التصنيفات
الجلد | الشعر | الأظافر

مشاكل العرق والتعرق: الأسباب والدلائل

الكل يعرق، وهذا شىء جيد ودلالة صحية على قيام غدد العرق بتنظيم درجة حرارة الجسم. والعرق نتيجة طبيعة للحرارة والتمرينات الشاقة. وعند التوتر أو الخوف يعرق الكفان أو يتصبب عرق بارد.

والعرق الانفعالي، وعرق تنظيم درجة حرارة الجسم يصدران من غدد قنوية تبدأ عملها منذ الولادة. وباستثناء الشفتين، ومرقد الأظافر،

وبعض أجزاء القضيب والمهبل؛ فإن الغدد القنوية تنتشر في كامل الجسم، وأغلبها يوجد في الكفين، وباطن القدمين، وتحت الإبطين، و – بدرجة أقل – على الوجه.

ويصدر عرق آخر من الغدد المنبثقة التي تعمل بعد سن البلوغ فقط، وتوجد هذه الغدد تحت الذراعين، وحول الحلمتين، وعلى الأماكن المشعرة مثل فروة الرأس ومنطقة الأعضاء التناسلية. على عكس الغدد القنوية التي تنظم حرارة الجسم فإن الغدد المنبثقة لا تستجيب للحرارة لكنها تنتج العرق استجابة للانفعالات والهرمونات.

وعلى الرغم من أنه لم يثبت تحديدًا سبب عمل الغدد المنبثقة، فإنه يبدو أنها مهمة لتحقيق الجاذبية الجنسية أو التنفير أحيانًا. ويُعتقد أنها نوع من غدد الرائحة التي تصدر مادة شبيهة بالفيريمون التي هي أساس نجاح التزاوج في عالم الحيوان.

ويعتمد مقدار العرق على عدة عوامل تشمل: كمية الأكل، والشراب، ونوعيتهما، والعقاقير، والهرمونات، والحالة الانفعالية والجسمية، بل والجينات.

حقيقة مهمة

قطرة عرق بحجم حبة البازلاء تقلل درجة حرارة ربع جالون من الدم درجة واحدة فهرنهايت.

زيادة إفراز العرق

هل تتصبب عرقًا بينما يشعر الآخرون بالبرد؟ إن زيادة العرق على مدار العام قد تكون حالة وراثية يفرز فيها الجسم عرقًا أكثر مما يتطلبه تنظيم درجة حرارة الجسم.

وقد ينتج العرق الغزير عن ارتفاع درجة حرارة الجو خارج المنزل، أو ارتفاع درجة حرارة الغرفة أو الأطعمة المتبلة والمشروبات الساخنة، والكافيين، والكحوليات، أو عدد من الأدوية.

وزيادة إفراز العرق لدى المسنات غالبًا ما يدل على انقطاع الطمث، ويزداد عرقهن ليلًا. وهذه التلطيفات للحرارة – كما يطلق أحيانًا على العرق الغزير – تعود إلى نقص هرمون الإستروجين.

والمسنون من الرجال أيضًا أحيانًا ما يصابون بتلطيفات الحرارة، وعادة ما يكون ذلك نتيجة لانخفاض مستويات هرمون التيستوستيرون لديهم – وهو ما يُعرف طبيًا باسم خمول المناسل (والشهير أيضًا باسم انقطاع الطمث الرجالي).

وأحيانًا ما يدل العرق الغزير على انخفاض سكر الدم الذي يصحبه ارتجاف أحيانًا، وضعف، وجوع، ودوار، والعرق الغزير المصحوب بحساسية للحرارة دلالة شائعة على فرط إفراز الغدة الدرقية، وهو أيضًا إحدى ثلاث دلائل على نوع من أورام الغدة الكظرية هو الورم قاتم الصبغة الذي يسبب زيادة إفراز الأدرينالين. والدلالتان الباقيتان على هذا الورم هما الصداع، وخفقان القلب، وإذا لم يعالج فقد يهدد الحياة لأنه يرفع ضغط الدم لمستويات خطيرة، وقد يتحول إلى سرطاني أيضًا.

