فقر الدم المنجلي مرض دموي وراثي يسبب فقر الدم anemia, كما يسبب الألم والعدوى المتكررة والضرر بالأعضاء الحيوية؛ وينتج هذا المرض بسبب شكل ناقص من أشكال الخضاب (الهيموغلوبين) hemoglobin (المادة التي تساعد كريات الدم الحمراء على نقل الأكسجين من الرئتين إلى جميع أنحاء الجسم)؛ ففي الأشخاص المصابين بالمرض، تتمنجل كريات الدم الحمراء وتتغير من الشكل الدائري السليم إلى الشكل الهلالي crescent، حيث تسد هذه الكريات غير الطبيعية جريان الدم في الأوعية الدموية.
يشخص داء الخلية المنجلية بشكل نموذجي في أثناء الطفولة بواسطة اختبار تحر screening test, ويمكن أن يصيب هذا المرض أي شخص، ويقدر عدد المصابين به بالملايين, وغالبية هؤلاء المصابين في الولايات المتحدة هم من السود والهسبان والهنود الأمريكيين؛ ومع أنه لا يوجد علاج للمرض، لكن تتوفر بعض أنواع المعالجة لتخفيف الألم ومنع حدوث المشاكل.
قد تنقل النساء المصابات المرض أو خلة المرض trait إلى أطفالهن، حيث لابد أن يأخذ الطفل جين الخلايا المنجلية من كل من الأب والأم حتى يصاب بالمرض؛ أما إذا تلقى الطفل جينا واحدا فقط، فإنه يصبح حاملا للمرض carrier، ويعني ذلك إمكانية نقل المرض إلى ذريته في المستقبل.
تدبير داء الخلية المنجلية في أثناء الحمل
تتعرض النساء المصابات بداء الخلية المنجلية لخطر الإصابة بمضاعفات خطيرة مرتبطة بالحمل، مثل ارتفاع الضغط المحرض بالحمل والولادات المبتسرة وولادة أطفال ناقصي الوزن؛ وتزيد معدلات حدوث العدوى في الحمل، مما يؤدي إلى نوبات التمنجل المؤلمة sickle cell crises، وتشتمل حالات العدوى هذه على عدوى السبيل البولي والتهاب الرئة وعدوى الرحم.
قد تحتاج النساء المصابات بالمرض إلى فريق من الاختصاصيين لتقديم العناية اللازمة قبل الولادة, ويشتمل الفريق على اختصاصي التوليد واختصاصي الرعاية حول الولادة perinatologist الخبير بالحالة واختصاصي الدمويات واختصاصي الولدان neonatologist؛ كما قد تحتاج المصابات إلى مراقبة المضاعفات المحتملة للمرض، مثل النوبات الاختلاجية وفشل القلب الاحتقاني وفقر الدم الشديد الذي غالبا ما يكون في أثناء الشهرين الأخيرين من الحمل، مما يستدعي نقل الدم blood transfusion.
يجب مراقبة صحة الطفل عن كثب عند حدوث نوبة التمنجل أو أي من المضاعفات الأخرى؛ وعند الحاجة إلى العملية القيصرية، غالبا ما يستخدم الإحصار فوق الجافية بدلا من التخدير العام.