يبدأ في الشهر السادس النصف الثاني من الحمل, حيث يمتد الرحم إلى ما فوق السرة, كما قد تشعر الأم بركلات kicks الطفل الأولى المختلفة تماما عن تلك الهزهزات أو الحركات الشبيهة بحركة الفراشات داخل المعدة والملاحظة في الشهر الماضي. وفيما يلي نظرة سريعة على الأحداث في هذا الشهر ومكان حدوثها:
تغيرات جسم الحامل في الشهر السادس
الهرمونات
ينتج العديد من الهرمونات بمعدلات مختلفة لمواكبة حاجات نمو الطفل، حيث يزيد مستوى الإستروجين والبروجستيرون عشر مرات عند الحامل مع تقدم الحمل عنه لدى النساء غير الحوامل.
ويكون مستوى البروجستيرون أعلى بقليل من مستوى الإستروجين في الشهور الخمسة الأولى من الحمل, أما في هذا الشهر فإن مستوى الإستروجين يزداد ليبلغ مستوى البروجستيرون في الأسبوع الحادي والعشرين أو الثاني والعشرين نفسه، ويكون أعلى بقليل من مستوى البروجستيرون في الأسبوع الرابع والعشرين.
القلب والجهاز الدوراني
يبقى ضغط الدم أقل من الطبيعي في هذا الشهر, ولكن في الأسبوع الرابع والعشرين من المرجح أن يعود ضغط الدم إلى مستواه قبل الحمل, كما أن الجسم يستمر في إنتاج كمية إضافية من الدم في هذا الشهر، بحيث يصل مستوى إنتاج كريات الدم الحمراء إلى مستوى إنتاج البلازما (وذلك إذا توفرت كمية كافية من الحديد)؛ وفي حال عدم الحصول على الميليغرامات الثلاثين الضرورية من الحديد، فإن الأم تكون معرضة للإصابة بفقر الدم الناجم عن عوز الحديد iron deficiency anemia.
كما قد يستمر الشعور باحتقان الأنف والرعاف والنزف من اللثة عند تنظيف الأسنان, وذلك بسبب زيادة جريان الدم إلى الممرين الأنفيين وإلى اللثتين.
الجهاز التنفسي
يكبر القفص الصدري للتأقلم مع زيادة السعة الرئوية lung capacity، حيث يزداد قطر القفص الصدري حوالى 5 – 7.5 سم (2 – 3 بوصات) عند ولادة الطفل, ثم يعود بعد الولادة إلى حجمه قبل الحمل.
ونتيجة لهذه التغيرات في جهاز التنفس، يبقى التنفس في معدل أسرع بقليل من الطبيعي، ولكن ضيق التنفس ربما يتحسن, بل ربما يصبح التنفس أسهل في وقت متأخر من الحمل، وذلك عندما يبدأ الطفل بالنزول إلى الحوض استعدادا للولادة.
الثدي
يستمر ثدياك بالنمو أكثر في هذا الشهر، وربما يصبحان جاهزين لإنتاج الحليب الآن؛ وقد تشاهدين قطيرات دقيقة من سائل مائي أو مصفر على الحلمتين، مع أن ذلك باكر، ويمثل ذلك الحليب الأولي (اللبأ colostrum)؛ ويكون محملا بأضداد فاعلة مقاومة للعدوى من جسمك؛ فإذا أرضعت من ثدييك، سيكون اللبأ طعاما لطفلك خلال الأيام القليلة الأولى من الولادة.
وتستمر الأوعية الدموية في ثدييك بالبروز أكثر، فتبدو من خلال الجلد بشكل خطوط قرنفلية أو زرقاء.
الرحم
قد يبدأ الرحم في هذا الشهر – ربما في الأسبوع الثاني والعشرين – بالتدرب على المخاض والولادة، حيث يدرب الرحم عضلاته على بناء القوة اللازمة للقيام بالمهمة الكبيرة القادمة, وتسمى تقلصات التسخين أو الاستعداد هذه بتقلصات براكستون – هيكس Braxton-Hicks contractions, وهي تقلصات عابرة غير مؤلمة تبدو كالشعور بالعصر قرب قمة الرحم أو في أسفل البطن والمنطقة الأربية.
