يقول جايمس برايلي، دكتور في الطب، اختصاصي في أمراض الحساسية في بوكا رايتون، فلوريدا، إن العلاجات البديلة يجب أن تكون خيارك الأول للسيطرة على الألم المزمن وليس الأدوية الموصوفة أو غير الموصوفة.
ويؤكد: “في ما خلا حالات الألم الشديد، كالألم الحاد الناتج عن كسور العظم المتعددة أو الألم المزمن للسرطان المستعصي، نادرا ما يكون ثمة سبب لاستعمال المسكنات التقليدية للسيطرة على الألم المزمن واستبعاد وسائل العلاج البديلة”.
ولكن ما الضرر من استعمال الأدوية لتخفيف الألم المزمن؟ في الواقع، تتسبب التأثيرات الجانبية للعقاقير المضادة للالتهاب غير الستيروييدية (NSAIDS) بوفاة أكثر من 7.000 شخص سنويا وبإيذاء آلاف غيرهم، استنادا إلى دراسة أجرتها المؤسسة الأميركية لأمراض المعدة والأمعاء وGD Searle and Company.
واستنادا إلى د. برايلي، ثمة علاجات بديلة لا تقل فاعلية عن الأدوية الموصوفة وغير الموصوفة في السيطرة على الألم المزمن. (ولكن استشر طبيبك قبل إيقاف أية أدوية موصوفة).
دليل العناية الطبية
هناك عشرات من الحالات المرضية التي تسبب ألما مزمنا، بما في ذلك التهاب المفاصل، الصداع المزمن، ألم الظهر، الألم العضلي الليفي، وإصابات الالتواء المتكررة. واستنادا إلى جايمس برايلي، دكتور في الطب، اختصاصي في أمراض الحساسية في بوكا رايتون، فلوريدا، عليك استشارة الطبيب عند الشعور بأي ألم لا يستجيب إلى وسائل العلاج التقليدية أو البديلة، أو يقترن بدم في البراز، نقصان غير مفسر في الوزن، نوبات صرع، ارتفاع في الحرارة، أو تصلب في العنق، أو يوقظك تكرارا من النوم، أو تتغير نوعيته أو تكراره أو حدته.
5-HTP: يأمر الدماغ بالشعور بألم أقل
تعمل هذه المادة الطبيعية (واسمها الكامل 5 – هيدروكسيتريبتوفان) على رفع معدل ناقل عصبي، أو مادة كيميائية دماغية، تدعى سيروتونين. فانخفاض معدل السيروتونين يشير إلى انخفاض في عتبة الألم. بمعنى أنك تشعر بالألم بشكل أسرع وأكثر حدة ولمدة أطول من الأشخاص الذين يملكون معدلا طبيعيا من هذه المادة، كما يشرح د. برايلي.
أضف إلى أن ارتفاع معدل السيروتونين يساعد على النوم بعمق أكبر. وفي ذلك يقول: “النوم العميق هو ظاهرة مضادة للألم. والأشخاص الذين لا ينامون لساعات كافية هم أكثر عرضة للألم المزمن”.
وقد استعمل الأطباء 5-HTP لعلاج الألم العضلي الليفي والصداع النصفي والأعراض الشبيهة بالتهاب المفاصل. “فزيادة نسبة السيروتونين بواسطة 5-HTP تساعد على تخفيف الألم المزمن أو حتى إزالته”، كما يؤكد د. برايلي. وهو يوصي بتناول 200 ملغ أو أقل في اليوم. ولكن بما أن العلاج لا يزال تجريبيا، وآثاره الطويلة الأمد لا تزال غير معروفة، لا تستعمله من دون إشراف الطبيب.
الفيتامين ب6: وسيلة أخرى لرفع مستوى السيروتونين
هذا الفيتامين هو “عامل مساعد” على إنتاج السيروتونين، كما يشير د. برايلي. ويقول: “تظهر الدراسات بأن الفيتامين ب6 يساعد على إزالة الألم المزمن ومتلازمات الألم المزمن”. ويوصي باستعمال مكمل قوي من المركب – ب يؤمن لك جرعة يومية بمقدار 50 ملغ من معظم الفيتامينات ب.
MSM: احصل على الكبريت الذي يحتاج إليه جسدك لتخفيف الألم
هل تكثر من أكل الأطعمة المصنعة؟ هل أنت معرض لضغط متواصل؟ أنت إذا مواطن من النموذج الأميركي. ويرى د. برايلي أن هذين العاملين الحياتيين يستنفدان مخزون الجسد من الكبريت، وهو مغذّ حيوي مضاد للالتهاب والألم ويشفي الأنسجة.
“برأيي، الكبريت هو مغذّ أساسي أهمله الطب التقليدي”، كما يعتقد. فـ MSM (ميثيلسولفونيلميثان) يساعد على شفاء النسيج الضام وإنتاج الأحماض الأمينية المحتوية على الكبريت، المزيلة للسموم والمخففة للألم، كما تخفف الالتهاب بشكل كبير.
ومن شأن المكملات المتنوعة المحتوية على الكبريت أن تساعد على تخفيف ألم التهاب المفاصل، “ولكن MSM هو أفضل مصدر للكبريت بين جميع المكملات وهو الأقدر على تخفيف الألم. بالتالي، يجب أن يدخل في برنامج علاج أي مصاب بالألم المزمن”، يؤكد د. برايلي. ويوصي بتناول 500 ملغ ثلاث مرات في اليوم، كجرعة أولية.
