التصنيفات
الباطنية

تسمم القولون أو الأمعاء الغليظة | تنظيف القولون ج1

دعنا نتخيل اللحظة التي يكون فيها جسمك في سيارة؛ فكل 3000 ميل أو مثل ذلك، تحتاج إلى تبديل الزيت والمرشحات، لأنها تمتلئ بسخام أسود لزج من المحرك؛ وهذا التراكم للسخام sludge الملوث يجبر المحرك على العمل أكثر وأكثر للمحافظة على حركة السيارة. ويؤدي هذا العمل الإضافي إلى زيادة استهلاك المحرك؛ وإذا لم يفعل شيء تجاه ذلك، فإنه سيتعطل آجلا أم عاجلا.

لكن معظمنا يقود السيارة لبضع ساعات فقط في اليوم، ويغير الزيت مرة كل شهرين أو ثلاثة. وبالمقابل، يعمل جسمك 24 ساعة في اليوم وسبعة أيام في الأسبوع و365 يوما في السنة؛ وتمر السنوات وراء السنوات على معظمنا من دون تنظيف باطن أجسامنا.

إن القولون لدينا يشبه بطرق كثيرة أنبوب العادم التي يقع تحت سيارتك؛ فالغاز في خزان الوقود يشفط نحو المحرك، حيث يمتزج بالهواء والزيت لتوليد الاحتراق الذي يحرك المكابس المولدة للطاقة التي تجعل عجلات السيارة تسير في نهاية المطاف، ثم تطرح أبخرة العادم في نهاية المطاف. وهذه عملية معقدة تتطلب توازنا شبه تام للتفاعلات الميكانيكية والكهربائية والكيميائية المختلفة. وكما هي الحال في أي تفاعل، تولد هذه العمليات منتجات ثانوية أو سموما معينة. وتطرح هذه السموم في حالة السيارة عن طريق العادم.

يعمل جسمك بطريقة مشابهة كثيرا؛ فالأطعمة التي تأكلها تضخ من معدتك نحو أمعائك، حيث تختلط وتتحطم لتوليد الطاقة التي تحافظ في نهاية المطاف على حركتك. كما أن الأطعمة التي تزود بها جسمك تحدث بعض المنتجات الثانوية أيضا. وإذا ما كانت الأمعاء تعمل بشكل صحيح، فإن هذه المنتجات الثانوية تطرح 2-4 مرات في اليوم من خلال التغوط الدوري.

هل تعلم ماذا يحصل عندما لا يعمل محرك السيارة بشكل انسيابي، ويمتلئ أنبوب العادم بالسخام الملوث؟ إنه يتوقف. وهذا ما يعتقد بأنه يحصل لجسمك عندما يحتقن القولون (الأمعاء الغليظة) ويمتلئ بنوع خاص من السخام gunk الخاص به.

هل سبق لك أن رأيت أنبوب عادم صدئا ومثقبا؟ بالإضافة إلى أن هذه الثقوب تجعل اختبار التفريغ عبر العادم صعبا، يمكن لها أن تسمح لأبخرة العادم السامة بالتسرب نحو سيارتك.

وبمرور الوقت، يمكن أن تظهر ثقوب مماثلة في القولون لديك، وهذا ما يسمح بتسرب السموم إلى مجرى الدم. وتجد هذه السموم في نهاية المطاف طريقا لها نحو أعضاء الجسم ونسجه الأخرى، حيث تتجمع وتؤدي إلى المرض.

لقد لوث الإنسان، على مدى آخر مائة سنة تقريبا، الهواء والطعام والماء، وكل شيء آخر يمكن أن تصل إليه أيدينا تقريبا. ويقف العديد منا ليراقب هذه التطورات التي تحصل من حولنا، ويفكر “حسنا، لا يوجد شيء يؤثر في حقا”؛ أو يذهب نحو فيلم وثائقي عن ارتفاع درجة حرارة الأرض، أو يصغي إلى قصة عن الأخبار حول مصدر جديد ومخيف للتلوث، ويعتقد أننا غير متورطين في ذلك.

