يعد سرطان القولون أو المستقيم (المعروف باسم السرطان القولوني المستقيمي) أحد أنواع السرطان الشائعة جدًّا بين سكان الغرب، فهو يصيب شخصًا واحدًا من بين كل ٢٠ شخصًا تقريبًا.
ويأتي السرطان القولوني المستقيمي في المرتبة الثانية، من حيث عدد الوفيات بعد سرطان الرئة، وتعد نسبة انتشار السرطان القولوني المستقيمي في أستراليا من أعلى النسب في العالم، كما تعلو نسبته في نيوزلندا. ولكن ما يُبشر بالخير هو أن سرطان الأمعاء يُعد من أكثر أنواع السرطان قابلية للعلاج، إذا تم تشخيصه مبكرًا قبل أن ينتشر خارج الأمعاء، فإذا كان الأمر كذلك، فمعدل البقاء لخمس سنوات هو ٩٠٪.
العوامل التي قد تزيد خطورة الإصابة بالسرطان القولوني المستقيمي
١. عوامل جينية – وهي مهمة، فقد تكون هناك قابلية جينية للإصابة بسلائل الأمعاء والسرطان القولوني المستقيمي. فإذا كان للمريض قريب من الدرجة الأولى مصاب بسلائل الأمعاء أو السرطان القولوني المستقيمي، فإن خطر الإصابة بسرطان القولون المستقيمي يقترب من ١ إلى ٨ على مدار حياته، فالطفرات التلقائية الجينية التي تؤدي إلى تكون الخلايا السرطانية قد تحدث أيضًا في سلائل الأمعاء بالنسبة إلى من ليس لديهم أقارب مصابون بالسرطان
٢. عوامل غذائية قد ترفع نسبة الإصابة بالسرطان القولوني المستقيمي، وتشتمل على الأنظمة الغذائية عالية السكريات، وقليلة الألياف، مع تناول الكحول، أما النظام الغذائي الغني بالألياف فيقلل الخطر المعتاد للإصابة بالسرطان القولوني المستقيمي بنسبة هائلة تقدر بنحو ٥٠٪
٣. أمراض الأمعاء الالتهابية مثل داء كرون، أو التهاب القولون التقرحي – ويواجه المرضى الذين عانوا التهاب القولون التقرحي وداء كرون فترة طويلة، خطر الإصابة بالسرطان القولوني المستقيمي بصورة متزايدة
٤. من تجاوزت أعمارهم ال٥٠ ربيعًا
٥. وجود تاريخ سابق من الإصابة بسلائل الأمعاء
علامات الإصابة بسرطان الأمعاء
ليس للسرطان القولوني المستقيمي أية أعراض أو علامات في مراحله المبكرة، وكثيرًا ما ينمو ببطء لسنوات قبل تشخيصه. وللأسف، غالبًا لا تكون هناك أية أعراض، أو علامات على الإطلاق، حتى مراحل متأخرة من نمو السرطان.
عندما تبدأ الأعراض والعلامات في الظهور، فقد تشتمل على نزيف من فتحة المستقيم، وتغير في أنماط الأمعاء (إمساك، وإسهال، وإلحاح البول)، وألم في البطن، وفقر الدم الناتج عن نقص الحديد، أو نقصان الوزن. وإذا كان هناك أي نزيف من الأمعاء، فلا بد من أن يجري لك طبيب الأمراض الباطنية منظارًا للقولون. أما أشعة إكس، مثل حقن الباريوم الشرجية، فليست دقيقة بما يكفي لفحص سرطان الأمعاء المحتمل.
وفي بعض الأحيان ينتشر السرطان في أجزاء أخرى من الجسم قبل أن تنتج عنه أية أعراض، ومن أكثر المناطق التي ينتشر فيها هي الكبد، أو العقد اللمفية البطنية. وأحيانًا يُكتشف السرطان للمرة الأولى عندما يتسبب النمو التابع له (الانبثاث أو هجرة الخلايا السرطانية) في تضخم الكبد، وتجمع سائل في البطن.
