باستطاعة العمل الانفرادي أن يساعد العديد من الأطفال وصغار السن الذين يلجؤون إلى مراكز الخدمة العقلية للأطفال والمراهقين من جراء صعوبات يواجهونها، وقد يكون مفيدا في أوضاع تكمن فيها مشكلات عائلية. ولكن عملية التقييم هنا هي عملية دقيقة وهامة. إذا كانت المشكلة قائمة على اعتبارات عائلية أو أن هناك ضغطا شديدا كي ينظر إلى الطفل على أنه هو المشكلة، فمن الواجب أن نتقدم بحذر شديد، فقد يكون وصف طفل ما بأنه هو المشكلة من الأمور المؤذية. ومن السهل جدا أن تحدث مثل هذه الأمور في سني المراهقة. قد يشكل اضطراب المراهق الاعتيادي ضغطا على عائلة هشة أو زواج. وقد يبدو المراهقون كأنهم يتسببون في المشكلة مع غياب أي اضطراب نفسي. ومع ذلك قد يستفيد بعض هؤلاء الصغار – دون أي تشخيص رسمي – من المساعدة الانفرادية كي يتمكنوا من الانفصال بشكل غير ضار عن عائلة مشوشة. من المهم في تلك الأحوال أن يكون الإنسان واضحا مع الفرد والعائلة والمعالج أو العامل بأن هذا هو الهدف من العمل.
يلخص هذا الموضوع أولا ضرورات العمل الانفرادي مع أمثلة تتعلق بحالات واقعية. ثم يعرض أشكال هذا العلاج بما في ذلك علاج اللعب والعلاج الوجيز والعلاج المطول وعلاج الفن الخلاق. وختاما يلخص محاسن العمل الانفرادي مع بعض مساوئ اختياره.
لمحة عامة
– لقد كان العلاج النفسي بدون توجيه هو العلاج التقليدي للأطفال الذين يعانون من اضطرابات شعورية شديدة، وهؤلاء الذين يعيشون مع أفراد أسرة مرضى وكبار المراهقين.
– يستعمل هذا العلاج الآن بشكل متزايد لعلاج الأطفال المتعرضين للأذية أو المتبنين وفي المدارس الخاصة بالأطفال المضطربين عاطفيا.
– قد يستفيد أطفال في محن أخرى من هذا العلاج أو قد يستفيد آباؤهم.
– من الممكن أن يتضمن العلاج اللعب والطريقة الدينامينفسية القصيرة الأمد أو الطويلة الأمد أو علاجات الفن الخلاق.
– قد يساعد العمل الانفرادي على كشف علاقات الأطفال الحالية أو المبكرة مع الآخرين ونقاط حول تعلقهم بالآخرين.
– يسعى هذا النوع من العلاج إلى تخفيف الوطأة على صغار السن وتحسين أعراضهم المرضية وتحقيق تغير نحو الأفضل.
– لقد وصف الكثير من الدراسات تحسنا في وضع عدد من الأطفال، ولكن تلك الدراسات لا تعنى بشؤون الفعالية.
دواعي العمل الانفرادي
من المهم عند تقييم الحالات المرضية أن يتذكر المرء بعض الخيارات العلاجية. قد يكون من بين تلك الخيارات أن الطفل هو في صحة نفسية جيدة. وأن يثابر جاهدا كي يعيش في عائلة مشوشة أو وضع اجتماعي سيئ، أو أن الطفل يعاني من مرض جدي يستدعي علاجه في مكان خاص. من المهم عدم إهمال حاجات أفراد العائلة وغيرهم من الذين يوفرون العناية وشبكة الحرفيين، وإن إظهار كل تلك العوامل هو جزء هام من أجزاء التقييم. تحت أية ظروف يجب أن ينصح المرء بعلاج انفرادي دينامينفسي للطفل؟ اقترح “مارتن ونايت” ثلاثة ظروف يتم عندها تقديم النصيحة، وقد أضاف آخرون إلى تلك ظروفا أخرى بعد هذا. والتالي هو المقترح.
الأطفال ذوو الاضطراب الشديد
لقد صرح “مارتن ونايت” بأن في بعض الحالات – عندما يكون الطفل قد تعرض لصدمة عنيفة ما وبعد أن تكون العائلة قد أجرت تحسينات هامة على هذا الأمر – قد يبقى الأطفال تحت وصاية أنماط داخلية شاذة وبعيدة كل البعد عن التفاعل العائلي الطبيعي، حيث لا يمكن الوصول إلى سلامة هؤلاء الأطفال المرضى إلا عن طريق العمل الانفرادي الدينامينفسي. إن الغاية من هذا العمل هي الوصول إلى من يتعذر الوصول إليه. ومن ثم السماح للطفل أن يكون حرا كي يتصل مع العائلة، وأن يستفيد من التجارب العاطفية التي هي الآن معروضة من قبل العائلة.