فكر من جديد، فأجسامنا تمتص هذا التلوث السام؛ والحقيقة المخيفة هي أن واحدا من كل اثنين يصاب بشكل ما من السرطان. ونحن اليوم نواجه أمراضا أكثر من ذي قبل.

يبدو من الصعب أن نصدق ذلك، لكن السموم (وهي كثيرة) تدخل الجسم من خلال فمنا أو أنفنا أو جلدنا، وتمتص مباشرة عبر أمعائنا.

يعتقد معظم الناس أن السموم التي نستهلكها تؤثر في الكبد والكلى فقط، لكن الحقيقة هي غير ذلك تماما؛ فرغم أن هذه الأعضاء تعالج ما أمكن من السموم، لكن في نحو 8 من كل عشر أشخاص بعد عمر الثلاثين، يصبح الكبد مثقلا، ويزداد الحمل الكلي للسموم في الجسم إلى أكثر من الطبيعي؛ ولذلك، لا تجد لها في نهاية المطاف خيارا إلا أن تتراكم في أجسامنا.

يحاول الكبد في الحالة الطبيعية تحويل المواد التي يتلقاها من جهاز الهضم إلى عوامل مغذية يمكن أن نستفيد منها؛ غير أن المشكلة هي في أن الكبد والأمعاء يواجهان بسموم أكثر من قدرتهما على التعامل معها؛ ولذلك، سرعان ما يدخلان في حلقة مفرغة من مرور السموم جيئة وذهابا. وتصبح جميع الأعضاء مثقلة بالعمل بشكل خطير، لا سيما الأمعاء.

وقبل المضي أكثر، أود أن أوضح شيئا؛ فلتيسير القراءة، سأعود إلى “القولون” و”الأمعاء” وأشير إليهما ككيان واحد؛ ففي حين نركز على تنظيف القولون، لكن التركيز ببساطة على القولون من دون التركيز على كامل السبيل المعوي يمكن أن يتعامل مع نصف المشكلة فقط؛ حيث يجب تنظيف الأمعاء الدقيقة والقولون (أو الأمعاء الغليظة) كليهما بشكل دوري للحصول على أفضل قدر من الصحة.

وهناك كلمة أخرى سترى أنني أستعملها كثيرا، وهي “السم أو الذيفان toxin”؛ فالسم بالتعريف الدقيق هو مادة من منشأ عضوي تسبب الضرر للنسيج الحي، ولكنني أكرر أنه – بهدف التبسيط – سوف أستعمل “السم” بشكل عام لأقصد أية مادة غريبة يمكن أن تضر بصحتك عندما تدخل جسمك؛ لأن النتائج تكون هي نفسها في نهاية المطاف، أي المرض والقولون السمي (تسمم القولون) toxic colon، سواء تكلمنا عن الملوثات المحمولة بالهواء من مصفاة أو المنتوج الثانوي byproduct السام لنمو الخمائر المفرط في أمعائك.

ما الذي يقوم به القولون بالضبط؟

القولون أو الأمعاء الغليظة هو أحد المكونات الرئيسية لجهازك الهضمي، ويتكون بشكل رئيسي من الأنماط النسيجية نفسها الموجودة في حلقك ومعدتك وأمعائك الدقيقة، مع أن القولون يتصف ببضع خصائص فريدة تميزه عن بقية السبيل الهضمي. ومن هذه الخصائص أنه لا يوجد جزء في الأمعاء الغليظة ينتج إنزيمات هاضمة، لأن ذلك يقتصر بشكل كامل على الأمعاء الدقيقة. ويقسم القولون بحد ذاته إلى أربعة أجزاء – القولون الصاعد ascending colon والقولون المستعرض transverse colon والقولون النازل descending colon والقولون السيني sigmoid colon.

بعد أن تغادر الفضلات الأمعاء الدقيقة، تدخل القولون الصاعد في الجهة اليمنى من البطن؛ ويقوم القولون الصاعد هذا – مثلما قد تتوقع – بتحريك الفضلات إلى الأعلى نحو القولون المستعرض الذي يتصل بدوره بالقولون النازل؛ ثم يحمل القولون النازل بدوره الفضلات إلى الأسفل والخارج عبر المستقيم.