الاكتشاف المبكر لسرطان الأمعاء
ترتبط فرص النجاة بعد الإصابة بالسرطان القولوني المستقيمي بالمرحلة التي اكتُشف فيها؛ حيث يعطي الاكتشاف والعلاج المبكر توقعات أفضل للشفاء؛ ولذا فمن الضروري تشخيص المرضى في المراحل المبكرة من إصابتهم بالسرطان القولوني المستقيمي، فقد لا تكون لديهم أية أعراض، إلى جانب تشخيص مرضى سلائل الأمعاء التي قد تصبح أورامًا خبيثة.
ويتطلب ذلك فحصًا لعموم الأفراد، ورصدًا للحالات المعرضة بشكل كبير لخطر الإصابة بسرطان الأمعاء.
فحص عموم الأفراد للكشف عن سرطان الأمعاء:
– من الأفضل أن يبدأ في عمر ال٥٠، ويجب أن يجرى كل عامين.
– فحص البراز بحثًا عن أي دم خفي (فيما يعرف باختبار الدم الخفي في البراز). ومع أن هذا الفحص غير دقيق بنسبة ١٠٠٪، فإنه الأكثر قبولًا في الوقت الحالي، لاختبار الإصابة بسرطان الأمعاء. إلى جانب كونه برنامج فحص مجانيًّا توفره الحكومة الفيدرالية، وسيرسل لك بالبريد أدوات اختبار الدم الخفي في البراز، كما تحتوي هذه المعدات على قائمة تعليمات، ومعدات لجمع عينات البراز أيضًا. وبمجرد أن تنتهي من جمع العينة، عليك إرسالها إلى معمل علم الأمراض المرشح لك، الذي سيقوم بإرسال النتائج إليك وإلى طبيبك.
– إذا أتت نتيجة الاختبار إيجابية، وثبت وجود دم في البراز، فسوف يحيلك طبيبك إلى طبيب أمراض باطنية ليُجري لك منظارًا للقولون، لاستبعاد الأسباب الخطيرة لوجود الدم في البراز.
رصد الحالات المعرضة بشكل كبير لخطر الإصابة بسرطان الأمعاء:
– من الأفضل أن يبدأ في عمر ال٤٠، عن طريق إجراء منظار للقولون، بحثًا عن السلائل أو السرطان المبكر.
– إذا لم يكتشف الطبيب أية سلائل، فكرر عمل منظار القولون كل ٣ إلى ٥ سنوات.
– إذا وجد الطبيب سلائل، فلا بد من استئصالها، وعمل منظار للقولون على نحو دوري، حتى تتوقف السلائل عن معاودة الظهور.
الوقاية من الإصابة بسرطان الأمعاء
– افحص مستويات فيتامين د في دمك، وتأكد من أنها ليست منخفضة؛ فهو الفيتامين المسئول عن الوقاية من الإصابة بالسرطان
– تناول اللحوم الحمراء التي تغذت حيواناتها على الأعشاب فقط – وعمومًا يعتبر الحمل الأسترالي صحيًّا. وبشكل عام ينبغي تناول اللحوم الحمراء بكمية معتدلة – فلا تزد على ٥ مرات في الأسبوع مثلًا.
– قلل من استهلاك الأطعمة المحفوظة، خاصة اللحوم المحفوظة والمدخنة.
– لا تتناول المشروبات الكحولية.
– زد كمية أحماض أوميجا ٣ الدهنية التي تتناولها، وتحصل عليها من الأسماك الزيتية، وبذور الشيا، وبذور القنب، وبذور الكتان، وبيض الطيور التي تربت في المزارع، والجوز.
– تناول كميات كبيرة من الألياف، الموجودة في الخضراوات، والفواكه النيئة، والحبوب الكاملة، والأطعمة المعدة من مشتقات الحبوب، والموسلي، والبقوليات، والبذور، والمكسرات.
