البكاء على اللبن المراق لا يفيد، كما أن الندم على السجائر التي دخنتها لا يمحو أثرها. فالتدخين مدى الحياة هو المسؤول الرئيسي عن انتفاخ الرئة والتهاب الشّعب المزمن، وهما مرضان رئويان متشابهان يدرجهما الأطباء تحت داء الانسداد الرئوي المزمن.
وكلاهما يسبب قصرا طفيفا إلى حاد في النفس ولا يمكن شفاؤهما. ولكن من المفيد تأخير تقدم هذه الأمراض كي لا يضطر المريض إلى تناول الستيرويدات القشرية، وهي أدوية قوية تساعد على التنفس ولكنها تسبب مجموعة واسعة من التأثيرات الجانبية المدمرة، كترقق العظم وداء السكر.
أضف إلى أنك بحاجة إلى تقليص خطر تفاقم التلف الرئوي الناجم عن الإنتان التنفسي، لأن مشكلة تنفسية “بسيطة” قد تتأزم وتتحول إلى ذات الرئة مسببة خطرا على حياة المريض.
وتساعد وسائل العلاج البيتية البديلة على تحقيق ذلك، برأي جوآن لومباردي، دكتورة في الطب، اختصاصية في الأمراض الرئوية في بيلمونت، كاليفورنيا. وتقول: “لا يمكنك إعادة رئتيك إلى طبيعتهما من جديد. ولكن من شأن وسائل العلاج البديلة والغذائية أن تساعد الطب التقليدي في سعيها إلى مضاعفة وظيفة الرئتين والوقاية من الإنتانات التنفسية”.
دليل العناية الطبية
تحذير: لا تستعمل العلاجات البديلة المذكورة إلا كجزء من برنامج علاج يراقبه ويشرف عليه طبيب مؤهل بالاشتراك مع طبيب بديل مؤهل، كلاهما خبير في العناية بحالتك. واستشر طبيبك التقليدي قبل تغيير العلاجات أو الأدوية الطبية التقليدية أو إيقافها، وأبق جميع أطبائك التقليديين و/أو البديلين مطلعين على جميع أنواع العلاج التي تتلقاها.
يعتبر انتفاخ الرئة والتهاب الشّعب المزمن من الحالات الخطيرة التي تحتاج إلى متابعة طبية، استنادا إلى أندرو رايز، دكتور في الطب، مدير إعادة التأهيل الرئوي في جامعة كاليفورنيا، سان دييغو. وإن تفاقمت الأعراض، أو عانيت من احتقان رئوي أو قصر في النفس أو تورم في الساقين، اقصد الطبيب في أسرع وقت ممكن.
وبرامج إعادة التأهيل الرئوي المستعملة في معظم المستشفيات تعلم المرضى كيفية مضاعفة فاعلية الأدوية والطريقة الفضلى لاستعمال العلاج بالأكسجين، وعند الضرورة، كيفية متابعة برنامج حيوي لتمارين هوائية وتمارين تدريب للقوة.
في الوقت نفسه، يساعد العلاج البديل من قبل مختص على منع المرض من التفاقم، برأي جوآن لومباردي، دكتورة في الطب، اختصاصية في الأمراض الرئوية في بيلمونت، كاليفورنيا. ويشتمل ذلك على تعليم في مجال التاي تشي أو الكيغونغ وفي التأمل “الواعي” لتخفيف الذعر الناتج عن قصر النفس. هذا بالإضافة إلى إجراء فحوصات لكشف التحسس تجاه الأطعمة الذي قد يزيد الحالة تعقيدا، ووضع برنامج غذائي شامل، وتقديم المشورة لتنظيف بيئتك البيتية تجنبا لمزيد من الضغط على الرئتين.
مسحوق البروتين: تجنبا لمشاكل التنفس
كثير من مرضى انسداد الرئة المزمن يعانون من سوء التغذية، برأي د. لومباردي التي تقول: “أعتقد بأنه المسؤول الأول عن تراجع وظيفة الرئة لدى هؤلاء”.
ويعتبر سوء التغذية، الذي يضعف أيضا الجهاز المناعي، مشكلة بالنسبة إلى مرضى الانسداد الرئوي المزمن لأنهم قد ينزعجون من الأكل. فهو يدفع المعدة إلى الضغط على الحجاب الحاجز، وهو حجاب من العضلات يقع تحت الرئتين وفوق الأعضاء الهضمية، والذي يساعد في التنفس. وهذا ما يسبب قصرا أكثر حدة في النفس، كما تشير د. لومباردي. وتضيف: “أعتقد بأن علاج سوء التغذية يكمن في إعطاء كثير من السعرات الحرارية والبروتين بأقل حجم ممكن”.
