هل فكرت في عدد المواد الكيماوية المختلفة التي تستخدمها في منزلك، وتأثير هذه المواد على صحتك؟ سوف نستعرض فيما يلي بعض أشهر المواد السامة الموجودة في منازلنا.
مستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالبشرة
إن التأنق والاستحمام صباح كل يوم يقتضي منك استخدام الصابون والشامبو والبلسم ومزيل العرق وكريم الحلاقة والعطر أو الكولونيا ومثبت الشعر ومعجون الأسنان، كل هذا بخلاف استخدم المرأة مساحيق التجميل. يسمح الجلد بنفاذ المواد من خلاله، وبالتالي فهو يسمح بنفاذ العديد من المواد الكيماوية إلى مجرى الدم.
فيما يلي نستعرض أسوأ المكونات التي توجد في مستحضرات التجميل، والتي يفضل أن تتجنبها:
• ثالات – مجموعة من المواد الكيماوية التي تستخدم لتنعيم وزيادة مرونة البلاستيك والفينيل. وتستخدم الثالات في منتجات العطور ومثبتات الشعر والشامبو والصابون وطلاء الأظافر ومرطبات الجلد. وهي تستخدم في البلاستيك المرن والدمى المصنوعة من الفينيل والأرضيات المشمع وورق الحائط وستائر الحمام والمواد الحافظة والأكياس المصنوعة من البلاستيك. ومن أشهر الثالات التي تستخدم في مستحضرات التجميل الدبيوتيل ثالات (DBP) والديميثيل ثالات (DMP) والديثليل ثالات (DEP). وتشمل استخداماتها المادة اللدنة الموجودة في طلاء الأظافر (لجعله طريًّا وتقليل تشققه) ومثبتات الشعر التي تعمل على الحد من ليونة الشعر، وتستخدم كمذيبات وتعطير المثبتات التي توجد في غيرها من المنتجات.
ومن المعروف أن الديثليل ثالات DBP من المواد المسرطنة. وقد توصل برنامج السموم القومى إلى أن وجود كميات كبيرة من الديثليل ثالات DBP قد يؤثر بالسلب على التناسل والنمو، كما أن الثالات التي توجد في الشبشب ذي الأصبع قد يتم امتصاصها عبر أصابع القدم وترتبط بضعف القدرة على الانتصاب لدى الرجال.
• الدياثانولامين (DEA) والمونوثيانولامين (MEA) والترايثيانولامين (TEA). وهي مواد كيماوية كثيرًا ما تستخدم في مستحضرات التجميل لموازنة نسبة الحموضة، وتستخدم أيضًا في تحويل الأحماض الدهنية لأملاح يمكن استخدامها كأساس لصناعة المنظفات. وقد يسبب الترايثيانولامين (TEA) حساسية تضم مشكلات العين وجفاف الشعر والجلد، وقد تكون سامة إذا امتصها الجسم لفترة كبيرة.
من المحظور استخدام هذه المواد الكيماوية في أوروبا لأنه من المعروف أنها مواد مسرطنة. فوفقًا للدكتور “صاموئيل إبشتاين” تؤدى المستحضرات التي توضع على الجلد بصفة متكررة والمنظفات التي تحتوي على مادة DEA إلى زيادة فرص الإصابة بسرطان الكبد والكلى.
• تولوين – يستخدم كمادة مذيبة وفي صناعة جازولين الطائرات ورشاشات ودهانات الحوائط وتخفيف الدهانات والمنظفات وطلاء الأظافر والأدوية والأصباغ والمتفجرات ومزيلات البقع والورنيش واللاصق والمطاط وموانع التجمد. وقد يؤدي ملامسة التولوين للجلد أو العين إلى الجفاف أو الهياج وظهور بقع في الجلد، ويؤدى استنشاقها لإثارة الجزء العلوى من الجهاز التنفسي. أما التعرض لكمية صغيرة أو متوسطة منه فقد يؤدى للشعور بالغثيان والتشوش والصداع والدوار والتعب والإجهاد وفقد الذاكرة والكحة والعطس، أما عند الحوامل فإن التعرض المتكرر لمادة التولوين قد يزيد من مخاطر تشوه الجنين.