إن معظم الفيتامينات والمغذيات التي تسحبها أجسامنا من الأطعمة التي نأكلها تكون قد امتصت من الأمعاء الدقيقة قبل بلوغ القولون. وتتمثل الوظيفة الرئيسي للقولون في امتصاص الماء المتبقي، بحيث يستطيع تكثيف الفضلات اللينة إلى فضلات صلبة. كما أنه يختار المغذيات المرتبطة بالماء مثل الإلكتروليت. كما يستطيع القولون، مثلما سترى، والأمعاء الدقيقة أن يمتصا السموم الخطيرة، وتعد هذه السموم وللأسف السبب الرئيسي لجميع الأمراض التنكسية تقريبا.

يعد القولون السليم ضروريا للعافية العامة؛ فهو أكثر من مجرد أنبوب للطعام الذي تأكله ويمر من خلاله في طريقه إلى الخارج. وفي الواقع، يمثل القولون جزءا رئيسيا من العملية الهضمية. وعندما يتوقف القولون عن العمل بشكل مناسب، يضطرب الهضم، وقد لا تمتص الفيتامينات الأساسية والمعادن والمغذيات الأخرى التي يعتمد عليها جسمك في نموه وعيشه. وليس ذلك فحسب، ولكن القولون غير السليم يكون أقل قدرة أيضا على التخلص من السموم التي يصادفها.

ما الذي يؤدي إلى خلل وظيفة القولون في المقام الأول؟

تتصف الأطعمة التي نأكلها بأنها تفعل الكثير وبشكل واضح من حيث الحفاظ على القولون سليما لدينا. ولكن، إذا كان الحفاظ على القولون بالسهولة نفسها من حيث القيام بتغيرات بسيطة في عاداتنا الغذائية، لماذا يستمر وقوع الأمراض في الزيادة، حتى بين الذين يبدو أنهم يعتمدون على أنظمة غذائية صحية؟ إن الإجابة عن هذا السؤال تقف خارج موضوع النظام الغذائي، وتنشأ من التعرض المستمر للسموم اليومية.

فنحن نسبح يوما بعد يوم في بحر من المواد السامة التي لم تصمم أجسامنا ببساطة للتعامل معها؛ حيث نأكل أطعمة ملوثة بالمواد الكيميائية، ونشرب ماء وأشربة ملوثة. كما نتنفس ضبابا دخانيا smog ملوثا بدلا من الهواء النقي الغني بالأكسجين. وعندما نلاحظ في نهاية المطاف أن أجسامنا بدأت بالتراجع، يذهب معظمنا إلى الطبيب بقصد المساعدة.

نحن نعلم جميعا ما يحصل بعد ذلك؛ فهؤلاء الأطباء يصفون أدوية تركيبية مصنعة لم تعتد أجسامنا أو تتحضر للتعامل معها. ومع أنها في الواقع قد تساعد على تحسين الأعراض لفترة من الزمن، لكنها لا تفعل شيئا حقيقيا حيال معالجة السبب الرئيسي للمرض.

صدق أو لا تصدق أن كل مرض تقريبا معروف في الحقل الطبي ينجم أو يتحرض أو يشتد بسبب القولون السمي toxic colon. وكما شرحت في المقدمة، إن كل سم تقريبا يدخل إلى الجسم، يفعل ذلك عبر السبيل المعوي. والمشكلة في هذه الحالة هي أن السموم لا تجد دائما طريقا للخروج في الوقت المناسب، وإنما تستبقى في النسج المخاطية المعوية وتؤدي إلى عجز في الجهاز الهضمي بأكمله؛ وهذا ما يمنح هذه السموم الوقت للتسرب نحو أجسامنا، مما يؤدي إلى إضعافها وزيادة إبطاء سير العمليات المعوية.

ومما يدعو للأسف أن الكثرة الكاثرة من أعضاء المؤسسة الطبية أخفقت حتى الآن في تقبل الدور الكبير للمحافظة على نظافة السبيل المعوي في صحة الأشخاص، ليس على مستوى الصحة الهضمية فقط، وإنما على مستوى الصحة العامة أيضا.

