سواء كنا ندرك هذا أم لا، فإن الكثير من سلوكياتنا ونحن كبار تعكس أشياء تعلمناها في فترة مبكرة من حياتنا. فمثلاً، عادات الأكل الحسنة أو السيئة التي نكتسبها في طفولتنا تبقى معنا حين نكبر إذا لم نراجع أنفسنا ونبذل جهداً واعياً لتغييرها. اعلمي أن أطفالك، شئت أم أبيت، يلتقطون منك الكثير من عاداتك، فضلاً عن إشارات أخرى من بيئتهم والأشخاص المحيطين بهم. وفي ضوء هذا، هناك الكثير مما يمكنك صنعه كأب أو أم لتعزيز عادات الأكل الصحية وارتباطات الطعام في أذهان صغارك.
العديد من مفاهيم التغذية/تناول الطعام التي كانت سائدة منذ 20 أو 30 عاماً مضت عفا عليها الزمان أو اعتبرت غير فعالة الآن. ولم تعد الأوامر المنزلية العتيقة مثل: “انتهِ من كل الطعام في طبقك”، أو “ستأكله لأنني قلت لك ذلك” تفلح كسابق عهدها، وتحتاج إلى تعديل لتتناسب مع أسلوب تغذية وتنشئة الأطفال في عالم اليوم. يوضح لك هذا الموضوع كيفية تشجيع أطفالك على تناول الطعام الصحي، وكيفية صنع ارتباطات وتداعيات إيجابية في أذهانهم عن الطعام، واكتساب عادات أكل حسنة.
تناولوا الطعام كأسرة واحدة
تشكل الوجبات الأسرية جانباً لا ينسى من ذاكرة الأطفال، وتمنح العائلة فوائد جمة تتجاوز مجال التغذية. إن أوقات الوجبات فرصة ممتازة للمشاركة والمناقشة. كما أن تناول أفراد الأسرة الطعام معاً يقوي لدى الأطفال مشاعر الأمان وتقدير الذات، لأنهم يشعرون بقوة أنهم محبوبون ويشكلون جزءاً مهماً من الأسرة. وجلوس الأطفال على مائدة واحدة مع الكبار يساعدهم على تعلم آداب المائدة: كيفية استخدام الفوط وأوعية الطعام، والمضغ مع إغلاق الأفواه، وتمرير الأطباق بين أفراد الأسرة، وقول “من فضلك” و”أشكرك”… إنهم يتعلمون كيفية إجراء المحادثات، وكيفية الإنصات، وكيفية تعامل الكبار مع أمور معينة.
ولا يعني هذا أن الطعام ذاته غير مهم، فالوجبات العائلية تعد أيضاً فرصة مثالية سانحة لتقديم أطباق جديدة مغذية. ورغم وابل الرسائل غير الصحية بشأن الطعام الذي يتعرض له الأطفال من جانب المدرسة، والتليفزيون، وغير ذلك، فإن الوجبة العائلية تبين للأطفال بوضوح “ما نأكله في البيت”. إن “طعام الأطفال” المعتاد غالباً ما يكون هو “قطع الدجاج” و”الشرائح”، ولكن الطعام الذي يأكله الأطفال عندما يجلسون إلى المائدة مع الكبار من الأرجح أن يتميز بالمزيد من النكهة، والتنوع، والقيمة الغذائية. وحينما يراك صغارك تأكلين طعاماً صحياً بالفعل، فستكون استجابتهم لهذا النوع من الطعام أفضل.
هل تعلمين؟
بعد 10 سنوات من جمع البيانات، وجدت دراسة أجراها المركز القومي لمكافحة الإدمان وتعاطي المخدرات في جامعة كولومبيا أن التوتر بين أفراد العائلات التي اعتاد أفرادها على تناول الطعام معاً بانتظام يكون أقل، وأن احتمالات شعور الأطفال بأن آباءهم فخورون بهم أكبر، وأن احتمالات حصول هؤلاء الأطفال على درجة ممتاز وجيد جداً في المدرسة تزيد بنسبة 40% عن غيرهم.
كما لاحظ الباحثون أيضاً أن الوجبات الرئيسية للعائلة تتحسن شيئاً فشيئاً بالممارسة. ولكن لكي تكون الوجبات العائلية فعالة، فإنها يجب أن تتم بشكل منتظم. والهدف المراد تحقيقه هو أن يتشارك أفراد الأسرة في وجبة واحدة على الأقل يومياً.
اجعلي أوقات الوجبات ممتعة
لا شيء يجعل الأطفال يهربون من مائدة الطعام أكثر من إجبارهم على الاستماع لموضوع مناقشة ممل. ولكي تضمني أن يبقوا لفترة تكفي لأن يتناولوا وجبة مشبعة، جربي الاقتراحات التالية:
• هيئي لهم بيئة هادئة على مائدة الطعام. وبقدر المستطاع، تجنبي إلقاء التعليمات ووضع القواعد في أوقات الوجبات. اسمحي لهم بأن يعبروا عن أنفسهم.