• الفورمالديهايد – من المواد المسرطنة المعروفة، وهو يستخدم كمادة حافظة ومذيبة في منتجات العناية بالصحة، وقد يؤدى للحساسية والتهاب الجلد والصداع والإجهاد المزمن، ويؤدى بخاره إلى حالة حادة من اهتياج الأغشية المخاطية كأغشية العين والأنف والحلق.
• الزيت المعدني – أحد مشتقات البترول، والذى يستخدم كغطاء للجلد مثل البلاستيك ويؤدى لسد المسام. وهو يؤثر على قدرة الجسم على التخلص من السموم ويعمل على زيادة الحبوب. ويستخدم الزيت المعدني في العديد من المنتجات مثل زيت الأطفال والمرطبات ومواد التشحيم. وقد تشتمل جميع مشتقات الزيوت المعدنية على PAHs (الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات)، وهي مادة مسرطنة. ومن الأسماء التي تكتب على ملصقات المكونات التي يدخل فيها الزيت المعدني زيت البرافين أو شمع البارافين والفازلين. وتشتق 95% من المواد الكيماوية التي تستخدم في العطور والكولونيات من البترول.
• التالك – أثبتت الدراسات أن استخدام بودرة التالك بشكل منتظم ووضعها على منطقة الأعضاء التناسلية مصحوب بزيادة سرطان المبيض بنسبة 3 إلى 4.
• دوديسيل كبريتات الصوديوم (SLS) ودوديسيل كبريتات الأمونيوم (ALS) – تستخدم هذه المواد الكيماوية في 90% من المنتجات التي تحتوي على رغوة، ومن بينها الشامبو والمنظفات ومنظفات السيارات ومنظفات الأرضيات ومواد تشحيم المحركات. وقد يؤدي دوديسيل كبريتات الصوديوم (SLS) ودوديسيل كبريتات الأمونيوم (ALS) لإثارة العين، وقد يؤدى لتلف العين لدى الأطفال الرضع وصغار السن. وتعاني الحيوانات التي تتعرض لدوديسيل كبريتات الصوديوم (SLS) ودوديسيل كبريتات الأمونيوم (ALS) تلف العين وضعف الجهاز العصبي المركزي وصعوبة التنفس والإسهال وإثارة وتهيج الجلد.
وتعد دوديسيل كبريتات الصوديوم (SLS) ودوديسيل كبريتات الأمونيوم (ALS) مركبات متشابهة. وعند ارتباطها بمواد كيماوية أخرى، قد يكوِّنان مادة النيتروزامين، وهي مادة مسرطنة.
• صبغات الشعر – قد تحتوي على مجموعة من المواد الكيماوية السامة التي تشتمل على معادن ثقيلة؛ فالصبغات الداكنة والحمراء تحتوي على مواد سامة أكثر من الموجودة في الصبغات الخفيفة. وقد يؤدى استخدامها لزيادة خطر الإصابة بالليمفومة غير الهودجكينية واللوكيميا والورم النقوى المتعدد ومرض هودجكين. ومن المكونات الشائعة التي تحتوي عليها صبغات الشعر كلوريد الكادميوم وكلوريد الكوبالت وكلوريد الكوبريك وأسيتات الرصاص ونترات الفضة. وتعمل هذه المواد الكيماوية على تهييج الأغشية المخاطية، وقد تؤدى إلى الإصابة بالحروق وإلى الطفح الجلدي، كما أن الأريمالين الذي يدخل ضمن مكونات صبغات الشعر يرتبط بشدة بالإصابة بسرطان المثانة.