– تناول كمية مناسبة من مضادات الأكسدة خاصة فيتامينات ج، أ، ه، والسيلينيوم. ويعد الأفوكادو غنيًّا بفيتامين ه، وهو طعام مثالي للأمعاء. وقد قابلت عددًا قليلًا جدًّا ممن يتبعون نظامًا غذائيًّا مثاليًّّا، وحتى إذا كنت مثلهم، ففي عصرنا هذا، لا يمكنك ضمان أنك ستحصل على كل مضادات الأكسدة التي تحتاج إليها لتقليل خطر الإصابة بالسرطان؛ لذلك أنصحك بشدة بتناول مكملات السيلينيوم في جرعة تتراوح ما بين ١٥٠ إلى ٢٠٠ ميكروجرام يوميًّا للحد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء.
– عليك أن تعتني بكبدك؛ حيث ستحمي الكبد الصحية جهازك المناعي من بذل جهد زائد عن طاقته، فالجهاز المناعي القوي هو أقوى سلاح لديك ضد سرطان الأمعاء.
إذا كانت هناك عوامل قد تزيد خطورة عدم تحملك للجلوتين، فتجنب الجلوتين؛ لأنه قد يزيد خطر الإصابة بسلائل الأمعاء وسرطان الأمعاء.
قد يشكل استهلاكك للجلوتين في حميتك الغذائية خطرًا عليك؛ لذلك فإن الاختبار الأمثل لمعرفة إذا ما كنت تعاني عدم تحمل الجلوتين، هو منع “كل” الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين في نظامك الغذائي لمدة ٣ أشهر، وملاحظة أثر ذلك في صحتك ووظيفة أمعائك. ويمكنك إجراء اختبار للدم لمعرفة إذا ما كنت تحمل النمط الجيني الذي يجعلك عرضة لعدم تحمل الجلوتين، ويدعى اختبار مستضدات الكريات البيضاء البشرية لتحديد النمط الجيني. وإذا كانت النتيجة إيجابية، فقد تشعر بتحسن هائل في صحتك إذا اتبعت نظامًا غذائيًّا خاليًا من الجلوتين. وقد يستغرق الأمر ١٢ شهرًا قبل أن يتسنى لك أن تحكم بدقة على فوائد النظام الغذائي الخالي من الجلوتين؛ لذا عليك أن تكون دقيقًا وصبورًا. ولا تأتي نتيجة هذا الاختبار إيجابية دائمًا بالنسبة إلى من يعانون عدم تحمل الجلوتين؛ لذلك ربما يكون الاستغناء عن الجلوتين في نظامك الغذائي هو الطريقة المثلى لاكتشاف إذا ما كنت تعاني عدم تحمل الجلوتين.
كيف تزيد من فرص نجاتك إذا كنت مصابًا بسرطان الأمعاء؟
– تناول الأطعمة سهلة الهضم، مثل حساء الخضراوات، والخضراوات المهروسة، وعصائر الخضراوات النيئة. ومن العصائر المناسبة لهذه الحالة هي الشمندر الأحمر، والجزر، والنعناع، والبقدونس، والكرفس، والتفاح، والحمضيات، والكرنب الأجعد، والكرنب العادي. ولا تفرط في كمية الفواكه؛ حيث يجب أن يكون ٢٠٪ تقريبًا من العصائر معدة من الفواكه، بينما ٨٠٪ منها معدة من الخضراوات. ويمكنك تخفيف العصائر بالماء بمقدار ٥٠٪، وذلك حسب رغبتك. واشرب نحو ٥٠٠ إلى ١٠٠٠ مللي من هذه المجموعة من العصائر يوميًّا. وتعد مكملات مسحوق البروتين المصنوعة من مصل اللبن، وبروتين البازلاء، والجلوتين مفيدة لأصحاب عسر الهضم وفقدان الشهية، ويمكن إضافة هذه المساحيق إلى العصائر الباردة المعدة من حليب اللوز، أو حليب جوز الهند، أو اللبنة خالية السكر، كما تعد العصائر الخضراء الباردة رائعة؛ حيث توفر مصادر العناصر الغذائية سهلة الهضم والمحاربة للسرطان
– تناول الأسماك ثلاث مرات أسبوعيًّا على الأقل، مثل السردين، والماكريل، والسلمون المرقط، والسلمون، والتونة (ويُسمح بتناول المعلب منها)
– حاول أن تتناول مجموعة كبيرة متنوعة من الخضراوات الورقية الخضراء، النيئة والمطهوة قليلًا على البخار. وقد أثبتت الخضراوات من الفصيلة الكرنبية (مثل البروكلي، والقرنبيط، والكرنب الأجعد، وكرنب بروكسل، والكرنب) أن لها خصائص مضادة للسرطان
– تناول الأطعمة المخمرة
– تناول مكملات البروبيوتيك يوميًّا
– من الضروري تناول مكملات السيلينيوم في جرعة تتراوح ما بين ١٥٠ – ٣٠٠ ميكروجرام يوميًّا، و٥٠٠٠ وحدة دولية من فيتامين د يوميًّا. فإنك تحتاج إلى أن يصل مستوى فيتامين د في دمك إلى الحد الأعلى في النطاق الطبيعي
– وأثبتت الأبحاث في اليابان أن المكمل العضوي المصنوع من مادة الجرمانيوم ذو تأثير مضاد للسرطان؛ فهو يحفز إنتاج الإنترفيرون، ويعزز وظيفة الجهاز المناعي. ويوجد الجرمانيوم في الثوم، وفطر شيتاكي، والفطر الأبيض.