تسمى تقلصات براكستون – هيكس أيضا بالطلق أو المخاض الكاذب false labor، وذلك لأنها مختلفة تماما عن تقلصات الطلق الحقيقي؛ فتقلصات براكستون – هيكس تحدث بشكل غير منتظم ومتفاوت في الطول والشدة, بينما تتبع تقلصات الطلق الحقيقي نموذجا معينا حيث تكون أطول وأقوى وأكثر تقاربا, كما أن تقلصات براكستون – هيكس تميل إلى التمركز في منطقة واحدة، بينما تنتشر تقلصات الطلق الحقيقي في جميع أنحاء البطن وأسفل الظهر.
ويمكن القول بأنه من السهل الخلط بين تقلصات براكستون – هيكس والتقلصات الحقيقية؛ لذا يكون عليك مراجعة مقدم الرعاية الصحية إذا صادفت تقلصات مؤلمة أو متكررة أكثر من ست مرات في الساعة الواحدة، فقد تكون التقلصات المنتظمة والمؤلمة في هذه المرحلة من الحمل إيذانا بولادة مبتسرة أو مبكرة preterm labor.
ويكمن الاختلاف الأكبر بين الطلق الحقيقي وتقلصات براكستون – هيكس في التأثير في عنق الرحم, إذ لا يحدث أي تغير في عنق الرحم نتيجة تقلصات براكستون – هيكس، بينما يبدأ عنق الرحم في الانفتاح (التوسع) نتيجة الطلق الحقيقي؛ قد تحتاجين للقاء مقدم الرعاية الصحية لتحديد ما إذا كانت التقلصات حقيقية أم لا.
المهبل
تستمر الافرازات أو الضائعات (النجيج) المهبلية الرقيقة البيضاء مع بعض الرائحة أو من دونها, وهذا أمر طبيعي؛ فالكثيرات من النساء تزداد عندهن الافرازات المهبلية خلال الحمل.
أما إذا كانت هذه الضائعات مخضرة أو مصفرة, أو ذات رائحة قوية أو مترافقة مع احمرار أو حكة أو تهيج في الفرج، فإنها تسترعي الانتباه والاهتمام، لأن الأعراض والعلامات السابقة هي أعراض عدوى المهبل وعلاماته, كما أنها أحد التأثيرات الجانبية لهرمونات الحمل؛ لذلك، اتصلي بمقدم الرعاية الصحية عندما تواجهين أيا من هذه المشاكل.
المسالك البولية
تبقى الأم مهددة بالإصابة بعدوى السبيل البولي في هذا الشهر، وذلك نتيجة التغيرات الطبيعية في الجسم خلال الحمل، حيث يكون جريان البول بطيئا بسبب نمو الرحم والرخاوة المحرضة بالبروجستيرون في عضلات الحالبين (اللذين ينقلان البول من الكلية وحتى المثانة).
إذا كنت تتبولين بشكل أكثر من الطبيعي أو تشعرين بالحرقة عند التبول أو تشعرين بحمى أو ألم في الظهر أو البطن، فعليك مراجعة مقدم الرعاية الصحية، لأن هذه هي علامات عدوى السبيل البولي وأعراضه، وهي السبب الشائع للولادة المبتسرة.
العظام والعضلات والمفاصل
تستمر الأربطة التي تدعم البطن بالتمدد في هذا الشهر, كما أن المفاصل بين عظام الحوض تستمر في التلين والاسترخاء وذلك استعدادا للولادة؛ وبالإضافة إلى ذلك، فإن الجزء السفلي من العمود الفقري يستمر في الانحناء إلى الخلف، مما يساعد على حمايتك من السقوط للأمام نتيجة وزن الطفل النامي؛ وتستمر التغيرات السابقة على مستوى العظام والمفاصل والأربطة في إحداث ألم الظهر.
زيادة الوزن
مرة أخرى, قد يزداد الوزن في هذا الشهر بمعدل حوالى رطل واحد (450 غ) لكل أسبوع, بزيادة كلية مقدارها أربعة أرطال (1800 غ), وقد تحدث زيادة قدرها رطل ونصف في أحد الأسابيع وقدرها نصف رطل في الأسبوع التالي، وهذا الأمر لا يستدعي الاهتمام؛ وكلما كانت الزيادة في الوزن ثابتة تقريبا، دون نقص أو زيادة مفاجئين، دل ذلك على وضع جيد.