عندما تسعى العائلة بنشاط إلى دعم فرد مريض من أفرادها وهو يقاوم التغيير
يبدأ الطفل بالانفصال كشخص عن العائلة حوالي سن البلوغ. إن مساعدة الطفل على تأسيس هويته الخاصة واستطلاع الواقع والتخلص من الشعور بالذنب تجاه المأزق الراهن قد يكون حيويا لتمكينه من النجاة عاطفيا.
المراهقون البالغون 20-16 من العمر – فترة التحول
قد تجد بعض العائلات أنه من المستحيل أن تدع المراهق يستقل، وعلى هذا قد يكون التدخل الوجيز المركز الانفرادي والدينامينفسي مفيدا.
دواعي إضافية للعمل الانفرادي
لقد تمت إضافة فئات أخرى إلى الفئات الثلاث أعلاه. قد يكون السبب في هذا أن الحالات التي تعرض على الفرقاء الذين يعنون بمشكلات الصحة العقلية للأطفال والعائلات هي أكثر تعقيدا، وعلى الخدمات أن تجد طرقا للتدخل والمساعدة. اقترح بعض الأطباء العلاج الانفرادي وأحيانا بشكل أكثر إيجابية في ضوء التجربة.
الأطفال المساء إليهم
يجد بعض الأطباء أعدادا كبيرة من الأطفال الذين قد تعرضوا أو ما يزالون يتعرضون للإساءة، وهي تشمل الإساءة الجسدية أو العاطفية أو الجنسية، أو التجاهل. تتم إحالة بعض هؤلاء الأطفال عند حصول الإساءة والبعض الآخر بعد سنوات عندما تبدأ المشكلات بالظهور إلى منازل أولياء أمرهم الجدد (إما بالتبني أو بالتنشئة).
قد يكون الأطفال المساء إليهم الذين تمت حمايتهم بشكل جيد مؤخرا قد تعرضوا قبلها إلى فترة طويلة من الإساءة التي تكون عادة جنسية أو عاطفية. قد يكون عمل الأسرة أو الفريق مفيدا، ولكن هناك عددا من الأطفال الذين قد لحق بهم أعمق الأذى والتبعثر العاطفي والذين لا يستطيعون القيام بأي نشاط في المدرسة أو تجاه علاقاتهم الاجتماعية. وقد لا تكون فترة الإساءة طويلة، ولكن تجربة واحدة منها فقط -أو الاغتصاب- قد تؤدي إلى طفل ضحية عرضة للانهيار وجعلت أحدهم يلاحظ هذا الأمر.
يدرك الآن الفريق الاختصاصي للصحة العقلية للطفل والمراهق أكثر فأكثر أن هناك عددا كبيرا من الأطفال في مدارس خاصة بالأطفال المشوشين عاطفيا أو سلوكيا أو المعاقين مدرسيا الذين كانوا قد تعرضوا أو ما يزالون يتعرضون إلى الإساءة التي قد تكون جنسية. قد لا يتضح هذا الأمر إلا ضمن إطار السرية والثقة التي يمنحها الطفل في العلاج الانفرادي.
أطفال التبني أو الربائب (انظر المثال أدناه)
تتعلق إحالات عديدة بأطفال يكون بيتهم المتبني الثاني أو الثالث أو الرابع آخذا بالتهدم في الوقت الذي تكون الأسرة المتبنية معه تسعى إلى فسخ هذا التبني أو أن إحدى العائلات لا تستطيع دمج طفل ما في وسطها. باستطاعة العلاج الدينامينفسي أن يفعل شيئا حينما لا يستطيع العمل العائلي أن يقدم الكافي عندما يكون الطفل مهشما داخليا.
يتلقى الآن فريقنا إحالات يكون فيها الأطفال قد أعيدوا إلى عناية المؤسسات وهم لا يستطيعون مواجهة ضغط الحياة العائلية، ويحتاجون إلى التحضير قبل أن تتم محاولة جديدة لإيجاد بيت لهم.
الأمراض المزمنة
من الممكن توفير العون عن طريق العلاج الدينامينفسي لهؤلاء الأطفال ذوي الأمراض العضوية المزمنة كالسكري أو التليف الكيسي أو الضمور العضلي، خاصة عند سن البلوغ. وكذلك يمكن مساعدة أطفال المرض الانتهائي مثل الذين يعانون من أمراض مهلكة كالذين يقيمون في وحدات طبية لزرع مخ العظام أو لزرع الكلى.
اضطرابات النمو
من الممكن أن يستجيب بعض الأطفال أو صغار السن الذين يعانون من متلازمة “أسبيرجر” أو اضطراب الطيف التوحدي إلى العلاج بدون توجيه. لا يهدف العلاج هنا إلى شفاء المريض ولكن إلى مساعدته كي يقبل بمصاعبه وينمي قواه.