المنتجات المنزلية
قد تحتوي منتجات التنظيف التي توجد في منزلك على مواد سامة. إليك بعض المنتجات شائعة الاستخدام:
• المنظفات متعددة الاستخدامات: مجموعة من المنظفات وعوامل إزالة الشحم والمذيبات والمطهرات ومبيدات التنظيف. وقد تعمل الأمونيا التي توجد في هذه المنتجات على تهييج العين والرئتين وحرق الجلد أو الطفح الجلدي. لا تخلط المنظفات التي تحتوي على الأمونيا مع المنظفات التي تحتوي على عناصر التبييض لأن هذا يؤدى إلى خروج غاز الكلورامين. وقد يتم امتصاص جليكول الإثيلين وأسيتات البوتيل الأحادية عن طريق الجلد وهي مواد سامة – وقد يؤدى استنشاقها إلى الغثيان. وتعمل مادة هيبوكلوريت الصوديوم -التي توجد في هذه المنتجات – على تآكل الجلد والعينين، كما أن رائحتها تؤدى إلى تهيج الجهاز التنفسي.
• منظفات الزجاج والنوافذ: تحتوي هذه المنظفات في الغالب على الأمونيا أو إزوبروبانول وماء ولون. وقد تؤدى هذه المادة لتهييج العين والجلد والأنف والحلق.
• مواد التبييض: سوائل تحتوي على محلول هيبوكلوريت بتركيز 5% تقريباً، وتسبب رائحة الكلور تهييج العين والجهاز التنفسي، كما أن ملامستها للجلد مباشرة قد تؤدى إلى التهابه. ولا يجب خلط عناصر التبييض أبدًا مع غيرها من المنظفات.
• الطلاء: تتكون مواد الطلاء في الغالب من 2-25% أصباغ و75-95% مواد مذيبة. وتشمل المواد المذيبة، التي تستخدم في عملية الطلاء، النفط والتولوين والزايلين وغيرها من المذيبات المشتقة من البترول. وترتفع نسبة المواد المذيبة التي توجد في زيوت الطلاء ومواد التلميع. وتسبب هذه المذيبات تهيج الأغشية المخاطية، وقد تؤدى رائحتها للشعور بالدوار والصداع والإنهاك، وقد تتفاقم بعض الحالات المصابة بأمراض الجهاز التنفسي كالربو. ونظرًا لما تحتويه من مواد سامة يجب ألا تتعرض السيدات الحوامل أبدًا لمواد الطلاء إلا إذا كان خاليًا من السموم. وتنتج شركة بيو بروداكتس مواد طلاء لا تضر بصحة الإنسان، فضلاً عن مواد التلميع والشموع وغيرها من المنتجات.
المواد الكيماوية التي توجد في المطابخ
ألق نظرة على الأواني والمقالي ذات المظهر البراق التي تستخدمها في طهي طعامك. قد تؤدى الطبقة التي تمنع المأكولات من الالتصاق بالمقلاة إلى خروج سموم بالغة الضرر.
بيرفلوروكيميكالز (PFCs)، وهي من أكثر المواد الكيماوية التي أنتجها الإنسان ضررًا. وتستخدم في منع التصاق الطعام في الأواني والمقالي، وقد امتدت أيضًا للأثاث والسجاجيد للحفاظ عليها من المطر وتركها جافة. وتستخدم أيضًا في أكياس حفظ الأطعمة البلاستيكية ورشاشات الأحذية والجلد والطلاء وشمع الأرضيات والشامبو. وتتكون بيرفلوروكيميكالز PFCs من سلاسل من ذرات الكربون بأطوال مختلفة ترتبط بها ذرات الفلور برابطة قوية؛ وهذا يعنى أنه لا يمكن تكسير هذه المادة الكيماوية، كما أن بعض أفراد عائلة بيرفلوروكيميكالز PFC لا تتحلل أبدًا.
تعد مادتا PFOA و PTEF نوعين من البيرفلوروكيميكالز، وتستخدمان في صناعة التفلون. وتنبعث هذه المواد في الهواء عندما يتم تسخين أوانى التفلون لدرجات حرارة عالية. إذا استخدمت هذا النوع من الأواني الذي يمنع الطعام من الالتصاق، سوف تتنفس مواد سامة وسوف تمتزج بطعامك. ومن المعروف أنك إذا تركت عصفورًا في المطبخ وأنت تسخن الطعام في هذه الأواني في درجات حرارة مرتفعة، قد يموت العصفور؛ فهذه الروائح سامة جدًّا بالنسبة للطيور!
