تعد الالتهابات جزءاً من العديد من الأمراض، وعادة ما تكون في هيئة تورم، واحمرار، وألم، وحرارة. وتشمل كل الأمراض التي تنتهي بالحروف itis في اللغة الإنجليزية، مثل التهاب المفاصل Arthritis، والتهاب الجلد Dermatitis، والتهاب القولون Colitis، والتهاب الكلى Nephritis، والتهاب الكبد Hepatitis، بالإضافة لحساسية الصدر Athma، وغيرها مما لا يشمل في العادة حدوث التهاب في هيئته التقليدية، مثل داء ألزهايمر Alzheimer، والشلل الرعاش (باركنسون Parkinson).
وفي كليهما تلتهب أجزاء من المخ. يحدث الالتهاب أيضاً في مرض تصلب الشرايين، مما قد يؤدي إلى حدوث جلطات، ومن ثم، نوبات قلبية وسكتات دماغية. وهو السبب الكامن وراء أمراض القولون العصبي، ومرض كرون Crohn’s Disease، والتهاب القولون المتقرح Ulcerative Colitis، التي يعاني منها 8 مليون شخص في بريطانيا.
ومضادات الالتهاب هي أكثر علاجات الالتهاب الطبية شيوعاً. وتشمل طائفتين: الهرمونات الاسترويدية steroid hormones، وعادة ما يجري اشتقاقها من الكورتيزون مثل البريدنيزون Prednisone، والعقاقير المضادة للالتهاب اللااسترويدية وتسمى اختصاراً NSAIDs، وتشمل الإيبوبروفين Ibuprofen، الفولتارول Voltarol، النابروكسين Naproxen، الديكلوفيناك Diclofenac. كلها تسكن الألم ببراعة، ولكنها ليست ذات صلة بعلاج أسباب الالتهاب. يقول د.جيفري بلاند، الرائد في أبحاث الالتهابات الحديثة، بدلاً من أن نفكر بأن “الألم يعني الحاجة إلى الدواء”، يجب علينا التفكير بأن الالتهاب هو الطريقة التي يعلن بها الجسد أن الأمور لا تسير على ما يرام. إن الالتهاب مشكلة عامة وليست موضعية، تعلن فيها فسيولوجيا الجسد حالة الطوارئ، وكأن هناك سلسلة من اختلالات التوازن الكيميائي تتراكم بالجسد ثم تنفجر في هيئة التهاب عندما يعجز الجسد عن التكيف وتحمل الظروف المحيطة. أما الأعراض الحقيقية أو الألم، فهي الجزء الظاهر من جبل الثلج الذي يقبح أغلبه تحت الماء.
من هذا المنظور نعلم أن هناك عدة عوامل تهيئ المسرح لحدوث التهاب ثم تأتي عوامل أخرى لتطلق أعراضه. وعليه، فعادة ما نُحَمِّل القشة الأخيرة التي كسرت ظهر البعير كامل المسئولية. “أصابتني الحساسية الجلدية عندما فشلت في زواجي”. “منذ أن أصابتني نزلة البرد اللعينة تلك وأنا أعاني من آلام المفاصل”. هذه المثيرات مهمة، وقد تشمل على سبيل المثال التعرض لكدمة، نوبة حساسية، عدوى، أحد السموم، فرط التعرض للمؤكسدات. الشخص السليم يتمكن عادة من الصمود في وجه هذه التحديات، بَيْد أنه حال وجود ضعف ما، مثل استعداد جيني أصلي أو سوء تغذية، فقد يفقد عندها الفرد كل موارده الاحتياطية من الصحة، ويعجز عن تحمل حتى أقل الضغوط. يجب أن توضع كل تلك العوامل في الاعتبار عند محاولتنا استعادة الصحة.
