التهاب الوريد على نوعين، سطحي وعميق. فالتهاب الوريد العميق (التهاب الوريد الخثاري) هو عبارة عن التهاب وتخثر في وريد كبير في الساق. فيصبح الوريد مشدودا وملتهبا لدرجة تجعلك عاجزا على الأرجح عن ثني ساقك من دون الشعور بألم حاد. وقد يصاب بالإنتان، مسببا ارتفاعا في الحرارة.
وعلى المصاب بالتهاب الوريد العميق أن يقصد غرفة الطوارئ على الفور. فمن شأن هذه الحالة أن تسبب خثرة دموية قد تنفجر، تستقر في القلب أو الرئتين، وحتى تقتل صاحبها. لذا يصف الأطباء للمريض على الفور أدوية مذيبة للتخثر الدموية.
أما في حالة التهاب الوريد السطحي، فيصيب الالتهاب وريدا قرب سطح الجلد. ويحدث ذلك عادة حين يتباطأ جريان الدم في أوردة دوالية أو يركد أو يبدأ بالتخثر. وحتى في هذه الحالة، ليس الأمر طارئا، ولكن عليك أن تقصد الطبيب لإجراء تشخيص دقيق. وسيأمرك الطبيب على الأرجح برفع ساقك، وتعريض الوريد لحرارة رطبة لتخفيف الألم والالتهاب، وتناول المسكنات.
ولكن ما لن يصفه الأطباء التقليديون على الأرجح هو طريقة لتجنب نوبة أخرى من نوبات التهاب الأوردة السطحية، أي وسيلة لتقوية الأوردة الضعيفة المعرضة للإصابة بالالتهاب. ولكن فيرندر سودهي، دكتور في الطب (خبير في الأيورفيدا)، دكتور في الطب الطبيعي، طبيب في الأيورفيدا وفي المعالجة الطبيعية، ومدير الكلية الأميركية لعلوم الأيورفيدا في بيلفو، واشنطن، يعتقد بوجود طريقة للحؤول دون التهاب الأوردة السطحية، وهي تبدأ في الكبد.
دليل العناية الطبية
يسبب التهاب الوريد احمرارا وألما في أحد الأوردة مما يستدعي على الدوام متابعة طبية. والطبيب هو وحده المخول تحديد مدى خطورة الحالة الفردية، نظرا لصعوبة رؤية أو تشخيص الخثرة الدموية عند وجودها في أحد أوردة الساق العميقة. غير أن الطبيب يستعمل الموجات ما فوق الصوتية ليحدد ما إذا كان التهاب الوريد عميقا أم سطحيا. فإن كان سطحيا، ولا يهدد بالتالي حياة المريض، فقد يصف مجموعة من العلاجات الطبية غير الصيدلانية، بما في ذلك تعريض الالتهاب للحرارة الرطبة لتخفيف الألم، رفع الساق، واستعمال العقاقير المضادة للالتهاب، كالأسبيرين و المضادات الحيوية.
وإن لم تنجح هذه الوسائل بوضع حد للأعراض في غضون 7 إلى 10 أيام، أو في حال عودة الالتهاب من جديد، اطلب الطبيب على الفور. فحتى التهاب الوريد السطحي، من شأنه أن يتحول إلى التهاب عميق، خفي، يهدد حياة المصاب. والأعراض الوحيدة التي تتأتى عن التهاب الوريد العميق تتمثل في شعور بالثقل في الساق، ارتفاع في الحرارة، كتل ملحوظة، وألم وورم في الكاحل أو الساق. وفي حال ظهور أي من هذه الأعراض، اطلب من شخص ما نقلك إلى أقرب غرفة طوارئ على الفور.
وتجدر الإشارة إلى أن أيا من علاجات التهاب الوريد لا يعالج سبب المشكلة، ألا وهي ضعف الأوردة. “وحده المعالج الطبيعي أو الطبيب ذو التوجه الطبيعي من شأنه أن يساعد على حل المشكلة وذلك عبر تقوية الأوردة وإعادتها إلى حالتها الطبيعية لتقليص احتمال الإصابة بالتهاب في الوريد ثانية”، استنادا إلى مارك ستانغلر، دكتور في الطب الطبيعي، طبيب أخصائي في العلاج الطبيعي في سان دييغو.
أعشاب أيورفيدية Ayurveda: تنظف الكبد
“إن ضعف الأوردة المسبب لالتهاب الوريد هو إشارة إلى أن الكبد لم يكن يعمل بشكل سليم لمدة طويلة”، استنادا إلى د. سودهي. ولكن كيف يظهر ضعف الكبد على شكل ضعف في الأوردة؟ في الواقع، تقوم وظيفة الأوردة على إعادة الدم إلى القلب ومن ثم إلى الرئتين، حيث يتم التخلص من ثاني أكسيد الكربون ويمتص الأكسجين، كما يوضح د. سودهي. ويتوقف الدم في طريقه عند الكبد لكي يتم تنظيفه من السموم.
