التصنيفات
الباطنية

أعراض الكبد المتعب

تتنوع علامات الكبد مختل الوظائف تنوعاً هائلاً، وتتراوح بداية من الأعراض الهينة إلى الأعراض الكبرى التى تشير إلى عجزه وشلله شللاً تاماً. ففى المراحل الأولى لأمراض الكبد، لا يكون هناك فى الغالب أية أعراض جلية، وتكتشف المشكلة بمحض المصادفة فى اختبارات الدم الروتينية عندما يتبين ارتفاع نسبة إفرازات إنزيمات الكبد.

وقد يكون هناك اختلال طفيف في وظائف الكبد، حتى ولو كانت نتائج اختبارات الدم لوظائف الكبد “ طبيعية “، فتلك الاختبارات التى اعتاد الأطباء إجراءها ليست حساسة بما يكفى فهم يفحصون تلف الكبد أكثر من كفاءة وظائف الكبد. ولا يظهر ارتفاع إنزيمات الكبد المرتفعة فى اختبارات الدم إلا بعد تحطم خلايا الكبد مما يؤدى إلى تحرر الإنزيمات التى بداخلها. وهكذا فحتى لو كانت اختبارات الدم الخاصة بإنزيمات الكبد أو بروتينات الكبد نتيجتها طبيعية، فإن هذا لا يعنى أن الكبد يعمل بالكفاءة الكاملة التى تمنح المرء الشعور الحقيقى بالسلامة البدنية.

وغالباً ما تكون أولى علامات خلل وظائف الكبد الحيوية / الكيميائية عبارة عن ارتفاع مستويات الدهون فى الدم، وذلك عندما تكون قراءة

الكوليسترول فى حالة الصيام أعلى من 212 ملليجراماً لكل ديسيلتر، وقراءة ثلاثى الجليسريد أعلى من نسبة 177 ملليجراماً لكل ديسيلتر.

أعراض خلل وظائف الكبد خللاً طفيفاً

الأعراض الشائعة التى تنتج عن خلل وظائف الكبد هى عسر الهضم، انتفاخ البطن، الغثيان، خاصة بعد تناول الأطعمة الدهنية. زيادة الوزن فى المنطقة المحيطة بالبطن، والإمساك. وما يعرف ب “ القولون العصبى “ حيث تكون أنشطة الأمعاء غير مستقرة، وتتراوح من الإسهال إلى الإمساك، الذى يكون مصحوباً بانتفاخ البطن واحتباس الريح بها، ويرجع ذلك كله إلى خمول الكبد. فإذا ما استيقظت فى الصباح وشممت نفساً ذا رائحة كريهة يخرج من فمك أو وجدت لسانك مغطى بطبقة من الإفرازات والفضلات، فلا جدال أن كبدك بحاجة للمساعدة.

الإحباط وتشوش الذهن

وطالما كان الكبد خاملاً فإن مقادير مفرطة من العناصر الغذائية المسممة ستشق طريقها نحو تيار الدم، مما سيؤثر على وظائف المخ، الشيء الذى يؤدى بدوره إلى سوء الحالة المزاجية، والإحباط، وتشوش الذهن. وهكذا لا يعمل تركيزك وذاكرتك بنفس الكفاءة التى كانا عليها حين كان كبدك قادراً على الاحتفاظ بالتركيب الحيوى / الكيميائى للدم فى حالته السليمة.

الحساسية

إن الحالة السيئة لوظائف الكبد تجلب أنواع الحساسية المختلفة أو تجعلها تتفاقم، تلك الأنواع مثل: حمى القش، البثور، والطفح الجلدى، والربو. ينطبق هذا بشكل خاص على من بدأ يعانى الحساسية لأول مرة فى منتصف العمر، ومن واقع خبرتى العملية وجدت أن تلك الحالات تتحسن تدريجياً عندما يتم التخلص من الأطعمة والسموم التى تحمل الكبد ما لا يطيق.