• يتميز الأطفال بفترات انتباه قصيرة للغاية، لذا، من المفيد أن تحكي لهم بعض القصص حول مائدة الطعام وأن تشركيهم في حوارات تجذبهم وتثير اهتمامهم. فكري مسبقاً في موضوعات للحوار.
• يمكنك دائماً أن تتحدثي عن الطعام. اشرحي كيفية إعداد بعض الأطباق وطعمها. ناقشي أهمية مضغ الطعام بعناية لكي يهضم جيداً.
أسسي عادات حسنة
لا يولد الأطفال بعادات أكل معينة. إن عادات تناول الطعام عادات مكتسبة، كما هي حال جميع العادات الأخرى؛ ولأنه من الممكن نبذ العادات السيئة ونسيانها، فإن الأوان لا يفوت أبداً على بدء الأطفال في اكتساب عادات أكل أفضل. فكلما كانت رؤية الطفل للطعام متكررة أكثر، زادت احتمالات أن يجربه. ومع مرور الوقت، يصبح هذا الطعام مرغوباً لديه.
تدوير المهام
في ليلة معينة كل أسبوع، اجعلي أحد أفراد الأسرة مسئولاً عن إعداد عشاء خاص: بدءاً من اختيار قائمة الطعام، وكتابة قائمة التسوق، وحتى إعداد الوجبة (أو المساعدة في إعدادها). وجدت إحدى الأمهات اللاتي جربن هذا الأسلوب أنه مفيد حقاً! تقول: “حينما يجيء دور ابنتي الكبرى، فإنها تبحث في كتب الطهو وعلى شبكة الإنترنت عن وصفات طعام جديدة وتعد قائمة طلباتها مقدماً حتى يمكنني أن أعاونها في التسوق والطهو. وحينما يأتي دور ابنتي الأصغر، فإنها تشعر بلهفة شديدة على إعداد سلطة جديدة أو صوص لذيذ. إننا جميعاً ننتظر بشوق وجبات عشاء ليالي الاثنين؛ إنها تمنحنا فرصة لكي نزداد ارتباطاً ومشاركة، والوجبة نفسها تمنحنا موضوعاً شيقاً للمحادثة ووقتاً جميلاً ممتعاً”.
أطعمة يجب أن تضمها مائدتك كل يوم
نوع من السلطة: عليك تنويع أشكال، وألوان، وتتبيلات السلطة حتى تظل مثيرة لاهتمام أطفالك.
طبق من الخضراوات: كلما زاد تنوع الخضراوات التي يراها الأطفال على المائدة، زادت احتمالات إقبالهم عليها وتناولها طواعية.
نوع من الحبوب الكاملة: الأرز الأسمر، والدخن، والعصيدة، والخبز المصنوع من الحبوب الكاملة، وكثير من الخيارات الأخرى.
نوع من البروتين عالي الجودة: الدواجن، واللحوم الحمراء، والأسماك، والعدس، والبقول بأنواعها، وما إلى ذلك.
تعرفي على الإشارات
من المعروف أن الأطفال متناغمون بشدة مع الأحاسيس الفطرية لأجسامهم فيما يتعلق بالجوع والشبع. والأرجح أنهم إذا أخبروك بأنهم ليسوا جائعين فإنهم يعنون ما يقولون، وإذا كانوا جائعين حقاً، فسيأكلون!
ولكن إذا أجلست طفلك وحاولت إجباره على تناول الطعام، أو وضعت قاعدة تقول: “لا تنهض عن المائدة قبل أن تنتهي من تناول طبقك”، فإنك تأمرينه بأن يتجاهل إحساسه بالشبع وتجبرينه على الأكل. وكونه مجبراً على الأكل حينما يكون شبعان بالفعل يمكن أن تكون له عواقب سلبية، لأن الطفل يمكن أن ينتهي به الأمر إلى الشعور بالخوف من الوجبة التالية. وفوق هذا، فإن الطفل قد يخضع لتلك العادة طوال حياته حتى يكبر، وينتهي به الأمر، مثل كثيرين من الكبار، إلى الاستمرار في الأكل حتى بعد الشعور بالشبع، لمجرد الانتهاء من الطعام.
من خلال أحاديثي مع كثير من الأمهات -ومن واقع خبرتي الشخصية كأم- وجدت أنه رغم أن امتناع الطفل عن تناول طعامه أمر مثير للضيق والانزعاج، فإن الأطفال يأكلون حينما يجوعون. فبعد بضعة أيام من عدم تناول الطعام جيداً، غالباً ما تأتي بضعة أيام أخرى من الأكل بنهم أكبر من المعتاد، وفي نهاية الأمر، يعوضون ما فقدوه.
