حان وقت الشاي! هل تفضل الشاي الأسود، أم الأخضر، أم العشبي، أم شاي التخسيس؟
إنها فكرة مثيرة: ارتشف الشاي وراقب وزنك وهو ينخفض. ولكن هل من الممكن أن يمثل الشاي أكثر من كونه مشروباً منعشاً؟
دعوني أقرأ لكم أوراق الشاي. أرى شخصاً ضخم الجثة يقول إن هذا الكوب من الشاي الذي يساعد على إنقاص الوزن مضيعة للوقت. التزم بمقادير معقولة من الطعام ومارس المزيد من التمارين الرياضية بدلاً من الجلوس لتناول شرابك الذي تأمل أن تتخلص به من الدهون.
إننا جميعاً نفضل الخيارات السهلة. وماذا يمكن أن يكون أسهل من احتساء شاي يساعدك على حرق الدهون؟ تقدم محلات الأطعمة الصحية أنواعاً قوية من الشاي شديد المفعول، ولكن شبكة الإنترنت هي التي تشتمل على تشكيلة عريضة من الخيارات المتاحة. وعلى شبكة الإنترنت أيضاً يمكنك أن تقول أو تبيع ما تشاء دون رادع. وكما الحال بالنسبة لأشياء كثيرة في حياتنا، ليس كل ما يلمع ذهباً، والشاي ليس استثناء لهذه القاعدة.
لنتحدث عن نوعين من الشاي أولاً: الشاي الأسود، وهو النوع المعتاد الشائع في كل مكان، والشاي الأخضر. يحتوى النوعان على مركبات الفلافونويد والعديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك الحماية من الإصابة بأمراض القلب. وهذه معلومات مثبتة، ولذا احتسِ الشاي وتمتع بفوائده. واستخدم اللبن منزوع الدسم، واحرص على تقليل السكر. لقد حاز الشاي الأخضر على اهتمام شديد في الفترة الأخيرة على إثر إجراء العديد من المشروعات البحثية. ولقد وجد أن له أثراً وقائياً ضد كل الأمراض بما في ذلك أنواع معينة من مرض السرطان، كما أن له القدرة على خفض معدلات الكوليسترول، وزيادة سرعة أكسدة الدهون؛ أي حرق السعرات الحرارية بسرعة أكبر. جدير بالذكر أن الحاجة تدعو إلى إجراء المزيد من الأبحاث في كافة هذه الجوانب، ولكن لا ضرر إن قلنا إنك إن كنت تحب مذاق الشاي الأخضر، فلن تخسر شيئاً اللهم إلا بضعة كيلوجرامات.
مجرب وموثوق؟
إن أنواع الشاي العشبي لها تاريخ طويل، إذ تم استخدامها في الطب الصيني والهندي القديمين. وهذه الأنواع شهيرة في كل مكان في العالم كبديل للشاي العادي والقهوة، كما تستخدم في بعض الدول كعلاج لبعض الشكاوى الشائعة؛ بما في ذلك نبات الشمار الذي يساعد على الهضم، والبابونج الذي يساعد على النوم ويحد من التوتر والقلق. ولا شك أن مدى قدرة هذه الأعشاب على العلاج مازال محل نقاش، لأنها في الأساس قد لا تحتوي على القدر الكافي من المادة الفعالة بما يحدث الأثر اللازم. المهم أن الشاي العشبي الذي تعرف مكوناته لن يكون له أي ضرر على الإطلاق، ولكن التوليفات التي يطلق عليها أسماء تعد بإنقاص الوزن هي التي يجب أن تتعامل معها بحرص.
