يعيش في المهبل وخارجه أشكال متعددة من الأحياء – سلالات من البكتيريا المفيدة التي تحميك من البكتيريا ومن كائنات أخرى ضارة. ولكن من شأن هذه البكتيريا الضارة أن تجتاح المكان، مسببة واحدا أو أكثر من أعراض التهاب المهبل الإنتاني: ألم، تهيج، التهاب، إفرازات، حرقة، ورم، احمرار، انزعاج أثناء التبول.
ويحاول الأطباء التقليديون علاج المشكلة بقتل الكائنات المؤذية بواسطة الأدوية، وهو أمر لا بد منه حين تكون الإصابة حادة أو مزمنة. ولكن الأطباء البديلين يفضلون علاجات تحسن البيئة المهبلية بحيث تتعذر الحياة فيه على الكائنات الضارة. وتساعد هذه العلاجات الكائنات المفيدة على العودة إلى المهبل كما تعيد توازن الرقم الهيدروجيني pH، أو التوازن الكيميائي، للأنسجة وتخفف الالتهاب والتهيج فضلا عن قضائها على الكائنات المسببة للإنتان.
ويعتمد العلاج المناسب على معرفة ماهية الكائنات المسببة للمشكلة، وتكون عادة إما بكتيريا أو الخميرة الفطرية “المبيضات البيض” (Candida albicans) أو البروتوزوا “المشعرة المهبلية” (Trichomonas vaginalis). بالتالي، لا يجب استعمال العلاجات الآتية إلا بعد إجراء اختبار التشخيص للتحقق من الكائن الحيوي المسبب للإنتان، كما تنصح توري هدسون، دكتورة في الطب الطبيعي، طبيبة أخصائية في الطب الطبيعي ومديرة طبية لمركز A Woman’s Time clinic في بورتلاند، أوريغون.
دليل العناية الطبية
إن التشخيص الدقيق هو الخطوة الأولى والأهم في علاج التهاب المهبل الإنتاني الحاد أو المزمن، كما تشير توري هدسون، دكتورة في الطب الطبيعي، طبيبة أخصائية في الطب الطبيعي ومديرة طبية لمركز A Woman’s Time clinic في بورتلاند، أوريغون.
“اعرضي نفسك على مزاول مجاز للعناية بالصحة على علم بالأعراض المتنوعة لمختلف أشكال الالتهاب المهبلي، يستطيع أن يجري لك فحصا فيزيائيا، يعرف ماذا عليه أن يحلل لتشخيص الحالة، ويمكنه أن يجمع تلك العينات أثناء الفحص”، كما توصي.
واقصدي الطبيب إن عانيت من أي من الأعراض التالية: ألم أو حكة في المهبل أو الفرج (المنطقة خارج المهبل)، احمرار في الفرج، ألم تشعرين به أو يتفاقم خصوصا عند التبول، إفرازات خضراء مصفرة خفيفة كريهة الرائحة (ما يشير إلى داء المشعرات، وهي كائنات تنتقل جنسيا)، إفرازات رقيقة كريهة الرائحة، بيضاء اللون أو ممشحة بالدم (ما يشير إلى التهاب المهبل الضموري)، إفرازات مهبلية كثيفة، بيضاء، سميكة، لا رائحة لها (قد تشير إلى إنتان خميري)، أو إفرازات مهبلية بيضاء أو رمادية ذات رائحة شبيهة برائحة السمك (ما يشير إلى التكثر المهبلي البكتيري).
وحالما تكتشفين نوع الإصابة التي تعانين منها، يمكنك اختيار العلاج الذاتي المناسب. ولكن إن كنت تصابين بالإنتانات أكثر من ثلاث مرات في السنة، إن كنت مصابة بإنتان مزمن لا يزول تماما أبدا، أو إن كنت حاملا، عليك أن تقصدي أخصائيا طبيا. فعدم علاج التهاب المهبل قد يؤدي إلى داء التهاب الحوض، وهو داء من شأنه أن يسبب العقم.
السكر: عليك تجنبه
“حين ترغبين بتغذية البكتيريا في اختبار علمي، عليك تغليف طبق الاختبار بالغلوكوز، أو السكر”، كما تشير إيمي روذنبرغ، دكتورة في الطب الطبيعي، طبيبة أخصائية في الطب الطبيعي في أنفيلد، كونيكتيكت. لهذا السبب فهي تنصح مريضاتها المصابات بالتكثر المهبلي البكتيري (bacterial vaginosis) بتجنب السكر فضلا عن الكربوهيدرات المكررة والكحول، لأنهما يتحولان إلى غلوكوز في الجسم. كما ينبغي عليك تجنب هذه الأطعمة إن كنت تعانين من التهاب المهبل الناتج عن المبيضات أو عن إنتان المشعرة المهبلية.
اللبن الرائب: أهم طعام للشفاء
“ما من شيء أهم لصحة النظام الحيوي المهبلي من البكتيريا الملبّنة”، كما تؤكد د. هدسون – وما من طعام أغنى بهذه البكتيريا من اللبن الرائب.
لذا فهي توصي النساء اللواتي يعانين من التكثر المهبلي البكتيري أو داء المبيضات أو داء المشعرات بتناول 240 سم3 يوميا من اللبن الرائب غير المحلى المحتوي على البكتيريا الملبّنة الحمضة فضلا عن ثلاث كبسولات من مكمل لهذه البكتيريا بين الوجبات. ويمكنك استعمال البرنامج نفسه لمنع الإصابة مجددا.