الأطفال لا يحتاجون بالضرورة لتناول ثلاث وجبات كاملة كل يوم أو إلى تحويل كل وجبة إلى وليمة، إلا إذا كانوا ناقصي الوزن بشدة (وفق المعايير الطبية). فما الذي يحدث إذا أغفلوا بضع وجبات؟ لا شيء! فالأطفال يمكنهم العيش ليوم كامل أو يومين بقدر ضئيل للغاية من الطعام. لذا كوني صبورة. دعي طفلك يترك المائدة إذا أخبرك بأنه غير جائع أو بأنه لا يحب الطعام المقدم له. قد يحدث هذا بضع مرات، ولكنه في نهاية الأمر سيأكل حين يكون جائعاً، وحين يفعل هذا، احرصي على أن يكون الطعام المقدم له صحياً. ولكي تضمني أن رسائل الطعام التي تبعثين بها تنشئ عادات إيجابية لدى أطفالك، جربي ما يلي:
• حددي أوقاتاً منتظمة للوجبات الرئيسية والوجبات الخفيفة.
• احرصي على ألا يتناول الصغار الكثير من الوجبات الخفيفة التي تجعلهم يشبعون قبل الغداء أو العشاء.
• ضعي قواعد واضحة جداً: ينبغي على الجميع أن يجلسوا على المائدة لتناول طعامهم؛ فإذا قال أحد إنه لا يشعر بالجوع، يمكنه أن يترك المائدة، ولكنه لن يحصل على أي طعام آخر قبل موعد الوجبة التالية. هذا سيجعلهم يعيدون التفكير قبل أن يقوموا لأي سبب غير الشعور بالشبع حقاً. وبالنسبة للأطفال الأصغر سناً، من المفيد تذكيرهم بقول شيء مثل: “تأكدوا من أنكم لستم جائعين قبل أن تقرروا ترك المائدة”.
ومن المهم جداً أن تتمسكي بقواعدك؛ فإذا شعر طفلك أن القواعد ليست صارمة، فلن يأخذها على محمل الجد، وستضيع جهودك هباءً.
قياس الجوع والشبع عند الأطفال
أجرِي حواراً مع طفلك عن طبيعة الشعور بالجوع والشبع. غالباً ما سيكون تعبير الأطفال (والآباء) عن الجوع أسهل من تعبيرهم عن الشبع؛ إن صوت الجوع أعلى وأقوى بالمقارنة بذلك الصوت الضعيف في داخلنا الذي ينبئنا بأننا أكلنا ما يكفينا: إنه أشبه بالفارق بين الفيل والفأر. حاولي أنت وطفلك أن تشرحا لبعضكما البعض الشعور بالجوع والشبع؛ مثلاً، كيف أن الأكل الذي نتناوله يجعلنا نشعر بالشبع أو الامتلاء، وكيف أن الإفراط في الأكل يجعلنا نشعر بالتخمة والضيق؛ وكيف أن الجوع يمكن أن يجعلنا نشعر وكأن هناك “عصافير” في بطوننا، أو يجعلنا نشعر بالقلق أو الإحباط أو الخواء.
هذا التمرين يلفت انتباه الأطفال إلى الآليات الطبيعية الداخلية للشعور بالجوع والشبع. فإذا كانوا يستطيعون تحديد المشاعر بدقة، فسيكونون أكثر قدرة على الاستجابة لها بشكل صحيح: ويعني هذا أن يأكلوا حينما يكونون جائعين حقاً، وليس حينما يشعرون بالملل أو الاكتئاب، وأن يقللوا استهلاكهم للطعام حينما يحصلون على كفايتهم لا أن يفرطوا في الأكل لمجرد أن الطعام موضوع أمامهم. دعي أطفالك يعرفوا أنه من المهم أن يحددوا تلك المشاعر بدقة.
تجنبي عقلية “التودد بالطعام”
لقد أصبح الآباء يعاملون أبناءهم في ثقافتنا على أنهم عملاء، حيث يحاولون إرضاءهم بكل وسيلة ممكنة. وكثير من الآباء يقعون في فخ “عقلية التودد بالطعام”، وذلك بإحضار ما يريده الأطفال من طعام إذا لم يأكلوا وجباتهم أو لم يحبوا ما يقدم لهم، أو حتى سؤال الأطفال عما يريدون لوجبة العشاء مثلاً بدلاً من تقديم تشكيلة من الأطباق المفيدة التي يجب أن يأكلوا منها!