اقرأي أيضاً: الشهر السادس من الحمل
تطور الجنين في الشهر السادس
يبلغ طول طفلك أكثر من قدم ويزن نحو رطلين (900 غرام) وهو لايزال نشيطاً للغاية، بل وأصبحت حركاته أكثر تناسقاً (يبدل بقدميه ويضرب بهما جدار الرحم، ربما ليتمرس على المشي).
كما قد أصبح له قبضة قوية ( والتي قد يستخدمها للإمساك بالحبل السري). ولحسن الحظ، فإن الحبل السري – والذي يعد أنبوب الحياة بالنسبة للطفل – مصمم ليتحمل كل هذا النشاط ؛ فصلابته وتكوينه اللولبي يساعدان في الوقاية من التلوی والتعقد.
عينا الطفل تنفتحان وتنغلقان الآن وتستجيبان للضوء (بل قد يستخدم الجنين يديه ليغطي عينيه إن تعرضت بطن أمه لضوء ساطع للغاية)، والأحبال الصوتية تعمل الآن بالرغم من أن الطفل لن يصدر صوتا حتى تلك الصرخة التي ستدوي بعد مولده، ومع ذلك فإنه من الشائع أن يصاب الطفل بالفواق والذي قد يؤدي إلى اهتزاز بيته الرحمي كثيرا، والطفل الذي يولد الآن قد يبقى على قيد الحياة مع الرعاية المركزة به.
اقرأي أيضاً: تطور الجنين في الشهر السادس
المشاعر والعواطف خلال الأسابيع 21 – 24
مواجهة المخاوف
قد يبدأ الشعور في هذا الشهر ببعض المخاوف تجاه عملية الولادة؛ وفي الحقيقة، ربما تشعرين ببعض الانشغال لفترة قصيرة تجاه الأسئلة التالية: ماذا إذا لم أصل إلى المستشفى في الوقت المحدد؟ كيف سأتعامل مع مسألة التعري أمام الغرباء؟ ماذا لو فقدت سيطرتي في أثناء الولادة؟ ماذا لو كان هناك مشكلة ما لدى الطفل؟
كما أن شريكك ربما يفكر في بعض من هذه الأسئلة, إذ غالبا ما يكون لدى الوالدين اهتمام شريكاتهم نفسه، ولكن دون الاعتراف بذلك, لأن كلا من الأب أو الأم يعتقد أنه يجب أن يكون كل منهما قويا أمام الآخر, كما أن شريكك قد يكون قلقا بشأن احتمال حدوث شيء ما لك في أثناء المخاض والولادة.
إن فصول التحضير للولادة مكان رائع لمخاطبة هذه المخاوف, حيث تبدأ هذه الفصول بشكل نموذجي بين الشهرين السادس والسابع من الحمل, وتشتمل على جلسات أسبوعية لمدة ست إلى ثمان أسابيع, وتعد فرصة فذة تسمح لك بالتحدث عن مخاوفك مع الأزواج الآخرين والذين قد يشاطرونك المشاغل نفسها, كما تؤمن لك تقاربا مع مرشد ولادة مدرب يمكنه مخاطبة مخاوفك نقطة تلو الأخرى مبددا الأساطير ومزودا إياك بمعلومات مساعدة, وهذا من شأنه أن يخفف من عبء انفعالاتك العاطفية.
احصلي على وقت كاف للجلوس وإعداد قائمة بمخاوفك, واطلبي من شريكك أن يعمل ذات الشيء, ثم قارني بين القائمتين, وأشركي مرشد الولادة والأزواج الآخرين ومقدم الرعاية الصحية في تلك المخاوف؛ لأن هذه المشاركة تساعد على جعل مخاوفك أقل تأثيرا.
المواعيد مع مقدم الرعاية الصحية
قد تركز زياراتك لمقدم الرعاية الصحية في هذا الشهر على تتبع نمو الطفل ومراقبة أية مشكلة صحية لديك.