لقد وُجدت مادة بيرفلوروكيميكالز في دم العديد من الأشخاص في كل أنحاء العالم. وقد نشرت تسع دراسات بين أعوام 1972 و1989 عن نسب بيرفلوروكيميكالز PFCs بين البشر. وقد اكتشف العلماء وجود مادة PFOA في أغلب العينات التي تم اختبارها على حوالي 3000 شخص مقيم في الولايات المتحدة، بما في ذلك عينات الدم التي أخذت من 598 طفلاً و238 شخصًا بالغًا في ولاية واشنطن، وحوالي 2000 متبرع بالدم.
ويُعتقد أن مادة PFOA تعزز فرص الإصابة بأربعة أنواع من الأورام الخبيثة؛ وهي سرطان الخصية وسرطان الثدي وسرطان الكبد وسرطان البروستاتا، كما أن مادة PFOA تسبب قصور الغدة الدرقية، كما ثبت في الدراسات المعملية التي أجريت عليها. وقد ظهرت آثار مادة PFOA على أجسام بعض الأفراد بالقدر الذي ثبت ضرره على الحيوانات التي أجريت التجارب عليها.
ما الذي يمكنك القيام به للحد من تعرضك لمادة PFCs؟
إليك بعض النصائح:
• لا تستخدم التفلون أو غيرها من أواني الطهي التي تمنع التصاق الطعام في مطبخك؛ فالفولاذ المقاوم للصدأ أكثر الأواني الصحية في الطهي. ولمنع الطعام من الالتصاق يمكن إضافة بعض الماء أو زيت الزيتون أو الزبد عند الطهي.
• عندما تقوم بشراء الأثاث أو السجاجيد، لا تشتر المنتجات المضادة للبقع والأوساخ؛ فهذا يمنع انبعاث هذه المواد الكيماوية في منزلك.
• لا تشتر أي ملابس تحتوي على التفلون أو تمت معالجتها لحمايتها من البقع والاتساخ.
• قلل كمية الأطعمة المحفوظة أو الأطعمة سريعة التحضير التي تتناولها؛ فهذه الأواني عادة ما تغلف بطبقة من PFCs لمنع هذه الحاويات من امتصــاص الــزيــوت الموجودة في الأطعمة. وتستخدم مادة PFCs في بعض الحاويات مثل علب شرائح البطاطس الساخنة وعلب البيتزا وأكياس عمل الفشار في الميكروويف.
• لا تشتر منتجات العناية بالصحة التي تحتوي على “الفرورين” أو “بيرفلورين” التي تظهر على قائمة المكونات، والتي عادة ما توجد في طلاء الأظافر والبودرة المضغوطة والغسولات وكريمات الحلاقة.
نصائح للحد من المواد الكيماوية التي توجد في منزلك
• اختاري مساحيق التجميل أو المنظفات الخالية من اللون أو الرائحة.
• تجنب استخدام المواد الكيماوية التي لست في حاجة إليها، على سبيل المثال:
أ) مبيدات الحشرات الطائرة: استخدم مضرب الذباب بدلاً من هذه المبيدات، ولا تستخدم صواعق الحشرات الطائرة.
ب) منظفات الأفران، عادة ما تحتوي على مواد كيماوية مضرة. لذلك قد يكون من الأفضل أن تحرص على عدم سكب الأطعمة داخل الفرن في الأساس وأن تتجنب استخدام هذه المواد الكيماوية.
ت) ج) معطرات الجو: تخلص من مصدر الرائحة بدلاً من ذلك.
• لا تستخدمي مساحيق التجميل أو العطور في الأيام التي لا تخرجين فيها من المنزل، أو قللي استخدامك لها في هذه الأيام.
• استخدم المنظفات التي لا تضر بالبيئة، والتي تنخفض فيها نسبة الفوسفات أو نسبة التحلل البيولوجي.
• استخدمي مستحضرات التجميل الخالية من المواد الكيميائية.
• استخدم المنتجات الطبيعية في التنظيف. إليك بعض الأفكار والمقترحات:
1. المنظفات متعددة الاستخدامات: أضف ملعقتين كبيرتين من بيكربونات الصودا إلى ملعقة كبيرة من الخل الأبيض وخزن الخليط في علبة معزولة عن الهواء.