أعتقد أنني أرى نموذجا ناشئا

إذا لم نتمكن من التخلص من السموم بشكل منتظم من القولون، فإنها “تتسرب” نحو مجرى الدم عبر ما أسميه متلازمة التسرب المعوي leaky gut syndrome، وتؤدي إلى أمراض تنكسية degenerative diseases في كامل الجسم، مما يقود إلى تدهور النسج المصابة بمرور الوقت.

لا بأس، من أين تأتي بالضبط جميع هذه السموم؟ والأهم من ذلك، ماذا يمكن أن تصنع وأصنع أنا للوقاية منها والمحافظة على صحتنا؟ سبق أن عرفت أن بيئتنا في حالة سيئة جدا. ولكن هل تعلم الأسباب النوعية التي تجعل هذه الأشياء مؤذية لنا؟ أو ماذا تصنع بالضبط؟

إن الوسط الذي يتعرض فيه جسمك هو الذي يسبب المرض؛ فالقليل جدا منا يتخذ خطوات استباقية proactive لحماية أجسامنا من السموم، والقليل جدا يكافح ضد الأعمال والصناعات الكبيرة المسؤولة عن توليد هذه السموم في المقام الأول. وحتى تحيط بشكل كامل بتأثيرات السموم في جسمك، يجب أولا أن تفهم العوامل الشخصية التي ينفرد بها جسمك؛ وما مدى سلامة الأغذية التي تقدمها لجسمك؟ وهل تقوم بما يكفي من التمارين يوميا؟ وما مدى ارتفاع العتبة السمية الشخصية personal toxic threshold لديك، وهذه الحالة الأخيرة يجري تجاوزها غالبا.

كيف تصاب أمعاؤنا الغليظة بالانسداد أو العائق؟

إن أكثر من 40 مليون شخص في الولايات المتحدة مصابون بزيادة الوزن؛ أي إن لديهم انسدادا أو عائقا ما. وقد أشار تقرير صادر عن مركز الصحة والرعاية الصحية في المدارس في جامعة جورج واشنطن إلى أن “النسبة المئوية لأطفال المدارس بعمر 6-11 سنة والذين لديهم زيادة في الوزن قد تضاعفت مرتين ما بين أواخر سبعينات القرن الماضي والعام ألفين، أي بارتفاع قدره 6.5-15.3٪؛ كما تضاعفت النسبة المئوية للمراهقين المصابين بزيادة الوزن في الفئة العمرية من 12-19 سنة ثلاث مرات من 5٪ إلى 15.5٪ خلال الفترة الزمنية نفسها”. ويمكن تعقب الصحة السيئة للبالغين في هذه الأيام نتيجة العادات السيئة المتنامية خلال الطفولة غالبا.

ماذا تظهر هذه الموجودات؟ تخبرنا بالتأكيد أننا ننشئ أطفالا سمانا حتى يكونوا بالغين سمانا، ولكن عندما نقرأ بدقة ما بين السطور، تخبرنا أيضا بأن أجيال الأميركيين ينفقون حياتهم بكاملها وهم مصابون بالإمساك. نعم، يمكن أن ينمو الأطفال المصابون بزيادة الوزن في هذه الأيام ويصبحوا بالغين سمانا غدا، وذلك استنادا إلى التوقعات الراهنة؛ غير أننا نستطيع أن نضع نهاية لهذه الإحصائيات، وأن نمنع حدوث السمنة عند هؤلاء الأطفال.

ولكن علينا أولا أن نفهم ماذا سنفعل مع تسمم القولون (القولون السمي).

قد لا تبدو هذه النزعة الوبائية نحو زيادة الدهن في الجسم مرتبطة ارتباطا وثيقا بسمية القولون، لكنها تساعد على إيضاح أمرين كليهما من الأسباب الشائعة لسمية القولون: النظام الغذائي السيئ ونقص التمارين.

إن النظام الغذائي المتوازن جيدا ضروري للمحافظة على جسم نحيل ورياضي وخال من السموم؛ ولكن الذروة المفاجئة على مقياس الحمام يمكن في الحقيقة أن تكون مرتبطة بما يدخل إلى الجسم أكثر مما يخرج منه، وينطبق الأمر نفسه غالبا على الأطعمة الدهنية التي ترادف الزيادة في الوزن، مما يؤدي إلى إعاقة في القولون.

