التصنيفات
العظام | المفاصل | العضلات

الالتواء والإجهاد العضلي: علاج سريع يدوم طويلا

تعثرت بعتبة الباب وأنت تمشي ولويت كاحلك، مما تسبب في فرط تمديد أربطة النسيج التي تثبت مفصل الكاحل في مكانه. وهذا ما أدى إلى تورم الكاحل وازرقاقه، فضلا عن الحرارة والاحمرار والألم.

أو ربما أمضيت نهار الأحد في كنس أوراق الشجر وأجهدت ظهرك، أي أنك أجبرت عضلات ظهرك على بذل مجهود أكبر مما تستطيع احتماله.

والواقع أن الالتواء هو عبارة عن إصابة في الأربطة التي تصل العظام ببعضها بعضا. أما الإجهاد فيشتمل على إصابة في الأوتار التي تربط العضلات بالعظام. وفي كلتا الحالتين، يصف الأطباء التقليديون العلاج المعتاد: الراحة، الثلج، الكمادات، ورفع العضو المصاب.

أما الأطباء البديلون فيصفون كثيرا من العلاجات الإضافية التي تؤمن راحة فورية وتضاعف مفعول العلاج التقليدي. ومن شأن هذه العلاجات أيضا أن تساعد على الحؤول دون المشاكل المفصلية والعضلية الطويلة الأمد، كعدم استقرار المفصل أو التصلب العضلي المزمن أو تأذي موضع الإصابة القديمة بشكل متكرر.

وتجدر الإشارة إلى أن الوصفات التالية مخصصة للإسعاف الأولي. فإن شعرت بالراحة، فأنت على طريق الشفاء على الأرجح. وإلا فعليك أن تقصد العناية الطبية.

دليل العناية الطبية

إن لويت ركبتك أو كاحلك أو مفصلا آخر بقوة بحيث يسبب لك ألما مبرحا وتعجز عن القيام بثلاث خطوات بسببه، أو إن بدا المفصل المصاب مشوها، اقصد غرفة الطوارئ في المستشفى أو في أي مركز للعناية الطارئة. فربما كنت تعاني من كسر في العظم.

العلاج التقليدي (الراحة، الثلج، الكمادات، ورفع العضو المصاب)

حين تلوي أحد الأربطة أو تجهد إحدى عضلاتك، فإنك تمزق الألياف الصغرية للنسيج، والتمزق يسبب النزيف. فيتحد الدم والخلايا المصابة والميتة معا لتكوين مزيج لزج يدعى الورم الدموي حول الإصابة. وهذا ما يوقف وصول الأكسجين الشافي إلى المكان ويمنع خروج السموم. ومع زوال الورم، يبدأ العلاج الحقيقي.

بالتالي فإن التخلص من الورم الدموي بأسرع ما يمكن هو أفضل طريقة لتخفيف الألم وشفاء الالتواء أو الإجهاد العضلي، كما يقول رالف ر. ستيفنـز، معالج تدليك مجاز ومدرب على التدليك للحوادث الرياضية والعلاج العصبي العضلي في مركز Ralph Stephens Seminars في سيدار رابيدس، إيوا. وأفضل طرقة لتحقيق ذلك هي باتباع العلاج التقليدي – الراحة، الثلج، الضمادة، ورفع العضو المصاب.

الراحة: “إن استعمال المنطقة المصابة يسبب تلفا أكبر: كما يقول ستيفنز. توقف بالتالي عن استعمالها.

الثلج: “يساعد الثلج على السيطرة على النزف الداخلي”، كما يقول ستيفنز. ضع بالتالي كيسا من الثلج ملفوفا بفوطة بأسرع وقت ممكن بعد الإصابة. أبقه لمدة 20 دقيقة، ثم ارفعه لمدة 40 دقيقة، وتابع وضعه ورفعه طيلة ساعات استيقاظك. استعمل هذا العلاج ليومين أو ثلاث، أو طيلة وجود الورم. ولا تستعمل الحرارة لأنها تغرق الإصابة بمزيد من السائل.

وحتى ولو أصبت بالتواء أو إجهاد عضلي قوي وقررت التوجه إلى غرفة الطوارئ، احمل معك كيسا من الثلج في الطريق. “فقد تبقى في غرفة الطوارئ لساعتين أو ثلاث من دون علاج، وهذا الوقت حيوي لتبريد الإصابة”، كما يشير ستيفنز.

الضمادة:تساعد الضمادة التي تلف على الإصابة على إيقاف النزيف هي أيضا. ضمد الإصابة بشكل ثابت من دون شدها كثيرا. إذ يجب أن تكون رخوة بما يكفي للسماح للدم بالجريان بشكل طبيعي.