إرشاد الأطفال دون الخامسة وعلاج النفس للوالدين والطفل
هناك ازدياد في عدد الإحالات إلى مراكز الخدمات النفسية المتخصصة في كلتا الحالتين أعلاه. فقد تشاهد العائلات سوية خلال جلسات العلاج للأم وطفلها وقد يكون هناك عمل وجيز مع الوالدين والطفل. كثيرا ما تبدو المشكلات كمصاعب النوم أو فورات الغضب أو كمشكلات السلوك كالتنافس بين الأولاد أو التبرز أو التبول في الأماكن غير المناسبة. وفي كثير من الحالات تبدو المشكلة متحصنة وشبه أبدية. يجب أن يركز العمل النفسي على التجارب الماضية للأبوين وعلى تحرير الطفل كي ينظر إليه على أنه طفل وليس مشكلة.
التحول إلى المراهقة
قد يكون العمل الانفرادي مع المراهقين وجيزا أو طويل الأمد لحل مشكلات كالاكتئاب ومشكلات تناول الطعام ومشكلات الهوية الفردية والهوية الجنسية وأذى الذات ومشكلات المدرسة والعلاقات الاجتماعية أو اضطراب السلوك المتحدي العدائي.
أحداث الحياة
ختاما هناك مجموعة من الأطفال قد تسترعي انتباهنا. قد يكون هناك من المعانين الذين يستطيعون مواجهة الصعوبات، ولكنهم إذا تعرضوا إلى حدث حياتي – كموت أحد الأبوين أو أن يعاني أحدهما من مرض عقلي أو أن يكون هناك عنف عائلي أو الإدمان على الكحول أو مواد أخرى وفي بعض أحوال الطلاق – يفقدون قدرتهم على الأداء ويحتاجون إلى مساعدة انفرادية.
قد يحزن الأطفال وصغار السن أو يتشوشون أو يكتئبون من جراء شدائد الحياة.
أمثلة من العيادات
تبين الأمثلة المأخوذة من العيادات التقييم الجوهري دون التقييم الشامل. لقد تم تبني كل من ريتشارد ووليام المذكورين أدناه -كلا على حدة- ثم أحيلا إلى المساعدة.
مثال عن الحالة 1
الخلفية
كان العامل الاجتماعي التابع لعيادتنا يقوم بالتشاور في دائرة للخدمات الاجتماعية لفترة ما. وذلك حول إدارتهم الحالات لديهم. وقد برزت هناك حالة تتعلق بطفل متبنى بعهدة والدين متخصصين وكانت هناك رغبة في نقله إلى مكان آخر. قمت أنا وهذا العامل الاجتماعي بلقاء العامل الاجتماعي التابع للسلطة المحلية والوالدين. ثم طلب مني أن ألتقي بالطفل كي أختار المكان المناسب لنقله. وكان هناك أيضا احتمال لجلسة محكمة، حيث إن الأم الطبيعية للطفل كانت تخطط لإلغاء هذا التبني.
التقييم
شاهدت ريتشارد البالغ من العمر تسع سنوات مرتين. لم يتكلم كثيرا في المناسبة الأولى، ولكنه رسم عربة للحليب -في آخر الجلسة- مع أماكن لتخزين الخبز والبيض والجبن. اقترحت عندها بأنه ربما يريد أن يكون كتلك العربة وكل ما يحتاج إليه موجود، أي أنه يستطيع أن يعتني بنفسه. التقط ريتشارد في الجلسة الثانية صورته، ثم أخذ يتحدث عن أحداث مرت في حياته: عندما لطم أبوه أمه، ثم لطمه هو وأخاه، وأنه لا يعلم الآن أين يوجد أبوه، ثم كيف كانت أمه تغادر المنزل وتتركه هو وشقيقه في المنزل. ثم تحدث عن الحادثة التي انقلب فيها السخان الكهربائي، وعن الحريق الذي شب بعد هذا، وعن هروبه من المنزل عبر النافذة محاولا جر أخيه معه وفشله في هذا. ثم قال لأخيه أن يقف على أحد الكراسي وذهب ليستنجد بأحد الجيران. توفي أخوه في هذه الحادثة. ثم تحدث عن أمه التي كان يراها في بعض الأحيان وعن محبته لها ورغبته في أن يعيش معها بالرغم من أن هذا ليس ممكنا. كانت تقول له إنها ستأتي لرؤيته، ثم لا تحضر. وإنها ستأتي لتأخذه إلى أماكن مسلية ثم تنسى الأمر. كانت لديه الرغبة في البقاء مع العائلة الجديدة، لأنه يحبها ويحب منزلها، وكان يحب المدرسة وصغار الحيوانات.
كان ريتشارد حزينا جدا وواقعيا جدا، ولكنه كان قانطا من أمر أمه. كان محط اهتمامي الخاص كابوس كان قد وصفه عن حريق هائل يحترق هو فيه في مرجل، ثم انعدام غضبه على والديه. كان من الواضح أنه يعاني من الشعور بالذنب بسبب احتراق أخيه.