إذا أتيح للأطفال حرية اختيار ما يأكلون من طعام، فإنهم غالباً لا يحبون المخاطرة بتناول طعام لا يعرفونه، وهذا يجعلهم أكثر قابلية لاختيار نفس الأطعمة التي يعرفونها ويحبونها بدلاً من الأطعمة المغذية التي لا يعرفونها. وإذا سمحت بحدوث هذا، فإنك ستقللين استهلاكهم لنوعيات من الأطعمة الصحية والعناصر الغذائية الضرورية، كما ستشجعينهم على أن يصيروا متأففين من الطعام، وتعرضينهم للإصابة بالحساسية للأطعمة. وسرعان ما سينحصر نظامهم الغذائي في ثلاثة أو أربعة أطباق مفضلة، ولا شيء غير ذلك. ينبغي أن يختار الأطفال مما يقدمه لهم الآباء على المائدة. فإذا كان هناك طعام جديد عليهم، يمكنهم أن يجربوه أو يمتنعوا عن الأكل؛ وليس هناك خيار ثالث.
مشكلة وحلها
إذا لم يتناول طفلي عشاءه، فإنني أقدم له شطيرة من الجبن قبل أن ينام لأنه طعامه المفضل ولا أريده أن ينام جائعاً.
إنك بهذا تقللين احتمالات إقبال طفلك على تناول -أو حتى تجربة- الطعام الصحي عندما يتناول وجباته. إن استسلامك لصراخ طفلك أو تهديده بعدم الأكل يعني أنك تقولين له إنه هو المسيطر على الأمور.
عندما يتعلق الأمر بصحة طفلك وتغذيته، يجب أن تقومي بدور صانع القرار. إن تجاهلك لمطالبته بشطيرة الجبن سيعطيه إشارة واضحة بالاختيارات المتاحة له، وسيكون هذا في صالحه، بل وسيعتاد على تناول الطعام الصحي ويحبه على المدى البعيد.
امنحهيم الوقت الكافي
الأطفال بطبيعتهم يأكلون ببطء شديد. وكثير من الآباء يجدون هذا الأمر محبطاً في أوقات الوجبات. ورغم ذلك، فالمشكلة الحقيقية هي أننا نحن البالغين نأكل بسرعة كبيرة. ودائماً ما نكون في عجلة من أمرنا لإنجاز عمل ما أو الذهاب لمكان ما، ومن ثم نبتلع الطعام بدلاً من مضغه جيداً، مما يتيح الفرصة لإصابتنا بمشكلات هضمية عديدة. وحري بنا أن نتعلم من الأطفال ميلهم الفطري للأكل ببطء! لذا، بدلاً من أن تستعجلي طفلك لكي ينهي وجبته سريعاً، امنحيه الوقت ليأكل، ويمضغ الطعام جيداً، ويهضم جيداً، وجربي هذا بنفسك أنت أيضاً!
كوني قدوة حسنة
إذا أردت أن يأكل طفلك بطريقة صحية، يجب أن تفعلي الشيء نفسه. فإذا رأى أطفالك أنك تتناولين رقائق البطاطس والمياه الغازية كوجبة خفيفة، فليس من العدل أن تتوقعي منهم أن يأكلوا وجبة خفيفة من أصابع الجزر والمكسرات النيئة. انظري للأمر باعتباره فرصة لجعل نظامك الغذائي وأسلوب حياتك سليماً.
وجدت دراسة حديثة41، كانت تهدف لتقييم مدى تأثير الآباء على الأبناء، أن الأطفال في سن سنتين أكثر عرضة لتمثيل سلوكيات “التدخين” و”شرب الكحوليات” إذا كان الأبوان يدخنان أو يشربان الخمر. راقب الباحثون سلوكيات 120 طفلاً أعمارهم بين سنتين وست سنوات من خلال تصرفات الأطفال في حدث اجتماعي وتمثيلهم لشراء السلع من متجر صغير للبقالة. وجدت الدراسة أن 28% من الأطفال “اشتروا” السجائر، و 61% “اشتروا” الكحوليات. وفوق ذلك، فإن الأطفال كانوا أكثر قابلية أربع مرات لشراء السجائر إذا كان آباؤهم يدخنون، وأكثر قابلية ثلاث مرات لشراء الخمر إذا كان آباؤهم يشربون الخمر مرة شهرياً على الأقل. بل إن بعض الأطفال تعرفوا على ماركات السجائر المفضلة لدى آبائهم، والبعض الآخر مثل أنه يصب الخمر أو يشعل السجائر. هذه الدراسة تظهر بشكل مزعج أن أفكار الأطفال عن حياة الكبار تتأثر بدرجة كبيرة في سن مبكرة بما يرون الكبار يفعلونه.
لا تغضبي
إن أكثر الأشياء المثيرة لإحباط الأمهات هو رفض أطفالهن لوجبة صحية استغرقن وقتاً طويلاً في إعدادها؛ أحياناً حتى قبل أن يتذوقوا الطعام. ومرة أخرى، كوني صبورة، ولا تجعلي الأمر قضية كبرى. إن إظهارك الإحباط أو الغضب يوصل لطفلك رسالة خاطئة. فعلى أي حال، ينبغي ألا يكون تناول الطعام بالإكراه، مهما كان مغذياً أو حتى لذيذاً. وإذا أدرك طفلك أن تصرفه هذا يثير غضبك، فمن المرجح أن يكرره مجدداً. ومن ناحية أخرى، إذا لم تبدي رد فعل لتصرفه، فالأرجح أن يستجيب لك في نهاية الأمر.