رفع العضو المصاب: يساعد رفع موضع الإصابة على تصريف السائل، مما يخفف من الورم. وإن كنت عاجزا عن إبقاء موضع الإصابة مرفوعا طيلة النهار، حاول القيام بذلك معظم المساء وخلال الليل لمدة يومين إلى ثلاثة بعد الإصابة، كما يوصي دنيس كورتني، دكتور في الطب، مدير عيادة كورتني لتخفيف الأوجاع ومركز الصحة الشمولية، وكلاهما في ماك موراي، بنسلفانيا.

نقطة الراحة: لمنع إجهاد الالتواء

الالتواء هو عبارة عن إصابة مفاجئة تصاحبها عادة موجة من الألم. وتتمثل ردة فعلك الأولى بالذعر على الأرجح. ولكن حاول عوضا عن ذلك أخذ نفس عميق وحافظ على هدوئك، كما يوصي جايمس كلاي، خبير تدليك سريري في وينستون-سالم، شمال كاليفورنيا.

وما تحتاج إليه لتخفيف الألم فورا هو إيجاد الوضعية التي تؤمن لك القدر الأكبر من الراحة، كما يرى كلاي. حرك بالتالي مكان الإصابة برفق إلى أن تجد الوضعية الأقل ألما. حافظ عليها لدقيقتين وتابع التنفس بعمق وانتظام ثم أعد العضو ببطء إلى وضعه الطبيعي.

“في كثير من حالات الالتواء البسيطة، تساعد هذه الطريقة على حل المشكلة”، كما يقول كلاي. وهو يعتقد بأن التقنية تنجح لأن النسيج يصرخ قائلا للجهاز العصبي المركزي عقب الإصابة المؤلمة فورا: “أصبت بالتواء!”. فإن تمكنت من إعادته إلى وضعية غير مؤلمة يتوقف فيها عن الصراخ، تتمكن من “إعادة حالة عدم الالتواء بالنسبة إلى الجهاز العصبي، فيسترخي النسيج ويزول الألم”، كما يقول.

وهو يعتقد بأن لهذه التقنية مفعولا أفضل وأسرع من العلاج التقليدي – الراحة، الثلج، الكمادات، ورفع العضو المصاب – لتخفيف الالتواءات المؤلمة وقد استعملها لإعادة كثير من الراقصين ولاعبي كرة السلة وغيرهم من الأشخاص المعرضين لهذا النوع من الإصابات إلى نشاطهم على الفور.

الضغط: يخفف التوتر

بعدما وجدت الوضعية الأكثر راحة بالنسبة إليك، تحسس بلطف بإبهامك أو إصبعك النقاط المؤلمة حول منطقة الإصابة. فتلك البقع تؤلم أكثر بقليل (أو كثير) من المنطقة المحيطة. وحين تجد بقعا مؤلمة، اضغط عليها – ليس بقوة تسبب ألما لا تقوى على احتماله بل بدرجة تشعرك بأقوى ألم تستطيع احتماله.

“اضغط على النقطة المؤلمة وانتظر زوال الألم”، كما يوصي كلاي. (ويستغرق ذلك عادة دقيقة من الوقت تقريبا. وفي حال لم يخف الألم خلال ذلك، قد تكون الإصابة قوية جدا لهذا النوع من العلاج، وعليك أن ترى طبيبا بالتالي.)

ويعتقد كلاي بأن هذه التقنية تنجح لأن الرباط أو العضل يتقلص عند الإصابة لحماية نفسه من إصابة أكبر. والنقطة المؤلمة هي موقع التقلص الأكبر، والضغط عليها من شأنه أن يقنع الرباط أو العضل بالاسترخاء، كما يقول.

DMSO Dimethyl sulfoxide: راحة عميقة

يمكنك تعجيل شفاء الإصابة بدهنها بهلام DMSO الذي يعتقد بأنه يخترق الجلد ويخفف الالتهاب، كما يقترح باري بيتي، دكتور في طب العظم، طبيب أمراض عظمية ومدير طبي في مركز DFW Pain Treatment Center and Wellness Clinic في فورت وورث، تكساس.

ويقول: “من شأنه أن يقلص الوقت الذي يستغرقه الالتواء أو الإجهاد العضلي للشفاء”. ويوصي بدهن الهلام على منطقة الالتواء ثلاث أو أربع مرات في اليوم لمدة يومين أو ثلاث بعد الإصابة.

ولكنه يحذر من أمرين: احرص على أن تكون يداك نظيفتين ومكان الإصابة نظيفا قبل استعمال الهلام، وإلا فسيمتص الجسم الأوساخ مع الهلام. توقع أيضا أن تصدر عنك رائحة شبيهة برائحة الثوم أثناء العلاج، لأن هلام DMSO يصدر رائحة قوية جدا بعد امتصاصه.

