إن الثرثرة على الأخوة والأخوات وكره شقيق جديد منذ اليوم الأول لدخوله المنزل هما مجرد مثلين على كيفية تغلغل المنافسة الأخوية في العلاقات العائلية. وبما أن الأولاد ما قبل المدرسيين يحاولون دوماً إثبات استقلالهم وأهميتهم، يتعاركون غالباً مع إخوتهم على المساحة والوقت والمركز الأول في عالمهم الأكثر أهمية، أي عائلتهم.
ورغم أن المنافسة الأخوية هي حقيقة موجودة في العلاقات العائلية الأكثر ودية بسبب الطبيعة التنافسية للكائنات البشرية، يمكن في الغالب التخفيف من حدتها بتشجيع كل واحد من أولادك ما قبل المدرسيين ليشعر أنه مميز وفريد. ولابقاء المنافسة الأخوية في أدنى حد لها، أظهري أن الانسجام يحصد فوائد أخرى مثل الانتباه والامتيازات.
ملاحظة: للتخفيف من المنافسة الأخوية المرتكزة حول مولود جديد، إحرصي على اللعب مع ولدك الأكبر سناً حين يكون المولود الجديد مستيقظاً ونائماً. فهذا يمنع ولدك الأول من معادلة منحك الانتباه له مع ابتعاد المولود الجديد عن النظر. والواقع أن إمضاء بعض الوقت معاً يجعل الأولاد الأكبر سناً يفكرون “إني أحظى باهتمام أمي سواء كان المولود الجديد هنا أو بعيداً. إن هذا المولود ليس سيئاً جداً كما ظننت!”.
الحؤول دون المشكلة
حضّري ولدك قبل أن يغزو المولود الجديد عالمه
ناقشي مع ولدك البكر (إن كان تخطى السنة من عمره) كيفية اندماجه في حياة المولود الجديد. أخبريه كيف ستصبح الحياة اليومية للعائلة حين يصل المولود الجديد. فهذا يساعده في معرفة أنه يفترض به المساعدة وليس القيام بدور ثانوي. كما يساعده في الشعور أنه جزء مهم في حب شقيقه (أو شقيقته) وتلبية حاجاته، تماماً مثلك أنت.
حددي أهدافاً أكثر واقعية
لا تتوقعي من ولدك أن يداعب المولود الجديد بمحبة مثلك أنت. قد يكون كبيراً كفاية، لكن لا تنسي أنه عليك تلبية حاجاته ورغباته أيضاً.
خصصي وقتاً منفرداً لكل واحد من أولادك
حتى لو كان لديك ستة أولاد ما دون السادسة، حاولي تخصيص وقت منفرد لكل واحد منهم معك (أثناء الاستحمام، النزهة، الذهاب إلى السوق). فهذا يساعدك في تركيز انتباهك على ولد واحد وعلى حاجاته، ويتيح لك فهم مشاعره ومشاكله التي قد لا تظهر في فوضى المنزل.
حضّري ألواحاً منفردة للمفخرة
أعرضي ابداعات كل ولد في مكان خاص به لتؤكدي له أنه يستحق اهتماماً فردياً.
حل المشكلة
ما يجب فعله
اعتمدي مبدأ التغلب على الوقت
حين يتعارك أولادك في ما بينهم للاستحواذ على انتباهك الكامل، مثلاً، دعي ساعة التوقيت تحدد متى يحين موعد الاهتمام بكل ولد. وهذا يسمح لك بتقسيم وقتك بين الأولاد كافة ويجعل كل ولد يفهم أن لديه دوره للاستحواذ بالكامل على اهتمامك، تماماً مثل بقية إخوته وأخواته.
قدّمي خيارات بديلة للعراك
إن السماح باندلاع العراك واستمرار تفشيه حول منزلك لا يعلّم أولادك كيفية الانسجام مع بعضهم بعضاً. لذا، بدل السماح لأولادك بخوض الحروب، إمنحيهم خياراً بشأن ما يستطيعون فعله حين يتعاركون مع بعضهم بعضاً -الانسجام أو عدم الانسجام. قولي: “يمكنكم الانسجام مع بعضكم بعضاً والاستمرار في اللعب، أو عدم الانسجام والانفصال في “تعليق الوقت””. دعيهم يعتادون على اتخاذ القرارات لمنحهم شعوراً بالتحكم في حياتهم ومساعدتهم في تعلم كيفية اتخاذ القرارات وحدهم.
حددي ما هو الانسجام
كوني دقيقة في مدح أولادك حين يلعبون معاً بطريقة لطيفة للتأكد من أن أولادك يفهمون فعلاً ما تعنيه بالانسجام. قولي: “إنه لأمر رائع أن تتشاركوا وتلعبوا معاً بهدوء. أحب حقاً طريقة انسجامكم. فهذا يجعل اللعب معاً ممتعاً”.
ما لا يجب فعله
لا تستجيبي للثرثرة
يثرثر الأولاد على بعضهم بعضاً بهدف تعزيز مكانتهم لدى أهلهم. يمكنك وقف هذا الأمر بقولك: “أنا آسفة لأنكم لا تنسجمون مع بعضكم بعضاً!” والتظاهر كأن الثرثرة لم تحدث. وحتى حين يخبرك أحد الأولاد بحادث خطير، يمكنك وقف الحادث وتجاهل الثرثرة نفسها.
لا تعيني ولداً ليثرثر على إخوته
إن الطلب من الولد البكر أن يخبرك بما تفعله شقيقته الصغرى مثلاً ليس طريقة جيدة لتعليم أولادك كيفية الانسجام مع بعضهم بعضاً من دون ثرثرة.
لا تغضبي حين لا يحب أولادك بعضهم بعضاً طوال الوقت
نظراً للطبيعة الانسانية، لا يستطيع الأولاد العيش في المنزل نفسه من دون وجود منافسة بينهم. حاولي إبقاء الخلاف بسيطاً بمكافأة الانسجام وعدم السماح للمنافسة بالتحول إلى حرب.
لا تحتفظي بالضغينة
بعد انتهاء العراك، لا تذكري أولادك بأنهم كانوا أعداء في الحرب. حاولي استهلال صفحة جديدة.