– تناول الجوز البرازيلي والثوم؛ نظرًا إلى احتوائهما على السيلينيوم ذي الخصائص المضادة للسرطان.
– لتعزيز عملية الهضم، تناول الأطعمة الغنية بالإنزيمات، مثل البابايا، والشمندر الأحمر، وكرنب بروكسل، والأفوكادو، والموز، والمانجو، والأناناس.
– اتبع نظامًا غذائيًّا قليل السكريات؛ لأن السكر يغذي خلايا معظم أنواع السرطان. وتجنب كل الأطعمة المضاف إليها السكر؛ أما السكر الوحيد الذي يمكنك تناوله فهو سكر الفاكهة, لكن لا تتناول كميات كبيرة من الفاكهة؛ لأنها ستمد جسمك بالكثير من السكر الذي قد يتغذى عليه السرطان. ولعل أفضل الفواكه التي يمكنك تناولها هي الفواكه الحمضية، وفاكهة زهرة الآلام، والتوت نظرًا إلى احتوائها على القليل من السكر. وتحتاج الخلايا السرطانية إلى كمية من الجلوكوز أكبر من تلك التي تحتاج إليها الخلايا الصحيحة، ولا يمكن للخلايا السرطانية أن تنمو دون السكر؛ لذا فمن الممكن أن تتضور الخلايا السرطانية جوعًا حتى الموت إذا لم يتناول المريض أية سكريات.
– تناول الأطعمة والمكملات التي تحفز الجسم على إنتاج الإنترفيرون الطبيعي؛ حيث تنتج خلايا الجسم الطبيعية الإنترفيرون لإبقاء السرطان والفيروسات تحت السيطرة، كما ينظم الخلايا المناعية وقدراتها الدفاعية، وهو أمر بالغ الأهمية بالنسبة إلى مرضى السرطان.
ستساعد المواد التالية على تعزيز إنتاج الإنترفيرون الطبيعي:
– الكلوروفيل (الموجود في الخضراوات ذات اللون الأخضر الداكن)
– فيتامين ج مع الفلافونويدات الحيوية؛ ١٠٠٠ مجم مع كل وجبة.
– الخضراوات البحرية، (مثل عشبة هيجيكي، وعشبة كومبو، وعشبة الواكامي، وعشب البحر، والأجار، والطحلب الأيرلندي، وطحالب النوري، وعشبة الدلسي)
– الطحالب ذات اللون الأخضر المائل إلى الزرقة، مثل طحلب سبيرولينا
الأعشاب المعززة للمناعة هي:
السلبين المريمي، والكركم، والقنفذية، والقتاد، وخلاصة أوراق الزيتون.
فيتامين د عنصر أساسي في محاربة السرطان
أتت مكملات فيتامين د بنتائج جيدة في علاج الاضطرابات المناعية والسرطان؛ لذا يرتبط قصور فيتامين د بارتفاع نسبة خطورة الإصابة بالسرطان، وهو ما صدقت عليه أكثر من ٢٠٠ دراسة وبائية.
