التصنيفات
الطب البديل والتكميلي

أعراض الفارق الزمني مع السفر: طرق طبيعية لتجنبه

عبرت للتو أربع مناطق زمنية، وكل ما تتمناه الآن هو النوم. ولكن جسدك لا يصدق ساعة غرفة الفندق التي تشير إلى 11:45 ليلا. بل هو مقتنع بأن الوقت الصحيح لم يتجاوز 7:45 مساء. ولا ينتهي الأمر هنا، بل تبدأ بالإدراك أنك غدا، وبعد إجهاد السفر وحرمانك من قسط كبير من النوم، ستعاني على الأرجح من الصداع والإنهاك وتقلب في المزاج، فضلا عن عدم القدرة على التركيز وكأنك طفل في الثانية من العمر.

باختصار، أنت تعاني من أعراض الفارق الزمني.

ويعتقد كثيرون بأن الحبوب المنومة تحل المشكلة في هذه الحالة. ولكن مارتن مور – إيد، دكتور في الطب، دكتور في الفلسفة، أستاذ سابق للفزيولوجيا في جامعة هارفرد ورئيس التكنولوجيات اليوماوية Circadian Technologies في كامبريدج، ماساشوستس، ليس من هذا الرأي، ويقول: “إن الحبوب المنومة تجعل الأمور أكثر سوءا بالنسبة إليك”.

فمن شأن الحبوب المنومة أن تسبب اعتيادا عليها، فيشعر متعاطي هذا الدواء المسكن من أثر الجرعة المخدر في النهار. وبما أنك لم تتعامل مع واحد من أبرز أسباب أعراض الفارق الزمني – الناتجة عن خلل في الساعة الباطنية للجسم، التي تنظم دورة النوم والاستيقاظ – فإن تناول حبة منومة قد يصعب عليك النوم ليلا. وعوضا عن المنوم، ينصح د. مور – إيد بتجربة الوسائل غير الدوائية للوقاية من أعراض الفارق الزمني أو إزالتها.

دليل العناية الطبية

يمكن لأي كان أن يعالج أعراض الفارق الزمني ذاتيا، كما يقول مارتن مور – إيد، دكتور في الطب، دكتور في الفلسفة، أستاذ سابق للفزيولوجيا في جامعة هارفرد ورئيس التكنولوجيات اليوماوية Circadian Technologies في كامبريدج، ماساشوستس. وتتمثل الاستثناءات النادرة في مرضى اضطراب الذهان الاكتئابي، المعرضين لاضطرابات نفسية والذين قد يسبب لهم السفر عبر المناطق الزمنية نوبة من المرض تتطلب عناية طبية خاصة.

الضوء: دع الشمس تعيد ضبط ساعتك الباطنية

“الساعة” البيولوجية الموجودة في الدماغ هي عبارة عن مجموعة دقيقة من الخلايا تدعى النوى فوق التصالبية. ويضبط هذه الساعة التعرض للضوء الساطع، كما يشير د. مور – إيد. بالتالي، إن كنت تسافر من الشرق إلى الغرب، حاول التعرض للضوء الساطع في المساء. ومن أبسط الطرق لذلك هو المشي في الخارج لساعة تقريبا. بذلك تساعد على تأخير دورة النوم والاستيقاظ، مما يتيح لك النوم والنهوض لاحقا.

أما إن كنت تسافر من الغرب إلى الشرق، فقم بتلك النزهة لساعة أو اثنتين صباحا، مما يساعد على ضبط ساعة الجسد للنوم في وقت أبكر.

الميلاتونين: تناول جرعة صغيرة منه عند وقت النوم

من شأن هرمون الميلاتونين الطبيعي أن يساعد هو أيضا على إعادة ضبط دورة النوم والنهوض، استنادا إلى بفرلي يايتس، دكتورة في طب المعالجة الطبيعية ومديرة Natural Health Care Group في سياتل.

ولكن الجرعة النموذجية التي يحتويها القرص في معظم المستحضرات تتراوح ما بين 3 إلى 5 ملغ، وهي جرعة مرتفعة جدا برأيها. لذا فهي توصي بالبحث عن مكمل من 500 مكغ (أي ما يعادل 0.5 ملغ)، والبدء باستعماله قبل يوم من السفر.

وتقول د. يايتس أن “الميلاتونين يساعد أثناء السفر على الاستغراق في النوم بشكل أسرع وأعمق”. ولكن لا تستعمل هذا المكمل إلا تحت مراقبة أخصائي طبي مطلع.

الغذاء: جرب غذاء البلد الذي تسافر إليه

تقول د. يايتس: “أنصح مرضاي بأن يبدأوا قبل أسبوع إلى ثلاثة أيام من السفر من المناخ البارد إلى المناخ الحار بأكل الطعام الموجود في البلد المقصود، كالمانغا والبابايا.

فالأكل بهذه الطريقة يساعد الجسم على التكيف بسرعة أكبر مع المناخ الجديد كما يخفف من أعراض الفارق الزمني، برأيها.

“فاعتماد غذاء البلد المقصود يهيئ الجسد للتغيير القادم. والتغيير التدريجي يخفف من وطأة التغير الفجائي في الأكل والنوم والراحة العامة. ومن شأن هذه التقنية أن تساعد الجسد على تلطيف التحولات والإجهاد الناتجة عن السفر”.

كما يتوجب عليك أيضا أن تتهيأ لرحلة العودة. “فتبدأ قبل يوم أو يومين من العودة بأكل الأطعمة التي كنت تتناولها في بلدك”، كما تنصح د. يايتس.

المياه: حافظ على إماهة جسدك

يرجع كثير من أعراض الفارق الزمني فعليا إلى التجفاف. “فهواء الطائرات جاف للغاية. لذا، يتوجب عليك الإكثار من شرب الماء لتجنب التجفاف”، كما يشير د. مور – إيد. وهو يوصي بشرب ليتر (ما يعادل 1010 سم3) من الماء لكل 6 ساعات من الطيران.

وينصح أيضا بعدم شرب القهوة أو الكحول في الطريق. فهي مشروبات مدرة للبول، تطرد الماء من الجسد.

العلاج المثلي: زهرة العطاس تلين تلك المقاعد المتعبة

إن الجلوس لساعات في مقعد الطائرة الضيق من شأنه أن يتعب الجسد. ولتخفيف الوجع والتصلب والرضوض بعد السفر الطويل، استعمل العلاج المثلي Arnica (أو زهرة العطاس)، كما تنصح د. يايتس. تناول ثلاثة أقراص بقوة 30C في اليوم، بدءا من اليوم الذي يسبق سفرك وفي يوم الرحلة واليوم الذي يليه.