وأيًا كان سببها، فإن زيادة إفراز العرق قد تصيب الشخص بمرض قدم الرياضي، والحكة، والطفح الجلدي، وثآليل، وعدوى الأظافر، وكل ما يسبب حرجًا اجتماعيًا.

دلالة تحذير

يعتقد الكثيرون أنه من الجيد أن يعرقوا كثيرًا خاصة في الصالة الرياضية لكن العرق الغزير قد يؤدى لفقدان الكالسيوم (وهو سبب آخر لتناول مكملات الكالسيوم)، والعرق أيضًا يسبب ضغطًا على القلب، فإذا أصبت بمشكلات في القلب، أو بلغت سنًا متقدمة فلا تجهد نفسك.

دلائل خطر

إذا تصببت عرقاً بارداً مع إحساس بالضعف وفقدان التوازن، أو بألم في الصدر أو المعدة؛ فاذهب للطبيب لأنك ربما تعاني من نوبة قلبية.

حقيقة مهمة

لدينا ما يتراوح بين ثلاثة إلى أربعة ملايين غده قنوية، وتبلغ نسبة 99% من العرق الذي تفرزه ماء، والباقي يحوي كميات صغيرة من الملح، والأمونيا، والكالسيوم، والمعادن الأخرى. وهذه الغدد تنظم توازن سوائل الجسم ودرجة حرارته.

حقيقة مهمة

تتركز أغلب ملايين غدد الجسم القنوية في اليدين والقدمين، حيث يبلغ تركيزها حوالي 3000 غدة في كل ربع بوصة، ولا تسهم الآباط في عرق الجسم إلا بنسبة حوالي 1% فقط، ومن حسن الحظ أن عرق اليدين بلا رائحة.

العرق الليلي

هل سبق أن استيقظت ليلًا وأنت تتصبب عرقًا؟ تعرف المرأة هذه الحالة في بداية انقطاع الطمث. وزيادة العرق ليلًا قد تدل على نفس اضطرابات إفراط العرق نهارًا لكنه قد يكون أكثر إزعاجًا للفرد ولزوجه.

عرق الليل يشبه عرق النهار في أنه استجابة لبعض العقاقير كمضادات ضغط الدم، ومضادات الاكتئاب وغيره من العقاقير النفسية، والأنسولين، والكورتيزون، والهرمونات، واللوبرولايد (عقار للعقم وسرطان البروستاتا)، والنياسين (مخفض للكولسترول)، والتاموكيفين (لعلاج سرطان الثدي وغيره من أنواع السرطانات)، والنيتروجلسرين (لعلاج الذبحة)، وبعض عقاقير قصور الانتصاب. والعجيب أن العرق ليلًا هو استجابة عامة للعقاقير المخفضة للحرارة مثل الأسبرين، والأسيتامينوفين، والإيبوبروفين، وغيرها من العقاقير مخفضة الحرارة. وقد يدل العرق الليلي أيضًا على القلق و – للأسف – على بعض عقاقير علاج القلق، ويدل أيضًا على تعاطى الكحوليات والمخدرات.

والعرق الغزير ليلًا قد يدل أيضًا على عدد من الحالات مثل الارتجاع المعدي المريئي، ونقص سكر الدم، والعدوى بالميكروبات وحيدات النواة، والإيدز ونقص المناعة المكتسب – أو كليهما معًا. والعرق الليلي دليل على كل من الدرن، والملاريا. والسعال والحمى من الدلائل الأخرى على الدرن، في حين أن الملاريا عادة ما يصحبها قىء، وصداع، وارتجاف.