وكما هي الحال في زيارات الشهر الماضي، ربما يقيس مقدم الرعاية الصحية حجم الرحم بفحص ارتفاع القاع fundal height (المسافة من قمة قاع fundus الرحم إلى عظم العانة pubic bone) الذي قد يصل في هذا الشهر إلى حوالي 21 – 24 سنتيمترا أو يساوي عدد أسابيع الحمل تقريبا.
وبالإضافة إلى القيام باختبار ارتفاع القاع، قد يقيس مقدم الرعاية الصحية الوزن وضغط الدم لديك, كما قد يقيم سرعة قلب الجنين، ويستفسر عن أي عرض واجهته في الفترة السابقة.
اقرأي أيضاً: فحوصات الحمل
متى تتصلين بالطبيب خلال الأسابيع 21 – 24
تكون معرفة المشاكل المحتملة ووقت الاتصال بمقدم الرعاية الصحية ضروريين في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى؛ فكما هي الحال دائما، اتصلي عند الشك بأي مشكلة.
فيما يلي دليلٌ خاص بالعلامات والأعراض التي قد تكون لافتةً للنظر، وتستوجب زيارة الطبيب أو ينبغي ذكرها في زيارتك اللاحقة لمقدِّم الرعاية الصحية خلال الشهر السادس.
النزيف المهبلي أو التبقيع
• تبقيع طفيف: اليوم نفسه
• أي تبقيع أو نزف يدوم أكثر من يوم واحد: فوراً
• نزف معتدل إلى غزير: فوراً
• أي مقدار من النزف مترافق مع ألم أو مغص أو حمى أو نوافض chills: فوراً
• خروج نسج: فوراً
• نجيج مهبلي مستمر يخضر أو يصفر، قوي الرائحة أو مترافق باحمرار وحكة وتهيج حول الفرج خلال النهار بكامله: في غضون 24 ساعة
الألم
• الشعور بجر أو وخز أو ضيق في إحدى جهتي البطن أو كلتيهما: الزيارة اللاحقة
• صداع خفيف أحيانا: الزيارة اللاحقة
• صداع مزعج معتدل لا يزول بالمعالجة بالأسيتومينوفين acetaminophen (التيلينول Tylenol وغيره): في غضون 24 ساعة
• صداع شديد أو مستمر، لا سيما الدوخة dizziness أو الغشي faintness أو الغثيان nausea أو القيء أو اضطرابات الرؤية: فوراً
• ألم بطني أو حوضي معتدل أو شديد: فوراً
• معص في الساقين يوقظك من النوم: الزيارة اللاحقة
• معص في الساقين مع احمرار وتورم: فوراً
• ألم مع حمى أو نزف: فوراً
القيء
• قيء عارض: الزيارة اللاحقة
• قيء مرة واحدة يوميا: الزيارة اللاحقة
• قيء أكثر من ثلاث مرات في اليوم أو مترافق مع عدم القدرة على الأكل أو الشرب بين عوارض القيء: في غضون 24 ساعة
• قيء مترافق مع ألم وحمى: فوراً
مظاهر أخرى
• نوافض أو حمى (102 ف “39º م” أو أكثر): فوراً
• نجيج ثابت أو غزير لسائل مائي من مهبلك: فوراً
• تورم مفاجئ في وجهك أو يديك أو قدميك: فوراً
• اضطرابات بصرية (عتمة، تشوش): فوراً
• التوق أو الاشتياق نحو المواد غير الطعامية، مثل الغضار والنشا الملوث ونشا الغسيل: الزيارة اللاحقة
• تعكر المزاج باستمرار، فقد المتعة بأشياء تستمتعين بها عادة: الزيارة اللاحقة
• العلامات والأعراض السابقة مع أفكار إيذاء النفس أو الآخرين: فوراً
• ضعف وتعب أو ضيق في التنفس أو خفقان قلبي أو دوخة: الزيارة اللاحقة إذا حدث ذلك أحياناً أو في اليوم نفسه إذا كثر حدوثه
• غشي أو إغماء: فوراً
• تبول متكرر مع ألم أو حرقة بولية أو حمى أو ألم بطني أو ظهري: في اليوم نفسه