وقد لاحظت أن المصابين بأمراض المناعة الذاتية (على سبيل المثال: داء الذئبة الاحمرارية المنتشرة بالبدن ككل، التهاب الشرايين المتعدد، التهاب المفاصل المتعدد، واضطرابات أخرى فى الأنسجة الضامة) غالباً ما يعانون من الحساسية قبل ظهور أعراض مرض المناعة الذاتية، ولاحظت كذلك أنه فى حالات أمراض المناعة الذاتية يكون النظام الغذائى للمرضى فيه نسب عالية من الأطعمة المحتوية على كيماويات مخلقة صناعياً مثل مكسبات الطعم الصناعية، المواد المحلية، المواد الحافظة ومكسبات اللون الموجودة فى بعض الأطعمة مثل شراب الكولا، الحلوى، الآيس كريم، البسكويت، شرائح البطاطس (الشيبسى) والأطعمة الخفيفة، وتتركز تلك المواد الكيماوية فى الكبد، إلى أن تفر فى النهاية من الحاجز الذى يقوم بالتنقية والحماية فى خلايا الكبد وتتدفق داخل تيار الدم. ثم تتجمع تلك المواد الكيماوية بعدئذ فى وحدات داخل خلايا أعضاء الجسم الأخرى والعضلات والمفاصل، وهكذا تصير أنسجتنا تدريجياً ملوثة “ كيماوياً “.

ولا يعود جهازنا المناعى قادراً على التعرف على تلك الخلايا الملوثة كيماوياً كجزء طبيعى من أجسادنا، بل على العكس يعتبرها كأجزاء غريبة على الجسد وتستحق التدمير، وهكذا يفرز أجساماً مضادة لتهاجم خلايانا نفسها. وهذا هو منشأ أمراض الجهاز المناعى ويفسر المفارقة الكامنة وراء أن جهازنا المناعى يضيع جهده سدى فى مهاجمة الأنسجة ذاتها المفترض به حمايتها فى الأساس.

نوبات الصداع

ويمكن أن يؤدى الكبد الخامل أو المسمم إلى الإصابة بنوبات الصداع، وللأسف فإن المسكنات التى يتم تناولها غالباً فى حالات الصداع تزيد من حجم الضغط على الكبد، وذلك لأن الكبد هو العضو المسئول عن إذابة وتحليل جميع العقاقير.

ضغط الدم العالي أو احتباس السوائل

إن ضعف وظائف الكبد قد يتبدى فى صورة ضغط الدم العالي أو احتباس السوائل، وهو ما يصعب السيطرة عليه بالعلاج بالعقاقير. والسبب فى هذا أن الكبد هو المسئول عن تكسير وإذابة هرمون الألدوستروين الذى تفرزه الغدة الكظرية. وارتفاع معدل الألدوستروين يسبب احتباس الصوديوم وينقص من البوتاسيوم، وهذه الحالات من عدم توازن المواد المسئولة عن نقل الأيونات الكهربائية ترفع ضغط الدم. كما يتحكم الكبد أيضاً بمستوى الدهون والبروتينات فى الدم، وإذا ارتفعت نسبتها، يصير الدم لزجاً أو غليظ القوام مما يرفع ضغط الدم. إن ارتفاع ضغط الدم يمثل خطورة ويزيد من تعرضك لخطر الأزمات القلبية والسكتات الدماغية.

نقص نسبة السكر فى الدم

وهناك مظهر آخر لأعراض الكبد المتعب وهو نقص نسبة السكر فى الدم، أو عدم استقرار مستويات السكر فى الدم. ويمكن لهذا أن يسبب تقلبات حادة فى مستويات السكر فى الدم، مع انخفاض معدلات الجلوكوز، ومن شأن هذا أن يجلب الإرهاق، والدوار، وعدم القدرة على التركيز، واشتهاء تناول السكر. ويكون هذا الاشتهاء للسكر عند أقصى حد، حتى إن كثيراً ممن يعانون منه يتحولون إلى مدمنين للسكريات مثل الشيكولاتة والآيس كريم، ولا يستطيعون السيطرة على اشتهائهم للسكر، تماماً مثل مدمنى الكحوليات الذين لا يسعهم السيطرة على أنفسهم بمجرد تجرع الرشفة الأولى من المسكرات. ولا عجب أن هؤلاء الذين يعانون نقص معدلات السكر فى الدم عادةً ما يصابون بمشكلة زيادة الوزن وأيضاً بفطر الكانديدا. يقوم الكبد السليم بتحويل ما فى الطعام من سكر (الجلوكوز) إلى مادة قابلة للتخزين تسمى “ الجليكوجين “ ويحتفظ بها حتى وقت الحاجة إليها. وعندما تنخفض معدلات السكر فى الدم يقوم الكبد السليم على جناح السرعة بإفراز الجلوكوز من الجليوكوجين المخزن وتحريره فى الدم، وهكذا يحول دون الانخفاض المتسارع لمعدلات السكر فى الدم. وهكذا تتضح أمام عيوننا العلاقة ما بين الكبد الخامل وعدم استقرار معدلات السكر فى الدم، التى يمكنها أن تؤدى إلى إدمان السكريات، وزيادة الوزن، والبول السكرى، والإصابة بفطر الكانديدا.