عادة ما يحتاج الأطفال لرؤية الطعام الجديد 10-20 مرة قبل أن يوافقوا على تجربته. ولكن أغلب الآباء يستسلمون بعد المرة الأولى أو الثانية. فضعي في اعتبارك أن أطفالك قد لا يتحمسون لأكل أي طعام جديد تقدمينه لهم، إلا أن رؤيتهم له بكثرة ستصنع فارقاً.
كما أن تقديم أطعمة لها مذاقات جديدة بكميات ضئيلة يزيد أيضاً احتمال أن يحبها الأطفال، ومن ثم ننصحك بأن تقدمي الأطعمة الجديدة بمقادير تصل إلى نصف كمياتها المعتادة أو أقل. وقد تحتاج بعض الأطعمة، مثل الخضراوات، إلى بضع “محاولات” قبل أن يعتاد الأطفال طعمها. وتذكري أيضاً أنه لو غاب أحد الأطعمة عن المائدة في أوقات الوجبات لفترة ما، فمن الأرجح أن ينساه الأطفال. لذا يجب أن تكرري الأطعمة الصحية الجديدة بصفة منتظمة.
وفي هذا المجال، أود أن أذكر مثالاً جيداً من واقع تجربتي الشخصية مع ابنتي. فحين كان عمرها ثلاث سنوات، أردت أن أجعلها تجرب أكل البنجر. لذا قدمت لها طبقاً من البنجر المطهو بالبخار والمقطع إلى شرائح في وجبة العشاء، وقد انتهى الأمر إلى أن أكلت أنا الطبق كله بدلاً منها، فلم تحاول حتى أن تذوقه. إلا أنني طبقت النظرية القائلة: “إنهم يحتاجون إلى رؤية الشيء، أو الطعام، مرات عديدة قبل أن يجربوه”، فاستمررت في تقديم البنجر لها على مدى الأيام التسعة التالية. وحرصت وأنا أتحدث معها عن طعم البنجر اللذيذ على أن أصدر أصواتاً بفمي تؤكد شدة إعجابي به. بل إنني أظهرت لها كيف يمكنها استخدام البنجر كأنه أحمر شفاه. وأخيراً، في اليوم العاشر، سمحت لي بأن أقدم لها قطعة صغيرة لكي تتذوقها. ولكنها لم تمضغها ولم تبتلعها، بل صبغت بها لسانها بالكاد، ولكن هذا كان تقدماً كافياً بالنسبة لي. وقد كررت ذلك في وجبات العشاء الثلاث التالية، وذات ليلة، بعد أسبوعين تقريباً من تعرفها على البنجر لأول مرة، أبدت رغبتها في أكل قطعة صغيرة، وأعجبها طعمها! ورغم أنني في قرارة نفسي كدت أطير من الفرح، فإنني لم أظهر لها اهتماماً شديداً بالأمر، واكتفيت بالتأكيد بين الحين والآخر على طعم البنجر اللذيذ. ومنذ ذلك اليوم وهي تطلب مني إعداد البنجر (في موسمه) وتأكل كل ما أضعه في طبقها!
اسمحي بالفردية
كما هي الحال مع الكبار، فإن حواس التذوق والتفضيلات لدى الأطفال تتغير أو تمر بدورات. وفي كل مرحلة من مراحل حياتهم، يعرف الأطفال المزيد عن أنفسهم وعن العالم من حولهم، بما في ذلك عالم الطعام. وأثناء تشكيلهم لحاسة التذوق والأطعمة المفضلة لديهم، يحاولون ممارسة حقهم في الاختيار قدر ما يستطيعون.
ويجب عليك كأم أن تضعي في اعتبارك خصوصية وتفرد أطفالك. ولكن يجب وضع حدود لهذا الأمر، وذلك مراعاة لصحتهم وسلامتهم. اسمحي لهم بأن يختاروا، ولكن ليكن هذا الاختيار من بين تشكيلة من الاختيارات الصحية على المائدة؛ وليس اختياراً مفتوحاً من كل الأطعمة على اختلافها. ويمكنك تعزيز الخيارات المنطقية عن طريق تقديم خيارات من أطعمة متشابهة: كأن تقولي مثلاً: “هل تحب الأرز أم المكرونة؟” أو “هل تفضل الجزر أم الخيار؟”. ولا تقعي في فخ التساؤل: “هل تحب الدجاج أم الحلوى؟”، لأن الجميع يعرف الإجابة عن هذا السؤال.