حمل زائد من السموم
الالتهاب هو الطريقة التي يظهر بها الجسد عدم قدرته على التكيف مع عبء الطبيعة المتمثل فيما نتناوله من طعام وأدوية وما نتعرض له من كيميائيات. ولنضرب مثلاً حساسية الصدر أو الربو الشعبي Asthma، فقد ازدادت معدلاتها بشكل ملحوظ بين الأطفال، وتضاعف معدل الوفاة السنوي في سن 24 بين عام 1980م وعام 1993م. وازداد عدد المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية طبية بالمستشفيات بنسبة 28%، يتعلق ذلك جزئياً بكثرة التعرض لملوثات الهواء مثل الأوزون Ozone، وثاني أكسيد الكبريت، والأيروسولات الحامضية، ودخان السجائر في الأماكن المغلقة، وغيرها من السموم من بقايا المبيدات الحشرية والحيوانية والعقاقير الطبية والماء والطعام. وفي كتابه الرائع Our Stolen Future (مستقبلنا المسروق)، قام د.ثيو كولبورن وزملاؤه ببحث الأثر الذي تتركه توليفة من 80000 مادة كيميائية يتعرض لها الإنسان في المجتمع الغربي بشكل نمطي على قدرة الإنسان على التكاثر. وقد وجدوا أن المواد الكيميائية السامة قادرة على محاكاة أو غلق عمل الهرمونات التي تدخل إلى نواة الخلية. ومن ثم، تقوم جزئياً بتغيير التمثيل الجيني فتعاد برمجة من يتعرض لها. وقد أشار د.أرنولد وزملاؤه في مجلة Science إلى دراسته التي أجراها على اثنتين من تلك المواد الزينو-إستروجينية Xeno-Oestrogen (أي التي تحاكي الإستروجين). كان أثر المادتين أقوى 1000 مرة من أثر كل منهما على حدة. فما بالك بأثر اجتماع آلاف المواد الكيميائية التي تتعرض لها؟ لا أحد يدري.
العوامل الرئيسية التي تساهم في نشأة المشاكل الصحية الالتهابية:
• ضعف قدرة الكبد على التخلص من السموم
• عدم التحكم في مستويات سكر الدم
• العديد من المواد المؤكسدة وعدم كفاية مضادات الأكسدة
• نقص الدهون الأساسية
• الحساسية
ما مدى قوة كبدك؟
كما يقول أحد إخصائيي الجهاز الهضمي بكلية طب جامعة هارفارد: “معدة وأمعاء جيدة أهم بكثير من مخ ذي حجم كبير فيما يتعلق بصحة الإنسان وسعادته”. وجدوا أن مسرح الالتهابات يجري إعداده في الجهاز الهضمي حيث تؤدي التغذية الرديئة إلى حدوث ما يعرف بـ”الديسبيوسيس” Dysbiosis، وهو خلل يصيب بكتريا الأمعاء النافعة مما يؤدي إلى الإصابة بعدوى بكتيرية أو فطرية أو طفيلية، إلى جانب زيادة نفاذية الأمعاء وما يصاحبها من نشوء أمراض الحساسية. فبمجرد أن تزداد نفاذية الأمعاء، تدخل مزيد من البروتينات وبمعدل يفوق الطبيعي إلى مجرى الدم، فتثير أمراض حساسية. ومع سموم أخرى، يؤدي ذلك كله إلى إضعاف قدرة الكبد على التخلص من السموم. وبمجرد اضمحلال قدرة الكبد على التخلص من السموم، يمكن لأي أذى غذائي أو بيئي أن يسبب التهاباً. هذه المشاكل الهضمية التي تؤدي إلى تحميل الكبد فوق طاقته تعد أحد الأسباب الشائعة لما يعرف بـ”متلازمة الإرهاق المزمن.
الأخبار الجيدة أن أياً من هذه العوامل يمكن اختباره وتصويبه من قبل أخصائي التغذية. بعض العناصر الغذائية تساعد في دعم أداء الكبد، وتشمل مضادات الأكسدة، بعض الأحماض الأمينية، الكيميائيات الفيتونية الموجودة في الأطعمة الطبيعية غير المعالجة. على سبيل المثال، فإن رءوس الكرنب المسوق قد استمدت سمعتها كطعام مضاد للسرطان بسبب غناها بالفيتوكيميائيات التي تعرف بالجلوكوزينولاتات Glucosinolates. ثلاث حصص يومياً قد تقلص خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان إلى النصف. وفي دراسة مقارنة، تم إعطاء بعض الأشخاص المشاركين رءوس الكرنب المسوق الطبيعية. وتم إعطاء آخرين رءوس منزوعة الجلوكوزينولاتات. أدى تناول 300 جم من رءوس الكرنب الطبيعية يومياً إلى زيادة نشاط أحد الإنزيمات الكبدية المهمة، وهو الجلوتاثيون-إس-ترانسفيريز GST Glutathione S Transferase بنسبة تصل إلى 30%.
