إن كنت تعاني من احمرار في اللثة يرافقه ورم ونزف عند تنظيف أسنانك بالفرشاة أو الخيط، تلك إشارة إلى أنك مصاب بمرحلة مبكرة من داء اللثة، أو ما يعرف بالتهاب اللثة. وتنتج هذه الحالة عن توضع الجير، الذي يغلف الأسنان بسرعة فيرخي السن ويدمر اللثة.
ومن شأن استعمال الفرشاة والخيط أن يساعدا على إزالة الجير، غير أن مزاولي الطب البديل ينصحون بخطوات للوقاية من داء اللثة أو شفائه. أضف إلى ذلك أن المثابرة على تنظيف الأسنان قد لا تمنع التهاب اللثة، وهي حقيقة قد لا تسمعها من طبيب الأسنان التقليدي. وسنشرح كيفية ذلك – وما عليك القيام به – لاحقا، ولكن إليك أولا بعض النصائح للحفاظ على صحة اللثة.
دليل العناية الطبية
إن كنت تعاني من التهاب اللثة عليك أن تعرض نفسك على طبيب أسنان. فإن إهمال علاج التهاب اللثة من شأنه أن يتطور مسببا التهاب محيط الأسنان، وهي حالة يؤدي فيها تراجع اللثة وضعف العظم إلى إسقاط الأسنان.
إلا أن التهاب اللثة يشير أيضا إلى مشكلة صحية خفية، برأي مايكل ليبلت، دكتور في الطب الطبيعي، دكتور في طب الأسنان، معالج طبيعي وطبيب أسنان في سيباستوبول، كاليفورنيا. فقد يشير الالتهاب إلى مشكلة جسدية ناتجة عن غذاء غني بالدهون، يفتقر إلى المغذيات، أو عن كثرة الإجهاد النفسي، أو الملوثات البيتية، أو عن أسباب أخرى عديدة.
لإعادة التوازن إلى الجسم، ينصح د. ليبلت برؤية معالج طبيعي مدرب على العلاج الشامل للجسد. ويوصي باختيار طبيب متخرج من جامعة باستير أو من الكلية الوطنية للطب الطبيعي، فكلتاهما تفرض برنامجا تدريبيا صارما يمتد على أربع سنوات.
الملح: محلول مركز
لا يمكن لفرشاة والخيط أن يزيلا جميع البكتيريا التي تعيش على اللثة، بل يتوجب عليك قتل تلك الجراثيم. وأحد الأسلحة المستعملة في ذلك هو الملح، الذي يجفف تلك المخلوقات المروعة.
وفي ما يلي محلول للحفاظ على صحة اللثة يصفه دايفيد كينيدي، دكتور في طب الأسنان، طبيب أسنان في سان دييغو.
ضع ½ باوند (227 غ)من بيكربونات الصودا و½ باوند (227 غ) من الملح في زجاجة فارغة. املأ الزجاجة بالماء الدافئ ثم خضها جيدا وضعها جانبا. بعد دقائق ستتكون في قعر الزجاجة طبقة رقيقة من الملح والصودا اللذين لم يذوبا في الماء.
بذلك تكون قد حصلت على محلول مالح مركز، تحد فيه كلّ ذرة من الماء ذرة من الملح. وفي حال لم تر طبقة من بقايا الملح والصودا، أضف منهما المزيد إلى أن تتكون. وقبل أن تستعمل المحلول مباشرة أضف ملعقة صغيرة أو اثنتين من محلول بيروكسيد الهيدروجين المركز بنسبة 3 بالمئة، للمساعدة على قتل البكتيريا وتعقيم اللثة.
املأ حقنة فموية بالمحلول. وجه رأس الحقنة على كل سن ومرره على محيطه ومن ثم على اللثة بلطف. ولا تبتلع المحلول أثناء ذلك.
أضف فنجانا من الماء إلى الزجاجة بعد كل استعمال. وعليك أن تستعمل محتواها 10 مرات، ثم تحضر محلولا جديدا.
ويقول د. كينيدي: “عندما ينظف مرضاي أسنانهم بالخيط والفرشاة ثم يستعملون هذا المحلول المطهر فإنهم يزيلون نسبة كبيرة من البكتيريا المسببة لداء اللثة من أسنانهم. فاستنادا إلى الإحصاءات، أكثر من 50 بالمئة من الأميركيين يعانون من التهاب اللثة. ولو اتبعوا هذا العلاج، يكونون قد اتخذوا خطوة تجاه إبطاء تقدم المرض”.
