فيما يتعلق بالصلع الذكوري، يؤكد سبينسر دايفيد كوبرن، مدافع عن حقوق المستهلك في نيويورك، أنه رأى كثيرا من الوعود الكاذبة. إذ يقول كوبرن: “كل علاجات تساقط الشعر تقريبا التي لم توافق عليها منظمة الغذاء والدواء هي مجرد ادعاء، وقليلة هي المصادر التي تعطيك معلومات دقيقة غير محرفة”.
إضافة إلى ذلك، فإن بعض أطباء الجلد برأيه قد سئموا من علاج تساقط الشعر، وغالبا ما يمتنعون عن التعاون مع المريض لوضع برنامج لشفاء المشكلة.
غير أن كوبرن – الذي يعاني من الصلع الذكوري والذي أمضى سنوات وهو يحاول علاج مشكلته – يعتقد بوجود حل طبي تم إثبات فاعليته علميا ومن شأنه شفاء الصلع لدى 66 بالمئة من الرجال الذين يستعملونه، ألا وهو الفيناستيريد (Propecia)، والذي يستعمل أيضا لمشاكل البروستات.
كما يقول إنّ ثمة وسائل علاج بديلة، كالأعشاب والمكملات الغذائية، تؤدي مفعولا جيدا مثل العقار (Propecia) وتحدث فرقا كبيرا لدى الرجال الذين يعانون من تساقط الشعر.
أما بالنسبة إلى تساقط الشعر لدى النساء، والذي يعتبر أكثر تعقيدا وغالبا ما يستدعي تشخيص الحالة وعلاجها لدى طبيب مختص، فيعتقد كثير من خبراء الجمال البديلين بإمكانية حل المشكلة بالعلاجات الطبيعية.
وإليك أولا توصيات كوبرن للعناية الذاتية المختصة بالصلع لدى الرجال، المرتكزة على نتائج البحث العلمي والاختبارات السريرية، والتي خضعت لمراجعة أطباء وتأييدهم.
دليل العناية الطبية
نادرا ما يعتبر تساقط الشعر لدى الرجال خطيرا على الصحة، ما لم يطرأ فجأة على شكل بقع موزعة على الرأس (وهو مرض يصيب جريبات الشعر يدعى بالحاصّة البقعيّة).
والصلع الذي يصيب الرجال هو عادة صلع ذكوري وراثي. فإن كنت تعاني من هذه المشكلة، تتوفر أمامك كثير من الخيارات الطبية، من الأدوية، كالفيناستيريد (Propecia)، إلى زراعة الشعر. وإن قررت اللجوء إلى العلاج الطبي المختص بالصلع الذكوري، اقصد طبيب جلد مستعد للتعاون معك لبحث الخيارات وحل المشكلة، عوضا عن طبيب يستعمل علاجا واحدا لجميع مرضى تساقط الشعر، كما ينصح سبينسر دايفيد كوبرن، مدافع عن حقوق المستهلك في نيويورك للأشخاص الذين يعانون من تساقط الشعر.
أما تساقط الشعر لدى النساء فيصعب تشخيصه. وقد ينتج عن عوامل عديدة، بما فيها الحاصّة البقعيّة، خلل في التوازن الهورموني، انقطاع الحيض، قصور غذائي في البروتينات والأحماض الأمينية، طفيليات معوية، التلف الناتج عن معالجات للشعر، والإجهاد النفسي.
“وعلى المرأة التي تعاني من تساقط الشعر أن تناقش العلاج المناسب مع طبيب ذي توجه نحو الطب الطبيعي أو مع طبيب في المعالجة الطبيعية. فمن شأنه أن يساعد على كشف السبب الحقيقي للمشكلة ووصف العلاج المناسب”، برأي إلسون هاس، دكتور في الطب، مدير Preventive Medical Center of Marin في سان رافاييل، كاليفورنيا.
النخل القصير المنشاري: علاج طبيعي
يرجع الطب الصلع الذكوري إلى هورمون يدعى ديهايدروتيستوستيرون (dihydrotestosterone) أو DHT، وهو ناتج ثانوي للتستوستيرون يقلص جريبات الشعر ثم يقضي عليها مع الوقت. فكلما قلت نسبة الـ DHT التي تصل إلى الجريبات، كثر الشعر. ويعمل الفيناستيريد عبر منع إنتاج الأنزيم 5-ألفا-ريدوكتاز، الذي يحول التستوستيرون إلى DHT.
