لا شك بأنك تعلمت منذ الصغر كيف تتسوس الأسنان. فحين نأكل أطعمة محتوية على السكر، تقوم البكتيريا الموجودة في الفم بأكل البقايا. ثم تتكاثر البكتيريا وتنتج غشاء دبقا يدعى الجير على السن. فيغلف الجير السن بالحمض ويسلب المعادن من الميناء، وهو سطح الضرس أو السن. أما باقي القصة فأنت تعرفه من دون شك.
بالتالي، لتجنب ظهور الحفر عليك أن تحد مأخوذك من الحلويات وتنظف أسنانك بانتظام بالفرشاة وخيط الحرير، فتسيطر بذلك على تكون الجير. وإضافة إلى ذلك، ينبغي عليك أن ترى طبيب الأسنان بانتظام لتنظيف الأسنان من الجير، كما ينصح مايكل أولمستيد، دكتور في جراحة الأسنان، طبيب أسنان مؤتلف أحيائي في ديل مار، كاليفورنيا.
والواقع أن هذه العادات ضرورية للحفاظ على صحة الأسنان. ولكن اكتشف الأطباء البديلون بأن تخفيف السكر في الغذاء قد يكون أهم مما نتخيل، لأن السكر يتلف الأسنان على ما يبدو بدءا من الداخل إلى السطح.
دليل العناية الطبية
“عليك أن تعاين أسنانك لدى أخصائي مرة في السنة على الأقل لكشف علامات التسوس”، كما يوصي ديفيد كينيدي، دكتور في جراحة الأسنان، طبيب أسنان في سان دييغو.
ويوضح السبب قائلا بأن تسوس الأسنان لا يسبب الألم عادة. إذا تبدأ الفجوة ببقعة مائلة إلى البياض تبدو هشة حين ينقرها الطبيب بالملقط. وهي غير مؤلمة إطلاقا في معظم الأحيان. ويمتد التسوس لاحقا إلى السن الباطني الأكثر ليونة ويجوف باطن السن، ليجتاح العصب في ما بعد ويقضي على السن. وفي أغلب الأحيان، لا يبدأ الألم والحساسية إلا عند هذه المرحلة التي تحتاج عندها إلى رؤية الطبيب بأسرع ما يمكن، كما ينصح د. كينيدي.
ولكن ما الذي سبب الحفرة؟ هذا هو السؤال الذي يطرحه بورتن ميلر، دكتور في جراحة الأسنان، مدير مركز Health-Centered Dentistry في أنكورادج.
ويقول: “الفم هو مقياس لصحة الجسد العامة”. وهو يعتقد بأن تسوس الأسنان يشير إلى أن الجسد يعاني من حالة تحلل مزمنة، لا يمكن شفاؤها إلا بالوسائل الطبيعية، كنظام غذائي يولد كيمياء حيوية قصوى.
ويوصي د. ميلر برؤية أخصائي بالعلاج الطبيعي أو بالعلاج اليدوي أو خبير تغذية مجاز ذي خبرة في أنظمة الغذاء البديلة وفي استعمال المكملات الغذائية، أو أخصائي طبي ذي توجه بديل يساهم في إرشادك إلى العلاج الصحي الأفضل، أي الشخص الذي لا يساعدك على تجنب تسوس الأسنان فحسب، بل غيرها من الأمراض التحللية أيضا.
ويشير قائلا: “بإمكانك أن تنظف أسنانك باستمرار بالفرشاة والخيط، ولكن إن كنت تعاني من تسوس الأسنان، ثمة مشكلة صحية عامة أخرى أكثر عمقا – خلل في توازن الكيمياء الحيوية – هي السبب وراء التسوس. وعليك أن تتعامل مع هذه المشكلة، وليس الاكتفاء بحشو الأسنان أو غير ذلك من طرق العناية بالأسنان”.