الأعشاب والزيوت العطرية: مزيج شاف
للمساعدة على تخفيف التهاب وورم اللثة استعمل مزيجا من الصباغات العشبية والزيوت العطرية، كما يشير غاري فيريغين، دكتور في طب الأسنان، طبيب أسنان في إسكالون، كاليفورنيا. امزج 2½ أونصة (710 سم3) من كل من صباغ لحاء ردبكية مخروطية الزهر، الصعتر، والقرفة مع أربع إلى ست نقاط من كل من زيت الأوكاليبتوس والخزامى والنعناع والغليسيرين النباتي.
اغمس عودا لتنظيف محيط السن – وهو عبارة عن عود أسنان خشبي ذي يد بلاستيكية – في المحلول ونظف بلطف الشق اللثوي الذي يحيط بكل سن وذلك بإدخال العود بموازاة السن. نظف بلطف المنطقة الممتدة تحت خط اللثة لكل سن، مع الحرص على عدم خدش النسيج اللثوي. نظف لثتك بهذه الطريقة كل مساء قبل الخلود إلى النوم، كما ينصح د. فيريغين. ويشير على أن هذا التنظيف غير مؤلم، إلا أن المرات الأولى قد تسبب الإزعاج إن كانت اللثة ملتهبة.
وفي حال لم تكن تملك الوقت أو الطاقة أو الرغبة لإعداد هذا المزيج، فكر بشراء مستحضر مطهر للثة والأسنان يحتوي على جميع المكونات المذكورة، ويوصي به د. فيريغين، ورايد وينيك، دكتور في طب الأسنان، طبيب أسنان بديل في نيويورك، وجايمس ميدلوك، دكتور في طب الأسنان، طبيب أسنان لا يستعمل الزئبق في وست بالم بيتش، فلوريدا.
ويقول د. فيريغين أنه بإمكانك استعمال مستحضر Tooth and Gum Tonic مع عود التنظيف كما هو مذكور أعلاه.
كما يمكنك استعماله برأي د. ميدلوك كغسول للفم، في حقنه، أو للتنظيف بالفرشاة (ما عليك سوى وضع بعض من المحلول في كفك وبل الفرشاة به).
الحقنة الفموية الممغنطة: لتنظيف الجير
تعمل الحقن الفموية العادية على تنظيف “جيوب” اللثة المريضة التي تعيش فيها البكتيريا، بعمق. إلا أن الحقنة التي تحتوي على مغناطيس في مقبضها يتعدى عملها مجرد التنظيف، كما يشير د. وينيك. فهي تستقطب المياه فتعطي السن شحنة إيجابية والبكتيريا شحنة سلبية. وقد أظهرت إحدى الدراسات بأن المرضى الذين استعملوا الحقنة الممغنطة عانوا من الحصى، وهي الطبقة الصلبة من الجير التي تتكون على السن، بنسبة أقل بـ 64 بالمئة من الأشخاص الذين استعملوا الحقنة العادية.
وتتوفر الحقن الممغنطة في بعض متاجر الأطعمة الصحية كما يمكن الحصول عليها من قبل موزعين على البريد الإلكتروني.
علاج داء اللثة من جذوره
ماذا لو كنت تنظف أسنانك بالفرشاة والخيط بانتظام، وتعاني مع ذلك من التهاب اللثة – احمرار وورم وقابلية للنزف؟ في هذه الحالة قد لا تكون المشكلة في فمك بل في معدتك (وباقي الجهاز الهضمي).
ذلك هو رأي مايكل ليبلت، دكتور في الطب الطبيعي، دكتور في طب الأسنان، معالج طبيعي وطبيب أسنان في سيباستوبول، كاليفورنيا. “فحتى لو بذل الناس مجهودا في بيوتهم للحفاظ على صحة لثتهم، فإنهم يحدثون عدم انسجام هضمي إن كان غذاؤهم غير سليم – غني بالدهون والسكر، يفتقر إلى الألياف، ويركز على الأطعمة المعالجة عوضا عن الكامل منها. وهذا ما يؤثر سلبيا على حالة الفم”.
والواقع أن كثيرا من الأطباء البديلين يتفقون معه. وإليك مقترحاتهم لعلاج اللثة بتغيير الغذاء.
الغذاء: خفف من الحرارة
استنادا إلى الطب الصيني القديم، فإن الهضم غير السليم يحول المعدة إلى مرجل بخاري يصدر غازات سامة ترجع إلى أعلى الجسد وتتلف أنسجة اللثة. ومن أجل “تبريد” المعدة، يقترح د. ليبلت الإكثار من أكل السلطة والفاكهة، خاصة في موسمها، وتخفيف الأطعمة الدهنية، الحلوة والحارة. وأفضل المأكولات الباردة، برأيه، هو الشمام والخيار والرشاد والتوفو.