صدق أو لا تصدق أن الفضلات المتصلبة التي تعيق النشاط المعوي يمكن أن تساهم في وزنك؛ فقد لوحظ بعد موت جون واين John Wayne – كما قد تكون سمعت – أكثر من أربعين باوندا (نحو 25 كغ) من الفضلات المحشورة في القولون لديه. ومع أن تلك في الواقع هي قصة مكررة كاذبة، لكن يقدر أن لدى الأميركي العادي عندما يكون بعمر ثلاثين سنة 10-15 باوندا (نحو 8 كغ) من المادة البرازية القاسية المحتشرة على جوانب أمعائه أو في المنطقة المتوسعة من السبيل المعوي.

وهذا نتيجة السموم التي تدخل إلى الجسم خلال الحياة؛ فإذا أدت الحركات المعوية (عادات التغوط) المتناغمة والصحية والتنظيف المنتظم للقولون إلى إزالة كتلة هذه السموم، فإن هذه الحالة يمكن الوقاية منها؛ فالبقايا السمية تتراكم مع الوقت، ويمكن أن تؤدي إلى تورم في جدر الأمعاء؛ ويعد ذلك أحد الأعراض الأكثر وضوحا لتسمم الدم المعوي المنشأ أو ما نسميه القولون السمي.

من السهل أن نرى الفارق بين القولون الصحي (السليم) والقولون غير الصحي؛ فالقولون الصحي مليء بالحياة. ولكن يبدو القولون المعتاد – وللأسف – غير صحي ممتلئ بالسموم، مع ضروب مختلفة من الحالات المرضية التي جرى إظهارها بهدف التوضيح.

مع أن هناك من يرى أن الإصغاء إلى الطبيعة أمر سخيف، لكن هذا الإصغاء عند ظهور ما يشير إليه هو من أكثر الأشياء أهمية، والتي يمكنك القيام بها للمساعدة على حفظ صحتك؛ فالكثير من الناس مشغولون جدا بحيث لا يرغبون بإنفاق الوقت في التغوط عندما يشعرون بالحاجة الملحة إليه. كما يفضل بعض الناس التغوط في المنزل فقط، ويسيرون مسافات طويلة لتجنب استعمال المراحيض العامة عندما يكونون في أعمالهم أو في مهمات خارجية؛ ولكن إذا كان التأخير طويلا جدا أو متكررا كثيرا، يمكن أن يؤدي تجاهل الرغبة بالتغوط إلى الإمساك وانحشار البراز، ويساهم كلا الأمرين في تراكم السموم في القولون.

قد يؤدي الإمساك وانحشار البراز أيضا إلى إبطاء زمن مرور البراز؛ ويعد زمن المرور طريقة بسيطة للقول بأن “زمن معالجة الطعام قد انقضى ولا بد من إخراج الفضلات”.

فإذا لم يخرج الطعام غير المهضوم من الجسم لفترة طويلة، تتخمر البروتينات والكربوهيدرات، ويحدث الزنخ في الدهون. وهذا ما يحول المركبات في الطعام من جيدة إلى سيئة. ويتجمع هذا الطعام… داخل القولون، مما يؤدي إلى صعوبة متزايدة في تحركات التغوط المنتظم.

كيف تؤدي جميع هذه السموم إلى المرض؟

هل سبق أن لاحظت أن بعض المدخنين أو الذين يشربون المشروب المفضل ولا يمارسون التمارين طوال حياتهم، يعيشون حياة خالية من المرض رغم كل ذلك؟ وأن الناس الذين يلجأون إلى خيارات صحية ويعتمدون على أنظمة غذائية نباتية متوازنة يصابون بالأمراض أحيانا؟ ألا يستحق ذلك أن يكون كلاما منطقيا؟

لكل شخص منا تحمله الخاص للمواد الكيميائية والمواد الأخرى التي تدخل الجسم، وذلك حسب بعض العوامل مثل نمط الحياة والتعرض البيئي ومستويات الكرب، وحتى العوامل الوراثية. وهذا ما يعرف “بالعتبة السمية toxic threshold” للجسم، أو مقدار معاقرة السموم التي يمكن أن يتعامل معها الجسم يوميا قبل أن يبدأ بالتعطل.