والواقع أن عشبة النخل القصير المنشاري تؤدي الدور نفسه، إذ تمنع الـ DHT من الارتباط بالمواقع المستقبلة في جريبات الشعر. باختصار، يرى كوبرن أنها قد تساعد على منع تفاقم الصلع وحتى على شفائه.
واستنادا إلى دراسات أجريت على العشبة، ينصح كوبرن الرجال الذين يعانون من تساقط الشعر بتناول 160 ملغ منها كل صباح وجرعة مماثلة مساء. وابحث عن مستحضر “مركز ومطهّر” يحتوي على 85 إلى 95 بالمئة من الأحماض الدهنية والستيرولات (كحول ستيرويدية) التي تضمن فاعليته.
القراص وعشبة البيجيوم PYGEUM: عشبتان مفيدتان
تعمل عشبة pygeum أيضا على حصر إنتاج 5-ألفا-ريدوكتاز، بينما يعرف عن القراص بأنه يضاعف مفعول الـ pygeum. استعمل يوميا 50 إلى 100 ملغ من القراص و60 إلى 500 ملغ من الـ pygeum، والذي يحتوي على 13 بالمئة من الستيرول بيتا، كما ينصح كوبرن.
الزنك: لحماية جريبات الشعر
يوقف الزنك نشاط الأنزيم 5-ألفا-ريدوكتاز كما يساعد على منع الـ DHTمن الوصول إلى جريبات الشعر. ويقول كوبرن: “يساعد هذا المعدن على الوقاية من الصلع الذكوري وعلى علاجه”. ولمنع تساقط الشعر، ينصح الرجال بتناول 60 ملغ في اليوم لمدة 6 أشهر.
الأحماض الدهنية: لبنية وكثافة أفضل
“تعتبر الأحماض الدهنية الموجودة في زيوت بزر الكتان وعباد الشمس وبزر العنب الأسود وزهرة المساء والصويا فعالة لمقاومة العمليات التي تساعد على الصلع لدى الرجال”، برأي كوبرن. وهو ينصح الرجال بتناول ملعقة صغيرة في اليوم من أي من هذه الزيوت.
كما يوصي بتناول كبسولة عيار 500 ملغ من زيت بزر العنب الأسود مرتين في اليوم نظرا لغناه بحمض غاما-لينولينيك (GLA) الذي يعد شرطا أساسيا لصحة الشعر. ويقول: “إن استعملت بزر العنب الأسود، ستلاحظ على الأرجح تحسنا في بنية شعرك وكثافته ونوعيته في غضون 6 إلى 8 أسابيع”.
الشاي الأخضر: يثبط الأنزيم القاتل للشعر
يمنع الشاي الأخضر، شأنه شأن الأعشاب المفيدة للشعر، إنتاج الأنزيم 5-ألفا-ريدوكتاز الذي يسمح لهورمون DHT بتقليص جريبات الشعر وقتلها. تناول فنجانا إلى ثلاثة فناجين يوميا، كما ينصح كوبرن.
مكافحة تساقط الشعر لدى النساء
في طب الأيورفيدا الهندي القديم، يعتبر تساقط الشعر عارضا لخلل في توازن الجسم بأكمله، ناتجا عن عوامل مختلفة ككثرة الإجهاد النفسي أو سوء التغذية أو عن عادات غير صحية، كالتدخين، كما ترى براتيما ريشور، طبيبة المعالجة الطبيعية وخبيرة تجميل في نيويورك.
وتقترح د. ريشور على المرأة التي تعاني من تساقط الشعر أن تمارس الاسترخاء أكثر من المعتاد وذلك بالتأمل بانتظام مثلا، أو باللجوء إلى علاج يساعد على الاسترخاء، كتدليك القدمين.
وتقول: “إن تخفيف الإجهاد النفسي هو أهم العوامل في مكافحة تساقط الشعر”. ومن شأن علاجات الأيورفيدا التالية أن تساعد أيضا على وضع حد للحالة أو شفائها.
غوتو كولا (Gotu Kola): لتهدئة الجهاز العصبي
الغوتو كولا هي عشبة مهدئة من شأنها أن تبطئ عملية تساقط الشعر الناتج عن التوتر أو إيقافه، كما تشير د. ريشو. اتبعي التعليمات الخاصة بالجرعة على الوصفة.