السكر: تجنبه ضروري
السن ليس مجرد حصاة معدنية صغيرة، بل مركب من النسيج الحي. فعلى سبيل المثال، يحتوي باطن السن على آلاف الأنابيب الصغرية التي تمتد من العصب الموجود عميقا في باطن السن إلى الميناء على السطح. (ولو تم وصل الأنابيب الصغيرة الموجودة في كل سن لبلغ طولها 7 أميال.)
وتبين الأبحاث بأن هذه الأنابيب تشكل نظام دوران في السن، استنادا إلى بورتن ميلر، دكتور في جراحة الأسنان، مدير مركز Health-Centered Dentistry في أنكورادج. إذ تحتوي الأنابيب على سائل مائي منظف ومغذّ يجري من أعماق السن إلى السطح وفقا لعملية شبيهة بعملية التعرق.
ولكن يعتقد أطباء الأسنان البديلون، على حد قول د. ميلر، بأن الإكثار من السكر (الذي يطلق عليه اسم المغذي السلبي) يسبب خللا في توازن كيمياء الجسد وانعكاسا في جريان السائل. ومع انعكاس عملية الجريان الطبيعية من الداخل إلى الخارج، تبدأ الأحماض الناتجة عن البكتيريا والموجودة على سطح الأسنان بنخر ميناء السن. أضف إلى أن جريان السائل بشكل معكوس ينقل معه البكتيريا إلى عمق السن، مسببا حفرا كبيرة فيه.
لهذا السبب يعتقد د. ميلر بأن الحفاظ على نظافة الأسنان لا يمنع التسوس لدى الأشخاص الذين يكثرون من استهلاك السكر. ولحماية الأسنان من التسوس، ينبغي برأيه إبعاد السكر من الغذاء. ولا يشتمل ذلك على السوكروز فحسب (أي سكر الطاولة)، بل يتعداه إلى جميع أنواع السكر المكرر، كالفروكتوز، الدكستروز، المالتوز، والغلوكوز.
الصودا: تجنب حتى النوع الخالي من السكر
للأسف، حتى المشروبات الغازية الخالية من السكر تحتوي على عنصر مدمر للأسنان هو حامض الفسفوريك. فمن شأن هذا الحمض الموجود أيضا في المشروبات الغازية غير المخصصة للحمية أن ينخر الميناء، تماما كالحامض الذي تنتجه البكتيريا المسببة للتسوس، كما يؤكد د. أولمستيد. فإن صممت على شرب الصودا، ابتلعها بسرعة، كما يوصي. ذلك أن رشفها ببطء يضاعف فرص تلف الأسنان.
المعادن السائلة: تضاعف قوة الأسنان
الأسنان مكونة من المعادن. بالتالي إن كانت أسنانك معرضة للتسوس، ربما كان جسدك يفتقر إلى المعادن، كما تعتقد بفرلي يايتس، دكتورة في الطب الطبيعي، طبيبة أخصائية في العلاج الطبيعي ومديرة مركز Natural Health Care Group في سياتل.
وتعتقد د. يايتس أن الجسم يمتص المعادن السائلة على نحو أسهل من الأقراص. وتوضح قائلة: “يعبر السائل بطانة الأمعاء ويصبح متوفرا للخلايا، بما في ذلك الأسنان، بسرعة كبيرة”.
ويجب أن يحتوي المكمل على الكالسيوم، الماغنيزيوم، البورون، المانغانيز، والسيليكا. فجميعها تساهم في تقوية الأسنان. وتوصي د. يايتس بتناول 20 نقطة يوميا. ولكن ينبغي تجنب المستحضرات المعدنية الغروانية لأنها تحتوي على الألومينوم (aluminum)، وهو معدن سام.