أي شخص يعاني من حالة التهاب مزمنة، من التهاب المفاصل إلى الربو الشعبي، قد يستفيد باستشارة أخصائي تغذية، وإجراء اختبار لقدرة الكبد على إزالة السموم وضبط الطعام والمكملات الغذائية حسب التحاليل هذا وحده قد يحدث فارقاً.
الإنسولين وداء السكري
هناك صلة قوية بين أعراض الالتهاب المتعددة وعدم استجابة جسدك للإنسولين، وهو الهرمون الذي ينتجه البنكرياس ويساعد في تنظيم مستويات سكر الدم. أغلب مرضى السكر يعانون من ضعف الاستجابة للإنسولين. يتم إفراز الإنسولين إلى مجرى الدم عندما نتناول الكربوهيدرات، خاصة السكر. من ثم، فهو يساعد في نقل الجلوكوز من الكربوهيدرات إلى خلايا الجسم. وهو ما لا يحدث إن كنت تعاني من عدم الاستجابة للإنسولين، وهي حالة كيميائية حيوية لا تقتصر فقط على مرضى السكر. وترتبط بحالة عدم الاستجابة للإنسولين متلازمة تسمى أحياناً متلازمة س Syndrome X، يعاني المصاب بها من زيادة فرصة إصابته بمرض السكر، تكيس المبايض، ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول والجلسريدات الثلاثية، السمنة، سرطان الثدي، السكتات الدماغية، وأمراض القلب والشرايين.
وكعاقبة للمتلازمة س، ترتفع مستويات الجلوكوز بالدم بشكل هائل ومتواصل فتصبح الخلايا وكأنها مغطاة بالسكر. فرط ارتفاع مستويات سكر الدم أو الإنسولين يؤذي الجسد ويؤدي إلى حدوث التهابات. وداخل الخلايا، يؤدي اضطراب مستويات الجلوكوز إلى توالد المؤكسدات، فتلف الخلايا، وظهور أعراض الإرهاق وحدوث التهابات. وقد وجدت آثار البروتينات الأميلويدية Amyloid Proteins، التي تصاحب حالات عدم الاستجابة للإنسولين والالتهابات، في جدران الأوعية الدموية المنغلقة التي تؤدي إلى الإصابة بأزمات قلبية، وهو ما أدى إلى إدراك أن تصلب الشرايين هو الآخر، جزئياً، مرض التهابي.
يمكن اختبار علة عدم الاستجابة للإنسولين، وبمجرد تشخيصها، فإن أفضل وسيلة لإعادة الاتزان هي ضبط الطعام وتناول المكملات الغذائية. ومن وجهة نظر غذائية، فإن العوامل الثلاثة الآتية هي الأهم:
• تناول المزيد من الألياف النباتية، في الشوفان والبقوليات والخضراوات.
• تناول الأطعمة التي يجرى امتصاص ما بها من سكر ببطء، مثل الحبوب، الشوفان، العدس، الفول، التفاح، الخضراوات النيئة أو خفيفة الطهي.
• تناول المكملات التالية بصورة يومية: فيتامين “جـ” (1000 مجم)، فيتامين “هـ” (400 مجم)، المغنسيوم (400 مجم)، الكروم (200 مكجم)، الدهون الأساسية خاصة زيت الأسماك EPA.
المؤكسدات مقابل مضادات الأكسدة
يعبر أي التهاب عن وجود خلل ما. والمؤكسدات هي أحد أسلحة الجسم الدفاعية الأولية، لكنها أيضاً يمكن أن تسبب التهابات، فيصبح الأمر كالدائرة المغلقة أو الحلقة المفرغة. يقوم الجسم بإنتاج المؤكسدات داخل الميتوكوندريا، وهي مصانع الطاقة الحيوية التي تحول جلوكوز الطعام إلى طاقة، والمؤكسدات، التي يمكن تشبيهها بعوادم الاحتراق السامة، يجب أن يتم التعامل معها من خلال مضادات الأكسدة مثل فيتامينات “أ”، “جـ”، “هـ”. فرط المؤكسدات وعدم كفاية مضادات الأكسدة يمكن أن يؤدي إلى تلف الخلايا. الكبد أيضاً، ينتج مؤكسدات في حال تم تجاوز قدراته على إزالة السموم.