عشبة بخورية (BOSWELLIA): مضاد قوي للالتهاب
توقف هذه العشبة إنتاج المواد الالتهابية المعروفة باسم لوكوترينات (leukotrienes)، مخففة بذلك الالتهاب والألم، كما يعتقد د. برايلي. ويضيف: “وخلافا لمسكنات الألم، هي لا تؤكد خطر النزف المعدي المعوي والقرحة والفشل الكلوي”. ويوصي بتناول 250 ملغ ثلاث أو أربع مرات في اليوم طيلة وجود الألم. واستعملها في مستحضر معير يحتوي على 37.5 إلى 65 بالمئة من أحماض البوزويليك، وهي المكونات الفاعلة في العشبة.
الكركم: استعد عافيتك
يعتبر الكركم، وهو نوع من التوابل الهندية يدخل في صناعة بعض أنواع الخردل، غنيا بالكركمين، أو خلاصة الكركم، التي تخفف من ورم المفصل وتصلبه ومن الألم المزمن لالتهاب المفاصل، تماما كمسكنات الألم، لا بل وأفضل منها، ومن دون تأثيرات جانبية، كما يؤكد د. برايلي.
وتخفف خلاصة الكركم من الألم بحصر عدد من العمليات الالتهابية في الجسم وزيادة جريان الدم في منطقة الألم. ويوصي د. برايلي باستعمال مكمل عيار 200غ مرتين أو ثلاث مرات في اليوم إلى أن يزول الألم.
البروملين BROMLAIN: يعجل وصول الدم إلى الأنسجة المصابة
البروملين هو أنزيم محلل للبروتين، أي مسؤول عن هضم البروتين. وبإمكانه أيضا أن “يهضم” خثرات الدم الصغيرة في الجسم، محسنا بذلك من جريان الدم في المناطق المصابة أو المؤلمة بشكل مزمن، كما يشرح د. برايلي. وهو فضلا عن ذلك، مضاد للالتهاب.
لحالات الألم المزمن، ينصح بتناول 500 ملغ في اليوم. واعثر على مستحضر يحتوي على 1.200 مخثرة للبن، وهو المقياس العلمي لقوة البروملين.
الزنك: يسبب قصوره ألما مزمنا
يرى د. برايلي أن انخفاض مستوى الزنك في الجسم من شأنه أن يسبب ألما والتهابا مزمنين، وميلا للإصابة بالإنتانات التنفسية العليا، وتأخر الشفاء. وهذا النوع من القصور شائع جدا خاصة لدى الأشخاص الذين تجاوزوا العقد الخامس (فمعدل الزنك ينخفض مع التقدم في السن) والأشخاص الذين يكثرون من تناول رقائق الغلوتين، الموجودة في المنتجات المحمصة، والبسكويت الهش ورقائق البطاطس والخبز والمعكرونة. ويوصي من يعانون من الألم المزمن باستعمال مكمل يومي يؤمن 25لى 50لغ من الزنك. واخفض الجرعة اليومية إلى 15لغ (وهذا ما يؤمنه تقريبا مكمل يومي عديد الفيتامينات) بعد زوال الألم.
لآلام ما بعد الجراحة، جرب الجلوتامين
هي حالة محزنة ولكنها مألوفة لدى الجراحين. حيث يخضع المريض (يفوق الستين من العمر عادة) لجراحة كبرى ولا يشفى بشكل جيد، وربما أصيب بإنتان مزمن، وضعف عضلي، وعانى من ألم مستمر. تدعى هذه الحالة متلازمة الألم المزمن ما بعد المعالجة بالجراحة، ويحاول الجراحون تجنبها بواسطة مغذّ يمكنك استعماله بأمان وسهولة بمفردك.
إنه حمض أميني يدعى الغلوتامين، وهو المغذي الأساسي لبطانة المعى الدقيق. فتحت ضغط الجراحة، قد تصبح هذه البطانة منفذة أو راشحة، مسببة جميع أنواع المشاكل المؤدية إلى الألم المزمن ما بعد الجراحة، كما يقول جايمس برايلي، دكتور في الطب، اختصاصي في أمراض التحسس في بوكا رايتون، فلوريدا.
ويقول: “إن استعمال مكمل للغلوتامين في الغذاء يحمي بطانة الأمعاء وذلك بزيادة إنتاج البروتين (الذي يساعد على منع ضعف العضلات)، تحسين امتصاص المغذيات، مضاعفة كمية هورمون النمو (الذي يعد مادة طبيعية مسكنة للألم يصنعها الجسم)، تنشيط الجهاز المناعي، وتعجيل عملية الشفاء وإزالة السموم”.
وعلى المرضى أن يبدأوا باستعمال الغلوتامين قبل أسبوعين من الجراحة، فيضيفون ملعقة صغيرة كاملة (حوالى 4 غرامات) من مسحوق الغلوتامين إلى كوب من الماء سعة 8 أونصات (227 سم3)، ويتناولونه ثلاث إلى خمس مرات في اليوم، بحيث يعادل المأخوذ اليومي ما بين 12 و20 غراما. وعليهم الاستمرار بتناول هذه الجرعة بعد الجراحة حتى زوال الألم والالتهاب. بعد ذلك، ينصح د. برايلي بجرعة وقائية تتراوح بين 4 و8 غرامات في اليوم للأشخاص الذين يتعاطون الكحول، الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيروييدية لأي سبب، يبذلون مجهودا قويا في ممارسة الرياضة، يتعرضون بضغط قوي، أو يحملون فيروس الإيدز.
وتجدر الإشارة إلى أن الغلوتامين لا يشتمل على تأثيرات جانبية. ولكن يحظر د. برايلي استخدامه على الأشخاص الذين هم في المرحلة النهائية من فشل الكبد أو الكلى.