النتيجة
اجتمعت مع العامل الاجتماعي ووالد ريتشارد وأمه الراعية والعامل الاجتماعي التابع للسلطة المحلية. تحدثنا عن رغبته في البقاء في رعاية والديه الجديدين للتنشئة وعن بعض الأمور التي قد تحصل. فقد بدا لي أن رغبته كانت رغبة معقولة وأن الوالدين الجديدين للرعاية كانا مناسبين وأن الأمور يجب أن يبت فيها على هذا النحو. لم تحضر والدته جلسة المحكمة لنقض الرعاية الجديدة، وبقي ريتشارد مع أبويه بالتبني.
مثال عن الحالة 2
الخلفية
طلب الوالدان الراعيان نفسهما تقييما لوليام، وهو طفل تنشئة آخر. كان بود مركز الخدمات الاجتماعية أن ينقل وليام من مكان تواجده مع والدين متبنيين إلى منزل آخرين، وقد اهتم السابقان بهذا الأمر جدا. ولكنهما كانا يقولان إنهما لا يستطيعان إبقاءه لديهما لمدة أطول. فقد كان يبدو لهما وكأنه يحاول إغاظة الأطفال الآخرين حتى يهاجموه، ثم يقوم هو بالشجار معهم وضربهم. وكان أحيانا يهاجم الآخرين بشكل اعتباطي.
كان وليام في السادسة وكانت حياته عبارة عن سلسلة من الانتقالات من مكان إلى آخر.
كانت والدة وليام ابنة عائلة يعرفها علماء النفس معرفة جيدة. وكانت والدتها تشرب الكحول بشكل مفرط وكذلك والدها الذي كان مقعدا، وكان الجو في المنزل مفعما بالعنف. كانت والدته واحدة من سبعة أولاد وكان لدى أخوتها أيضا مشكلات في شرب الكحول، وكانت إحدى أخواتها مصابة بالسل. كانت والدته مدمنة على الكحول وتعاطي المخدرات، وكان أبوه صاحب خانة في منطقة إسكس، وكانت هناك بين والدة وليام وهذا الرجل علاقة عنيفة متقطعة.
فكرت أم وليام في منحه للتبني عندما كانت تحمله ولكنها غيرت رأيها وأبقته كي تقوم أمها هي (أي جدته) بالاهتمام به حتى بلغ الثانية. ولكن هذا “الاهتمام” كان عبارة عن سلسلة من مربيات الأطفال والجدة والأخوات الأربعة وأولادهن، حيث كان وليام يتنقل من منزل إلى آخر.
أبدت أم وليام اهتماما أكبر به عندما حصلت على شقة سكنية، ولكنها كانت حاملا للمرة الثانية. ولد الطفل الثاني مبكرا ووضع في وحدة خاصة لرعاية المواليد. لم تقم الوالدة بزيارة طفلها أبدا ولم تذهب لفحص نفسها أو وليام من أجل مرض السل. اضطرت الوالدة إلى أخذ الرضيع إلى المنزل بعد أن تلقت تهديدا من السلطات حيث توفي الرضيع بشكل غامض. وفي اليوم التالي تناول وليام عددا كبيرا من حبات دواء خالته ضد السل ونقل على أثرها إلى المستشفى.
بقي وليام تحت رعاية أمه وجدته وخالاته، ثم تم إيواؤه من قبل مركز الخدمات الطبية عندما وصلت جدته لأخذه من الحضانة وهي في حالة من السكر الشديد. عاد وليام بعد هذا إلى منزل والدته حيث مكث لفترة ستة أشهر على شيء من الاستقرار. ثم ذهبت أمه إلى أبيه لفترات طويلة تاركة إياه في عناية العائلة.
انتقل وليام إلى مركز العناية الاجتماعية عندما اتصلت خالته بالمدرسة لتقول إنها عاجزة عن رعايته. لم تكن والدته موجودة آنذاك، ولكنها اعترفت بأنها لا تستطيع توفير المنزل الملائم له.
تم وضع وليام في بيت للأطفال ثم انتقل إلى بيت للتبني، وقلما أتت أمه لزيارته، ثم تخلت عنه كليا لعلمها أنها لا يمكنها تأمين منزل له يلبي حاجاته.
ذكر التقرير الذي قدمه بيت الأطفال عن وليام أنه كان مستبدا وعدائيا، ولكنه مع ذلك كان جذابا ومحبوبا. لقد كان الجانب الأصعب من جوانب شخصيته هو إثارته غضب الناس، وكانت عاداته عشوائية بما في ذلك ذهابه إلى المدرسة.