عدم القدرة على احتمال الأطعمة الدهنية

ومن الشائع أن يتبدى اختلال وظائف الكبد فى صورة عدم القدرة على احتمال الأطعمة الدهنية. فإذا كنت تطعم كبدك بما يزيد على الحد من الدهون الضارة والمشبعة، فسيحاول الكبد ضخها خارج جسدك من خلال العصارة المرارية التى تنقلها إلى المرارة ومنها إلى الأمعاء الدقيقة. وسوف يزيد هذا من مقدار الكوليسترول فى العصارة المرارية، وقد يؤدى إلى تكوين الحصوات فى المرارة وتلك الحصوات عبارة عن كوليسترول متصلب، ويؤدى كذلك إلى التهابات المرارة. ومادام كبدك لا يعمل بكفاءة فإنه لن يصنع ما يكفى من أملاح العصارة المرارية لكى تتمكن من الاحتفاظ بالكوليسترول ذائباً ومن ثم قد تتكون حصوات فى المرارة. وهكذا فقد يؤدى اختلال وظائف الكبد إلى أمراض المرارة وتكوين الحصوات المرارية. وتسبب أمراض المرارة عدم احتمال الأطعمة الدهنية والغثيان وآلام أعلى البطن قد تنتشر إلى الظهر وإلى الكتف اليمنى.

الإجهاد

وثمة عرض آخر من أعراض خمول الكبد ألا وهو الإجهاد، وهو ما يندرج عادةً تحت قائمة الأمراض المهملة ؛ لأن حالة الإجهاد الدائم لا يظهر لها تشخيص واضح بعد أن ييأس المرضى من التوصل لسبب تدهور حالتهم الصحية، وأجد فى 99% من تلك الحالات أن التاريخ الغذائى لهم هو المفتاح لحل المشكلة، فهؤلاء المرضى يتناولون الدهون الضارة والمشبعة بكميات كبيرة، وما لا يكفى من الخضراوات غير المطبوخة والفاكهة الطازجة. وكما لاحظنا من قبل، فإن الكبد والجهاز المناعى تجمعهما علاقة وثيقة، كأنهما زوجان: كل منهما مستقل عن الآخر ولكنه يجد سعادته فى الاعتماد على رفيقه الآخر. وللتخلص من حالة الإجهاد الدائم لابد من رفع الحمل الشاق عن الجهاز المناعى، وذلك عن طريق تنظيف الكبد.

ارتفاع درجة حرارة الجسد

وهناك عرض شائع حين يكون الكبد متسمماً أو حين يبذل جهداً شاقاً، ألا وهو ارتفاع درجة حرارة الجسد، وقد يكون مصحوباً بالعرق أو انبعاث رائحة خاصة من الجسد. فإذا أحسست بارتفاع درجة حرارتك فقد لا يكون الأمر مجرد سخونة عادية أو عوامل الطقس، بل قد يكون كبدك فى حاجة إلى تنظيف.

إذا كانت حالة وظائف الكبد لديك سيئة، فسوف تجد أن قابليتك للعقاقير المختلفة مثل المضادات الحيوية أصبحت أقل. وقد تعتريك حساسية عالية تجاه العديد من العقاقير، والتى كنت تتناولها فيما سبق دون أية مضايقات.