وفوق ذلك، يمكنك أن تطبقي قاعدة: “لا يمكنك أن ترفضه قبل أن تجربه”. إن تشجيع طفلك على تجربة أطعمة جديدة يساعد في حصوله على تشكيلة متنوعة من الأطعمة الآن وفي المستقبل، ويساعده في تشكيل آرائه الشخصية في الطعام. والأساس هنا هو ألا تجبريه على شيء؛ فإذا جرب الطفل الطعام ولم يعجبه، فلا تجبريه على تناوله. فإذا كان الطفل من النوع العنيد، فمن المفيد أن تضعي نظام مكافآت لحث طفلك على تجربة أطعمة جديدة.
تلميح: توسعي في مناقشة أفكار الطعام الواردة في الكتب
حينما تقرئين قصة ما مع صغارك، إذا كانت القصة تتضمن فكرة عن الطعام أو تذكر شيئاً عن الطعام، يمكنك أن تناقشي الأمر أكثر وتحصلي على آرائهم. فمثلاً، بإمكانك أن تسأليهم: ما الذي يوجد في السلة التي تحملها ذات الرداء الأحمر إلى جدتها؟ إذا كانت جدتك مريضة، فما الذي كنت ستضعينه في السلة التي ستحملينها إليها لمساعدتها على الشفاء؟
فقط لأنك لا تحبين هذا الطعام
كثير من الأطفال يحرمون من أطعمة معينة لمجرد أن آباءهم لا يحبونها. وقد حدث هذا في عائلتي شخصياً دون أن أدرك ذلك. فعلى سبيل المثال، أنا لا أحب فاكهة المانجو؛ لذا فإنني لا أشتريها؛ وقد لاحظت مؤخراً أن ابنتي لا تحبها أيضاً. ربما كان السبب أنها لم تجربها بما يكفي، أو لأنها كانت تقلدني في عدم حب تلك الفاكهة، أو ربما لأنها بالفعل لا تحب المانجو؛ لا أعرف. ولكن تبقى الحقيقة، أن الآباء يميلون إلى الإقلال من شراء وتقديم الأطعمة التي لا يحبونها هم أنفسهم، مما يقلل احتمالات حصول أطفالهم على فرصة لتذوقها وحبها.
لذا، فيما يتعلق بالأطعمة الصحية التي يتصادف أنك لا تحبينها، حاولي أن تكوني محايدة. واشتري نوعيات متباينة من الأطعمة التي تحقق لأطفالك المزيد من التعرض والاختيار، ولا تبدي آراء سلبية عن أي أطعمة صحية في وجود أطفالك؛ إذ قد يدهشك ما يمكن أن يكتسبوه منك.
روّجي للطعام الصحي
تماماً مثل الكبار، الأطفال أيضاً لا يحبون أن يملى عليهم ما يمكنهم وما لا يمكنهم فعله بدون تفسير أو تبرير. أحياناً، لا يكفي أن تقولي لا لأحد الأطعمة، بل يجب أن تشرحي سبب الرفض. ونفس الشيء ينطبق على الأطعمة التي تريدين منهم أن يأكلوها. ومن ثم، إذا أردت أن يأكل طفلك جيداً، فربما تحتاجين للترويج للطعام الصحي. فتماماً كما يحدث في مجال الأعمال، يتوقف نجاح المنتج بدرجة كبيرة على كيفية تسويقه. إليك بعض الأفكار:
• تجنبي الإسراف في استعمال ألفاظ عامة، مثل “صحي” و”مفيد لك”. وبدلاً من ذلك، خوضي في التفاصيل التي تفسر السبب في أن بعض الأطعمة تفيد الأطفال، مستخدمةً ألفاظاً تتناسب مع أعمارهم وتثير اهتمامهم في الوقت نفسه. (وقد يتعين عليك أن تعطي تفسيرات مختلفة إذا كان لديك أطفال من فئات عمرية مختلفة). فمثلاً، يمكنك أن تقولي عبارات مثل: “العدس يجعل عضلات ساقيك أقوى مما يمكنك من أن تركل كرة القدم بقوة، ويساعدك على أن تجعل فريقك يفوز بالمباراة”. هذا التفسير صادق وذا مغزى في الوقت نفسه، فالعدس يحتوي على البروتين، والبروتين مهم لبناء العضلات.
• ومن ناحية أخرى، ينبغي أن تشرحي السبب في أن بعض الأطعمة والمشروبات، مثل المياه الغازية، والشيكولاتة، والحلوى، والأطباق الحلوة غير مسموح بها. ومرة أخرى، يجب أن يكون التفسير مناسباً لأعمار الأطفال واهتماماتهم. ومن ثم، بدلاً من أن تقولي لطفلتك: “إن أكل الكثير من الحلوى يضرك”، جربي أن تقولي لها: “إذا أكلت الحلوى كل يوم، فلن يكون شعرك لامعاً ومنساباً مثل شعر أميرة!”: هذه مقولة صحيحة، إذ إن الإكثار من السكر في الغذاء يؤدي إلى سد مسام فروة الرأس، مما يؤثر على جودة الشعر وقد يؤدي إلى سقوطه.