التقييم
اجتمعت مع والدي وليام بالتبني برفقة العامل الاجتماعي للعيادة، وكانا متوترين ومتقلبين. أبديا اهتماما كبيرا بويليام، وكانا يفعلان كل ما في وسعهما من أجله، ولكنها كانا قلقين من التأثير الذي كان يتركه في حياتهما العائلية. لقد كانت عدوانية وليام صعبة، ولكن الأصعب من هذا كان شيئا من العسير الوصول إليه إذ كان يجعلهما يشعران بالخيبة والإحباط والغضب، خصوصا الأب الذي كان يشعر بأنه لا يستطيع الاستمرار مع وليام، لأنه كان يعطل عائلته ويسبب لها الأذى.
لقد شاهدت وليام في مناسبتين وكان أول ما لفت نظري هو أنه كان صبيا جذابا ذا شعر أحمر وابتسامة حلوة. كان ضخم البنية بالنسبة لعمره. وبدا وكأنه مرتاح إلي عندما قدمته والدته بالتبني, التقط كرة ما ثم أخذ يرميها ويلتقطها في الغرفة بادئ ذي بدء. ولكنني اضطررت بعدها إلى حماية لوحاتي المعلقة ونباتات الزينة. ثم أخذ يثب في الغرفة من مكان إلى آخر بطريقة متململة مما جعلني أشعر ببعض القلق. لم يكن هناك من شيء يرضيه أو يثير انتباهه، ولم يكن ليتكلم من تلقاء نفسه. وعندما سألت عن أحواله أجاب باقتضاب، ولكن عندما بدأت أسأله عن الماضي صمت. ثم رسم صورة لسوبرمان. قلت له إنه قد يتمنى أن يكون هو أو أن أكون أنا سوبرمان كي نسوي مشكلات العالم، أجاب موافقا وكانت هي اللحظة الأولى التي تلاقت فيها نظراتنا. سألته عن أمه وأبيه فقال إنه قد قابل أمه مؤخرا، ولكن لم يتعرف قط إلى والده، ثم استدار وصمت. وعندما قلت له إن هذا قد يكون مؤلما أجاب: “لا، بل محزن جدا”.
ثم أمضى باقي الوقت متنقلا من مكان إلى آخر وهو يلتقط الأشياء، ويسأل فيما إذا كان بإمكانه أخذها معه، وكنت أجيبه بالنفي. ثم أراد الانصراف قبل نهاية الجلسة بعشر دقائق، فوافقت على هذا. وأخذته إلى حيث كانت والدته. أحسست بشيء من اليأس عندما غادرني برفقة والدته، ولكنني شعرت ببعض الارتياح مع ذلك. كنت أحس بشيء من الغضب والانفعال أثناء اللقاء، ولكنني لم أشعر بأنني قد حققت اتصالا حقيقيا معه.
في المرة الثانية للقائنا كان يحمل صندوق غدائه. ثم تركه -بعد قليل من الممانعة- مع أمه، وذهب معي إلى الغرفة التي لم ينس الطريق إليها.
أخذ يلتقط اللعب بطرق عابرة مستخفة. ولما كنت قد احتفظت برسمه لسوبرمان التقطه، ثم قال: “سوربرمان – سوبروليام” وهو يضحك بطريقة غير مستساغة. ثم انصرف إلى لعب الحيوانات وأخذ بغنمة صغيرة وقال إنه يشعر بالجوع. قلت له إن الغنمة قد تكون بحاجة الرعاية أو الطعام. ثم أخذ يبحث عن ذئب. ولما لم يجده رمى بالحيوانات بعيدا.
ثم استدار إلى اللعب فوضع لعبة لطفل صغير بين يدي لعبة رجل وأخرى بين يدي امرأة، ثم أخذ لعبة لفتاة ومزق ثيابها وأخذ يمزق جسمها قاطعا إحدى رجليها. قلت له إنه يظهر لي كم هو غاضب، خصوصا على النساء. فقال إنه غاية في الغضب.
ثم وجد الألوان وأراد أن يرسم لا على الورقة ولكن على المنضدة مباشرة حيث كانت لعبتان وأصبح هناك بقع عديدة من اللون الأسود والأحمر. ثم قال بسعادة غامرة: “يبدو هذا وكأنه دم!” ثم كان هناك الطلاء الأسود في كل مكان وعلى المنضدة وعلى المغسلة وعلى يديه ويدي، وأنا أحاول منع تدفق الطلاء الأسود. وعندما قلت له بحزم إن على هذا أن يتوقف، لم يجابهني بالتحدي الذي كنت أتوقعه، بل وافق على اقتراحي ووقف مادا يديه للغسل والتجفيف. وبعد أن أصبح نظيفا غادر الغرفة وهو يقول “سأتناول طعامي الآن”.