وهذا ما تفعله مشروبات البروتين، برأيها. ابدأ نهارك بتناول مسحوق البروتين، امزجه في الخلاطة مع الحليب الخالي من الدسم أو عصير الفاكهة، كما تنصح د. لومباردي. واتبع التعليمات الخاصة بالجرعة على الوصفة.
المسحوق الأخضر: كثير من الغذاء في حجم أقل
حين تحضر شراب البروتين، أضف إليه مسحوق “شراب أخضر” غني بالمغذيات مصنوع من عشب الشعير والطحالب الخضراء أو غيره من الأطعمة النباتية الغنية بالكلوروفيل. وستؤمن لك التركيبة كمية وافرة من البروتين والسعرات الحرارية فضلا عن كثير غيرها من المغذيات والأنزيمات والعناصر التي تقوي التفاعلات البيوكيميائية في الجسم.
وتفضل د. لومباردي مستحضرات Green Magma وKyogreen. امزج من ملعقة إلى ثلاث ملاعق صغيرة منه مع مسحوق البروتين. حينئذ، هناك عنصر واحد أكثر يمكن إضافته إلى هذا المزيج من الفطور الصباحي.
بذر الكتان: يخفف الالتهاب
يعتبر بزر الكتان غنيا بالأحماض الدهنية أوميغا – 3، التي تؤدي دورا في تخفيف الالتهاب وتسهيل التنفس، استنادا إلى د. لومباردي. امزج في الخلاطة ¼ فنجان من بزر الكتان مع شرابك الصباحي. ويمكنك طحن البزور في مطحنة القهوة، كما تنصح، واحفظ ما يبقى منها في علبة غير شفافة في الثلاجة منعا لفساده.
مضادات التأكسد: حماية قصوى للرئتين
تبين الأبحاث أن المدخنين الذين يستهلكون نسبة أكبر من الفيتامين هـ وغيره من المغذيات الأساسية في غذائهم هم أقل عرضة للإصابة بداء الانسداد الرئوي المزمن. ويرجع السبب إلى أن هذه المغذيات هي مضادات تأكسد توقف دمار الخلايا الرئوية الشبيه بالصدأ والذي يسببه دخان السجائر.
وتعتقد د. لومباردي أن مضادات التأكسد تساعد أيضا على حماية مريض انتفاخ الرئة أو التهاب الشّعب المزمن من الانحطاط المتزايد في وظيفة الرئة. وإليك توصياتها في هذا المجال.
• الفيتامين ج: 500 إلى 1.000 ملغ ثلاث مرات في اليوم
• الفيتامين هـ: 400 إلى 800 وحدة دولية يوميا. ابحث عن مستحضر يحتوي على التوكوفيرول، وهو الشكل الأكثر فاعلية من المغذي.
• السيلينيوم: 200 ملغ في اليوم.
• الأنزيم المساعد Q10: 10 إلى 50 ملغ ثلاث مرات في اليوم.
التورين TAURINE: للحماية من الملوثات
من شأن هذا الحمض الأميني أن يساعد على حماية الرئتين من الملوثات كالأوزون، برأي د. لومباردي. اتبع التعليمات الخاصة بالجرعة على الوصفة. ويمكنك تناول ما يصل إلى 1.500 ملغ في اليوم، كما تقول د. لومباردي، ولكن إن تناولت أكثر من 500 ملغ في اليوم، قسم الجرعات.
المغنيسيوم: يقوي عضلات التنفس
يشترك معدن الماغنيزيوم في مئات العمليات البيوكيميائية، بما في ذلك الحفاظ على التقلص العضلي الطبيعي.
وتقول د. لومباردي: “من شأنه أن يقوي عضلات الهيكل العظمي المشتركة في التنفس كما يريح الشّعب الهوائية، وهي الأنابيب المؤدية إلى الرئتين”. وتوصي بتناول 300 إلى 500 ملغ في اليوم مقسمة على ثلاث جرعات.
الكارنيتين CARNITINE: مساعد آخر للتنفس
إن تناول 250 ملغ من الكارنيتين مرة إلى ثلاث مرات في اليوم قد يساعد أيضا على تقوية عضلات الهيكل العظمي، برأي د. لومباردي.
الكاروتين CAROTENES: كل ألوان الطبيعة
يعتقد بأن للكاروتين المأخوذ من مصادر غذائية مفعولا مضادا للتأكسد يحمي من التلف الرئوي، كما تشير د. لومباردي. تناول بالتالي أطعمة غنية باللون الطبيعي، كالليمون الأحمر، الفلفل الأصفر، الخضار الورقية الخضراء الداكنة، ومختلف أنواع القرع.