2. غسل الأطباق: استخدم الخل الأبيض في إزالة البقع والبقع السوداء من الأطباق.
3. العفن الفطري: يمكن قتل الفطريات من خلال نشر المادة التي تريد تنظيفها في الشمس الحارة أو في الخارج في ليلة ثلجية باردة.
4. تنظيف النوافذ والمرايا: اخلط 1/2 كوب من الخل الأبيض مع لتر من الماء. يمكنك أيضًا استخدام الشاي البارد الثقيل.
5. لتنظيف الأرضيات: استخدم ملعقة كبيرة من الخل الأبيض وعصير 4 ليمونات في دلو من الماء الساخن.
الملوثات الموجودة في الأكياس البلاستيك
قد تصل السموم الموجودة في الأكياس التي نغطى الأطعمة بها كالجبن واللحم والأسماك والفاكهة والخضراوات؛ فمادة DEHS ومادة الفينيليدين من المواد المسرطنة التي توجد في هذه الأكياس، كما أنها تسبب خللاً في الغدد الصماء لأن لها تأثيرًا مشابهًا لتأثير الهرمونات التي يفرزها الجسم، كما أن الأطعمة التي ترتفع فيها نسبة الدهون مثل اللحوم والجبن أكثر امتصاصًا لهذه المواد الكيماوية.
لا تضع الأطعمة في الميكروويف في أية حاوية مصنوعة من البلاستيك؛ فقد يؤدى ذلك لانتقال جزيئات البلاستيك من الحاوية إلى الطعام. إذا استخدمت الميكروويف، فمن الأفضل أن تسخن الأطعمة في حاويات زجاجية أو مصنوعة من الخزف. استخدم المناديل الورقية لتغطية الأطعمة بدلاً من تلك الأكياس المصنوعة من البلاستيك؛ فالبوليسترين (ستيروفوم) تنقل المواد السامة إلى العصائر الساخنة الموجودة فيه. لذلك تجنب تناول القهوة في الحاويات المصنوعة من البوليستيرين وخذ وقتك واجلس لتناولها في كوب مصنوع من الخزف وتجنب الذهاب للمقاهي التي لا تقدم القهوة سوى في هذه الأكواب.
السكر
إن تناول كمية كبيرة من السكر قد يثقل كاهلك بكمية كبيرة من الضغط، كما أنه يتم هضمه بسرعة ويؤدى لارتفاع نسبة السكر في الدم بسرعة كبيرة يتبعها تراجع نسبة السكر في الدم وانخفاض مستوى الطاقة. وقد أوردت د. “نانسى أبلتون” طريقة يؤثر بها السكر على الصحة بالسلب. وقد اشتملت بعض هذه المضاعفات على ضعف الجهاز المناعي وخفض نسبة الأملاح المعدنية الموجودة في الجسم وزيادة نسبة ثلاثي الجليسرين وارتفاع خطر الإصابة بالكبد الدهنية.
درس الباحثون في جامعة نيويورك، بمدينة بافليو، الأطعمة التي تؤدى لإطلاق الجذور الحرة في الجسم، فجاء السكر على رأس هذه الأطعمة. وفى غضون ساعتين من تناول 300 سعر حراري من السكر، زادت كمية الجذور الحرة في الجسم بنسبة 140%، وُوجد أن 300 سعر حراري من السكر تعادل زجاجة من المشروبات الغازية وبعض الشيكولاتة، وهو جزء من النظام الغذائي لعدد كبير من الناس.
كما أن السكر يؤدى للشيخوخة بسرعة أكبر. وقد يلتصق الجلوكوز مع البروتينات التي توجد في الجسم، وهو ما يعرف بالارتباط بالجليكوزيل؛ ويعنى ذلك تغير تركيبتها وارتباط هذه الجزئيات ببعضها أو بجزيئات أخرى، وقد يحدث ذلك مع الكولاجين؛ الأمر الذي يجعلها تفقد مرونتها وظهور التجاعيد، وهو الأمر الذي تعجز عن معالجته أحدث وأغلى الكريمات المضادة للشيخوخة!