وجدت من الصعب أن أكون مع هذا الصبي في غرفة واحدة، وأحسست بنوع من الفرج عندما غادر مبكرا للمرة الثانية. لقد كان بالفعل صبيا جذابا يستحق كل الدفء والحنان، ولكن سرعان ما تجمّد كل هذا. لقد كانت سخريته وتشويهه للسمعة من الأمور الماكرة ولكنهما كانتا على قدر كبير من القوة، حتى إنني لم أكن أعرف تماما ما كان يحصل، وكان غضبه العنيف السادي وجنوحه نحو الدمار أكثر وضوحا. كان لدي شعور أنه لن تستطيع عائلة عادية أن تتعامل مع المشاعر الشديدة المتعارضة التي كان ويليام يستثيرها، وأنه يحتاج إلى بيئة علاجية خاصة. سيحتاج البالغون -وخاصة أي امرأة- إلى دعم كبير لدى أي محاولة لبدء علاقة مع ويليام. المظهر الأول يعطي انطباعا بأنه صبي جذاب مسل، ثم يأتي ذاك الوابل الرهيب من عدم الاحترام الذي يدمر كل شيء. لم يكن هناك أي سبب وجيه لإقامة علاقة ما من العلاقات معه. وإن إقامتها صعبة جدا والبالغون يحتاجون إلى فترات من الراحة منه. لدى ويليام القدرة على إثارة الإحباط واليأس.
النتيجة
كانت التوصية بعد التقييم بأن توفير أي مكان جديد لوليام سيزيد من حدة سخطه العنيف ورغبته في تحطيم كل شيء لديه، ولهذا كان من الواجب نقله إلى مكان خاص.
أنماط العمل الانفرادي بدون توجيه
العلاج باللعب
يكون العلاج باللعب على مدى قصير أو مدى طويل. ويمكن أن يكون مركزا على بعض النقاط أو مفتوحا. يوفر العلاج باللعب مع الطفل معالجا راشدا حساسا حاسما ولا يتشدق بالأحكام على الناس، وهو مستعد ليمنحه كل وقت عمله. يتم تدريب المعالج بحيث يحافظ على حدود معينة بالنسبة للزمان والمكان والمعول عليه والانتظام، وأن يرد بشكل مناسب على الكثير من مشاعر الطفل أو صغير العمر، متجنبا الاتصال الجسماني. يتمتع المعالج بسلطتين إشرافية واستشارية؛ فلا تكون لردود أفعاله على العمل ولا لمشاعره الخاصة أو برامج أعماله الأخرى أي أثر على موضوع العلاج. لقد كان باستطاعة ريتشارد أن يتحسن من جراء علاج اللعب. فقد كان من الواجب عليه أن يتوصل إلى تفاهم ما مع نفسه على تجاربه السابقة وعلاقاته الحالية مع أمه ووالديه بالتبني وأن يجد أساليب تمكنه من التعامل مع ألمه وخوفه وأحاسيسه بالذنب وغضبه. وعليه أن يكون حرا كي يتعامل مع والديه بالتبني ومدرسته وأصدقائه وأن ينمي ثقته وأمنه وأن يبدأ بالأمل وأن يكون خلاقا.
العلاج النفسي الانفرادي الدينامينفسي
تم اختيار العلاج لوليام في مثال الحالة 2 أعلاه. قد يكون العلاج الدينامينفسي طويل الأمد أو قصيره. فقد تتم الجلسات مرة في الأسبوع أو أكثر. وقد تصل إلى خمس جلسات أسبوعيا، ولكن هذا نادر. والمعتاد هو جلستان أو ثلاث أسبوعيا إذا كان العلاج مكثفا. وقد حدد لوليام علاج طويل الأمد لفترة سنتين يتم في السنة الأولى مراجعة الوضع ومن النادر تجاوز هذا الحد. الأهداف هنا تشابه تلك التي في علاج اللعب، ولكن بالإضافة إلى التقارير التي توضح ما يقوله الطفل ويفعله. وهناك محاولات لفهم النزاعات والأسى والتشويش في ذهن الطفل عن طريق ربط ما يحصل الآن أمامه من ألعاب وما قد تكون أحاسيسه الداخلية. يمكن للمعالج أن يتبين تلك الأحاسيس عن طريق مراقبة الطفل ومراقبة وضعه الداخلي. والهدف هنا هو محاولة الربط من خلال “التحويل المضاد” بين ما يمكن أن يشعر أو ألا يشعر به الطفل من أحاسيس بشكل واع، ولكنها قد تكون جلية وقوية عبر تصرفاته وتفاعلاته.
من الخطأ أن نبدأ بمثل هذا العمل إن كان الجمع من حولنا لا يكن إلا التوقعات غير الواقعية. فلن يهب الطفل واقفا وقد بدت في أعماقه شخصية ثانية، ولن يصبح فجأة مواطنا أفضل عن طريق قبوله بالأعراف الاجتماعية السائدة. ولكنه قد يجد نفسه الآن أقدر على قبول نفسه، وأنه أقل عرضة للنزاعات والتشويش والألم الداخلي.