حامض النيتريك هو أحد المؤكسدات التي يصنعها الجسم. وبينما يقوم ببعض الأدوار المهمة، ترتفع مستوياته في حالة استنفار الجهاز المناعي، ربما بسبب تكرار التعرض لمواد تسبب الحساسية أو استنشاق مواد سامة. إذاً، فمستوياته ترتفع وقت حدوث الالتهابات، وقد وجدت مرتفعة في أمراض التهاب المفاصل والربو الشعبي والصداع النصفي.
نقوم أيضاً بإفساح المجال للمؤكسدات لتدخل أجسامنا من خلال تناول الأطعمة المقلية أو من خلال استنشاق الهواء الملوث بالدخان وغيره من الملوثات. مما قد يتلف الأمعاء والرئة، فتزيد احتمالات التعرض للعدوى والالتهاب.
إذاً، فالهدف هو تهدئة الجهاز المناعي وتلافي التعرض لمسببات الحساسية، وتجنب المؤكسدات، وتناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة. وبجانب مضادات الأكسدة التقليدية مثل فيتامينات “أ”، “جـ”، “هـ”، والسيلينيوم والزنك، فهناك عنصران آخران يساعدان في تلطيف الالتهابات، عنصر المغنسيوم والكرسيتين Quercitin، المشتق من الداي مورفاندا وهو أحد أنواع نباتات الفصيلة الخلنجية.
في الالتهابات المزمنة، تصاب مصانع الطاقة الخلوية بتلف شديد، مما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق المزمن وآلام كما في حالات ألم العضلات الليفي Fibromyalgia والتهاب المفاصل الروماتيدي. رغم ذلك، يمكن إعادة الحياة لهذه الميتوكوندريا بإمداد الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة لإعادة البناء، وتشمل الأحماض الأمينية الجلوتاثيون المختزل، إن-أسيتيل السيستين، إن-أسيتيل كارنيتين إلى جانب فيتامين “هـ”، حامض الليبوريك، مساعد الإنزيم Co-Q. قد يساعد النياسيناميد أيضاً، وقد أثبت فاعليته في علاج مرضى التهاب المفاصل، حسب أبحاث د.كوفمان. فقد نجح في علاج آلاف المرضى عام 1960م وهو ما ثبت بالفعل في دراسات مقارنة تم إجراؤها مؤخراً. أما الجلوكوزامين Glucosamine فهو عنصر مهم آخر لمرضى التهاب المفاصل بينما يعد الحامض الأميني الجلوتامين ذا أهمية خاصة في حالات التهاب الأمعاء مثل مرض كرون، متلازمة القولون العصبي، أمراض مشابهة تصيب المخ مثل داء ألزهايمر. وبينما يساعد في علاج الأمعاء، يساعد أيضاً في إعادة بناء المفاصل ودعم الذاكرة. كل هذه المكملات الغذائية متوافرة بالصيدليات رغم أنه من الأفضل أن تقوم باستشارة أخصائي تغذية قادر على تقييم احتياجاتك ووصف ما يناسبك من المكملات بدلاً من أن تبذر نقودك فيما يفيض عن حاجتك.
