الهروب، والاختبار، والتظاهر بالموت، وغير ذلك من الحيل الرائعة للسيطرة على الرغبات الملحة التي تنتابنا وتعتمل بداخل كل منا عندما نتبع حمية.
إذا كانت شهيتك مفتوحة بشدة لنوع معين من الأطعمة، أو إذا كنت لا تألو جهداً في الوصول إلى ما تريد تناوله، فهذا هو ما يعرف بالرغبة الملحة.
في الماضي، كنا نعتقد أن التوق والرغبة الشديدة في تناول طعام معين هو وسيلة الجسم لإخبارك بأنه في حاجة إلى مغذيات معينة. فبعض الخبراء، خاصة هؤلاء الذين يتمتعون بخلفية قوية في الطب البديل، لازالوا يدافعون عن هذا الرأي. أعتقد أنه من المثير للفضول فعلاً أننا جميعاً نشتاق لتناول الحلويات والأكلات الدسمة ولا نشعر برغبة مماثلة في تناول حصة كبيرة من السبانخ. ما من شك في أن حالات اشتياقك لتناول طعام ما من الممكن أن ترتبط بما يحدث بداخل جسمك. وهذا ينطبق بصفة خاصة على النساء، ولعله أمر يرتهن بالهرمونات. فكثير من النساء يشعرن باشتياق شديد لأطعمة بعينها قبل الحيض على سبيل المثال. ومن الشائع أيضاً أن يشعرن برغبة ملحة في تناول أطعمة معينة في فترة الحمل. فأنا لم أشبع من تناول الفول بالصلصة عندما كنت حاملاً، الأمر الذي لم يكن مثيراً قط. والرجال لا ينتابهم مثل هذا القدر من الرغبات الملحة في تناول الأطعمة. ويبدو واضحاً أننا نتجاوز مرحلة التوق الشديد إلى الطعام في النهاية؛ فالأشخاص الذين تجاوزوا الخامسة والستين من عمرهم يتوقون إلى تناول أطعمة بعينها بشكل أقل من الأشخاص الأصغر سناً. ويقال إن السبب وراء هذا هو أن شهيتنا تضعف بمرور السنين، وتضعف معها حاستا الشم والذوق.
الخبر السيئ هو أن الأشخاص الذين يحاولون إنقاص أوزانهم هم الذين يشعرون بأكبر قدر من الرغبات الملحة في تناول الطعام. وأغلب هذه الرغبات من الممكن أن نعزوها إلى عوامل نفسية. هل تذكر عندما أملى عليك الآخرون في الصغر ألا تفعل شيئاً ما، فما زادك هذا إلا رغبة في عمله؟ هذا هو نفسه حال من يتبع حمية. فحرمان الذات في حد ذاته يجعلك تود الحصول على ما حرمته على نفسك.
إن الحميات المتشددة جداً تصبح شديدة الملل، وتصبح الأطعمة المحرمة جذابة ومغرية بقدر هائل. وفي المقابل، فإن الحمية الصحية التي تستهدف إنقاص الوزن على المدى البعيد بتحقيق التوازن ما بين المواد الغذائية والسيطرة على حصص الطعام، لن تشجع الرغبات الملحة لتناول أطعمة بعينها وذلك لأن عامل الحرمان الكامل ينتفي منها. كما أنك لن تشعر بالجوع الشديد إذا كنت تتناول مقادير معقولة من الطعام، الأمر الذي سيكبح هذه الرغبات الملحة ويعني أن سندوتش البرجر المزدوج بالجبن والبطاطس المقلية التي تحلم بها سيظل كما هو في محل السندوتشات.
إذا تسللت إحدى هذه الرغبات الملحة إليك كما الضيف غير المرغوب فيه الذي لا يفهم تلميحاتك بأنك لا تود استضافته الآن، يمكنك محاولة استخدام أي من هذه الحيل الثلاثة:
عليك بالبديل.