• ركزي على الجوانب الإيجابية للأطعمة الصحية أكثر من تركيزك على الجوانب السلبية للأطعمة غير الصحية. فالدعم الإيجابي يؤدي دائماً إلى نتائج أكثر وأفضل من التعليقات السلبية.
تلميح: قللي فترة استخدام الأجهزة الإلكترونية
يتفق معي كثير من الآباء على أن الصغار اليوم صاروا مدمنين للإلكترونيات. فمع وجود جميع خيارات وسائل الترفيه الإلكترونية المتاحة -من أجهزة التليفزيون، والفيديو، وألعاب الفيديو، إلى ألعاب الكمبيوتر المحمولة، والهواتف المحمولة- فقد صار الأطفال أقل نشاطاً من الناحية البدنية وأقل تفاعلاً من الناحية الشخصية والاجتماعية.
ومن الأفضل الجلوس في أوقات الوجبات بدون تشغيل الأجهزة الإلكترونية. لا تسمحي بالأكل أمام التليفزيون، ولا تشغليه لمجرد إصدار صوت في الخلفية في أوقات الوجبات. فجهاز التليفزيون كوسيلة إلهاء يجعل الأكل عملية آلية بدلاً من أن تكون عملية واعية، ويتوقف الأطفال عن الإنصات إلى الإشارات الصادرة من أجسامهم والمتعلقة بالجوع، والشبع، والهضم المريح.
اجعليهم يفكروا
الأطفال الذين يتم تشجيعهم على التفكير بأنفسهم غالباً ما يتخذون اختيارات أفضل حينما لا يكون آباؤهم معهم. وهكذا، إذا سألك طفلك إن كان بإمكانه الحصول على قطعة بسكويت مغطاة بالشيكولاتة قبل أن يتناول عشاءه، فجربي أن تقولي له: “أخبرني رأيك الشخصي في هذا”، فهو على الأرجح يعرف الإجابة الصحيحة وسيقولها لك. وإذا لم يفعل، فأرشديه إلى الصواب بأسئلة تلميحية، مثل: “لماذا لا أريدك أن تأكل ذلك البسكويت في رأيك؟”، فإذا أجاب الإجابة الخطأ، فاشرحي له السبب وقولي له: “إنني متأكدة أنك في المرة القادمة سوف تتذكر ما تحدثنا عنه معاً بشأن أكل الشيكولاتة قبل العشاء، وأنك ستختار خياراً أفضل”. وإذا اختار الخيار الصحيح، فأعلميه بهذا بشكل إيجابي وشجعيه.
أعطيهم التقييم وكافئيهم على التقدم
الأطفال يحبون الحصول على تقييم إيجابي، لذا، عليك دائماً أن تمدحي اختياراتهم الإيجابية بشأن الطعام. فإذا جرب طفلك طعاماً جديداً أو اختار طعاماً مغذياً، فامدحيه على ذلك وشجعيه على تكرار هذا السلوك. إن الاستجابة الإيجابية، لاسيما إذا كانت من أحد الأبوين، تصنع فارقاً كبيراً فيما يتعلق بعملية صنع القرار من جانب الطفل في المستقبل.
تجنبي استخدام لفظي “جيد” و”سيئ” في وصف طفلك. كثير من الآباء يقولون مثلاً: “لا يمكنك تناول طبق الحلو لأنك كنت سيئاً” أو “لقد كنت ممتازاً اليوم”. وقد يبدو هذا الكلام غير ضار لأول وهلة، إلا أن الأطفال غالباً ما ترتبك عقولهم فيما يتعلق بتعريف ألفاظ عامة مثل تلك وقد يصلون إلى استنتاجات غير سليمة عما فعلوه وجعلك سعيدةً أو جعلك غاضبةً. فعليك توضيح استجابتك بأن تربطيها بسلوكيات أو أفعال معينة للطفل، وتشرحي ما هو إيجابي وما هو سلبي. كأن تقولي مثلاً: “إنني سعيدة جداً لأنك اخترت أن تأكل بعض أوراق السلطة اليوم، وأعتقد أن هذا كان قراراً حكيماً جداً. إنك تثبت لي أنك ذكي وأنك تريد حقاً أن تصبح أكبر وأقوى”.
وعندما يحقق طفلك تقدماً في عادات أكله، لا تترددي في مكافأته. فالمكافآت الناتجة عن السلوك الحسن أو الإنجاز الطيب تكون أكثر قابلية وجدارة بأن يتذكرها الطفل. حاولي أن تجعلي المكافأة بسيطة وذات مغزى بدلاً من أن تكون كبيرة وغالية الثمن. وإليك بعض الأمثلة:
• ملصقات مكتوب عليها “جربت طعاماً جديداً”.