وفي حقيقة الأمر لا يعد فيتامين د من الفيتامينات، وإنما هو هرمون ستيرويدي يتكون بكميات كبيرة في الجلد لدى تعرضه للشمس.
ويوجد فيتامين د في الأطعمة، مثل الأسماك الزيتية، والأسماك المعلبة، وزيت كبد سمك القد، والكبد، والبيض، ومنتجات الألبان كاملة الدسم. كما أنه متاح أيضًا في شكل مكمل؛ ويوصى بتناول ما بين ٤٠٠ و١٠٠٠ وحدة دولية منه ٣ مرات يوميًّا. ويحتاج الكثير من الناس لا سيما من يتجنبون التعرض لأشعة الشمس، أو من يسكنون في البلدان الباردة، إلى جرعات أكبر كثيرًا؛ فربما يحتاجون إلى ما بين ٥٠٠٠ و١٠٠٠٠ وحدة دولية يوميًّا قبل أن يصل مستوى فيتامين د في دمهم إلى المستوى المرغوب. أما بالنسبة إلى من يعانون نقصًا حادًّا في فيتامين د، خاصة من يعيشون في البلدان ذات الطقس البارد أو يعانون ضعف امتصاص أمعائهم لفيتامين د، فإن أخذ حقن فيتامين د التي تحتوي على ٦٠٠٠٠٠ وحدة دولية يُعدُّ علاجًا رائعًا بالنسبة إليهم، حيث يمدهم بالكمية التي يحتاجون إليها من فيتامين د طوال ١٢ شهرًا.
وبصرف النظر عن طريقة حصولك على فيتامين د، تأكد من حصول جسمك على الكمية المناسبة منه؛ ومن السهل أن تفحص مستوى فيتامين د في دمك عن طريق إجراء تحليل بسيط للدم. فإذا كان مستواه متدنيًا، أو وصل إلى الحد الأدنى من النطاق الطبيعي، فيُرجى تناول مكملات فيتامين د ٣ وتعريض بشرتك لشيء من أشعة الشمس، ثم أعد فحص دمك بعد ٣ أشهر لتتأكد من ارتفاع مستوى فيتامين د حتى وصوله إلى الحد الأقصى من النطاق الطبيعي، وتأكد من عدم تدني مستوى فيتامين د في دمك مرة أخرى.
مستويات فيتامين د في الدم
يعد العامل الأكثر أهمية هو مستوى فيتامين د في مصل الدم، فلا يهم مقدار الوقت الذي تقضيه في التعرض لأشعة الشمس، أو كمية فيتامين د٣ التي تتناولها: فإذا كان مستوى مصل الدم لديك متدنيًا، فأنت أكثر عُرضة للإصابة بالسرطان وهشاشة العظام. ولعل أفضل طريقة لمعرفة مستوى المصل في دمك هي إجراء تحليل دم. ويوصى بفحص مستوى فيتامين د في مصل الدم لديك كل ثلاثة أو ستة أشهر؛ لأنه يحتاج إلى ثلاثة أشهر على الأقل كي يستقر بعد التغير الذي طرأ نتيجة تعرضك لأشعة الشمس، أو جرعة المكمل التي تتناولها.
ويقاس مستوى فيتامين د في الدم بوحدتي قياس مختلفتين، هما:
– الوحدة المستخدمة في الولايات المتحدة، هي النانوجرام/ المليلتر.
– الوحدة المستخدمة في أستراليا وكندا، هي النانومول/ اللتر.