المراحل في العلاج
تتم العلاجات الدينامنفسية الوجيزة والعلاج النفسي الأكثر طولا على مراحل (إن كانت فترة العلاج 30-10 جلسة) على أساس جلسة واحدة في الأسبوع، أو إن كان أطول وأشد. تتألف تلك المراحل من وضع تمهيدي يفتتح به العلاج -ففي علاج بطول 30 جلسة قد يكون هذا عبارة عن العشرة الأولى منها-. وتلي هذه المرحلة، المرحلة الانتصافية التي يتخللها تداخلات حادة وتبدو الأمور قاهرة وساحقة؛ ويشعر المعالج بأن المريض قلق أو مشوش. وقد يشعر كلاهما بعدم صلاحها. أما المرحلة النهائية -وهي الجلسات الخمس الأخيرة- الذي يكون فيها العمل مركزا على الانفصال المقبل أو الخسارة ينتج عنه عادة إعادة الهدوء إلى ما كان عليه مع بعض الحس بالنجاة والحزن. يصل العديد من الأطفال وصغار السن إلى المرحلة النهائية في وضع جيد إن كان المعالجون المتمرسون واضحين مع أنفسهم ومع الآخرين طوال الفترة العلاجية والعمل الذي سيقام. فإن بقي الطفل في حالة شديدة من البؤس أو الاضطراب فقد يقدم المراجع نصيحة في المضي في العلاج لفترة أخرى.
كلما ازدادت المشكلات حدة ازداد العمل المطلوب، ولكن العديد من صغار السن وبعض الأطفال يتجاوبون بشكل جيد مع عمل يعلمون أن له نهاية وأنهم لن يدخلوا في متاهات لا نهاية لها.
علاج الفنون الخلاقة
يتجاوب العديد من الأطفال الخجولين أو المكتئبين، أو الأطفال الذين يعانون من مشكلات في اللغة، ومشكلات في التواصل، وصعوبات في التعلم، أو يعانون من مرض التوحد والتخيلات، يتجاوبون بشكل جيد مع الفنون والموسيقى والدراما والرقص كعلاج؛ فهم بالإضافة إلى كونهم قد نجحوا في التعبير عن آرائهم بهذا الأسلوب غير اللفظي يكونون قد حصلوا على السعادة من جراء إنجازهم عملا خلاقا. فإن عدنا إلى العيادة ومفاهيمها نر أن نتيجة العمل هذا كانت ممتازة.
أنماط أخرى من العلاجات بدون توجيه
هناك عدد من التدخلات بدون توجيه كعلاج “جيستالت”؛ لقد نمت وانتشرت أمور النصح نموا عظيما، ونما وانتشر مع هذا التداول. يركز التداول على موضوع أو عنوان معين، ومن الممكن تقييمه كرد على مشكلة معينة كالإساءة أو أمراض وأحداث الأبوين الخطيرة أو ما بعد انفصال الوالدين وطلاقهما. فالطفل هنا هو الذي يقود العمل، والهدف من هذا هو مساعدة الطفل على أن يصل إلى تفاهم ما مع الأمور العالقة؛ فالصغار من الأولاد يتلقون التداول وغيرهم يتلقى العون عن طريق علاج اللعب، ولكن العديد من الأطفال الذين يجيدون الحديث عن أنفسهم يتقبلون التداول بشكل حسن ومجد.
منافع العمل الانفرادي ومواطن قواه
من الممكن تنظيم عمل علاجي انفرادي مع طفل ما بشكل سهل، حيث لا يتطلب هذا إلا وجود الطفل والعامل، وعلى هذا من الممكن ترتيبه بشكل أسرع من العمل الجماعي. إن من يبدأ بالعمل بدون توجيه هو الطفل، ويقوم أيضا بتحديد السرعة وعناوين سلسلة الموضوعات التي تنشأ، بالرغم من أنه قد تكون في حوزة العامل برامجه الخاصة بما فيها الموضوعات المتعلقة بهذا الجزء من العمل، فبمقدور العمل أن يتطرق إلى ما قد يحتاجه الطفل وبمقدوره أيضا وبشكل بسيط – أن يبقي الطفل في الذهن بشكل أفضل من الطرق الجماعية. ويستطيع العمل أن يتحرى عن العلاقات التي كانت قائمة في طفولة الطفل مع العلاقات الحاضرة، ويمكنه من تأسيس علاقة مع الطفل مبنية على الثقة وحفظ الأسرار. ومن الممكن أيضا أن يتعرض بشكل محدود إلى موضوعات لها علاقة بالصداقات الحميمة والتعلقات وتلك التي تتعلق بالعرق أو الثقافة أو الجنس أو العجز. من الممكن أن نتعرض إلى المعنى المحدد للفراق والفقدان، فبعض صغار السن يولون السرية في بعض الموضوعات أهمية كبيرة: فعلى سبيل المثال عندما نتطرق في الحديث إلى الإساءة الجنسية بشكل عام وعن تجاربهم الجنسية الخاصة، قد نتطرق إلى مشكلات مهمة تتعلق بالعالم الخارجي ثم نعود ونتعرض إلى أمور تتعلق بالعالم الداخلي ثم نعود ثانية إلى العالم الخارجي، بكل مرونة وسلاسة.
