التصنيفات
طب نفسي | علم النفس

فوائد الضحك | يقلل التوتر، يخفض ضغط الدم، يخفف الآلام، يقوي جهاز المناعة

اضحك لما يصل إلى خمس عشرة مرة يومياً وعش حتى ثماني سنوات بصحة أفضل.
الضحك يقلل التوتر، ويخفض ضغط الدم، ويخفف الآلام، ويزود الدم بالأكسجين، ويقوي جهاز المناعة. لذلك، هيا املأ جنبات المكان ضحكاً.

كان هناك صيادان يسيران في الغابة حين وقع أحدهما على الأرض مغشياً عليه. لا يبدو أنه يتنفس وصارت عيناه شاخصتين. أخرج الآخر هاتفه المحمول بسرعة واتصل بالإسعاف وقال لهم لاهثاً: “صديقي مات! ما الذي يمكنني عمله؟”. رد عليه المسعف: “اهدأ، يمكنني أن أساعدك. أولاً، تأكد من أن صديقك قد مات”. مرت لحظة صمت قصيرة، ثم شق الأفق صوت طلق ناري. عاد الرجل إلى الهاتف قائلاً: “حسناً، لقد تأكدت أنه مات. ماذا أفعل الآن؟”.
هذه النكتة تعد رسمياً من أكثر النكات إضحاكاً في العالم، وإذا ضحكت وأنت تقرؤها تكون قد قدمت لجهازك المناعي دعماً ضخماً. يبدو أن الضحك في الحقيقة هو أفضل دواء وهناك الكثير من الدراسات العلمية التي تثبت هذا القول.
إذا كنت محشوراً داخل مصعد ثم ألقى أحدهم على مسامعك نكتة ظريفة أضحكت الجميع، فستتأكد من أنه لا شيء يمكن أن يزيل التوتر مثل الضحك. فمن الناحية الجسمانية والنفسية، يعمل الضحك كصمام أمان لتصريف التوتر العصبي وتخفيفه.

لقد أثبت الباحثون أن الضحك يقلل مستويات هرموني التوتر والضغط، الكورتيزون والأدرينالين، ويزيد أعداد الخلايا التائية البيضاء التي تقاوم الأمراض. وأثناء الضحك، يزيد معدل نبضات القلب ويرتفع ضغط الدم؛ وبعد الضحك، ينخفض كل من معدل نبض القلب وضغط الدم إلى مستوى أقل مما كان عليه قبل الضحك. يعتقد العلماء أيضاً أن البشر توصلوا في الأساس إلى الضحك كوسيلة للتواصل مع الآخرين وتخفيف الصراعات معهم. وكما يقول الكوميديان آلان ألدا: “عندما يضحك الناس، فإنهم ينشغلون عن قتل بعضهم البعض”.
لقد صار الأطباء الآن يدركون مدى أهمية الضحك لصحتنا، وبالتالي بدءوا يأخذون النكات على محمل الجد. في الستينيات من القرن العشرين، ألف الكاتب حاصد الجوائر نورمان كازينز كتاباً عن شفائه الكامل من مرض عضال لا يمكن الشفاء منه في الأنسجة الضامة. وقد تحقق له الشفاء نتيجة اتباعه نظاماً صارماً تضمن -ضمن علاجات أخرى- الضحك على أفلام “الإخوة ماركس” يومياً. لقد صار هذا الكتاب عن تجربته مع المرض من أفضل الكتب مبيعاً على مستوى العالم.

وربما يحسن الضحك أيضاً من لياقتك البدنية. فالضحك من القلب يمكن أن يحرك حتى 400 عضلة في جسمك، وبالتالي يصبح مثل تدريب أيروبكس داخلي. وهو يؤدي إلى إفراز نفس الإندورفينات أو المواد الكيميائية المسئولة عن السعادة في المخ التي تفرزها التدريبات الرياضية. ولو أنك تمكنت من الاستمرار في الضحك من القلب لمدة ساعة متواصلة، فإنك ستحرق ما يصل إلى 500 سعر حراري.