قد يؤدى السكر لتسمم المعدة أيضًا من خلال تغذية البكتيريا الضارة والخميرة في المعدة، ويؤدى هذا لزيادة عملية التخمر في المعدة، الأمر الذي يؤدى للانتفاخ وتسرب المزيد من السموم إلى مجرى الدم.
زيوت الخضراوات المهدرجة / المكررة
عادة ما يتم معالجة زيوت الخضراوات المكررة وأغلب أنواع المسلى، الأمر الذي يضيف لنظامك الغذائي مزيدًا من السموم. ولا يعي أغلب الناس كيفية تصنيع زيوت الخضراوات، أو أن الزبد صحية أكثر من المسلى النباتي. فمن المعروف أنه يتم استخلاص الزيوت من البذور باستخدام الحرارة و/أو مذيب كيماوي، ثم تتم إزالة الألياف والمواد الصمغية منها ثم تكريرها مرورًا بعملية تبييضها وأخيرًا إزالة الروائح الكريهة. ويصبح الزيت الناتج عن هذه العمليات زيتًا عديم اللون والرائحة والطعم.
تتضمن عملية تصنيع زيوت الطهي العمليات التالية:
• إضافة هيدروكسيد الصوديوم (NaOH) لإزالة مكوناته الصغيرة القابلة للذوبان في القلويات من الزيت. ولمكوناته الصغيرة تلك فوائد صحية ولكنها تقلل مدة صلاحيته، لذلك يتم التخلص منها. والغريب في هذا الأمر أن مادة NaOH مادة كيماوية أكالة تستخدم في فتح الأحواض المسدودة وتنظيف مواسير الصرف.
• إضافة حمض الفوسفوريك (H3PO4) لإزالة مكوناته الصغيرة القابلة للذوبان في الأحماض. ولمكوناته الصغيرة تلك فوائد صحية هي الأخرى ولكنها تؤدى لفساده إذا تركت بداخله. وتعد مادة H3PO4 أيضًا مادة أكالة تستخدم كمادة تجارية تعمل على إزالة الشحم وتنظيف النوافذ.
• مواد مبيضة تستخدم لزيادة مدة صلاحية الزيت لأكبر فترة ممكنة. وتعمل هذه المادة على إتلاف الجزيئات التي تعطي الزيت لونه المميز. ويعمل اللون على مص الضوء، وهو الأمر الذي يؤدى لفساد الزيت في وقت أقل. وتجعل هذه العملية الزيت مزرنخا، وهو ما يكسبه رائحة ومذاقًا كريهين.
• نتيجة لذلك تتم بعد ذلك إزالة الروائح الكريهة من الزيت. ويحدث ذلك في درجة حرارة مرتفعة للغاية (220 إلى 245 درجة مئوية). وينتج عن هذه العملية زيت عديم اللون والطعم والرائحة. ونظرًا لأنه مصنوع من الزيوت يتم الإعلان عنه على أنه زيت صحي. كم مطعمًا للوجبات السريعة وجدتهم يضعون لافتة كبيرة “نحن نستخدم زيوت الخضراوات في الطهي”؟ أو “الزيوت التي نستخدمها خالية من الكولسترول”. الآن أصبحت تعرف أن كل هذه العمليات تجعل الطعام بعيدًا كل البعد عن كونه طعامًا صحيًّا.
إليك بعض المكونات القليلة التي تتم إزالتها من الزيت أثناء عملية تصنيعه لأن تركها في الزيت يجعله غير مربح للمصنعين:
• مضادات الأكسدة، بما في ذلك فيتامين E والكاروتينات.
• الليستين، التي تعمل على استحلاب الزيت، الأمر الذي يجعله سهل الهضم.
• فيتوستيرول (ستيرول نباتي)، الذي يعد مفيدًا للأوعية الدموية والجهاز المناعي.
• الكلوروفيل، الذي يعمل على تنقية الدم، كما أنه مصدر غنى بالماغنسيوم.