وتنصح د. هدسون أيضا النساء المصابات بالتكثر المهبلي البكتيري باستعمال كبسولات البكتيريا الملبّنة الحمضة كتحاميل مهبلية. أدخلي كبسولة واحدة كل صباح لأسبوعين. وابحثي عن كبسولات تحتوي على بليون إلى 5 بلايين كائن حي للكبسولة الواحدة، كما توصي.
الثوم: محارب قوي للإنتان
الثوم هو مضاد طبيعي للبكتيريا والفطريات، وهو قادر بالتالي على محاربة التكثر المهبلي البكتيري وداء المبيضات، برأي د. هدسون. ابحثي عن مكمل للثوم غني بالأليسين (allicin) – يحتوي على حوالى 5.000 مكغ من الأليوم (allium)، وهي المادة الكيميائية الرئيسية المحاربة للإنتان في العشبة. وهي توصي بأخذ كبسولة واحدة مرة أو اثنتين في اليوم طيلة حاجتك إليها.
نبات بقون الأصفر (goldenseal): غني بالبربرين المقوي للمناعة
مادة البربرين (berberine) الكيميائية الموجودة في عشبة الغولدنسيل تكافح البكتيريا والمبيضات الموجودة في الأغشية المخاطية للمهبل، كما يقول د. هدسون، وهي تقوي أيضا الجهاز المناعي. وتوصي بأخذ كبسولتين عيار 500 ملغ مرة أو مرتين في اليوم.
حمض البوريك BORIC ACID: تحاميل للإنتانات الخميرية
تقول د. هدسون: “لا شيء يدهشني أكثر من نسبة نجاح تحاميل حمض البوريك في علاج الإصابات بالمبيضات”. وتذكر في هذا المضمار دراسة أجريت على 100 مصابة بالإنتانات الخميرية لم تساعدها الأدوية المضادة للفطريات على الشفاء، فتم إعطاؤهن التحميلة مرتين في اليوم لمدة أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وقد شفيت 98 بالمئة منهن. ويساعد الاستعمال المنتظم للتحاميل أيضا على منع الإصابة مجددا. وتؤكد قائلة: “لا تحصل الفاعلية السريرية على نتائج أفضل من ذلك فعلا”.
فإن أظهر التشخيص إصابتك بإنتان خميري حاد (قصير الأمد)، أدخلي كبسولة عيار 600 ملغ من مسحوق حمض البوريك في مهبلك مرتين في اليوم، صباحا ومساء، لمدة 3 إلى 7 أيام، كما توصي د. هدسون. وفي حالات الإصابات الخميرية المزمنة، استعملي هذا البرنامج العلاجي لمدة أسبوعين إلى أربعة. ولمنع الإصابة مجددا، أدخلي كبسولة واحدة يوميا قبل النوم أربعة أيام كل شهر أثناء الدورة الشهرية، لمدة أربعة أشهر.
وتتوفر في الصيدليات تحاميل غير موصوفة من حمض البوريك، مثل Yeast Arrest. وإلا فيمكنك أن تطلبي من الصيدلي ملء كبسولات جيلاتينية عيار “0” بمقدار 600 ملغ للكبسولة الواحدة من مسحوق حمض البوريك.
وتلفت د. هدسون إلى أن التحميلة قد تسبب حرقة في النسيج المتهيج أساسا بسبب الإصابة. ولكن يمكنك تجنب ذلك بدهن الأنسجة المتهيجة بزيت الفيتامين هـ قبل إدخال التحميلة. وإن أردت تجربة هذا العلاج، احرصي على إطلاع طبيبك أولا، ولا تستعمليه إن كنت حاملا، كما تنبه د. هدسون.
الفيتامين هـ: يهدئ الأعراض
إن استعمال كبسولة من الفيتامين هـ كتحميلة مهبلية هي طريقة فعالة جدا لتهدئة النسيج المهبلي. فهي تخفف التهيج والاحمرار والورم والاحتقان، كما تؤكد د. هدسون. أدخلي كبسولة واحدة مرة أو مرتين في اليوم لمدة 7 أيام.
عشبة تريفالا TRIPHALA: تطرد السموم من الجسم
تساعد عشبة تريفالا الأيورفيدية على إزالة السموم من الجسم وإعادة جريان السوائل في الجسم إلى طبيعته، وكلا الأمران مهم في علاج الإنتان الخميري، كما يقول روبرت إ. سفوبودا، عضو في المعهد الأيورفيدي في ألبوقرق، نيومكسيكو، وعضو زائر في جامعة باستير في كنمور، واشنطن.
انقعي ½ ملعقة صغيرة من العشبة المجففة في فنجان من الماء الساخن لمدة 5 دقائق، ثم اشربي الشاي قبل النوم. وإن لم يعجبك الطعم، بوسعك أخذ قرصين أو كبسولتين عيار 500 ملغ قبل النوم.
وغسل المهبل مرة في الشهر بالعشبة يساعد على منع الإصابة مجددا بالإنتانات الخميرية، كما يشير سفوبودا. ضعي ملعقة طعام من التريفالا في 473 سم3 من الماء واغليها. ارفعي المياه عن النار واتركيها تبرد حتى تصبح فاترة ثم صفي الشاي. استعملي كيسا للاغتسال بالشاي واعلمي أنه “كلما طال احتكاك شاي التريفالا بالمخاط المهبلي، كان ذلك أفضل”، كما تشير.
وإن رغبت بتجربة هذا العلاج، استشيري طبيبك. فمن شأن الاغتسال أن يجفف المهبل ويخل بتوازنه الطبيعي.