المشكلة هي أنه كلما تقدمنا في العمر أصبح ضحكنا أقل. ففي سن الرابعة، يضحك الطفل 400 مرة في اليوم. وعندما نصل إلى سن 30 عاماً، فإن ضحكنا يقل إلى 15 مرة يومياً. فالطفل الصغير لا يحتاج إلى نكتة سياسية ساخرة لكي يبتسم. فهو يضحك على الضوضاء التي تُشبه صوت الرياح، ولو من بعيد. أو ضع مجموعة من الأطفال الصغار معاً وانتظر حتى يقول أحدهم شيئاً بسيطاً ليس له معنى مثل كلمة “وي-وي” وانظر كيف سيظلون يضحكون بلا توقف لعشر دقائق حتى يقعوا على ظهورهم. متى فقدنا هذا الإحساس بالمرح؟
ويبدو أن اتخاذ قرار بالضحك لفترة أطول يومياً طريقة سهلة من أجل التمتع بالشباب لفترة أطول. ولكن للأسف فإن قول هذا أسهل من عمله. فأنت لا تستطيع إجبار نفسك على الضحك. ورغم هذا، فإنك تستطيع أن تزيل الغبار عن إحساسك بالفكاهة بأن تستخدمه أكثر وأكثر. ومن الممكن أيضاً أن تعوّد نفسك على مشاهدة بعض المسلسلات المضحكة، أو تتبادل النكات مع أصحابك بالبريد الإلكتروني، أو تقضي بعض الوقت مع الأطفال الصغار في عائلتك.
ولكي نساعدك على البدء، إليك هذه النكتة:
انطلق المحقق الشهير شيرلوك هولمز ومساعده د. واتسون في رحلة إلى الخلاء. وعندما حل عليهما الليل قاما بتشييد خيمة في العراء وناما تحتها. وفي وسط الليل، أيقظ هولمز واتسون قائلاً: “واتسون، انظر للنجوم وقل لي ماذا تستنتج”. تأمل واتسون النجوم وقال: “أرى ملايين النجوم، ولو افترضنا أن عدداً قليلاً منها تدور حوله كواكب، فمن المحتمل أن يكون هناك كواكب أخرى مشابهة للأرض. وإذا كانت هناك كواكب مشابهة للأرض، فمن المحتمل أن تكون عليها حياة”. رد عليه هولمز قائلاً: “واتسون، أيها الأحمق، الاستنتاج الذي أتوقعه منك أقرب من هذا؛ لقد سرق أحدهم خيمتنا!”.

ماذا قالوا عن الضحك؟

الضحك مهدئ فعال ولكن ليس له أي آثار جانبية.

ضحكة واحدة تساوي حبتي دواء.

الضحك طريقة رائعة لخفض ضغط الدم.

ابتسم أكثر وستشعر بالسعادة.

أظهرت الدراسات التي تم إجراؤها على نشاط المخ أنه مع تحريك الوجه عند الابتسام يتم تلقائياً إطلاق المواد الكيميائية المسئولة عن السعادة في المخ. لذلك، فإن المزيد من الابتسام يجعلك تشعر بالفعل بالمزيد من السعادة. كما أن الابتسام يحرك ضعف عدد العضلات التي يتم تحريكها عند العبوس.

لقد جربت أن أقول “وي-وي” مثل الأطفال في العمل أمس ولكن لم يضحك أحد. لماذا؟

كما يمكن أن يخبرك أي ممثل كوميدي، الشيء الأهم في النكتة هو توقيت وطريقة إلقائها. هناك حتى نكتة عن ذلك. دخل رجل إلى السجن وكان الجميع يتناولون طعام العشاء. صاح أحد السجناء: “ثلاثة وعشرين” ثم انفجر الجميع ضاحكين. سأل الرجل الذي دخل السجن حديثاً رفيقه في الزنزانة عما يحدث فقال له: “لأننا سمعنا كل النكات من قبل، فقد قمنا بترقيمها. وإذا أراد أحدنا أن يلقي نكتة فإنه يكتفي بذكر رقمها فقط. انتظر. ثمانية وأربعين!”. مرة أخرى كانت هناك ضحكة كبيرة من الجميع. قال الرجل: “دعني أجرب هذا. أخبرني برقم نكتة جيدة”. رد الآخر: “ستة عشر”. هنا قام الرجل وصاح: “ستة عشر” ولكن لم يضحك أحد. عاد الرجل إلى رفيقه في الزنزانة يسأله لماذا لم يضحك الجميع. هنا قال الزميل: “ليس المهم هو النكتة، وإنما طريقة إلقائها”.

في بعض الأحيان، عندما أضحك من القلب، أبدأ في البكاء. هل هذا طبيعي؟

طبيعي وشائع جداً، ويكفي دليلاً على ذلك المثل الشائع: “دموع الفرح”. ويُعتقد أن السبب في هذا له علاقة بتخفيف التوتر، فالانخراط في نوبة بكاء يمكن أن يخفف التوتر تماماً مثله مثل الضحك من القلب.