بما أن الصبر ليس ميزة فطرية في الكائنات البشرية، يمكن تعليم الأولاد الصغار فن الانتظار لما يريدون القيام به، أو مشاهدته، أو أكله، أو لمسه، أو سماعه. وبما أنك أكثر خبرة في معرفة ما هو الأفضل لولدك ما قبل المدرسي، أنت مؤهلة للسيطرة حين يستطيع ولدك القيام بما يريده وما عليه إنجازه قبل القيام به.
وفيما أنت تضبطين هذه السيطرة جيداً، إشرحي لولدك الذي يراوح عمره من سنة إلى خمس سنوات متى وكيف يستطيع الحصول على ما يريده. أظهري له أيضاً صبرك على الأمور في حياتك. قولي له مثلاً: “أعرف أني لا أحب الانتظار لشراء الأثاث الجديد الذي أريده لغرفة الطعام، لكني أعلم أني إذا عملت جاهدة على توفير المال، سوف أتمكن من شرائه قريباً”. أو قولي “أعرف أنك تريد تناول مخيض قالب الحلوى، لكنك لا تحتاج إلى ذلك الآن. وإذا انتظرت حتى أنتهي من طهوه، يمكنك تناول القالب اللذيذ”. إعلمي أن ولدك يكتشف أن العالم لا يلبي له دوماً رغباته وحاجاته. وليس الوقت مبكراً بالنسبة اليه لتعلم مهارات التأقلم مع الحياة المحبطة في الغالب.
الحؤول دون المشكلة
وفري قائمة بالنشاطات ليختار منها ولدك
حددي الشروط التي يستطيع ولدك اتباعها، وزوديه باقتراحات لما يستطيع فعله أثناء انتظار إنجاز ما يريد القيام به. قولي له: “بعد أن تلعب بالملاقط مدة خمس دقائق، يمكننا الذهاب إلى منزل الجدة” مثلاً.
حل المشكلة
ما يجب فعله
شجعي الصبر
كافئي أقل دليل على الصبر بإطلاع ولدك على مدى سعادتك لأنه انتظر أو أنجز عملاً نظامياً، مثلاً. حددي ماهية الصبر لولدك إذا شعرت أن الصبر هو كلمة غير مألوفة بالنسبة اليه. قولي له مثلاً: “كنت صبوراً جداً لأنك انتظرت بهدوء للحصول على الشراب فيما أنظف البالوعة. يشير ذلك إلى أنك كبرت حقاً”. من شأن ذلك تعليم ولدك أن لديه القدرة لتأجيل رغباته، حتى لو كان لا يعرف ذلك بعد. ويجعله ذلك يشعر بالرضى عن نفسه لأنك راضية عن سلوكه.
إبقي هادئة قدر الامكان
إذا احتج ولدك على الانتظار أو عدم حصوله على الأشياء بحسب ما يرغب، ذكري نفسك أنه يتعلم درساً قيماً عن العيش، ألا وهو فن الصبر. فحين يراك صابرة، يتعلم سريعاً أن الطلب بإلحاح لن يلبي له رغباته بسرعة مثل إنجاز المهمة.
دعي ولدك يشارك في عملية إنجاز الأشياء -استعملي قاعدة الجدة
إن كان ولدك يصرخ للذهاب! الذهاب! الذهاب! إلى جدته مثلاً، طبقي الشروط التي حددتها مسبقاً بشأن ما يفترض بولدك إنجازه قبل الحصول على ما يريده. فهذا يزيد من احتمال تأديته العمل النظامي. أذكري له الشروط بطريقة إيجابية. قولي له: “حين تضع كل الكتب على الرف، يمكننا الذهاب إلى الجدة” مثلاً.
تجنبي رفض ما يريده ولدك
أخبري ولدك كيف يستطيع الحصول على ما يريده (إن كان ذلك ممكناً وآمناً)، بدل جعله يشعر بأن رغباته لن تتحقق أبداً. قولي له مثلاً: “بعد أن تغسل يديك، يمكنك الحصول على تفاحة”. ولا شك أنك تضطرين أحياناً إلى رفض طلبات ولدك (حين يريد اللعب بحصادة العشب مثلاً). في هذه الحالات، حاولي أن تقدمي له بديلاً لاشباع رغباته وتحفيز حس التسوية والمرونة لديه.
ما لا يجب فعله
لا تجبري ولدك على فعل شيء “الآن”
إن إجبار ولدك للقيام بما تريدينه في هذه اللحظة يجعله يؤمن بفكرة أن بإمكانه تنفيذ رغباته دائماً على الفور، مثلما تريدين أنت تنفيذ أمورك على الفور.
لا تكافئي عدم الصبر
لا تستسلمي إلى ما يريده ولدك كلما أراد تنفيذ رغباته. ورغم أنك قد تميلين إلى تأجيل ما تقومين به لتلبية رغبة ولدك وتفادي نوبة غضبه، إعلمي أن الاستسلام لما يطلبه يعلمه عدم الصبر ويزيد من احتمال استمراره في طلب تنفيذ رغباته على الفور.
تأكدي من أن ولدك يعرف أن الالحاح لن ينفذ له طلباته
رغم أن ولدك قد يتذمر وينتحب خلال وقت الانتظار، إجعليه يفهم أنك تصعدين إلى السيارة لأنك أصبحت جاهزة ونفذت كل واجباتك، وليس لأنه خرج من الباب. قولي له: “لقد انتهيت من غسل الصحون. يمكننا الذهاب الآن”.