مضادات التهاب طبيعية
قد يعد الفرانكنسنس Frankincense أفضل هدية لصديق مصاب بالتهاب المفاصل. البوسويلا سيراتا Boswellia Serrata على وجه الدقة، وتعرف أيضاً بـ”الفرانكنسنس الهندي”، وهو ما قد ثبتت فاعليته كعنصر طبيعي مقاوم للالتهاب ليس له لآثار الجانبية مثل للعقاقير الطبية. تؤدي العقاقير المسكنة والمضادة للالتهاب مثل الأسبرين والفينيل بيوتازون إلى اعتلال الجهاز الهضمي، ويشكو 20% من المرضى على هذه العقاقير من أعراض ناتجة عن آثارها الجانبية عند استخدامها بشكل مزمن. تعمل هذه العقاقير على تثبيط إنتاج المواد الكيميائية المسببة للالتهاب المشتقة من دهون الطعام. لكن حامض البوسويليك Boswellic Acid في العشب سابق الذكر يحقق أثراً مماثلاً مضاداً للالتهاب دون أن تصاحبه اضطرابات الجهاز الهضمي. وقد أظهرت تجارب تم إجراؤها على مرضى التهاب المفاصل قدرته على تحقيق تحسن ملحوظ بعد 4 أسابيع من الاستخدام بجرعة يومية مقدارها 600 مجم من حامض البوسويليك. وهو متاح في هيئة أقراص صيدلية ودهانات في الولايات المتحدة، وأصبح متاحاً في المملكة المتحدة أيضاً. يفيد الكريم بشكل خاص في علاج الالتهابات الموضعية كما في حالة التهاب المفاصل.
يوجد في الكركم والخردل عنصر آخر مضاد للالتهاب. وكلاهما غني بمواد تسمى الكوركمينات Curcumins. وقد وجد أن خلاصة الكركم تتمتع بخواص مضادة للأكسدة والالتهابات. ومرة أخرى، أثبتت الدراسات فاعلية تلك المواد في علاج التهابات المفاصل بنفس درجة العقاقير التقليدية المضادة للالتهابات. وبالطبع، دون أعراض جانبية. تعمل الكوركمينات بالطريقة نفسها التي يعمل بها حامض البوسويليك، ومعاً في وجود برنامج غذائي مثالي يشمل الدهون الأساسية المضادة للالتهاب (أحماض أوميجا-3 الدهنية)، أظهرا فاعلية تماثل فاعلية العقاقير الطبية على الأقل.
الدهون المضادة للالتهاب
أثبتت الدهون الأساسية بالبذور والأسماك فاعليتها في علاج حالات كثيرة من الالتهابات بداية من الربو الشعبي إلى التهاب المفاصل. وأكثرها فاعلية تلك التي تحتوي على حامض جاما-لينولينيك GLA، وهو أحد أعضاء عائلة دهون أوميجا-6 من الدهون الأساسية. وهو حامض طبيعي يوجد بوفرة في زيوت زهرة الربيع والبوراج. ثبت أن تناول 300 مجم من GLA يومياً (ما يعادل 3000 مجم من زيت زهرة الربيع) يفيد في علاج التهاب المفاصل تماماً كما يفعل العقار الطبي.
ثبتت تماماً قيمة زيوت الأسماك الغنية بدهون أوميجا-3، خاصةً EPA و DHA كمضادات للالتهاب. ومثل GLA تعد هذه الزيوت الأساسية حجر بناء العناصر الجسدية الطبيعية المضادة للالتهاب، المعروفة بالبروستاجلاندينات. ودونها تميل حالة الجسد الكيميائية نحو الالتهاب. أظهرت دراسات عدة حدوث تورم أقل وألم وتحسس أقل بعد تناول مركز زيت الأسماك الذي يحتوي على 1-3 جم من EPA. تتوافر هذه الزيوت الطبيعية المضادة للالتهاب بشكل خاص في الأسماك اللاحمة (ذوات الأسنان) التي تأكل الأسماك التي تتغذى بعوالق البحر. كل خطوة إلى أعلى في السلسلة الغذائية تساعد في زيادة تركيز هذه الزيوت. ولتجرب فائدتها، تناول 1-3 جم من EPA يومياً كمكملات غذائية متاحة بالصيدليات، أو تناول السلمون أو الماكريل أو الهيرنج أو التونا 3 مرات أسبوعياً.
ولكن، كلمحة تحذيرية، لو كان تناولك للعناصر الغذائية المضادة للأكسدة محدوداً للغاية أو يولد جسدك مزيداً من المؤكسدات كناتج التهاب ما، فإن تلك الدهون الأساسية قد تتعرض للأكسدة ومن ثم تتدهور الحالة على عكس المرغوب. في تلك الحالة، عليك إعادة الاتزان بين المؤكسدات ومضادات الأكسدة بالابتعاد عن مثيرات الحساسية وتناول الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة مدة شهر. بعدها، يمكنك البدء في استخدام زيوت الأسماك المضادة للالتهاب (أوميجا-3) وزيوت عشبي الأخدرية ولسان الثور (أوميجا-6).
