إن الفوائد العلاجية للنشاط البدنى المنتظم معروفة منذ سنوات طويلة، والدراسة تلو الأخرى تظهر أنها تقلل من الإصابة بالأمراض، والوفيات الناتجة عن مجموعة كبيرة من الأمراض.
لماذا الرياضة مفيدة إلى هذا الحد ؟
▪ إنها تخلص أجسامنا من سموم الناقلات العصبية، والهرمونات، والمواد المغذية التي تم تنشيطها وإطلاقها وتمثيلها الغذائى كنتيجة للتوتر. إن التمارين الرياضية المنتظمة مفيدة في إزالة الآثار الثانوية الناتجة عن التوتر، وذلك بتوفير فرصة لمحاكاة رد فعل الهجوم أو الانسحاب الذي يسببه التوتر.
▪ إن الرياضة بمثابة منفذ لانفعالات الغضب والعدائية وهى أكثر الانفعالات قسوة.
▪ إن أشكالا معينة من التمارين الرياضية مثل الهرولة، أو السباحة تتطلب حركة ثابتة متكررة يمكنها أن تغير من حالة الوعي. إن الآثار الفسيولوجية للمشاركة المنتظمة في هذه الأنشطة تتشابه كثيرا مع ما يحدث عند ممارسة التأمل. إن طريقة التنفس، والحركة المصاحبة له أثناء ممارسة الرياضة قد يكونا مسئولين بشكل جزئى عن الشعور بالهدوء والسكينة التي يدعى البعض أنها نتيجة للتمارين الرياضية.
▪ بالنسبة لبعض الأشخاص تعتبر الرياضة هروبا من الضغوط اليومية، بينما يستغل آخرون هذا الوقت في التفكير في بعض القضايا ذات الأهمية أو لابتكار حل للمشكلات.
▪ تنقبض العضلات أثناء التوتر وتفقد درجة مرونتها الطبيعية. ولكن نوبات النشاط البدنى تسمح للعضلات بالعمل، وبهذا تطلق الطاقة المختزنة، وتسمح لمجموعة العضلات بالعودة إلى حالتها الطبيعية المريحة.
▪ ثبت أن أنواعا مختلفة من الأمينات بما فيها الإندورفينات تزداد أثناء النشاط البدنى الذي يمتد إلى عشرين، أو ثلاثين دقيقة، أو أكثر. كما قد ثبت أن هذه المواد الشبيهة بالمورفين توفر تأثيرا مسكنا للألم وتعزز الشعور بالنشاط والحيوية. وهذا شىء مهم لدرجة أن بعض الناس يقولون إن الرياضة علاج أكثر فاعلية لعلاج الاكتئاب من العلاج النفسي، أو مضادات الاكتئاب.
▪ ثبت أن الرياضة فعالة جدا في مساعدة بعض الأشخاص على النوم العميق بسهولة، وهى طريقة سليمة وصحية لعلاج الأرق.
لا تنس أن الجسم قد تم تصميمه لكي يتدرب مثل أية آلة مصممة على أن يتم تشغيلها وتسييرها. إننا قد نعيش في القرن الواحد والعشرين، ولكن أجسامنا تحمل نفس التصميم الذي كان لدى أسلافنا منذ عشرات الآلاف من السنين.
كلنا على علم بفائدة التمارين الرياضية. ولكن بالإضافة إلى التحسينات الواضحة التي تجلبها على جهازنا الدورى؛ فهناك أسباب عديدة لكي نجعل الرياضة سمة منتظمة في حياتنا.
الحفاظ على الشباب والوسامة
إن معظم الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام سوف يخبرونك بأنهم يشعرون بالتحسن بعد أداء التمارين. لا شك في أن ذلك يرجع إلى حقيقة أنه أثناء التمارين يفرز المخ مواد كيماوية تسمى الإندورفينات (مواد مخدرة)، وهذا يسبب شعورا بالسعادة، وتحسنا في الصحة، ويساعدنا على التعامل بطريقة أفضل مع التوتر والانفعالات القوية.
إن الفوائد البدنية لممارسة التمارين المنتظمة عديدة ولكن أهمها هو إبطاء معدل النبض، وتقوية الرئتين، وزيادة المرونة. تذكر النقاط الأساسية بشأن التمارين الرياضية:
▪ يحتاج جسمك إلى 20: 30 دقيقة فقط من ممارسة التمارين ثلاث مرات في الأسبوع حتى يشعر بالفوائد. إن أى نشاط يرفع من معدل ضربات القلب، ويجعلك تتنفس بسرعة، ويزيد من درجة حرارة جسمك سوف يحقق هذا الهدف ؛ أى إنك لست بحاجة للركض في سباق طويل، أو المشى السريع، أو ركوب الدراجة أو السباحة التي أفضلها شخصيا على الرغم من أن كل ما سبق يعد أنواعا جيدة من الرياضة. فإذا كنت تستمتع بها فعليك القيام بها.
▪ لا تنس اليوجا ؛ فهى تفيد العقل والجسم وفيها يسترخى العقل بشكل تدريجى كما يحدث مع الجسم عندما يمارس نشاطا عضليا. لقد أظهرت بعض الدراسات أنه عندما تنقبض مجموعة كبيرة من العضلات وتسترخى بشكل متكرر، فإن المخ يطلق ناقلات عصبية محددة لإرخاء الجسم ولرفع درجة توقد انتباه الذهن.
▪ إذا كنت محاطا بأناس كثيرين في العمل أو في المنزل، فإن ممارسة التمارين في مجموعات قد تكون غير مجدية، والتمارين الفردية قد تكون هى الأفضل لك. ولكن إذا كنت تعيش أو تعمل بمفردك فإن النشاط الجماعى قد يكون أكثر فائدة لك. عليك أن تجد ما يصلح لك.
▪ عليك أن تقوم بممارسة الإحماء دائما قبل ممارسة التمارين وعليك أن تهدأ بعد ذلك، لكى تقلل من احتمالات الشد العضلى.
▪ إن الأشخاص الذين يمارسون التمارين بانتظام يميلون إلى أن يأكلوا طعاما مغذيا أكثر ممن لا يمارسون التمارين، وذلك يساعدهم على أن يظلوا أكثر صحة وسعادة.
لقد كتبت ملايين الكلمات عن فوائد التمارين الرياضية لدرجة أن الرسالة أحيانا تضيع من خلال التكرار. وتظل أفضل النصائح كما هى سهلة، وممتعة، ومتواصلة. عندما كنت أركض في ماراثون لندن في إحدى السنوات بدأت أشعر بالتعب عندما وصلت إلى علامة الميل 23. وعندما كان كل تركيزى منصبا على وضع إحدى قدمىّ أمام الأخرى، أدهشنى “ وجعلنى أشعر بالاستياء إلى حد ما “ أن أرى رجلا كبير السن يسبقنى وكأنه في هرولة الصباح. وعندما لحقت به، سألته: ما السر وراء تلك القوة ؟ ابتسم الرجل الذي كان يبلغ من العمر 78 عاما وقال: “ قد أبدو عجوزا، ولكن في داخلى وعقلى أنا أصغر منك سنا ! “ إجابة تقليدية سمعتها من قبل.
إن التمارين الرياضية لا تستلزم ساعات من العرق بداخل الصالة الرياضية، فحتى ممارسة المشى مفيد لك إذا مارسته بانتظام.
لابد أن تجعل التمارين جزءا من نظامك الحياتى، وسوف يعقب ذلك فوائد لصحتك كما يتبع الليل النهار.