وتتنوع النسب الطبيعية لفيتامين د في فحوص الدم بدرجة كبيرة، وفقًا للاختبارات التي أجرتها معامل طبية ودول مختلفة، وسوف تندهش من الفارق الكبير بين الحد الأدنى للنسبة الطبيعية والحد الأقصى لها – انظر الجدول التالي:
ويجب ألا تكون نسبتك هنا معتدلة؛ فأنت تحتاج إلى أن يحتوي دمك على النسبة الكافية من فيتامين د لتعزيز جهازك المناعي لمحاربة السرطان؛ فالمستويات المثلى لفيتامين د هي أعلى من المستويات المتوسطة؛ لذا أنصحك بتناول قدر كافٍ من مكملات فيتامين د ٣ والحصول على القدر الكافي من أشعة الشمس للحفاظ على مستوى فيتامين د في مصل الدم لديك بحيث يصل إلى نحو ١٥٠ إلى ٢٠٠ نانومول/ لتر، أو ٧٠ إلى ٨٠ نانوجرام/ مليلتر.
هل يمكن أن يصبح فيتامين د سامًّا؟
إن الطريقة المثلى لتحسين مستوى فيتامين د في دمك هي التعرض لأشعة الشمس، لكنها طريقة غير عملية، أو غير ممكنة بالنسبة إلى البعض، خاصة في أثناء شهور الشتاء. فإنك بشكل عام تحتاج إلى تعريض ٤٠ أو ٥٠٪ من بشرتك لأشعة الشمس لمدة ٢٠ دقيقة في الفترة ما بين الساعة ١٠ صباحًا حتى الساعة ٢ مساءً؛ أي حينما تكون الشمس في ذروتها، ولا يشكل التعرض للأشعة فوق البنفسجية من النوع ب خطرًا من ناحية سُمِّية فيتامين د.
وأوضحت الدراسات الحديثة أن البالغين يحتاجون إلى ما يتراوح بين ٣٠٠٠ إلى ٨٠٠٠ وحدة دولية من فيتامين د٣ يوميًّا كي يزيد مستوى مصل الدم لديهم عن ٤٠ نانوجرام/ مليلتر.
لكن ربما يختلف هذا كثيرًا بين الأفراد وطبيعة المناخ التي يعيشون فيها؛ لذلك قرر معهد الطب ذو التوجهات التحفظية أن تناول جرعة تصل إلى ١٠٠٠٠ وحدة دولية بحد أقصى يوميًّا لا يهدد بأي آثار عكسية.
وقد يتسبب فرط تناول فيتامين د في رفع مستويات الكالسيوم في الدم؛ لذا لا تبالغ في مقدار الجرعة التي تتناولها، ففي هذه الحالة لا يعد تناول المزيد هو السبيل الأفضل. وعليك أن تفحص دمك كل ٦ أشهر لتحديد جرعة فيتامين د٣ التي تبقيه في المستوى الأمثل له في الدم.
عَجْم (نواة) المشمش – هل لها أن تساعد على شفائك من السرطان؟
كان عجم المشمش يستخدم ك”أحد الأشكال الطبيعية للعلاج الكيماوي”، كما كان مرضى السرطان يستخدمونه بشكل تقليدي عقارًا غذائيًّا لعلاج السرطان، وشكلًا من أشكال الوقاية منه، وأقصد بعجم المشمش الحبة الطرية المرة الموجودة داخل نواة المشمش الصلبة.
وتحتوي حبات اللوز المر، أو عجم المشمش، على اللاتيرل (والمعروف باسم فيتامين ب١٧ أيضًا) في صورته الطبيعية. وقد منعت إدارة الغذاء والدواء استخدامه عقارًا في عام ١٩٧١، على الرغم من فوائده المثبتة. وعلى أية حال، فإن مصدر اللاتيرل أو فيتامين ب١٧ اللذين يعتبران وجهين لعملة واحدة، متاح بشكل قانوني؛ حيث يوجد مصدرهما الطبيعي الذي يعرف بالأميجدالين في عجم المشمش، وهي المادة التي ترى بعض السلطات الصحية أن خطورتها تشبه خطورة غاز السيانيد السام.
كيف يعمل نواة (عجم) المشمش على الشفاء من السرطان؟
يحتوي الأميجدالين على مواد مختلفة، وهي الجلوكوز (سكر)، والبنزالدهيد، والسيانيد. ويعتبر كل من السيانيد والبنزالدهيد سمومًا إذا وُجِدا كجزيئات حرة غير مرتبطة بجزيئات أخرى. وتحتوي الكثير من الأطعمة الصحية، التي تحتوي على فيتامين ب ١٢، على السيانيد، وهي آمنة؛ لأن السيانيد يبقى مُقيدًا كجزء من جزيء آخر.
