لقد عرف الأطباء لبعض الوقت أن العمل العقلي السليم مع تغيرات الحالة المزاجية التي تصاحبه يعتمدان على توفير المواد المغذية الصحية التي تصل إلى خلايا المخ. تناول السمك لتحقيق الفائدة للمخ، عبارة لازلت أسمعها وهي صحيحة بسبب المحتوى المغذي العالي للسمك، ولكن السمك لا يمدنا بالمادة المغذية الرئيسية للصحة العقلية الجيدة وهى مادة الثيامين. إن نقص الثيامين في النظام الغذائى هو أمر شائع لدى جميع الأعمار بشكل مخيف إلى درجة تصل إلى النقص الإكلينيكى في وقت ما من حياة هؤلاء الأشخاص، على الرغم من أن الأعراض في مرات كثيرة لا تعزى إلى هذه المشكلة. في الواقع لا يعتبر الكثير من الأطباء أن نقص الثيامين (فيتامين ب1) عرضا، ولكن هذا الموقف لا تدعمه الحقيقة التي تقول إن الأعراض تتصل غالبا بحالات أخرى شائعة. إن معظم المرضى يعانون من التهيج المفرط، ونوبات الغضب المزاجي، ونقص الوزن، وضعف العضلات والاكتئاب، والشعور بسوء الحالة النفسية لفترات طويلة دون سبب واضح، ولقد قامت إحدى الدراسات التي أجريت حول نقص الثيامين بإعطاء طلبة إحدى الجامعات مكمل الثيامين كل يوم لمدة شهرين، وكانت الدهشة عندما وجد الباحثون أن الطلاب أقروا بوجود تحسن ملحوظ في حالتهم النفسية وتحسن في مستويات الطاقة طوال هذه الفترة. وقد يرجع هذا إلى أثر الدواء الوهمى (الذي يعطى لإرضاء المريض)، ولكن تأكدت هذه النتائج عندما تم إعطاء كبار السن جرعات أقل من الثيامين.
كقاعدة عامة، لا تحتوي الأطعمة المعالجة إلا على القليل من الثيامين، ولذلك يجب أن تتجنبها أو تقلل من تناولها. ولكي تحرص على عدم هبوط مستوى الثيامين لديك، عليك أن تتناول كثيرا من الحبوب الكاملة والغلال، وبعض اللحم خالي الدهون. يعتقد كثير من الناس أنهم يأكلون بطريقة صحيحة، ولكنهم يهدمون كل ما بنوه عندما يتناولون كميات كبيرة من الشاي أو القهوة، والتي تعوق امتصاص الجسم للثيامين. لا تتناول أيا من المشروبين بكثرة إذا أمكنك ذلك. وإذا كان من الضرورى، فيجب أن يكون الحد الأقصى من القهوة أقل من 350 ملليجرام من الكافيين في اليوم (فنجان من القهوة العادى يحتوى على 60ملليجرام كافيين، وفنجان متوسط من القهوة المصفاة يحتوى على 150 ملليجرام).
وثمة معادن وفيتامينات أخرى تؤثر على الحالة المزاجية تشمل: فيتامين ب12، وحمض الفوليك، والسيلنيوم، والحديد (هذه العناصر تكون منخفضة عند كثير من الناس دون أن يعرفوا ذلك)، وفيتامين ج. وهذه العناصر تعمل على تحسين إنتاج المخ من المادة الكيميائية التي تسمى سيروتونين، التي تعرف بأنها عامل حاسم في علاج الاكتئاب والحالة النفسية.
ومع زيادة انتشار الاكتئاب، والتوتر، فإن أى شىء يمكن عمله بطريقة بسيطة للتقليل من هذا الخطر يجب أن نقوم به، وهى أشياء قليلة أبسط من مراقبة ما نأكل.
إن الأطعمة التي تحسن الحالة النفسية تحتوى على المعادن الرئيسية، والمكملات التي تفيد المخ، وتساعده على إفراز المواد الكيماوية التي تتغلب على الاكتئاب. ومن المهم بشكل خاص أن تحصل على ما يكفى من الثيامين في غذائك، وتتجنب الإفراط في تناول الأطعمة المعالجة، وتناول الكثير من الشاي أو القهوة.