إذا اشتريت هذه الزيوت واستخدمتها في القلي، يؤدى الضوء والأكسجين والحرارة لإتلاف الزيت، كما أن الأحماض الدهنية الأساسية تمت إزالتها من الزيت في عملية تصنيعها، الأمر الذي يجعلها لا تحتوي على أية فوائد صحية، بل وقد يجعلها مضرة أيضًا.
أي الزيوت مفيد للصحة؟
عندما تشترى أي زيت، احرص على أن يكون غير مكرر أو مضغوط على البارد. ويعد زيت الزيتون الخام الممتازة من الزيوت غير المكررة، كما أنه مضغوط على البارد (يتم عصره دون استخدام الحرارة) ويحتوي على المكونات الصغيرة التي تعطيه خواص صحية. سوف تلاحظ أن هذا الزيت غليظ القوام وأن لونه غامق، والشركات الجيدة تضع هذه الزيوت في عبوات داكنة اللون لحمايتها من الضوء، والذي يؤدى لإفسادها. أما زيت الزيتون “الخفيف” فلا تقل نسبة الدهون أو السعرات الحرارية الموجودة فيه عن الزيت العادي؛ فهو أخف نظرًا لتكريره. عند استخدامك للزيت من الأفضل أن تضيفه للطعام بعد طهيه. ويمكنك استخدام كمية صغيرة من زيت الزيتون أو الزبد أو زبد جوز الهند غير المكرر عند الطهي لأنها من الزيوت التي تتسم بالثبات عند تسخينها. كما يمكنك استخدام زيت الكتان المضغوط على البارد وزيت الماكاديميا أو الجوز، ولكن تذكر أنه لا يجب تسخينها أبدًا.
المسلى: نفس الزيت المضر
يتضمن تصنيع المسلى في أغلب الحالات هدرجة الزيوت النباتية تمامًا، أو هدرجتها بشكل جزئي. وتتم معالجة الزيت بغاز الهيدروجين في درجة حرارة مرتفعة فيتشبع بذرات الهيدروجين، وتلك العملية تجعل المنتج ناعمًا ومتماسكًا. وتغير هدرجة الزيوت النباتية تركيب الأحماض الدهنية من شكله الثابت لتركيب غير ثابت. وتعد الأحماض الدهنية غير الثابتة غريبة على الجسم، وبالتالي لا تعرف الكبد كيفية التصرف مع هذه الأحماض. وهي مرتبطة بالإصابة بالكبد الدهنية ورفع نسبة الكولسترول الضار (LDL) في الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية والإصابة بالسرطان.
المواد الحافظة ومكسبات الطعم
لم تعد الأطعمة هذه الأيام بسيطة؛ فلم يعد يكفى أن يكون للطعام مذاق جيد وأن ترتفع فيه نسبة العناصر الغذائية، بل أصبح من اللازم أن يكون ممتعًا؛ ممتعًا في تناوله وفى فتحه – شكله جميل وسهل الحمل ويعيش لفترة طويلة دون أن يفسد. ولتحقيق كل هذه السمات، أضاف مصنعو الأغذية الكثير من المواد الصناعية. وقد أصبح هناك الآن أكثر من 3000 مادة تضاف إلى الأطعمة في كل أنحاء العالم، وأغلب هذه المواد مصنعة وغريبة على الجسم. وكلما زادت المواد الكيماوية الموجودة في الأطعمة التي نتناولها، زاد العبء الواقع على الكبد في عملية أيضها، وهذا يعوق الكبد عن القيام بوظائفها المهمة الأخرى كتنقية الدم وحرق الدهون. وتعد المواد التالية أكثر المواد المضرة التي تضاف إلى الأطعمة:
• مكسبات الطعم: تشمل الأعداد 620-637. وتوجد جلوتامات أحادية الصوديوم ( (MSG ضمن هذه المجموعة وتتم الإشارة لها بالرمز 621، وتسبب هذه المواد الكيماوية حساسية تتفاوت من مجرد طفح جلدي بسيط لصدمة الحساسية المفرطة، كما أن احمرار الوجه والصداع من الأعراض شائعة الحدوث. وتوجد مكسبات الطعم في شرائح البطاطس والذرة والمكرونة سريعة التحضير والمقرمشات المملحة والوجبات التي تعد في المايكروويف والوجبات السريعة والسجق.
