أجروا دراسة استغرقت ثلاث سنوات وامتدت لتشمل عشرين مدينة أميركية إن أمهات أميركيات فضلن جلوس أطفالهن في البيت ومشاهدة جهاز التلفاز طوال أوقات فراغهم بدلا من الخروج واللعب، لشعورهن أن الشارع في المدن الأميركية غير آمن وخطر على الأطفال خاصة في السن التي تسبق ذهابهم إلى المدرسة.
ولاحظت الدراسة ظهور دلائل البدانة على هؤلاء الأطفال مقارنة بقرنائهم الذين يخرجون إلى الشارع أو الحدائق المجاورة للعب. وفي ختام الدراسة رأى الباحثون أنه يفضل أن يقوم الوالدان بالسماح لأطفالهم باللعب خارج المنزل.
نشرت الدراسة في مجلة طب الأطفال الأميركية، وقالت رئيسة فريق الباحثين هيلاري بورديت وهي طبيبة أطفال «إن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تدرس عينة خاصة بعلاقة رؤية الوالدين لسلامة البيئة المحيطة وعلاقة ذلك بالبدانة فضلا عن أن الدراسة تناولت مسألة البدانة والنشاط البدني في الفترة التي تسبق دخول الطفل إلى المدرسة».
وأشارت الطبيبة أيضا إلى علاقة مشاهدة التلفزيون مع نمو الروح العدوانية وضعف الأداء الدراسي خلال سنوات الدراسة وألمحت إلى عمق تأثير المشاهدات التلفزيونية في الفترات المبكرة من حياة الإنسان. وقالت «لذلك فقد قررنا دراسة مثل تلك الأنماط لتأثيرها على الأطفال في أوقات لاحقة من حياتهم».
ولجأ الباحثون إلى اختبار الفرضية القائلة بأنه في حال شعور الأمهات بأن البيئة المحيطة بالمنزل غير آمنة فإن تلك الأمهات سيلجأن إلى منع أطفالهن من الخروج من المنزل لقضاء بعض الوقت في اللعب وبالمقابل ستتضاعف عدد الساعات التي سيقضونها أمام الشاشة الصغيرة. ورأى الباحثون أن تناقص نشاط الطفل خارج المنزل يؤدي إلى زيادة حجم الطفل وبالتالي تحوله إلى البدانة.
لكن الدكتورة بورديت اكتشفت عدم وجود تأثير كبير للعب خارج المنزل ومسألة البدانة في مرحلة ما قبل دخول الطفل إلى المدرسة وقالت بورديت «على الرغم من أن دراسات أخرى اكتشفت علاقة مشاهدة التلفزيون بزيادة حجم الطفل فإن ذلك ينطبق في حقيقة الأمر على الأطفال الأكبر سنا الذين يقضون فترات أطول أمام التلفزيون. ورأت أن تأثير مشاهدة التلفاز لن يحدث مالم يقع هناك خلل في الطاقة التي يكنزها الطفل طوال سنوات عدة».
اتخذت الدراسة عينات من أطفال موزعين في 20 مدينة أميركية نماذج لها خلال الفترة مابين العامين 1998 و2000. وجمعت الدراسة بيانات من 3330 أما تقريبا طوال تلك الفترة.
وذكرت الدكتورة بورديت أيضا أن أحد الأسباب التي تقول إن اللعب خارج المنزل لا يعد مقياسا لنحافة الطفل أو بدانته في الحالة الثانية هي أن الطفل في الغالب يمارس في هذه السن نشاطا بدنيا ملحوظا سواء كان يلعب خارج منزله أو في داخله.
لكن الباحثين يجمعون على أن زيادة فترات لعب الطفل خارج منزله مع جعل البيئة المحيطة أكثر أمنا وسلامة قد يحمل في ثناياه فائدة عظيمة لصحة الطفل وسعادته على الرغم من أن الموضوعين غير مترابطين من الناحية العملية. ويعتقد الباحثون أنه من المهم هنا توفير النصح للوالدين بأن يغلقا جهاز التلفزيون ويشجعا أطفالهما على اللعب خارج المنزل.