والواقع أن كثيراً من الناس يرون أن أنواع الشاي التي تساعد على إنقاص الوزن، وتحتوي على مكونات مثل جذر عرق السوس، والسنامكي، والنبق المسهل، يجب أن يطلق عليها اسم أنواع شاي مسهلة لأن هذا هو أثرها على المرء! فكميات بسيطة منها قد لا تشعرك بالراحة وتدفعك إلى الذهاب إلى الحمام كثيراً. وإذا تناولت هذه الأنواع من الشاي بكميات كبيرة، فستتعرض للمشاكل. وبعض أنواع الشاي تعمل على إدرار البول خاصة إذا كانت تحتوي على الهندباء البرية، أو البقدونس، أو العرعر، ومن ثم فإنك تفقد وزنك على شكل مياه. وهناك أنواع من شاي الحمية التي تحتوي على مثيرات مثل اليربا ماتي، وبذرة نبات الكولا، والجورانا. ولا بأس من تناولها بكميات ضئيلة، ولكن إذا كانت لديك حساسية من مكوناتها، أو إذا تناولت مقداراً زائداً بعض الشيء، فستصاب بخفقان القلب، والاهتياج العصبي، وسيصعب عليك النوم. وهناك أيضاً خطر الإصابة بأزمة قلبية، ولو أن هذا احتمال مستبعد.
وطالما أن السبب الوحيد الذي سيدفعك لاحتساء أنواع الشاي المميزة كعوامل مساعدة على إنقاص الوزن هو فقدان الوزن (إذ إن مذاق أغلبها ليس مستحسناً)، وفي نفس الوقت لا يوجد دليل على أنها من الممكن أن تساعدك على إنقاص الوزن، يستحسن ألا تحتسيها. التزم بتناول كوب من الشاي العادي، أو الشاي العشبي التقليدي الذي لا يعدك بأي شيء خلاف أن مذاقه رائع.
اصنع شايك العشبي، أو منقوع الأعشاب الخاص بك.
ضع ملعقة من الأعشاب الجافة، أو ملعقتين من الأعشاب الطازجة في كوب من الماء المغلي.
اسكب الماء على الأعشاب، وقم بتغطية الكوب لمدة 5- 10 دقائق.
وقبل أن تشربه، احرص على تصفيته.
“إن احتساء كوب واحد من الشاي يومياً سيجعل الصيادلة يتضورون جوعاً”. قول صيني مأثور
ألا يحتوي الشاي العادي على مادة الكافيين ومن ثم فمن الممكن أن يؤدي إلى الاهتياج العصبي؟
نعم، الشاي يحتوي على مادة الكافيين، ولكن بنسب أقل بكثير من القهوة، ومشروبات الكولا المعتادة، وقوالب الشيكولاتة. ويتحتم عليك أن تشرب كميات مهولة من الشاي العادي لكي تشعر بآثار جانبية لهذه المادة، إلا إذا كنت تعاني من الحساسية منها بصفة خاصة.
إنه مدر للبول أيضاً، أليس كذلك؟
نفت الأبحاث الأخيرة هذا الزعم. يجب عليك أن تحتسي خمسة أو ستة أكواب من الشاي في جلسة واحدة كي يتراكم بجسمك 250-300 ملجم من الكافيين اللازم لإدرار البول. والواقع أنه ثبت أن الشاي من الممكن أن يساهم في مقدار السوائل اليومي الذي تحتاج إليه، وهو الذي يوصى بأن يتراوح ما بين 1.5-2 لتر يومياً. في المملكة المتحدة، يحتسي أغلب الناس 3-4 أكواب من الشاي في المتوسط. وقد تبدو هذه الظاهرة غير ذات مغزى، ولكنها دليل على أن بعض العادات القديمة ليست سيئة على كل حال.
كيف ينبغي أن أحتسي الشاي؟
يمكنك احتساءه ساخناً مع اللبن أو الليمون، أو بارداً بالثلج. الأمر راجع لك. فلا أثر سلبي لطريقة احتساء الشاي الأخضر أو الأسود على المكونات الداعمة للصحة، ولذا لك مطلق الحرية في احتسائه بالطريقة التي تحبها. ولكن من الأفضل ألا تحتسيه مع الوجبات؛ إذ إنه يقلص من امتصاص الحديد من الطعام.