ولإعطاء مثال على كيفية مساهمة كل شيء نناقشه في القولون السمي، وللإشارة إلى أهمية التنظيف الدوري للأمعاء، وضعت مخططا لذلك. والآن، ضع في اعتبارك أنه لا توجد طريقة لمعرفة دقيقة لمقدار السموم التي تتعرض لها من كل صنف، ولكنني فعلت أفضل ما لدي لحساب عوامل الخطر ووسطي السموم في كل صنف.

وهذه الحسابات هي عند النهاية الدنيا للمقياس؛ فمعظم الناس يتعرضون إلى ضعفي إلى ثلاث أضعاف المقدار الذي ذكرته لاحقا، كل 24 ساعة. واستنادا إلى التعرض البيئي اليومي لديك والخيارات الشخصية التي تقوم بها حيال صحتك، يمكن أن تكون هذه الأرقام أكثر من الأمثلة اللاحقة أو أقل منها (إذا كنت موفقا).

قد يبدو ذلك كرقم هائل للسموم لا يمكن تخيله؛ وهو بالفعل كذلك. ولكن يمكن أن تحتوي حقيبة مفردة من بديل تركيبي للسكر على أكثر من عشرة آلاف جزيء سام.

إذا كان جسمك لا يستطيع التعامل إلا مع مليون سم يوميا، لكنك تتعرض لأكثر من 1.8 مليون سم في اليوم، عندئذ ينبغي أن يعمل أكثر من المطلوب منفقا من الطاقة أكثر من اللازم لمعالجة هذه المركبات أو تخزينها. والخلاصة، إن جسمك يكون مثقلا على مدى اليوم، وبمرور الأيام.
والآن، يمكن أن ترى ما يحدث في جسمك على مدار السنة؟

أريد أن أقدم مثالا على “المليون” سم، لأنه عدد دقيق ومدور ومخيف، لكنه في الواقع رقم منخفض حقا؛ حيث تتعرض المخاطية المعوية لديك بشكل مباشر يوميا إلى جميع هذه السموم المذكورة معا؛ وإذا لم تزل هذه السموم، فإنها تتسرب إلى الدم، وتطلق العملية المرضية.

قد يكون لدينا خيارات أخرى، بدلا من الاعتماد الكامل على نظامنا الطبي؛ فنحن نستطيع رفض تناول الأدوية الموصوفة أو التقليل الخضوع للجراحة، بالنسبة إلى كل شيء نعاني منه؛ فالأدوية أو الجراحة لا تتعامل أبدا مع السبب الرئيسي للحالة في المقام الأول.

أرغب بأن تفهم لماذا لدينا استعداد للأمراض التنكسية والقولون السمي في هذه الأيام. إن السبب هو في تراكم العوامل التي تتعلق مباشرة بالبيئة التي نتعرض لها. وليس هناك سم معين يؤدي إلى المرض، مثل التدخين فقط أو تناول المشروب المفضل أو الأكل السيئ؛ وإنما يعود الأمر إلى مجموعة من العوامل المختلفة العديدة الناجمة عن قدر كبير جدا من السموم التي نتعرض لها، فتدخل أجسامنا ولا تخرج بالقدر نفسه.

أعتقد أن القولون هو العضو الأكثر إهمالا في الجسم، ربما بسبب اضطراب أو نقص المعرفة بأهميته في هرم المشاغل الصحية الخاصة بنا. ومع ذلك، لا يتلقى القولون عادة ما يكفي من الانتباه مثل بقية أعضائنا الأخرى. وهذا في الواقع قد يكون العامل الحاسم بين شعورنا بالنشوة أو عيشنا حياة مليئة بالمرض والتعب، مع أن الحقيقة هي أن القولون هو جزء هام للحياة مثل أعضائنا الأخرى.

والآن، يمكنك أن تعرف أن جسمك يستطيع التعامل مع نحو مليون من السموم يوميا، وإن هذه السموم تدخل جسمك عبر الأمعاء، فلذلك دعنا نلقي نظرة عميقة على بعض أكثر الحالات المعوية شيوعا.