وتعتمد الخلايا السرطانية بشكل كبير على السكر لكي تحيا وتنمو، ويحتوي عجم المشمش على السكر الذي يحيط بالسيانيد، فتجذب الخلية السرطانية السكر، وعند الانتهاء من التغذي عليه، ترسل السيانيد إلى داخل الخلية السرطانية دون غيرها، فالأمر أشبه بالقنبلة الذكية.
وهناك إنزيم يدعى الرودانيز وهو موجود في الخلايا السوية السليمة، حيث يحجز بعض السيانيد الحر ويجعله آمنًا عن طريق مزجه بالكبريت المعدني، فربط السيانيد بالرودانيز يحوله إلى حمض السيانيت؛ وهي مادة محايدة غير سامة. ومن السهل إفراز السيانيت في البول دون التسبب في أية أضرار للخلايا السوية.
ويحتوي الأميجدالين على جزيئين من الجلوكوز، ولذلك تجتذبه الخلايا السرطانية المتعطشة للسكر. وللخلايا السرطانية سمة متفردة، وهي أنها تحتوي على إنزيم يدعى جلوكوزيداز بيتا، وهو غير موجود في الخلايا السوية. ويعمل هذا الإنزيم على تحرير جزيئات الأميجدالين التي تطلق البنزالدهيد والسيانيد؛ ما يصيب الخلايا السرطانية بالتسمم؛ لذلك يمكننا قول إن إنزيم الجلوكوزيداز بيتا يجعل الخلايا السرطانية تدمر نفسها بتعرُّضها للسيانيد والبنزالدهيد؛ وهذه هي طريقة خداع واستهداف الأميجدالين للخلايا السرطانية، وهي طريقة مختلفة عن معظم أنواع العلاج الكيماوي، الذي لا يفرق بين الخلايا السليمة والخلايا السرطانية، بل يدمر كلتيهما على حد سواء.
وقد نشرت إحدى الصحف الرئيسية في أستراليا بتاريخ ١٠ مارس ٢٠١٠ قصة رجل عالج نفسه من السرطان بتناول كميات كبيرة من عجم المشمش مع تحسين نظامه الغذائي بشكل عام. وبدأ المقال بعبارة: “لا بد من أن بول ريد سوف يموت, فهو مصاب بسرطان الغدد الليمفاوية النادر الذي لا علاج له، وقد أخبره طبيب الأورام المختص بأن أمامه من العمر خمس أو سبع سنوات على أقصى تقدير”. وتضمن المقال صورة ل”ريد” المتعافي، وهو مبتسم، ويحمل بيديه طبقًا كبيرًا ممتلئًا بالأطعمة الطازجة، وهو في ال٦٨ من عمره أي بعد ١٣ عامًا من توقع الطبيب المختص لوفاته. (جريدة سيدني مورنينج هيرالد، المصدر بالأسفل).
ومنذ وقت نشر هذا المقال، كان بول ريد لا يزال يتبع حميته الغذائية العضوية، محافظًا على تناول عجم المشمش يوميًّا. فقد كان بروتوكول علاجه للسرطان يقوم على تناول ٣٠ عجمة مشمش في اليوم. وعلى الرغم من التحذيرات الرسمية بشأن سمية السيانيد الموجود في الأميجدالين، لم يعانِ بول ريد تسمم السيانيد على الرغم من تناوله ٣٠ عجمة في اليوم.
تحذيرات بشأن عجم المشمش
إن الشيء الأهم في محاربتك للسرطان هو نظامك الغذائي، فلا فائدة من تناولك المكملات، أو عجم المشمش، إذا كان نظامك الغذائي غنيًّا بالسكر والأطعمة المعالجة، ففي أثناء أي علاج للسرطان لا بد من تجنب السكر؛ لأنه يغذي الخلايا السرطانية، كما يمكنه أن يجعل الخلايا السرطانية قادرة على تحمل الأثر السمي للأميجدالين، وحينها يتعين على الخلايا السليمة التكيف مع عبء تحلل السيانيد نتيجة استهلاك كميات كبيرة من الأميجدالين.
