قبل بلوغ الطفل الرابعة من العمر يكون عرضة بشكل كبير لمشكلة التبول الليلي ذلك أنه لا يستطيع السيطرة على ذلك ولكن يصبح الطفل مصاباً بالتبول الليلي عند بلوغه العام الخامس فما فوق. التبول الليلي أكثر شيوعاً بين البنين منه بين البنات.
السبب الرئيسي فيما قيل مقدماً هو عدم اكتمال النضج لأجهزة الطفل وخاصة الجهازين العضلي والعصبي المسؤولين عن ذلك وأكبر خطأ تقع فيه الأم هو العقوبات الصارمة التي تفرضها على طفلها فهو لا يعمل ذلك بمحض إرادته بل أنه شيء خارج عن سيطرته ولكن على المرأة أن تكون أكثر اتزاناً وحكمة في التصرف في مثل هذه المواقف فعليها استشارة الطبيب من أجل التعرف على أسبابه وعدم معاقبة الطفل وإشعاره بالذنب الكبير ومحاولة الامتناع عن إعطائه السوائل بشكل كبير وإن فشلت المحاولات جميعها فيجب أن نتذكر أن الطفل بالتدريج يصبح قادراً على السيطرة على مشكلة التبول الليلي.
إن تدريب الطفل المصاب على استخدام الحمام نهاراً يساعد في النجاح معه ليلاً لإيقافه جافاً فمراقبة الطفل وتدريبه نهاراً أسهل منه ليلاً وفيما يأتي بعض النصائح التي تعتمد على اللاءات الثلاث في مساعدة الطفل الذي يعاني من مشكلة البلل ليلاً:
1- لا توبخ ابنك.
2- لا توقظه من نومه للذهاب للحمام.
3- لا تتهم ابنك بالفشل.
تكتمل قدرة الطفل العادي على التحكم في عملية التبول في فترة النهار وهو في سن عام ونصف تقريباً، أما التحكم في عملية التبول في فترة الليل فتكون في الفترة ما بين عامين ونصف من العمر إلى ثلاثة أعوام قد يختلف سن ضبط الجهاز البولي من طفل إلى آخر، أما بسبب اختلاف حساسية هذا الجهاز يعود إلى اختلاف حجم المثانة وسعتها في كل منها.
إلا أننا نلاحظ في بعض الحالات أن الطفل يتعذر عليه التحكم في عملية التبول حتى سن كبيرة قد تصل إلى سن الثامنة ما بعد ذلك ولكن على الآباء تدارك الأمر إذا ما وجدوا أحد الأبناء ما زال لا يستطيع التحكم ببواله بعد سن الرابعة أن هذا الوضع بدأ من هذا السن يمثل مشكلة للطفل ولوالديه ويكون غالباً عوامل نفسية فهناك حالات من البوال العارض (أي غير متكرر) قد تحدث للأطفال في سن متقدمة أما بسبب إصابتهم بالبرد العادي أو كثرة تناول المشروبات قبل النوم بوقت قصير أو لسبب انفعال كالخوف مثلاً إلا أن مثل هذه الحالات لا تمثل مشكلة ولا يخشى منها حيث أنها تزول بزوال هذه الأسباب.
أسباب التبول اللاإرادي
أ- أسباب عضوية جسمية وترجع إلى:
– وجود حصوه في أحد الكليتين أو المثانة أو المحالب.
– التهاب مجرى البول.
– مرض السكر.
– الديدان المعوية والبلهارسيا والانلكستوما.
– عدم التحام العمود الفقري في أجزائه السفلى.
– الإمساك وسوء الهضم.
– الحالة العامة كالإنهاك العضلي وفقر الدم ونقص الفيتامينات في الجسم.
ب- أسباب نفسية:
– الخوف الشديد كالخوف من الظلام أو من قسوة الوالدين أو التهديد المستمر للطفل.
– الغيرة الشديدة كالغيرة التي تصيب الطفل عندما تلد الأم مولوداً جديداً فيهمل الأبوين الطفل السابق ويتحول اهتمامها للطفل الجديد مما يجعل الطفل المهمل يحاول جذب انتباه الوالدين عن طريق البوال.
– قد يكون التبول اللاإرادي تعبير غير مباشر عن غضب مكبوت لا شعوري تجاه الوالدين وكوسيلة للانتقام منهما وللتنفيس عن هذا الغضب.
– العلاقات العائلية المضطربة التي تهدد أمن الطفل إلى البوال كنوع من الاحتجاج والتعبير عن مخاوفه من فقد أحد الأبوين.
– اهمال الوالدين تكوين عادة ضبط التبول عند الطفل اعتباراً من السنة الأولى من العمر وذلك بسبب ما لقيته إحداهما أو كليهما من العقاب في الصغر من جراء عملية التبول على يد من كانوا يعملون على استئصال تلك العادة عندهما فيرتب على ذلك حنانهما الزائد نحو أطفالهما إذا لحقت بهم نفس المشكلة ويختلفون المبررات المختلفة لهم دون محاولة علاجها.
علاج التبول اللاإرادي
1- العلاج العضوي: أي علاج الأسباب العضوية.
2- العلاج النفسي: أي علاج الأسباب النفسية المسببة.
3- الإيحاء: حيث تجلس الأم والأب بجوار الطفل المصاب بالبوال عند ذهابه إلى فراشه في المساء وجعله يكرر قبل نومه جملاً ايحائية لعدم التبول (مثال: سيكون سريري نظيفاً في الصباح ويراعي أن يكون هذا الحديث الايحائي مناسباً لإدراك الطفل كما يجب أن نوضح له الأسباب التي تدعوا تغلبه على هذه العادة، وفي حالة نجاحه يجب تقديم مكافأته له.
4- العلاج السلوكي:
– ويكون ذلك بأن تقدم الأم العشاء والماء للطفل قبل النوم بوقت طويل (الساعة الخامسة مثلاً) وأن يمنع من تناول سوائل بعد ذلك.
– أن يوقظ الطفل في منتصف الليل للذهاب إلى المرحاض، ويفضل لو تبول قبل النوم مباشرة ومرة أخرى في منتصف الليل.
– ألا توضع له التوابل والمواد الحارة في الطعام لأن هذا يجعله يشرب كثير من السوائل وبخاصة الماء.
– أن نشجع الطفل المصاب بالبول بالنوم أثناء النهار وحتى لا يكون نومه عميقاً بالليل وهذا ما يجعله بالحاجة إلى التبول أناء نومه.
5- تدريب الطفل على التبول الإرادي