فإن كان الكبد محتقنا أساسا بالسموم، نتيجة لغذاء غني بالدهون وللملوثات ولكثير من المصادر المحتملة الأخرى، يعجز الدم عن المرور بسهولة عبر هذا العضو. وتكون النتيجة باعتقاد د. سودهي، ارتدادا بسيطا ولكنه مؤذ للدم، يمدد أوردة الساقين ويضعفها مع الوقت. وهذا ما يتلف الأوردة بالنهاية لدرجة التهابها وحتى إنتانها، مؤديا إلى التهاب الأوردة.
بالتالي، يرى د. سودهي أن الخطوة الأولى لمنع التهاب الأوردة تقوم على تحرير الكبد من هذا الاحتقان. وأفضل طريقة لذلك هي استعمال واحدة من بين أربعة أعشاب للكبد يصفها د. سودهي وهي:
• إكليبتا ألبا Eclipta Alba
• تيرميناليا أرجونا Terminalia arjuna
• بيكروريزا كوروا Picrorhiza kurroa
• سولانوم نيغروم Solanum nigrum
“وقد أعطت جميع هذه الأعشاب نتائج جيدة فعلا في تنظيف الكبد ومنع التهاب الأوردة”، كما يؤكد. اختر أيا منها واستعمله متبعا التعليمات الخاصة بالجرعة على الوصفة.
الجزر والفجل: خضار منظفة للكبد
تعتبر هذه الخضار من المنظفات الفعالة للكبد لأنها تزيد من إفراز الصفراء، كما يشير د. سودهي. وهو يوصي بتناول حبتين من الفجل وحبة أو اثنتين من الجزر كل يوم.
وضعية الجسم: ارفع ساقيك
ومن الطرق الأخرى لتنظيف الكبد، التمدد على الظهر أرضا ورفع الساقين على كرسي. إذ تساعد هذه الوضعية على تحريك الدم من أوردة الساقين إلى الكبد، برأي د. سودهي. مارس هذه الوضعية مرة في اليوم، لمدة 5 إلى 10 دقائق.
غوتو كولا GOTU KOLA: عشبة ترجع للأوردة مرونتها
“لعلاج التهاب الأوردة، عليك أن تزيل احتقان الكبد وأن تعمل بعد ذلك على الأوردة نفسها”، كما يرى د. سودهي. ومن شأن عشبة الغوتو كولا أن تساعد على إعادة المرونة الطبيعية إلى الأوردة لكي لا تبقى فريسة سهلة للالتهاب. استعمل الغوتو كولا على شكل كبسولات أو صباغ واتبع التعليمات الخاصة بالجرعة على الوصفة.
آس بري شائك BUTCHER’S BROOM والعنبية Vaccinium: منشطان للأوردة
تعتبر هاتان العشبتان منشطتين للأوردة، أي أنهما تساعدان على تقويتها وتخفيف الالتهاب، كما يقول مارك ستانغلر، دكتور في الطب الطبيعي، طبيب أخصائي في العلاج الطبيعي في سان دييغو. وهو يوصي بتناول 100 ملغ من الآس البري ثلاث مرات في اليوم لمنع الإصابة بالتهاب الوريد ثانية. استعمل مستحضرا يحتوي على 10 بالمئة من الروسكوجينين، وهو المكون الناشط في العشبة.
كما يوصي أيضا بتناول كبسولتين عيار 80 ملغ من العنبية ثلاث مرات في اليوم للمساعدة على منع تهيج الحالة في المستقبل. ابحث عن مستحضر يحتوي على 25 بالمئة من الأنثوسيانوسيد، وهو المكون الناشط فيها.
الفيتامين هـ: لمنع تخثر الدم
يقوي الفيتامين هـ أوردة الساقين ويرقق الدم، مما يساعد على منع تكون الخثر الدموية، استنادا إلى د. سودهي. وهي يوصي بجرعتين من 400 وحدة دولية من الفيتامين هـ يوميا لكل من يعاني من التهاب الوريد.
التدليك: يحسن الدورة الدموية
إن أثبت التشخيص بأن التهاب الوريد هو التهاب سطحي لا يشتمل على تخثر دموي، عليك أن تدلك ساقيك مرة أو مرتين في اليوم، كما يوصي د. سودهي. دلك كلاّ من ساقيك بلطف ولكن بقوة من الكاحل حتى منتصف الفخذ. ويقول: “عليك أن تدفع الدم خارج الساقين وتدخله من جديد في الدورة الدموية، لتخفف من بعض الضغط في الأوردة وتمنع تفاقم الالتهاب الوريدي”.