المياه: إن لم تتمكن من التنظيف بالفرشاة، تمضمض
علينا بالتأكيد أن ننظف أسناننا بالفرشاة بعد كل وجبة. ولكن من يلتزم بهذه النصيحة؟
ثمة مع ذلك بديل سهل، ألا وهو غسل الفم بالمياه بعد 3 إلى 5 دقائق من الأكل أو شرب أي شيء ومن ثم بصقه. “فهذا يساعد على تخفيف جزيئات الطعام التي تغذي البكتيريا المسبب للتسوس في الفم”، كما يشير د. أولمستيد. “وتساعد هذه العادة، عند الالتزام بها، على تخفيف حوادث تسوس الأسنان بالتأكيد”.
هل تسمم حشوات الزئبق الجسم؟
أنت تعرف على الأرجح بأن الزئبق هو مادة سامة. وربما قرأت قصصا في الصحف عن أناس نصحوا بعدم اصطياد السمك من مياه ملوثة بالزئبق.
ولكن بالرغم من ذلك، أنت تتصور بأن حشوات الفضة والزئبق الموجودة في فمك لا ضرر منها. (فنسبة 50 بالمئة من حشوات “الفضة” تتألف من الزئبق، فضلا عن النحاس والزنك والفضة وأحيانا القصدير) فطبيبك لن يحاول تسميمك، صحيح؟ إليك إذا ما تجهله على الأرجح عن حشوات الزئبق، يقدمه ديفيد كينيدي، دكتور في جراحة الأسنان، طبيب أسنان في سان دييغو.
تحتك العلكة بحشوات الزئبق مسببة ارتفاعا في معدل بخار الزئبق في الفم.
أصيبت فئران المختبر التي تنشقت نفس معدل الزئبق الموجود في أفواه بعض الأشخاص الذين يحملون عدة حشوات زئبق في أسنانهم بأضرار شبيهة بتلك التي تصيب مرضى ألزهايمر. وقد استنتجت بعض الدراسات بأنه “ينبغي اعتبار الزئبق مصدرا محتملا لمرض ألزهايمر”.
تم اليوم وضع قيود على استعمال حشوات الزئبق في عدة بلدان من العالم، بما في ذلك السويد، ألمانيا، النمسا، وبريطانيا. فقد أعلنت حكومات تلك البلدان بأن حشوات الزئبق من شأنها أن تكون خطيرة بالنسبة إلى بعض الناس، خاصة النساء الحوامل.
تشتمل أعراض التسمم بالزئبق على التعب، الصداع، الاكتئاب، عدم انتظام دقات القلب، الأرق، ارتفاع ضغط الدم، وحالات التحسس، وغيرها.
إن كانت لديك حشوات زئبق في فمك، ماذا يمكنك أن تفعل لتحافظ على صحتك؟ بما أن معدن السيلينيوم يزيل الزئبق من الجسم ويساعد على إخراجه منه، ينصح د. كينيدي بتناول 200 مكغ منه في اليوم.
كما أن الجرعة اليومية من الفيتامين ج تساعد على حماية الجسم من التسمم بحشوات الزئبق، كما يشير جايمس هاردي، دكتور في طب الأسنان، طبيب أسنان شمولي في وينتر بارك، فلوريدا.
وهو يوصي أيضا بالإكثار من عشبة سيلانترو cilantro. ويؤكد قائلا: “أعتقد بأنها أفضل عشبة لإزالة المعادن الثقيلة من الجسم، كالزئبق”. ضع يوميا حوالى 15 غراما من العشبة في السلطات وفي أي طبق تستعمل فيه الخضار. واحرص على أن تكون العشبة طازجة، كما يوصي. أدخل بعض الثوم في تلك الأطباق أيضا. فالكبريت الموجود في الثوم يرتبط بالمعادن الثقيلة ويخرجها من الجسم، كما يعتقد. وهو يوصي بأكل حصين من الثوم يوميا. ومن المصادر الأخرى الغنية بالكبريت، الحليب والبيض وجميع الأطعمة البروتينية.
وللمساعدة على تقليص المشاكل الناتجة عن الزئبق، اطلب من الطبيب أن يستعمل حشوات غير محتوية على الزئبق في الفجوات التي يود ملأها، كما ينصح د. كينيدي.