والعرق ليلًا قد يكون دلالة تحذيرية مبكرة على بعض أنواع السرطان خاصة سرطان الدم، ومرض هودجكين (المعروف أيضًا باسم مرض هودجكين الليمفاوي)، والورم الليمفاوى غير ورم هودجكين. ومن الدلائل الأخرى على هذه الحالات الحرجة الحمى، وفقدان الوزن، لكن في حالة مرض هودجكين يكون العرق ليلًا هو الشكوى الوحيدة.

وأخيرًا، قد يكون العرق ليلًا دلالة تحذيرية مبكرة على اضطراب نادر خبيث في الدم، وهو زيادة كرات الدم الحمراء، وهي حالة ينتج فيها نخاع العظم المزيد من خلايا الدم الحمراء، وهي تصيب من هم في الستينات أساسًا، وتصيب الرجال أكثر من النساء. ومن الدلائل الأخرى المبكرة على هذا المرض الصداع، والدوار، والجروح، والحكة بعد الحمام الساخن، والتهاب الوجه، وصعوبة التنفس، والشعور بامتلاء أعلى البطن من الجانب الأيسر، ويعاني بعض المصابين من مشكلات في الإبصار، ونزيف اللثة، وغيرها. وزيادة كرات الدم الحمراء تزيد من كثافة الدم مما يسبب تلف أنسجة الجسم وأعضائه، والإصابة بنوبات قلبية، أو سكتات دماغية، أو تجلط الدم في الرئتين، أو القدمين، أو غيرهما. والواقع أن نصف المصابين بهذا المرض ممن لم يتلقوا العلاج يتوفون خلال عامين.

حقيقة مهمة

عرق الذكور قد يثير النساء، حيث أكدت دراسة حديثة بجامعة كاليفورنيا أن عرق الرجال يحتوي على مواد كيمائية تضاف أحيانًا للعطور كمثير قوى للرغبة الجنسية. وكان قد ثبت قبل ذلك أن عرق آباط الرجال يحسن الحالة المزاجية للنساء، وثمة احتمال على تأثيره على تبويضهن، ولكن هذه هي الدراسة الأولى التي تثبت تأثير عرق الذكور على إفراز النساء للهرمونات، وتحسين أمزجتهن.

عدم التعرق

يبدو أن بعض الناس لا يعرقون أيًا كانت درجة حرارة الجو المحيط بهم. وهؤلاء لديهم العلامة الأساسية على مرض قلة العرق، أو حتى احتباس العرق – أي عدم القدرة على العرق. وقد تظن أن هذه الحالات مرغوبة، وهذا خطأ؛ لأنها حالات تهدد الحياة، حيث تؤدى لارتفاع درجة حرارة الجسم، والسكتات الحرارية، والإرهاق الناتج عن الحرارة، بل وربما الموت. وأكثر المعرضين لتلك الحالات هم المسنون لضعف قدرتهم على العرق، وقد لا يدركون زيادة حرارتهم حتى يغلبهم الإرهاق الناتج عن الحرارة.

وعلى الرغم من أن اضطرابات العرق قد تدل على بعض الأمراض الوراثية، فإن أكثر تلك الأمراض مكتسب. وقلة العرق، أو احتباس العرق – اللذان قد يصيبان مواضع كثيرة من الجسم – قد يكونان رد فعل لعدد من الأدوية، وخاصة مضادات الهستامين، أو أدوية العرق الغزير، وقد تسبب عدة أدوية (تسمى مضادات الكاولينى) تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم، والذبحة، والاضطرابات النفسية، والتقلصات العضلية هي الأخرى هذا النوع من اضطرابات العرق.

وقد تدل بعض حالات قلة أو احتباس العرق على تلف غدد العرق نتيجة حروق وإصابات وأمراض جلدية. وهذه الاضطرابات في الغدد العرقية قد تؤدى لأمراض عصبية حرجة مثل باركينسون، ومتلازمة جليان باريه، واضطراب الأعصاب المناعي الذي يسبب الخدر، والضعف، وأحيانًا شلل الأطراف.