العلاج المثلي: لتخفيف الورم

استعمل بعد الإصابة مباشرة المرهم المثلي Arnica، كما يقترح تيد ل. إدواردز الابن، دكتور في الطب، طبيب فيزيائي في أوستن، تكساس، وطبيب فيزيائي سابق ضمن فريق U.S. Cycling Team. استعمل المرهم المهدئ ثلاث أو أربع مرات في اليوم. فمن شأنه أن يساعد على تخفيف الورم والالتهاب الناتجين عن الالتواءات والإجهادات العضلية.

وفضلا عن المرهم، عليك أن تستعمل أيضا الأقراص المثلية Arnica. تناول قرصين بقوة 6X كل 15 دقيقة في الساعة الأولى بعد الإصابة، كما يقترح د. إدواردز. تناول بعد ذلك قرصين كل 4 ساعات. تابع استعمال الأقراص والمرهم لمدة يومين إلى ثلاثة، كما يوصي.

العلاج بالعطور: يساعد على تعجيل الشفاء

في غضون 24 إلى 72 ساعة من الالتواء أو الإجهاد العضلي، ابدأ بدهن الإصابة بالزيوت العطرية، كما ينصح د. إدواردز. “فمن شأن الزيوت أن تعجل عملية الشفاء لأية إصابة عضلية”، كما يقول. وهو يوصي باختيار زيت عشب الليمون أو شجرة البتولا أو المردقوش (marjoram). ضع بضع نقاط من الزيت على موضع الإصابة وافركه عليها ثلاث أو أربع مرات في اليوم طيلة وجود الألم.

الثلج: مفيد لألم أسفل الظهر

ربما كنت تكنس أرض الحديقة أو تستعمل الرفش أو تدفع المكنسة الكهربائية حين أجهدت المفصل العجزي الحرقفي، وهي منطقة تقع في أسفل الظهر وتتكثف فيها الأربطة. ويبدو لك الآن بأن الألم الذي ينتابك في أسفل ظهرك لن يزول أبدا.

إحدى الطرق لعلاج هذا الالتهاب المزمن هي الاستعمال المكثف للثلج، كما تقول أديلا ت. بازاين، رئيسة سابقة للمؤسسة الأميركية للعلاج بالتدليك وخبيرة تدليك مجازة في بورتلاند، أوريغون.

ضع الثلج على موضع الألم خمس أو ست مرات في اليوم بالشكل التالي: ثبت الثلج في مكانه لمدة 20 دقيقة، ارفعه لمدة 40 دقيقة، ثم ضعه ثانية، كما تنصح. وأثناء استعمال الثلج، المس مكان الإصابة. فإن كان خدرا، ارفع الثلج عنه.

ولا شك بأنه من الصعب عليك التوقف عن أشغالك ست مرات في اليوم والتمدد مع كيس الثلج. لذا، توصي أديلا بازاين بلف كيس من البازلاء المجلدة بفوطة مطبخ وتثبيته على حزام البنطال أو التنورة، فوق موضع الألم مباشرة.

“استعمل الثلج أربعة أيام متوالية حتى ولو توقف الألم”، كما تقول. “فمن الصعب جدا علاج هذا النوع من الالتواء من دون الاستعمال المنتظم للثلج”.

التدليك: لعلاج التواءات الركبة

من المستحسن برأي بازاين الانتظار مدة 24 ساعة قبل تدليك موضع الإصابة مباشرة.

ولكن في ما بعد، يمكن لتقنية التدليك الخفيف أن تخفف الألم وتعجل شفاء التواء الركبة، كما يعتقد رالف ر. ستيفنـز، معالج تدليك مجاز ومدرب على التدليك للحوادث الرياضية والعلاج العصبي العضلي في مركز Ralph Stephens Seminars في سيدار رابيدس، إيوا. والتدليك الخفيف يعني “اللمس الخفيف المنزلق”، وإليك كيفية ذلك.

أولا، ضع زيت أو مرهم التدليك على مقدمة الركبة وجانبيها ومؤخرتها. استعمل ما يكفي من الزيت لتنزلق اليدان بسهولة فوق البشرة من دون أن تشد الشعر ولكن ليس بدرجة يقطر معها الزيت.

استعمل بعد ذلك تقنية التدليك الخفيف ودلك الرضفة بأكملها، وهي العقدة العظمية التي تعلو الركبة. دلك فوقها، تحتها، وعلى جانبيها، باتجاه القلب دوما. ومن المناسب استعمال الضغط الخفيف إلى المعتدل. والتدليك الخفيف هو أحد أفضل أنواع التدليك التي يمكن استعمالها على الأماكن الشديدة التورم.