• لوحات الإنجازات: ارسمي نجمة أمام كل طعام جديد يجربه الطفل؛ وتجميع عشر نجوم يجعل الطفل مستحقاً لمكافأة أو جائزة مناسبة مثل فرشاة أسنان جديدة، أو كتاب تلوين (ولكن لا تعطي نجوماً مقابل إنهاء ما في طبق الطعام، للأسباب التي ناقشناها سابقاً).
• إيصالات منزلية باستحقاق نشاط معين، مثل “الذهاب إلى السينما مع أبي”، أو “القصة المفضلة عند النوم”، أو “تدليك بعد الحمام” (سيدهشك أن تعرفي أن كثيراً من الأطفال يحبون ذلك كثيراً!).
مشكلة وحلها: هل لا يزال طفلك يرفض أن يأكل في وقت الوجبة؟
فكري في خفض مستوى توقعاتك؛ فربما كنت تتوقعين منه أن يأكل أكثر مما يطيق.
• قاومي إغراء منح طفلك طعاماً رديئاً أو شيئاً حلواً لمجرد أن يأكل شيئاً.
• قللي تناول مشروبات اللبن والعصائر أو امنعيها تماماً قبل الوجبات؛ فهي يمكن أن تكون مشبعة جداً.
• قللي تناول الوجبات الخفيفة بين الوجبات أو امنعيها تماماً.
• قدمي لطفلك تشكيلة أكبر من الأطعمة متنوعة الشكل والقوام، مثل المقرمش، أو الهش، أو الذي يشبه البودنج، أو المقطع، أو اللين…
• فكري في احتمال أن يكون مريضاً أو أصيب بضرر ما؛ فالأطفال غالباً ما يرفضون الطعام حينما يكونون مرضى، لأن أجسامهم تحول الطاقة من نشاط الهضم إلى نشاط مكافحة المرض، مما يتسبب في فقد الشهية.
• إذا لزم الأمر، فخذيه إلى أخصائي صحي لتشخيص أي مشكلات هضمية، أو نقص غذائي، أو عدم تحمل الأطعمة، أو الحساسية، أو حتى أي عوامل نفسية مثل القلق، أو الاكتئاب.
اجعلي الطعام صديقهم!
أفضل طريقة لتجنب المنازعات مع الأطفال بسبب الطعام هي أن تجعلي الطعام صديقاً لهم. ولكي تنشئي علاقة إيجابية بين طفلك وطعامه، حاولي أن تجعلي الطعام ووقت الأكل أكثر تسلية ومرحاً:
• اصنعي من الطعام أشكالاً وتصميمات مرحة وضعيها في صفحة الطعام.
• جربي استحداث ألعاب خاصة بالطعام مثل صنع حساء افتراضي من مكونات توجد حول المنزل، أو مشاهدة السحب في السماء وتخيل أنها طعام، أو أكل أكبر عدد ممكن من أنواع الأطعمة ذات الألوان الطبيعية في وجبة واحدة.
• استخدمي الأطباق والأوعية والأكواب والسكاكين التي يفضلها أطفالك، ولا تقصري الأدوات المستخدمة على الشوك والملاعق؛ بل دعيهم يستخدموا أعواد الأكل، وخلال الأسنان، أو أيديهم. ومن الأمثلة الجيدة استخدام خلال الأسنان في أكل الزيتون.
• خذيهم معك إلى المزارع والمخابز وغير ذلك من أماكن صنع الأطعمة وتحدثي معهم عن تجاربك في تلك الأماكن. هذا يفيد في توسيع مداركهم وتعريفهم أن سلسلة الطعام طويلة وأنه لا يخرج من الثلاجة فحسب.
• أشركي أطفالك في عملية الطهو. رتبي معهم لوجبة تقومون بطهوها سوياً مرة أسبوعياً؛ فمثلاً، دعيهم يساعدوك في إعداد وجبة إفطار في نهاية الأسبوع تتكون من سلطة الفاكهة المغطاة بالقرفة وعسل النحل والمكسرات وما إلى ذلك.
• خذي أطفالك للتسوق من محل البقالة ودعيهم يختاروا نوعاً أو اثنين من الخضراوات ليتم طهوها وأكلها في البيت.
• اجعليهم يساعدوك في إنبات الخضراوات والأعشاب في حديقة بيتك، ثم اجعليهم يحصدوها لتدخل ضمن وجبات عائلتك.
• ابحثي عن الأماكن التي تعطى فيها دورات في الطهو للأطفال (مع الحرص على أن تكون تلك الدروس في الطهو الصحي نسبياً). ويمكنك أن تنشئي نادياً منزلياً للطهو للأطفال بالاشتراك مع بعض الصديقات، على أن يتم تغيير موقع الدرس بالتناوب بين الصديقات، واختاري وصفات الطعام السريعة المغذية.