الحلبة FENUGREEK: تساعد على نمو شعر جديد
إن عجينة مصنوعة من ½ ملعقة صغيرة من مسحوق الحلبة و¾ فنجان من حليب جوز الهند غير المحلى من شأنها أن تنشط فروة الرأس وتساعد على نمو شعر جديد، برأي ريشور. ادهني العجينة بنشاط على فروة رأسك، كما تنصح، وغطيها بالنايلون لمدة 30 دقيقة، ثم اغسليها بشامبو لطيف. وتقول: “استعملي هذا العلاج مرتين في الأسبوع لمدة أسبوعين”. ويمكنك إيجاد الحلبة في قسم التوابل في متجر الأغذية.
التدليك: لين فروة رأسك بزيت السمسم
يتجمع التوتر في الرأس على شكل حرارة، أو ما يدعوه طب الأيورفيدا “بيتا”، كما تشير ميلاني ساكس، مؤسسة مساعدة لمركز Diamond Way Ayurveda في سان لويس، كاليفورنيا. وتقول: “حين يكون الرأس حارا، تصبح جذور الشعر غير ثابتة، فينتج عنها تساقط الشعر”.
لتبريد الرأس، تنصح ساكس بتدليك الرأس بزيت السمسم، الذي يخترق الجلد ولا يلين الفروة فحسب، بل والجسد بأكمله. وتقول: “الأمر شبيه بزرع العشب. فإن أبقيت الرأس والجسم رطبين، أعتقد بأن الشعر سينمو”. أضف إلى أن التدليك يزيل التوتر ويزيد جريان الدم في الفروة، وهذا مفيد لنمو شعر جديد.
ضعي ملعقتين إلى أربع ملاعق صغيرة من الزيت واستعملي أربع أصابع من كل يد ودلكي برؤوس أصابعك بدءا من عظم مؤخرة رأسك فوق العنق. دلكي نحو الأمام بحركات دائرية ثابتة وحركات متعرجة. ودلكي فروة رأسك بأكملها تدليكا لطيفا غير قوي إن كانت الفروة مشدودة.
وتقول: “اعملي على تحريك فروة رأسك فوق الجمجمة”. فكلما دلكت الفروة، لانت أكثر. ويمكنك تدليك رأسك للمدة التي تريدين وكلما رغبت بذلك.
العلاج بالعطور: نجح في شفائها
ميلاني فون زابويزنيش ليست غريبة عن مشاكل تساقط الشعر. ففي سن السابعة، كشف التشخيص إصابة خبيرة العطور القاطنة في مورييتا، كاليفورنيا، بالحاصّة البقعيّة، وهو مرض يصيب جريبات الشعر ويؤدي إلى تساقط خصلات من الشعر. وببلوغها الاثنتان والثلاثون من عمرها، كان المرض قد تقدم ليتحول إلى صلع شامل، أو فقدان كلي للشعر، بما في ذلك شعر الجسم.
واكتشفت فون زابويزنيش أن كثيرا من الزيوت العطرية قد ساعدت على نمو الشعر عبر تعديل نسبة الزيت في فروة الرأس، تنظيف الفروة جيدا، تحسين جريان الدم فيها، وتغذية الشعر من جذوره. فابتكرت بالتالي تركيبة خاصة بها ودلكت بها فروة رأسها كل ليلة، لتغسلها صباحا بشامبو طبيعي.
وفي غضون ثلاثة أشهر، قالت بأن فروة رأسها بكاملها اكتست بشعر جديد ناعم، ازداد سماكة ودكن لونه لدرجة أنها ما عادت بحاجة إلى الشعر المستعار. وإليك وصفتها المبتكرة.
استعملي ملعقة خشبية أو بلاستيكية (غير مصنوعة من الألومينيوم) وامزجي الزيوت العطرية التالية في وعاء زجاجي: ملعقة طعام من زيت الجوجوبا، ثلاث نقاط من زيت إكليل الجبل، ثلاث نقاط من زيت الخزامى، نقطة واحدة من زيت بلسم الليمون (الميليسا)، ونقطة واحدة من زيت خشب الأرز (Atlas cedarwood oil).
دلكي فروة رأسك بالمزيج برؤوس أصابعك. اتركيه لمدة 30 دقيقة أو طيلة الليل، ثم اغسليه بالشامبو كالعادة، مضيفة نقطة واحدة من زيت إكليل الجبل كلما وضعت الشامبو على رأسك. وأضيفي في النهاية نقطة من زيت الخزامى ونقطة من زيت إكليل الجبل إلى ربع غالون من الماء البارد وصبيه على رأسك.