يمكن أن تعاني أكثر من نصف النساء الحوامل من تبقيع spotting أو نزف مهبلي في وقت ما من الحمل، لا سيما في الأثلوث الأول من الحمل؛ ويحدث النزف المهبلي عادة في أثناء الحمل لأسباب كثيرة، منها الخطير وغير الخطير؛ وتختلف الأسباب المحتملة للنزف ومدى أهميتها تبعا لأثلوث الحمل كما يلي:
الثلث الأول
يحدث بعض التبقيع أو النزف من المهبل في الأسابيع الاثني عشر الأولى من الحمل لدى الكثير من النساء، وقد يدل النزف على أشياء كثيرة، وذلك بالاعتماد على كميته ومقدار استمراره وما إذا كان مستمرا أم متقطعا؛ ولذلك، ربما يكون ذلك النزف علامة إنذار، وقد يكون أحد الأحداث الطبيعية في الحمل.
وقد تلاحظ الحامل تبقيعا أو نزفا قليلا في وقت مبكر جدا من الحمل (بعد حوالي أسبوع إلى أربعة عشر يوما من الإخصاب)، ويعرف ذلك النزف بنزف الانغراس implantation bleeding، وهو يحدث عند بدء التصاق البويضة المخصبة ببطانة الرحم، ولا يستمر هذا النوع من النزف الخفيف لفترة طويلة في العادة.
وقد يكون النزف في الأثلوث الأول من الحمل علامة على الإجهاض miscarriage، إذ إن غالبية حالات الإجهاض تحدث في الأثلوث الأول من الحمل، مع أنها ربما تحدث في أي وقت من النصف الأول للحمل؛ ونذكر بأن النزف لا يعني بالضرورة أن الحامل تمر بحالة إجهاض، فنصف النساء اللواتي ينزفن في الأثلوث الأول لا يجهضن.
ومن المشاكل التي قد تتسبب في حدوث نزف وألم في وقت مبكر الحمل المنتبذ ectopic pregnancy، حيث ينغرس الجنين خارج الرحم؛ ويكون ذلك في أحد البوقين عادة؛ ومن الأسباب غير الشائعة للنزف في الأثلوث الأول الحمل الرحوي molar pregnancy، تلك الحالة النادرة التي تتشكل فيها كتلة غير طبيعية – بدلا من الجنين – داخل الرحم بعد الإخصاب.
الثلث الثاني
بالرغم من أن الإجهاض يكون أقل شيوعا في الأثلوث الثاني، إلا أن الخطر يبقى موجودا؛ ويبقى النزف المهبلي هو العلامة الأولية للإجهاض.
كما قد يشير النزف المهبلي المعتدل أو الشديد في الأثلوث الثاني من الحمل إلى مشكلة ما في المشيمة، مثل المشيمة المنزاحة placenta previa، حيث ترتكز المشيمة في مكان منخفض جدا من الرحم لتغطيه بشكل كلي أو جزئي؛ وقد يشير إلى انفصال المشيمة placental abruption، حيث تبدأ المشيمة بالانفصال عن الجدار الداخلي للرحم قبل الولادة؛ وننوه إلى أن كلتا الحالتين السابقتين أكثر شيوعا في الأثلوث الثالث من الحمل.
كما قد يكون النزف علامة على الولادة المبتسرة إذا حدث بين الأسبوعين العشرين والسابع والثلاثين.
كما قد يحدث النزف المهبلي بسبب عدوى عنق الرحم أو التهابه أو وجود بعض الناميات على سطحه؛ ومع أن النزف من عنق الرحم لا يشكل خطرا على الجنين، إلا أنه يجب تشخيصه في الوقت المناسب إذا كان ناجما عن سرطان عنق الرحم؛ وقد يكون النزف الخفيف من عنق الرحم، في بعض الأحيان، علامة على قصور عنق الرحم cervical incompetence، تلك الحالة التي ينفتح فيها عنق الرحم بشكل تلقائي، مما يؤدي إلى حدوث الولادة المبتسرة.
الثلث الثالث
قد يشير النزف المهبلي في الأثلوث الثالث من الحمل إلى مشكلة ما في المشيمة؛ ففي انفصال المشيمة placental abruption، تبدأ المشيمة بالانفصال عن الجدار الداخلي للرحم، وقد يكون النزف في هذه الحالة قليلا أو كثيرا أو بين ذلك.
أما في حالة المشيمة المنزاحة placenta previa، فإن عنق الرحم يغطى بشكل كلي أو جزئي بالمشيمة التي تكون في العادة في أعلى الرحم؛ ويعد النزف المهبلي غير المؤلم العلامة الأساسية للمشيمة المنزاحة، ويكون ذلك بشكل نموذجي في وقت قريب من نهاية الأثلوث الثاني أو بداية الأثلوث الثالث من الحمل؛ كما يكون النزف في هذه الحالة أحمرا قانيا وشديدا في العادة، ولكن ربما يكون قليلاً في بعض الحالات؛ وقد يتوقف النزف من تلقاء نفسه في بعض الأحيان، ولكن غالبا ما يعاود الحدوث بعد عدة أيام أو أسابيع.
كما قد يشير النزف الخفيف ما بين الأسبوعين العشرين والسابع والثلاثين إلى الولادة المبتسرة؛ أما النزف في الأسابيع الأخيرة من الحمل قد يكون علامة على المخاض الوشيك، كما أن السدادة المخاطية التي تغلق فتحة الرحم في أثناء الحمل تطرح قبل عدة أسابيع من المخاض أو عند بدايته، وقد تكون محتوية على بعض الدم.
متى تحتاجين إلى المساعدة الطبية بسبب النزف المهبلي
قد يكون النزف في بعض الأحيان ناجما عن تغيرات طبيعية أو حالات بسيطة لا تستدعي العلاج، ولكن يمكن أن يكون النزف في حالات أخرى علامة على مشكلة خطيرة؛ لذلك، يجب الحرص على أن يقيم مقدم الرعاية الصحية أية حالة نزف في أثناء الحمل، لا سيما بعد الأثلوث الأول من الحمل.
يجب مراجعة مقدم الرعاية الصحية عند حدوث أي تبقيع أو نزف مهما كان خفيفا، وحتى عندما يتوقف ذلك في غضون يوم واحد؛ كما ينبغي مراجعته أو الذهاب إلى قسم الإسعاف في الحال عند حدوث أي مما يلي:
● أي نزف في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل.
● نزف معتدل أو شديد.
● أية كمية من النزف إذا كانت مترافقة مع ألم أو معص أو حمى أو رعدة أو تقلصات.
وقد تضطر الحامل إلى دخول المستشفى للتعرف إلى سب النزف؛ أما بالنسبة لطريقة العلاج، فإنها تعتمد على سبب النزف.