• الأسبارتيم: من العلامات التجارية التي تستخدم مادة التحلية الصناعية تلك ناتوراسويت وإكوال. ويصنع الأسبارتيم من الفينيل ألانين (حمض أَمينى) وحمض الأسبارتيك والميثانول (نوع من الكحوليات). ويتكسر الميثانول داخل الجسم إلى فورمالديهايد (مادة مسرطنة) وحمض الفورميك (حمض يوجد في السم الذي يفرزه النحل والنمل) وثنائي كيتوبيرازين (الذي ثبت أنه يسبب أورامًا خبيثة في مخ الحيوانات). ويوجد الأسبارتيم في العديد من الأطعمة كالمشروبات الغازية والزبادي المخصص للحمية والجيلي المخصص للحمية والعلكة الخالية من السكر.
• السلفيت: تشمل ثاني أكسيد الكبريت وسلفيت الصوديوم وبيسلفيت البوتاسيوم والميتا بيسلفيت والبيسلفيت. وهذه المجموعة من المواد التي تضاف إلى الأطعمة قد تؤدى لأزمات الربو لدى الأشخاص الذين يعانون حساسية تجاهها. وهي توجد في الفواكه المجففة والمنتجات التي تحتوي على الفواكه المجففة والموسلى وحبوب الإفطار وجوز الهند المجفف والسجق.
• بروبيونات: مواد حافظة للخبز تشمل الأعداد 280-283. وتعد بروبيونات الكالسيوم أكثرها شيوعًا في هذه المجموعة، ويرمز لها بالرقم 282. وتوجد البروبيونات بشكل طبيعي في بعض الأطعمة كالجبن السويسرى، إلا أن بعض الناس يعانون حساسية تجاهها، ولكن أثرها يرتبط بكميتها الموجودة في الطعام. وتتم إضافة بروبيونات الكالسيوم لمنع نمو الفطريات وذلك لزيادة مدة صلاحية الخبز. وتختلف ردود فعل الجسم تجاه هذه المادة من الصداع النصفي والصداع والأعراض المتعلقة بالمعدة والأمعاء كآلام المعدة والإسهال والتبول في الفراش والإكزيما واحتقان الأنف (جفافها أو الرشح) واضطرابات الذاكرة والتركيز، فضلاً عن زيادة ضربات القلب وحدة الطباع وعدم الراحة وصعوبة النوم.
• مضادات الأكسدة: تستخدم مجموعة من مضادات الأكسدة في تصنيع الأطعمة، تتوزع بين الأعداد من 300، وهو فيتامين C، وحتى 321، وهي مادة مضادة للأكسدة مضرة (BHT). ويعتقد أغلبنا أن مضادات الأكسدة مفيدة للصحة، ولكن الذي يضاف منها إلى الأطعمة عبارة مواد صناعية له تأثير مضر للجسم. ومن هذه المواد التي يجب تجنبها بوتيل هيدروكسي الأنيسول (BHA) وبيوتايل هيدروكسى تولوين (BHT) ويرمز لهما بـ 320 و321 على الترتيب. وتستخدم هذه المواد لمنع زرنخة الزيت، وهي توجد في المسلى النباتي والمنتجات المخلوطة باللبن والمقرمشات والكرواسون وشرائح الشيبسى والموسلى. وقد توجد في الوجبات السريعة التي تطهى بالمسلى الذي يحتوي على مضادات الأكسدة تلك. ومن الأعراض الجانبية التي ترتبط بمادتي BHA وBHT الربو والأرق والاكتئاب والتعب وصعوبات التعلم والمشكلات السلوكية لدى الأطفال.
• الألوان: قد تؤدى الألوان الصناعية للحساسية لدى بعض الأشخاص، وقد ترتبط بصعوبات التعلم والمشكلات السلوكية لدى الأطفال. وأكثر هذه المواد ضررًا التارترازين (102) والأناتو (160b). ومن بين الألوان الصناعية الأخرى 107 و 110 و 122-129 و 132 و 133 و 142 و 151 و 155.