أمثلة على السموم اليومية التي يمكن أن نتعرض لها

لنقل إن جسمك يستطيع التعامل مع مليون سم فقط كل 24 ساعة قبل أن يصاب بالاضطراب؛ فكل 24 ساعة، سوف تتعرض للعدد التالي من السموم تقريبا.

السموم من الطعام: 325000

الأمثلة: الدقيق الأبيض؛ السكر في الحلويات؛ الهرمونات والمضادات الحيوية؛ الصويا؛ مبيدات الحشرات؛ الأطعمة المعدلة وراثيا؛ الأطعمة المطبوخ والمعلب والمعالج؛ الغلوتامات الأحادية الصوديوم؛ الزيوت المهدرجة؛ الأطعمة الجاهزة السريعة التناول؛ وغير ذلك.

السموم من الأشربة: 160000

الأمثلة: الحليب المبستر؛ مشروبات غير كحولية وأشربة الحمية ومشروبات الطاقة والرياضيين؛ مركزات العصائر؛ القهوة؛ المشروب المفضل؛ السكاكر المكررة؛ المحليات الصناعية؛ الملونات الصناعية؛ وغير ذلك.

السموم من الهواء: 200000

الأمثلة: الوقود المستخرج، البنزين، الدخان، البقايا الكيميائية، الروائح المنتشرة من الدهان، الروائح المنبعثة من السجاد، الوسوف (الوبغ) المنبعثة من الحيوانات، العفن والعفونة، سوس الغبار، ملطفات الجو، لوازم التنظيف، وغير ذلك كثير.

السموم من الماء: 150000

الأمثلة: الزرنيخ، الفلوريد، الكلور، بقايا الأدوية الموصوفة، مبيدات الحشرات، وقود الصواريخ (البيركلورات perchlorate)، ثنائي الفينول أ bisphenol-A (سم من قوارير الماء البلاستيكية)، مادة كيميائية تستعمل في صناعة التفلون هي C8، الجراثيم، الطفيليات، وغير ذلك كثير.

السموم من الأدوية الموصوفة: 180000

الأمثلة: الألمنيوم، الزئبق، المعالجة الكيميائية، أجزاء الحيوانات المذبوحة، المواد الكيميائية التركيبية، الأصماغ السامة للكبد، الحشوات، الحوازم والأربطة، الملونات الصناعية، مبيدات النطاف، الهرمونات التركيبية، اللقاحات، وغير ذلك.

السموم من المكروبات (الطفيليات): 525000

الأمثلة: الجراثيم، الخمائر، الفطور، الديدان، الأميبات، الفيروسات (جميع هذه الأحياء تعيش على حساب مضيف حي، وهو أنت في هذه الحالة)؛ وتستهلك هذه الأحياء المغذيات الضرورية لك، ثم “تمضي إلى المرحاض” في جهازك، فتفرز مقادير هائلة من الحموض الضارة والفضلات السامة.

السموم من الضغوط الجسدية والنفسية: 200000

الأمثلة: الاكتئاب والقلق والخوف والمشاعر السلبية، وجميعها تؤدي بالجسم إلى فرط إفراز هرمونات الشدة أو الكرب stress hormones، فضلا عن مركبات أخرى، في محاولة لموازنة هذه الحالات؛ وهذا أمر خطير، لأن الجسم يؤذي نفسه فعلا.

السموم من المعادن الثقيلة: 130000

الأمثلة: آنية الطبخ، مزيل الروائح، السمك، الحشوات السنية الزئبقية، مواد التجميل، علب الألمنيوم، الطعام، الماء، المصابيح، الكثير من المستحضرات العشبية، معجون الأسنان، اللقاحات، الدهانات، وغير ذلك كثير.

السموم من الأشعة (تسبب تضرر الخلايا وموتها)

الأمثلة: الطبخ بالمكروويف، الأشعة السينية، الخطوط الخاطئة (كرب المرضيات الجغرافية geopathic stress)، خطوط القدرة (الكهرباء) power lines، الهواتف الخلوية، الحواسيب، الأدوات المنزلية، الإضاءة المتألقة، مجففات الشعر، الأطعمة المشععة (المعرضة للأشعة)، وغير ذلك.

إجمالي ما سبق هو: 1870000 سم كل 24 ساعة!