التصنيفات
صحة المرأة صحة كبار السن

سرطان المبيض

إنني أكره بعض الأمراض التي أراها في عملى، وهذا بسبب التأثير الذي توقعه هذه الأمراض على مرضاي. وتتصدر هذه الأمراض مرض سرطان المبيض، فهو واحد من بين أكثر خمسة أنواع من السرطان انتشاراً في العالم المتقدم، ويجىء في المرتبة الرابعة بين أكثر أنواع السرطان شيوعاً في المملكة المتحدة. وحتى الآن لا توجد إمكانية لإجراء مسح عام ـ جماهيري ـ بالأشعة للكشف عن الحالات المصابة بهذا النوع من السرطان، وذلك مع استمرار التجارب الإكلينيكية لمعرفة ما إذا كانت هناك فائدة وراء هذا النوع من المسح الإشعاعى تتناسب مع تكلفته.

وتزيد خطورة سرطان المبيض بسبب عدة عوامل من أهمها عامل السن (الهرم), فنصف إجمالى الحالات يحدث بعد بلوغ سن الخامسة والستين، كما أن أغلب الحالات تحدث بعد انقطاع الطمث. ويزداد احتمال الخطر عندما يكون هناك تاريخ قوي في الأسرة لسرطان المبيض أو الثدي أو سرطان الأمعاء، ولكن يظل سرطان المبيض الوراثي نادراً نسبياً. وتشتمل العوامل الوراثية على جينات تعرف باسم BRCA1 وBRCA2، وهي تسود في بعض مجموعات عرقية بعينها، وتتساوى نسبة خطر الإصابة بسرطان المبيض عند السيدات اللاتي لم يسبق لهن الحمل مع هؤلاء اللاتى سبق لهن الإصابة بسرطان الثدى، وتصل تلك النسبة إلى 30 %. ولكن هناك عوامل تقلل من مخاطر الإصابة، ومنها تناول حبوب منع الحمل، والرضاعة الطبيعية.

الأعراض

إن ما يثير ضيقي بشأن سرطان المبيض بالتحديد هو أنه مرض مخادع يأتى بالتدريج، فكثيراً ما أرى حالات إصابة وصلت إلى درجة حرجة قبل أن يتم تشخيصها. وهذا لأنه في المراحل المبكرة، تكون أعراضه قليلة أو لا تكون هناك أعراض بالمرة. وإذا حدثت أعراض فإنها تكون غامضة ومبهمة حتى أنها لا تشير إلى حدوث إصابة. وهذه الأعراض تشتمل على ورم البطن الذي لا يتلاشى، وألم في البطن أو شعور بعدم الراحة، ومشكلات في الجهاز الهضمى، وفقدان الوزن، والرغبة المتكررة في التبول.

التشخيص

يتطلب تشخيص هذا المرض إجراء مجموعة فحوصات بالموجات فوق الصوتية، وفحوص الدم، وصور بالأشعة السينية للكلى، وعمل فحص بالمنظار داخل البطن عند المبايض مباشرة.

العلاج

تعتمد نوعية العلاج على المرحلة التي وصل إليها السرطان وتشمل: الجراحة، والعلاج الكيماوى، والعلاج الإشعاعى. ولكن الاكتشاف المبكر للأعراض يزيد من سرعة التشخيص وعلاج الحالة. فإذا استطاعت إحدى السيدات التعرف على الأعراض التي ذكرناها هنا، فسوف يمكنها التعرف على المرض في مراحله المبكرة، وهذا سوف يسعدنى جداً.

الخلاصة

إن سرطان المبيض يقتل غالباً في صمت؛ لأن النساء لا يعرفن أعراضه. لذا فعلى المرأة أن تسأل الطبيب بشكل دائم عن هذا المرض، وعليها ألا تقلق لما قد تسببه من إزعاج دون داع.