حساء فول الصويا المطيب (الميزو): يبرد المعدة
إعداد هذا الحساء هو أسهل بكثير من إعداد حساء البصل الفرنسي. اغل فنجانا من الماء واتركه يبرد إلى أن تصبح قادرا على وضع إصبعك فيه من دون أن تحترق. ثم صبه في سلطانية وذوب فيه ملعقة طعام من عجينة من فول الصويا المطيبة مأخوذة من المطبخ الآسيوي. ويمكنك إيجاد هذه العجينة في معظم متاجر الأغذية الصحية والسوبرماركت. ويقول د. ليبلت: “هذا الحساء هو مبرد ممتاز للمعدة”.
البروتين: لا تفرط في استهلاكه
إن ارتفاع معدل البروتين في الغذاء يغير من تكوين اللعاب ويجعله أكثر قابلية لاستضافة البكتيريا المدمرة للثة، برأي د. فيريغين. لذا فهو يوصي بالحد من مأخوذ البروتين إلى 75 غراما في اليوم على الأكثر. (ولا يعني ذلك أن تصبح نباتيا – بل كن أكثر حذرا. فقرص صغير بحجم 3 أونصات (85.2 غ) من الهامبرغر، مثلا، يحتوي على حوالى 20 غراما من البروتين).
الكافيين والسكر والكحول: تسهل عمل البكتيريا
تضعف هذه الأطعمة الجهاز المناعي وتسهل عمل البكتيريا في تدمير اللثة، كما يقول د. وينيك. والضمانة الأفضل هي بإبعادها تماما عن غذائك.
الفيتامين ج: للثة سليمة
من شأن الهضم غير السليم أن يمنع امتصاص المغذيات – وهي المغذيات نفسها التي تحتاج إليها للحفاظ على صحة لثتك. أحدها هو الفيتامين ج، الذي يساعد الجسم على صنع الكولاجين، وهو الأساس الخلوي لنسيج اللثة.
لحماية لثتك، تناول 1.000 ملغ من الفيتامين ج، كما ينصح د. فيريغين – ولكن ليس دفعة واحدة. بل تناول 500 ملغ مرتين في اليوم، صباحا ومساء.
الأنزيم المساعد Q10: يحسن الدورة الدموية
تساعد هذه المادة على شفاء داء اللثة بزيادة الدورة الدموية وتزويد اللثة بكمية أكبر من الأكسجين، استنادا إلى د. فيريغين. وهو يوصي بتناول 100 ملغ في اليوم.
واحرص على شراء هلام لين يرتكز على الزيت، لكون امتصاصه أسهل، كما ينصح د. وينيك.
بيكنوجينول (PYCNOGENOL): يريح اللثة
هو مضاد للأكسدة مشتق من لحاء الصنوبر، يزيد الدورة الدموية في اللثة عبر تمديد الأوعية الدموية. كما يملك مفعولا مضادا للالتهاب، استنادا إلى د. وينيك. وهو يوصي بتناول ملغ واحد لكل باوند (454 غ) من وزن الجسد ثلاث مرات في اليوم. فمن يزن 150 باوندا (68 كلغ) مثلا، عليه أن يتناول 150 ملغ ثلاث مرات في اليوم.
سولفات الغلوكوزامين (GLUCOSAMINE SULFATE): يصلح التلف
هذه المادة، والتي تساعد على تجديد الغضروف في المفاصل الملتهبة، تساهم أيضا على إصلاح اللثة التي أتلفها المرض، باعتقاد د. فيريغين. تناول كبسولة عيار 300 ملغ ثلاث مرات في اليوم، كما ينصح.
الصبار: يزيل الالتهاب
إن لم تجديك نفعا كل التدابير التي اتخذتها لإيقاف النزف والالتهاب، عالج لثتك بهلام الصبار أو الألوة الصافي، كما تنصح فلورا بارسا ستاي، دكتورة في طب الأسنان، طبيبة أسنان في أوكسنارد، كاليفورنيا. ولكن تحقق وأنت في المتجر من ابتياعك للنوع الذي يمكن استعماله فمويا. ثم استعمله ثلاث إلى أربع مرات في اليوم وذلك بمزج ملعقة طعام من الهلام مع ½ كوب من الماء الفاتر، واغسل به فمك لمدة 30 ثانية، ثم ابصقه، كما توصي.