مضادات الاستطباب في العمل الانفرادي
عندما يتعرض الطفل أو الفتى الصغير إلى أحاسيس تتعلق بحقيقة محددة خارجية كانتقاله إلى مكان آخر، أو تحويله إلى مدرسة داخلية، أو أنه سيتقدم إلى فحوصات ما، فإنه ليس من اللائق أو المجدي أن نقحمه في عمل شديد. قد نسبب الأذى للطفل أو للمريض الصغير عندما نقوم بفتح ملفات قصص مؤلمة أو محزنة تخصه ولا نملك الوقت الكافي لحلها، أو أنه من الضروري جدا أن يتابع حياته اليومية دون انقطاع. والحل الأمثل هنا هو أن نؤمن له استشارة علاجية فقط.
قد نعرض الطفل للأذى أيضا عندما لا يجد المعالج متسعا من الوقت لديه كي يتعامل مع غضب هذا الطفل وآلامه وأحزانه أو حاجته الماسة إلى الحنان والعطف.
لكي يتجنب التصرفات الخاطئة، يجب على المعالج أن يكون واضحا جدا حول ماهية العلاج اللازم وشكل الأبوة المطلوب. يجب وضع صغار السن من الأطفال الذين تتملكهم نزوات انتحارية، أو الذين يعانون من الإساءة في مكان آمن حيث يوجد والدان يستطيعان الاعتناء بهم، ولا يمكن للمعالج أن يقوم مقام الوالدين أو أن يوفر المراقبة المطلوبة. أما في الوضعيات التي تنطوي على أمراض جسمية حادة أو مزمنة فمن الأفضل العمل مع الطبيب النفسي أو طبيب الأطفال.
الفعالية
هل بمقدور هذه الطريقة من العمل أن تؤمن النجاة للطفل وأن تغير الأمور إلى الأفضل؟ تظهر الدراسات على الأعمال غير التوجيهية التي درست الأطفال وصغار السن أنه قد طرأ بالفعل تحسن ما بعد العلاج. وأظهر الكاتب أنه يتوقع أن يحدث العلاج النفسي الانفرادي الذي قد يطبق على فتيات تعرضن للإساءة الجنسية تغيرا إيجابيا ما في حياتهن، بالرغم من أن بعض الأسئلة التي تتعلق بطريقة العلاج ما تزال قائمة. لقد قام “فوناغي وتاغرت” بمراجعة كل المرضى -البالغ عددهم 763- الذين راجعوا عيادة “أنا فرويد” لعلاج الأمراض النفسية لدى الأطفال، ولاحظوا أن الكثير منهم قد شفي، وبقي بعض يعانون. وتمكن هؤلاء المراجعون من تحديد عدد هؤلاء الذين تحسنت أوضاعهم من جراء حضورهم جلسات بمعدل جلسة واحدة أسبوعيا، وعدد هؤلاء الذين تحسنت أوضاعهم بسبب برامج للعلاج أكثف. قام “بارنت” وغيره في عام 1991 بمراجعة البحث عن علاج الطب النفسي للأطفال. وخلص إلى القول إن معظم الدراسات المذكورة حتى حينها كانت حالات للدراسة. وعلى هذا فليس بمقدور المرء أن يقيم فعاليتها بالرغم من شفاء هؤلاء الأطفال. ثم طلبوا بحثا يأخذ بعين الاعتبار النواحي المنهجية لهذا الشأن.
منذ ذلك الحين نشر العديد من الدراسات، ولكنها كانت بمعظمها متشابهة بدلا من كونها دراسات لنتائج رسمية، وكانت الاستثناءات هي في حيز الإساءة واكتئاب الأطفال واضطرابات تناول الطعام.
خلاصة
يقدم العمل بدون توجيه على أنه التداول والتشاور في وضع المريض وعلاج اللعب والعلاج الانفرادي القائم على العلاقات بين الأشخاص، إضافة إلى علاج الفنون الخلاقة. توفر هذه التدخلات نوعا من النجاة من الحزن، وتقلص الأعراض المرضية، وتزيد في التغير نحو الأفضل. يجب على الأطباء وغيرهم من العاملين في هذا الحقل أن يجدوا الشجاعة لتقييم أعمالهم بطريقة نظامية (أي أن يحددوا النظام الذي اتبعوه)، وأن يأخذوا قاعدة الدلائل على محمل الجد، وأن يقوموا بالبحوث التي تشرح وتوضح النتائج النهائية كما فعل زملاؤهم العاملون في مجال العلاجات للراشدين.