يحتاج جسم الإنسان البالغ إلى كمية من السعرات الحرارية تتراوح ما بين 2000 إلى 3000 سعرة حرارية.. تؤخذ بالكميات الموضحة سابقا من عناصر الغذاء الثلاثة: البروتينات والكربوهيدرات والدهون. وهذا الاختلاف في حاجة الأجسام للسعرات الحرارية يرجع لاختلاف وزن الجسم، واختلاف الأنشطة التي يقوم بها، وكذلك يختلف وفقا للحالة الفسيولوجية.
فمثلاً:
● يحتاج عامل البناء إلى سعرات حرارية أكثر مما يحتاجه المهندس المعماري.
● تحتاج المرأة في فترة الحمل لسعرات حرارية أكثر من حاجتها في الأحوال العادية.
● يحتاج الفتى أو الفتاة خلال فترة البلوغ والمراهقة إلى كمية من السعرات الحرارية تفوق حاجة الشاب نظرا لزيادة نمو الجسم خلال هذه المرحلة.
وقد وجد أن: كل 1 كيلو جرام من وزن الجسم يحتاج إلى حوالي: 25 سعرة يومياً في حالة النشاط الخفيف (مثل الأعمال الكتابية والأعمال المنزلية الخفيفة). وحوالي 30 سعرة في حالة النشاط المتوسط (مثل عمل الطبيب أو المهندس أو البائع) و35 سعرة في حالة النشاط الكبير (مثل العامل الزراعي وعامل البناء والحداد)، و40 سعرة في حالة النشاط العنيف (مثل الرياضيين).
إذن، لو كان الوزن المثالي لجسمك 80 كيلو جراما، وتقوم بعمل متوسط النشاط (المهندس مثلاً) فأنت تحتاج يوميا إلى غذاء قيمته 2400 سعرة حرارية (80×30). مع ملاحظة أن جرام الكربوهيدرات والبروتين يضرب في 4 لإعطاء السعرات الحرارية، أما جرام الدهن فيضرب في 9 لإعطاء السعرات الحرارية.
علاقة الطاقة بوزن الجسم
إن أهمية أن نعرف حاجتنا التقريبية لكمية السعرات الحرارية أو الطاقة، هي أن نحفظ أجسامنا في حدود الوزن المثالي..ولاشك أن في ذلك حفاظ على صحتنا بوجه عام، علاوة على اعتدال القوام ورشاقته.
فنجد أنه إذا زادت كمية الطاقة عن حاجة الجسم، فإنه يبدأ في تخزين هذه الزيادة في صورة شحوم فيزيد وزن الجسم..أما لو قلَّت كمية الطعام أو الطاقة عن حاجة الجسم، فإنه يبدأ في هدم ما لديه من دهون مختزنة ليستمد منها الطاقة اللازمة، فينقص وزن الجسم..بينما لو كانت كمية الطاقة موافقة تقريبا لحاجة الجسم لاحتفظ الجسم بوزنه دون زيادة أو نقصان واضح. وهذا ما يمكن أن نصوغه في المعادلات التالية:
لو كان…
● “الدخل” يساوي “الخرج” ــــــــــ لا يتغير وزن الجسم.
● “الدخل” أقل من “الخرج”ــــــــــ ينقص وزن الجسم.
● “الدخل” أكثر من “الخرج” ـــــــــ يزيد وزن الجسم.
أغذية اكتساب الوزن
علاج النحافة
بناء على معادلة الطاقة التي سبق توضيحها..فإنه لو كانت الطاقة “الداخلة” إلى الجسم أقل من الطاقة المستهلكة أو “الخارجة” منه فإنه يحدث إنقاص للوزن.
بناء على ذلك فإن أحد أسباب النحافة يرجع ببساطة إلى قلة الطعام..وقد ترجع كذلك لأسباب وراثية أو تكوينية على نفس النحو الذي سبق توضيحه في السمنة..أو لزيادة قابلية بعض الأجسام لاستهلاك الطعام بسرعة نتيجة لتميز أجسامهم بزيادة معدل الأيض..وهناك أيضا النحافة المرضية حيث يكون انتقاص وزن الجسم راجعاً لوجود أسباب مرضية مثل الدرن الرئوي والاضطرابات الهرمونية..وفي هذه الحالات يكون علاج النحافة بعلاج السبب.
هذا وللاضطرابات النفسية دور كبير في حدوث النحافة والذي يظهر بصورة حادة وواضحة في المرض المعروف باسم انعدام الشهية العصبي Anorexia nervosa وهذا المرض يظهر عادة بين الفتيات بينما يقل حدوثه بين الذكور..حيث تفقد الفتاة شهيتها للطعام بصورة حادة..وقد يرجع ذلك إلى حالة تنتابها من الخوف الشديد من البدانة..وقد يُرَدّ ذلك لأزمة نفسية حادة تتعرض لها الفتاة مثل رفض الأبوين تزويجها ممن تحب! وفي هذه الحالة قد يصل وزن الفتاة إلى قيمة منخفضة جدا مثل ثلاثين كيلو جراما أو أقل، وتصبح كما يقول القول الشائع (جلد على عظم).
وفي هذه الحالة من النحافة يستدعي علاجها وجود أخصائي أمراض نفسية وآخر خبير في التغذية. أما حالات النحافة العادية التي لا تكون بسبب أحد الأمراض، فمن السهل علاجها بمحاولة اكتساب طاقة زائدة من الطعام لتخزن بعضها بالجسم على هيئة شحوم..
وهذه بعض الإرشادات المساعدة على ذلك:
● الإكثار من تناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة مثل السكريات والحلويات والنشويات كالأرز والمعكرونة والبطاطا والبطاطس.
● أكل المسليات كما في أوقات مشاهدة التليفزيون بعد وجبة العشاء مثل اللب والفول السوداني والبندق والشيبسي والشيكولاتة..وكذلك شرب المياه الغازية.
● للتغلب على ضعف الشهية يمكن البدء بجرام واحد من الراوند لفتح الشهية.
● يجب ملاحظة أن يكون النشاط الجسماني معتدلا بحيث لا يتم استهلاك كل الطاقة الناتجة عن الغذاء..ولذلك يفضل النوم لعدة ساعات في أوقات الظهيرة، ولفترة كافية أثناء الليل.
● إن محاولة تحقيق الاستقرار النفسي في حالات النحافة يساعد على الإقبال على تناول الطعام بشهية مفتوحة لمن يعانون من ضعف الشهية..ولذلك ينصح بمراعاة هذه الناحية من خلال الاندماج في أنشطة اجتماعية أو ترفيهية أو رياضية وكذلك بتغيير روتين الحياة المعتاد.