وأخيرًا، تدل قلة أو احتباس العرق على العصاب المحيطي، وهي حالة تشمل تلف الأعصاب المنظمة للعرق، ونبضات القلب، وضغط الدم، والهضم وغيرها من الوظائف الحيوية للجسم، والمثير أن العصاب المحيطي يدل أيضًا على السكر، وتعاطى الكحوليات، والأورام، والاضطرابات المناعية، وغيرها من الأمراض الحرجة.

حقيقة مهمة

كل منا له رائحة تميزه كالبصمات ويمكن – نظريًا – استخدامها في التعرف عليه، وتحديد شخصيته. وقد أكد باحثون استراليون أن الرجال والنساء لهم بصمات عرق مختلفة.

العرق كريه الرائحة

ليس للعرق رائحة في ذاته، ولكن عندما تعلق به البكتريا الموجودة في أماكن الشعر في أجسامنا تتولد الرائحة الكريهة. يعرف كل من دخل صالة للألعاب الرياضية أن رائحة الجسم والعرق متلازمان، والسبب الأساسي لتلك الرائحة غدد العرق المنبثقة.

ليس من المستغرب – إذن – أن تكون رائحة العرق دليلاً قويًا على قلة العناية بالنظافة الشخصية، أو عدم استخدام مزيل العرق، لكن العرق كريه الرائحة قد يدل على نوعية الطعام. فإذا كنت تفرط في أكل البصل، أو الثوم، أو الكاري وغيره من البهارات فقد تفرز رائحة كريهة، وهذا النوع من رائحة الجسم يعرف بعرق الغدد القنوية لأنها هي التي تفرزه.

وقد يكون العرق غريب الرائحة رد فعل لأدوية معينة مثل البنسلين، وبعض مضادات الاكتئاب، وأدوية الجلوكوما، وبعض عقاقير السرطان، أو تعاطى الكحوليات. أما إذا كانت رائحة العرق تشبه الخميرة، فقد يكون سببها عدوى تخمر.

ورائحة الجسم المنفرة قد تدل على عدة اضطرابات أخرى، فإذا كان العرق برائحة البول أو الأسيتون – مثلًا – فهذا يدل على مرض السكر.

دلائل الزمن

في الماضي كان الأطباء يكتشفون الأمراض بشم المرضى، فالحصبة الألمانية رائحتها تشبه رائحة الريش المنتوف، والدفتريا رائحتها مثل رائحة العرق، والتيفود رائحته كرائحة الخبز البنى الطازج، ودرن الغدد الليمفاوية كرائحة الخميرة.

العرق برائحة تشبه البول أو الأمونيا

إذا كانت رائحة عرقك كالأمونيا أو البول، فهذا يدل على “تعرضك لحادث”، أو على مرض في الكلية أو الكبد، أو على أن الغذاء يتركز فيه البروتين، أو يدل على عدوى البكتريا الحلزونية البوابية، وهي بكتريا تسبب بعض أنواع القرحة.

عرق كرائحة السمك

إذا التقيت بشخص لأول مرة، وكانت رائحته كالسمك فلعله يعمل بائعًا للسمك، أو قد يكون ذلك بسبب تناوله لمكملات الفيتامين، وإفراط تناوله الكولين – وهو نوع من (فيتامين ب) يساعد على التمثيل الغذائي للدهون، أو قد يعنى معاناته من اضطرابات الكبد التي تمنع تكسير الكولين.

ولكن العرق برائحة السمك قد يدل على اضطرابات وراثية أيضية تسمى متلازمة رائحة السمك. ويعاني المصابون بهذه المتلازمة من عدم التمثيل الغذائي الجيد للتريمثيلامين الذي يوجد في الأغذية الغنية بالكولين مثل البيض، والكبد، واللحم البقري المعلب، والصويا، ويكون نفَس هؤلاء ورائحة عرقهم كريهة أو برائحة السمك. وعلى الرغم من أن المصابين بمتلازمة رائحة السمك أصحاء بدنيًا، فإنهم يعانون من عزلة اجتماعية؛ وبالتالي من الاكتئاب.