فإذا كانت الشيكولاتة هي ما تشتهيها، ألا يكفيك أن تحتسي كوباً من الحليب بالشيكولاتة على أن يكون الحليب منزوع الدسم؟ يمكنك أن تجرب بشر قالبين من الشيكولاتة فوق هذا الكوب. وإذا كان ما تشتهيه هو الآيس كريم، فتناول نوعاً منخفض الدهون أو جرب الفواكه المثلجة.
انتبه لحجم حصة الطعام التي تتناولها.
احرص على شراء مقادير أقل من الأطعمة التي تشتهيها، كأن تشتري ما يكفي طفلاً على سبيل المثال، أو ما يكفيك خلال السفر، وابتعد فحسب عن الأحجام العائلية. أو خصص لنفسك حصة صغيرة مما تشتهيه، واجلس وركز على التلذذ بها حقاً. وما أن تنتهي منها، انخرط في عمل لا علاقة له بالأكل.
استسلم ولا تعذب نفسك.
فحرمان نفسك مما تشتهيه من الممكن أن يؤدي إلى التهافت على الطعام على كل المستويات.
من المهم أيضاً أن ترى ما إذا كان يمكنك تحديد نمط لاشتهائك الطعام؛ على سبيل المثال، تحقق مما إذا كانت هذه الحالات تنتابك في أوقات معينة خلال اليوم. استكشف طبيعة مشاعرك في هذه الأوقات. فكلما صرت على دراية بعادات الأكل الخاصة بك، سهل عليك التعامل معها والحيلولة دون تعارضها مع هدف إنقاص وزنك.
نصيحة: تساعد التمارين الرياضية على التحكم في شهيتك.
من الممكن أن يزيد الشاي الأخضر من معدل التمثيل الغذائي.
إذا احتسيت 4 أو 5 أكواب يومياً، يمكنك حرق ما يقرب من 70 سعراً حرارياً دون أن تبذل مجهوداً يذكر!
إن احتساء الشاي الأخضر من الممكن أن يساعدك على إنقاص وزنك بمقدار 7 أرطال سنوياً.
لماذا تتضاعف شهيتي للحلويات في فترة الحيض؟
كثير من النساء يقلن إنهن يعانين من هذه الظاهرة. إن أجسامنا تحتاج إلى عدد أكبر من السعرات الحرارية قبل الحيض مباشرة. والسر في التغلب على هذه الظاهرة يكمن في تحسين التوازن الكلي لحميتك. يمكنك أيضاً تجربة تناول مكمل فيتامينات متعددة يحتوي على الزنك، وزيت زهرة الربيع المسائية. لا تحرمي نفسك، ولكن حذارِ من الإفراط. وعلاوة على توظيف أساليب الإلهاء، ففي هذا الوقت من الشهر تزداد حاجتك لحنان الزوج وتدليله. فجلسة تدليك على سبيل المثال ستشعرك بالسعادة، وستقلص من أعراض الانتفاخ وسوء الطباع السابقة للحيض، كما أنها ستمنعك من التفكير في الطعام لفترة.
هل هناك أي سبيل لتدريب نفسي على مكافحة اشتهائي للطعام بنفس الطريقة التي يتدرب بها جرو على ألا يأتي أفعالاً بعينها؟
يمكنك تجربة التدريب على “مكافحة الإغراءات”. ضع قائمة بخمس أو ست أكلات تشتهيها بشكل منتظم ورتبها بحسب الأهمية. ائتِ بأقل هذه الأكلات اشتهاء، واصطحب حصة منها معك أينما ذهبت في حقيبتك، أو في جيبك. وفي نهاية اليوم، تخلص منها وأعطها لشخص آخر. أكمل بقية القائمة بنفس الطريقة كي تثبت لنفسك أنك قادر على مقاومة الاستسلام للأكلات التي تشتهيها. يثق البعض ثقة عمياء في هذه الطريقة، وحتى إذا لم تفلح معك، يمكنك على الأقل التعرف على أسباب، وتوقيت، وكيفية ظهور هذه الرغبات الملحة غير المرغوب فيها.