الابتعاد عن مسببات الحساسية
أغلب الأشخاص الذين يشكون من أمراض التهابية لديهم حساسية تجاه أطعمة أو مواد كيميائية معينة. قد تحدث هذه الحساسية نتيجة التهاب جدار الأمعاء، فيصبح نفاذاً لبروتينات الطعام ذات الحجم الكبير، التي وبمجرد دخولها إلى الجسم تتسبب في حدوث حساسية، الالتهاب هو جزء منها. أشهر الأطعمة التي تسبب الحساسية: منتجات الألبان، القمح وغيره من الحبوب، البيض، اللحم البقري، الشطة، القهوة، الفول السوداني. أحد الطرق لتلطيف العبء من على الجهاز الهضمي ولتختبر المواد المسببة للحساسية، هو أن تتجنب تلك الأطعمة مدة 20 يوماً. ويمكن لكتاب The 20 Day Rejuvenation Diet Program لمؤلفه د.جيفري بلاند أن يساعدك في هذا الشأن.
وفي نهاية العشرين يوماً، قم بتناول هذه الأطعمة واحداً تلو الآخر، مستشعراً أية أعراض قد تطرأ عليك خلال 24 ساعة من تناول هذا الطعام. قد يوضح ذلك أي الأطعمة، إن وجدت، لا يتقبلها جسدك. طريقة أخرى أشد تعقيداً، أن تقوم بإجراء ما يعرف باختبار ELISA-IgG الكمي للحساسية، ويشمل أخذ عينة دم يجرى من خلالها اختبار حساسيتك تجاه نوع من الأطعمة. سيساعد تناولك للمكملات الغذائية التي تعيد للأمعاء حيويتها إلى جانب تجنبك الأطعمة المسببة للحساسية على شفاء الأمعاء وتقليص القابلية للحساسية وتخفيف ما يتحمله الكبد وجهازك المناعي من أعباء وتلطيف ما تعانيه من التهابات.
إعادة الاتزان
هذا المنهج الجديد في مقاومة الالتهاب يثمر أفضل النتائج بالعمل مع أخصائي تغذية مؤهل يستطيع إجراء ما يلزم من اختبارات ويقدم النصائح الواجبة حول الطعام والمكملات الغذائية لكل مرحلة من مراحل إعادة برمجة الجسد. وهي كما سبق وأوضحنا، تعتمد على مفهوم أن الالتهاب والألم هما وسيلة الجسم ليعبر عن حاجته لمساعدة وأن الطعام ونمط الحياة الحالي قد فاق قدرة الجسم على التأقلم. يمكن إعادة الاتزان بطريقة طبيعية خلال 3-6 أشهر وتشمل:
• تجنب السموم البيئية شاملة العقاقير الطبية، الكحول، ملوثات الهواء
• قم باختبار قدرة كبدك على إزالة السموم من خلال استشارة أخصائي تغذية قادر على تحديد منهج غذائي لدعم هذه القدرة
• حافظ على مستويات سكر الدم: تجنب كل السكريات والمنبهات والضغوط العصبية، تناول الكربوهيدرات بطيئة الامتصاص والأطعمة الغنية بالألياف، تناول فيتاميني “جـ”، “هـ”، والمغنسيوم، والكروميوم كمكملات غذائية
• قلل من تعرضك للمؤكسدات وتناول المزيد من مضادات الأكسدة: لا تدخن، لا تأكل الأطعمة المقلية، تناول مضادات الأكسدة كمكملات غذائية (متوافرة بالصيدليات)
• تناول مكملات غذائية طبيعية مضادة للالتهاب، وتشمل الجلوكوزامين، الكورسيتين، حامض البوسويليك، الكوركومين
• زد من استهلاك الدهون الأساسية بتناول زيوت البذور دون تسخين والأسماك، واستعمال مكملات GLA الغذائية (في زيوت عشبي الأخدرية ولسان الثور) ومكملات EPA/DHA (في زيوت الأسماك)
• تعرف على مسببات الحساسية وتجنب التعرض لها من خلال إجراء اختبار IgG ELISA للحساسية أو بتجنب الأطعمة المسببة للحساسية مدة 20 يوماً كما سبق وأسلفنا.