ويرى ستيفنز أن التدليك على شكل فرك دائري عميق يؤدي مفعولا أفضل مع الأماكن المصابة بورم خفيف أو غير المتورمة على الإطلاق. ويستعمل هذا النوع من التدليك الضغط لتحريك الجلد فوق الطبقات العميقة من النسيج. استعمل رؤوس أصابعك، أو إبهاميك أو راحة يدك واضغط على الجلد وحركه بشكل دائري. اصنع 5 إلى 10 دوائر، ثم ارفع يدك، وانقلها على بعد 2.5 سم تقريبا. كرر العملية إلى تغطي محيط الرّضفة ومقدمة المفصل وجوانبه. واستعمل ضغطا قويا غير مؤلم، ولا تضغط أبدا على مؤخرة الركبة بين الوترين الشبيهين بالحبال. إذ تحتوي هذه المنطقة على أعصاب كبيرة وأوعية دموية قريبة من السطح من شأنها أن تتعرض للإصابة بسهولة.

كرر الفرك الدائري العميق مرة أخرى فوق الأماكن الأكثر حساسية، ثم أنه الجلسة بثلاثة أو أربعة تدليكات خفيفة، طويلة ومنزلقة. استعمل هذا التدليك على ركبتك مرة في اليوم كما ينصح ستيفنز.

الكتابة بالقدم: لإصابات الكاحل

تذكر أوائل أيامك الدراسية حين تعلمت كتابة الألفباء اللاتينية بأحرف متصلة. حسنا، لقد حان الوقت لتنتقل من الكتابة باليد إلى الكتابة بالقدم.

ويمكنك أن تمارس هذا التمرين إما جلوسا أو وقوفا. وإن مارسته واقفا، تمسك بطاولة لتسند نفسك. وفيما أنت تحرك قدمك من الكاحل (لا من الركبة)، حركها وأنت تخط كل حرف متصل وكأن إصبع قدمك الكبير هذا راس القلم.

ويقول د. إدواردز: “يحرك هذا التمرين جميع أربطة الكاحل، ويحتمل أن يمنع تكون اللاصقات” – وهي عبارة عن مناطق صلبة مكونة من نسيج ندبي تسهل إصابته ثانية. مارس هذا التمرين من A إلى Z مرة في اليوم، كما يقترح.

الإمساك بإصبع القدم: لمزيد من المرونة

هذا تمرين آخر للمساعدة على الحفاظ على مرونة الكاحل وقوته وحمايته من اللاصقات بعد الالتواءات.

اخلع نعليك وجواربك وقف بقرب طاولة وافرش فوطة مطبخ أمامك على الأرض بحيث تكون بمتناول قدمك. ضع إحدى يديك بعد ذلك على الطاولة للحفاظ على توازنك، ثم مد يدك واستعمل أصابع قدمك لإمساك جزء من سطح الفوطة. اتركها وأمسك بعد ذلك قسما آخر بأصابع قدمك واتركه. تابع إمساك الفوطة واتركها وأنت تجرها ببطء على الأرض. مارس هذا التمرين مرتين في اليوم، مرة في الصباح ومرة في المساء، كما توصي بازاين.

تمرين الدوائر واللمس: لعلاج التواءات الإبهام

إن لويت إبهامك، يساعد هذا التمرين على إعادة المرونة إلى الإصبع. بعد أسبوع من الإصابة، اصنع بإبهامك دوائر صغيرة بالاتجاهين. حركه باتجاه عقارب الساعة ثلاث مرات وبعكس عقارب الساعة ثلاث مرات، وتابع التبديل بين الاتجاهين لدقيقة أو اثنتين.

حرك بعد ذلك أصابعك الأخرى بأقل قدر ممكن، مد إبهامك لتلمس رأس كل إصبع – الخنصر، البنصر، الوسطى، والسبابة. كرر التمرين بضع مرات في اليوم، كما يقول د. إدواردز.

كرمشة ورق الجرائد: يزيد قوة الإبهام

للمساعدة على زيادة قوة الإبهام بعد الالتواء، أحضر ورقة جريدة وحاول كرمشة الورقة باليد المصابة إلى أن تتمكن من ضمها في يدك، كما تقترح بازاين.

دوائر الذراع: لإصابات الكتف

للمساعدة على حماية الكتف المصاب من اللاصقات، انحن قليلا من منطقة الخصر بحيث يزول الضغط عن الظهر وتتأرجح الذراع المصابة بحرية. ضع يدك الأخرى على طاولة أو على ظهر كرسي للاستناد عليه. اصنع بذراعك المصابة دوائر خفيفة باتجاه عقارب الساعة وعكسها، كما توصي بازاين. حرك بعد ذلك ذراعك وكأنها رقاص ساعة، ثم ارسم الرقم 8 عدة مرات.

بعد أسبوع أو اثنين، مارس التمرين نفسه وأنت تحمل علبة حساء. أدّ التمرين مرتين في اليوم لمدة دقيقة، كما تقول. وضاعف المدة ببطء بعد ذلك، ولكن لا تتجاوز أبدا الثلاث دقائق.