من خلال فهم القليل عن الشىء الذي يحرك جهاز الطاقة بالجسم ؛ يمكننا أن نفعل شيئاً بشأن الأوقات التي نشعر فيها بالإجهاد والتوتر.
لا يمكن رؤية الميتوكوندريا Mitochondria إلا باستخدام الميكروسكوب (المجهر)، على الرغم من أنك لو استطعت تصور شكل سوسة الخشب إذا نظرت إليها من أعلى لن تكون قد ابتعدت كثيراً عن شكل الميتوكوندريا. إن لها طبقة خارجية وداخلية، ولها طيات أو ثنيات، حيث يكمن خط إنتاج الطاقة.
وتعمل الميتوكوندريا بواسطة إنتاج ثالث فوسفات الأدينوسين، وهذا هو الذي يمنحنا القوة ويمد كل خلية بوقود الطاقة. وتحتوي الخلايا على أعداد مختلفة من الميتوكوندريا طبقاً لكمية الطاقة المطلوبة في هذا النسيج، ولذلك فإن خلايا المخ، والقلب مثلاً، سوف يكون بها عدد أكبر من الميتاكوندريا أكثر من أي عضو آخر (وإذا شبهنا الخلية في جسم الإنسان ببطارية لسيارة فسوف تعادل الميتوكونديا خلايا الطاقة في هذه البطارية).
والشباب يملكون ميتوكوندريا نشطة ولائقة، ولكنها تشيخ كما يشيخ الإنسان. ولذلك عندما نشيخ، فإن العواقب البدنية لهذه العملية تظهر آثارها علينا. وعلى الرغم من تحمس بعض العلماء لفكرة أن عملية الشيخوخة يمكن إبطاؤها أو حتى إيقافها وذلك بمنع تلف الميتوكوندريا، إلا أن كيفية تحقيق ذلك لازال في عالم الخيال.
ومع ذلك، فهناك خطوات يمكن أن نتخذها للحفاظ على أن تستمر الميتوكوندريا في حالة لياقة بقدر المستطاع. ومن الواضح أن أسلوب الحياة السليم صحياً، وعدم التدخين، وتناول الطعام الطازج، وراحة الجسم، وممارسة التمارين بشكل منتظم هي أفضل شىء. ولكن هناك مكملات مفيدة أيضاً، وأحد هذه المكملات هو الإنزيم المساعد COENZYME Q10، وهو عامل رئيسي في إنتاج الطاقة المثلى، والآخر هو الكارنيتين Carnitine، وهو حمض أميني طبيعي يعمل على حمل جزيئات الدهون داخل الميتوكوندريا لكي تتحول إلى طاقة. وهذا أيضاً يعزز من انتاج إنزيم يسمى سيتوكروم أوكسيديز cytochrome oxidase (صبغ خلوي لإنزيم مؤكسد) الضروري لصناعة الطاقة الفعالة. فإذا كنت تعاني انخفاض الطاقة، أو مشكلة الإجهاد المزمن فعليك بالإنزيم المساعد والكارنيتين وهما آمنان وليس لهما آثار جانبية، فيبدو أن الأمر معقول لكي تجربهما. إن أغلب الخبراء يصفون جرعات بمقدار 30 ملليجرام من الإنزيم المساعد، أو 400 500 ملليجرام من الكارنيتين يومياً، ولكن هذه الجرعات يمكن زيادتها أثناء فترات التوتر الشديد.
تعتبر الميتوكوندريا مصنع الطاقة في خلايا الجسم. وهذه الخلايا تشيخ مثلما نشيخ نحن أيضاً، ولكن يمكن تقوية أدائها باستخدام مكملات الإنزيم المساعد والكارنيتين.
تناول الإنزيم المساعد COENZYME Q10
إن هذا الإنزيم المساعد كما يسمونه أهل المعرفة تم اكتشافه سنة 1950 كمادة قابلة للذوبان في الدهون، وتوجد بشكل طبيعي في أنسجة النباتات والحيوانات. ولقد أظهرت الأبحاث فيما بعد أن هذا الإنزيم يعتبر عاملاً حاسماً في إنتاج طاقة الخلية. ولذلك فهو مصدر للطاقة عند مستوى الخلية الأساسي. إنه موجود طبيعياً في أجسامنا حيث إن لدينا تركيزات كبيرة منه في القلب، والكبد، والبنكرياس، ومن الحكمة تناول غذاء غني بهذا الإنزيم لكى نضمن أننا لن نصاب بنقص في هذا الإنزيم المساعد ذي الأهمية البالغة.
إن المصادر الغذائية للإنزيم المساعد تشمل اللحوم خالية الدهون، والسمك، والخضروات الورقية، وبذور العنب، وزيت النباتات، وفول الصويا. وهو متوفر الآن كدواء مكمل، ولكن من الأفضل الحصول عليه من الطعام. وأيضاً لأن الطهو قد يدمر هذا الإنزيم، فإن طريقة الحصول على الفائدة القصوى هي تناول أطعمة نيئة تحتوي على الإنزيم المساعد. والعجيب أن التمارين الرياضية تزيد من مستوى هذا الإنزيم المساعد وهذا سبب آخر للحفاظ على النشاط في سن الشيخوخة.
إن الفوائد الصحية التي تعزى لهذا الإنزيم متنوعة، وهناك مجالات يكون فيها الدليل واضحاً. يتحسن القلب، وجهاز القلب الوعائي باستخدام هذا الإنزيم، ويؤكد المرضى المصابون بمرض صمام القلب واعتلال عضلات القلب إنهم يشعرون بالتحسن كثيراً عندما يتناولونه. ويقال إن هذا الإنزيم المساعد يساعد على فتح مسارات الدورة الدموية حول القلب، وبهذا يخفض من ضغط الدم بتقليل مقاومة تدفق الدم.
وجهاز المناعة مجال آخر ؛ حيث يُعتقد أن الإنزيم المساعد يفيد في حماية الخلايا من تدمير الجذور الحرة. إذا كان هذا القول صحيحاً، فإن استخدام المكمل سوف يكون له تأثير مفيد على أمراض القلب وحتى في بعض أنواع السرطان. إن معظم الأشخاص يشعرون ببعض الفائدة في مستوى طاقتهم إذا تناولوا جرعة يومية من المكمل تبلع 60 ملليجرام والتي يمكن زيادتها إلى 90 ملليجرام إذا شعروا بالتوتر أو الإجهاد.
يعتبر الإنزيم المساعد Coenzyme Q10 مكملاً مشهوراً، ويعمل على إنتاج الطاقة في كل خلية من الجسم. إنه يقوي جهاز المناعة، ويجدد نشاط الجسم، وحيويته بواسطة تقوية الدورة الدموية وزيادة تزويد الأنسجة بالأكسجين.