وأحيانًا ما يُسرف البعض في تناول كميات كبيرة من عجم المشمش، فيُسممون أنفسهم؛ لذلك يجب أن تؤخذ الجرعات بحرص شديد، ولا بد من أن تنفذ التعليمات وتتبع هذا النظام العلاجي تحت إشراف أحد ممارسي الرعاية الصحية، فقد تتناول الكثير من أي علاج، فيأتي بنتائج عكسية، وبالمثل فإن الاستهلاك المفرط لعجم المشمش قد يسرب بعض السيانيد داخل الخلايا السليمة، ويتسبب في أعراض جانبية، مثل الصداع، والغثيان، والدوار، وهو ما يشير إلى ضرورة تقليل جرعة الأميجدالين، كما أن استهلاك السكر سوف يجعل الأميجدالين أكثر سمية وأقل فاعلية.
ويعد استخدام عجم المشمش في علاج السرطان مسألة محل جدال؛ لأنها لم تخضع لأية تجارب سريرية مضبوطة، كما يرى الكثير من الأطباء أن استخدامها خطير، أو أنه نوع من الدجل. ولكن ليس من المنطقي التوقف عن استخدام فيتامين ب١٧ تمامًا على أساس أنه سام؛ فكل العقاقير المستخدمة حاليًّا في العلاج التقليدي للسرطان شديدة السمية.
كيف تحصل على المزيد من الأميجدالين Amygdalin على نحو آمن في نظامك الغذائي؟
تناول الأطعمة والبذور التالية:
– عجم الفواكه وبذورها: يوجد التركيز الأعلى لفيتامين ب١٧ في الطبيعة؛ فأعلاه يوجد في عجم المشمش (اللوز المر)، ويليه نوى وبذور التفاح، والكريز، والدراق، والخوخ، والكمثرى، والبرقوق الطازج والمجفف.
– البقوليات: الفول الأخضر (فول الخيل)، والفاصوليا البيضاء، والفاصوليا البورمية، والحمص، والعدس، وبقلة الماش.
– المكسرات: اللوز المر، والجوز الأسترالي، والكاجو.
– التوت: معظم أنواع التوت البري. التوت الأسود، والتوت المرجاني، والتوت الأحمر، والتوت البري الأحمر، وتوت البلسان، وتوت العليق، والفراولة.
– البذور: بذور الشيا، وبذور الكتان، وبذور السمسم.
يمكن الحصول على أعلى تركيز لفيتامين ب١٧ عن طريق تناول هذه الأطعمة الطبيعية في مراحل نموها الأولى.
يمكنك تعزيز كمية فيتامين ب١٧ على نحو آمن عن طريق:
تناول ثمرة الفاكهة كاملة (مع البذر)، لكن لا تتناول المزيد من البذور نفسها أكثر من الكمية الموجودة في الثمرة الكاملة. على سبيل المثال: إذا كنت تتناول أربع ثمرات مشمش يوميًّا، فستمدك النويات الأربع بالكمية المناسبة من فيتامين ب١٧. وهناك قاعدة أخرى من واقع التجربة، وهي تناول نواة لثمرة واحدة من الفاكهة (كالخوخ أو المشمش) لكل خمسة كيلوجرامات من وزنك، كطريقة آمنة للوقاية من السرطان. وعليك استشارة طبيبك الخاص حيث تختلف الأرقام الدقيقة بين الأفراد اعتمادًا على عملية الأيض والعادات الغذائية لديهم. فمثلًا قد تتناول السيدة التي يبلغ وزنها ٦٨ كيلوجرامًا ١٥ حبة من نوى المشمش أو الخوخ يوميًّا كي تحصل على كمية معقولة من الناحية الفسيولوجية من فيتامين ب١٧، فتناول الكثير من النوى أو البذور قد تنتج عنه آثار جانبية مزعجة؛ لذلك يجب استخدامها بكميات آمنة من الناحية البيولوجية (أي لا تزيد على ٢٠ حبة يوميًّا).