إن الحاجة إلى المواد الغذائية تختلف من إنسان إلى إنسان تبعا لعوامل مختلفة مثل العمر والجنس والنشاط الجسمي والفكري، وحتى المناخ الذي يعيش الإنسان تحت ظله. يعتمد غذاء الإنسان الذي يعيش في مناخ حار على الخضار والفاكهة بشكل رئيسي، وهي غنية بالماء الذي يحتاجه الجسم، بينما الذين يعيشون في البلاد الباردة يحتاجون أكثر إلى الدهون وذلك لقيمتها الحرارية العالية، بينما استهلاكهم للماء أقل بكثير من هؤلاء الذين يعيشون في الأجواء الحارة.
يلعب الغذاء الجيد دوراً أساسياً في نمو الطفل الجسدي والعقلي ويزيد من مقاومته للأمراض، لذلك كان الاهتمام بالغذاء أمرا بديهيا بالنسبة للأم والطبيب على حد سواء.
تتناول المعلومات الواردة في هذا الموضوع تغذية الرضيع في سنته الأولى، يجب أن نضع في الحسبان أن الأطفال يختلفون في تقبّل الغذاء نوعاً وكماً، بعض الرضّع يقبل على الأطعمة الجيدة المقدمة إليهم من الأم بنهم وشهية، وآخرون يرفضون الطعام الجديد، بل إنّ بعضهم يغلق فمه ويعلن الإضراب عن الطعام! ومن الطبيعي أن يفضّل الرضيع بعض الأطعمة وينصرف عن أنواع أخرى، فهو يملك حاسة تذوّق متطورة، على الأم الذكية أن تعرف رغبات رضيعها، وتختار الوقت ونوعية الغذاء بما يتناسب ورغباته وما يتناسب مع أوقاتها.
الشهر الأول والثاني
يعتمد الطفل اعتماداً كاملاً في تغذيته على الحليب، ويفضّل أن يكون حليب الأم لما له من فوائد جمة سنأتي على ذكرها بعد قليل، إعطاء الماء خلال هذه الأشهر ليس ضرورياً ولكن إذا رغبت الأم في ذلك فليس هناك ضرر شرط أن يكون الماء نظيفاً معقّماً وبكميات قليلة.
إعطاء الطفل مشروبات أخرى مثل اليانسون، الكراوية، النعناع، منقوع التمر أو غيرها يفضل أن يكون بعلم الطبيب وتحت إشرافه، في بعض الأحيان تظهر آثار جانبية لمثل هذه المشروبات يقدّرها الطبيب ويعرفها مثل الإسهال أو الإمساك أو انتفاخ البطن، ويفضل بشكل عام أن يكون ذلك مرة واحدة في اليوم وبتركيز خفيف للمشروب.
الشهر الثالث
● عصير البرتقال أو عصير التفاح: يكون العصير ممداً بالماء بنسبة واحد إلى واحد (ننصح بعدم شراء العصائر الجاهزة لاحتوائها على مواد حافظة): البداية تكون بكمية قليلة، مقدار فنجان قهوة (20–30) مل ثم تزداد الكمية بالتدريج حسب تقبّل الطفل حتى تصبح رضعة كاملة (90–120) مل ومن دون إمداد بالماء، يمكن أن يضاف إلى العصير قليل من السكر، يفضّل أن يكون السكر من نوع الغلوكوز ويمكن شراؤه من الصيدليات، ذلك أن هضمه وامتصاصه أسهل من السكر العادي المستخدم في المنازل، إذا استطاعت الأم أن تعطي العصير بواسطة الملعقة فهذا أفضل. عصير البرتقال مليّن ومصدر هام للفيتامينات ولا سيما فيتامين ج Vit c.
● يفضل أن يعتاد الطفل على عدم تناول وجبة في الليل خلال هذا الشهر.
الوقت / الغذاء
6 صباحاً / حليب
9 صباحاً / حليب
12 ظهراً / حليب
3 بعد الظهر / حليب
5 مساءً / عصير البرتقال
7 مساءً / حليب
11 ليلاً / حليب
الشهر الرابع
● يضاف مسحوق الحبوب في هذا الشهر وهو متوفر في الأسواق في علب كرتونية مكتوب عليها سن الطفل المناسب لاستخدامها وطريقة تحضيرها وتكون مؤلفة غالباً من خليط من الحبوب مثل القمح والأرز وغيرها، قد تكون هذه الحبوب مخلوطة مع مسحوق الحليب أو تكون الحبوب فقط دون أية إضافات.
● يمكن إضافة مبشور التفاح أيضاً ويفضل أن يكون غير مطبوخ وناعم حتى يسهل بلعه ويمكن إعطاؤه بالملعقة أو إضافة عصير البرتقال له أو الماء وتقديمه بزجاجة الرضاعة، التفاح مفيد لاحتوائه على الكثير من الفيتامينات كذلك على مواد مفيدة سواء في حالات الإمساك أو الإسهال على حد سواء.
● تستطيع الأم في هذا الشهر أن تباعد بين الوجبات بحيث تعطي وجبة كل 4 ساعات.
● حتى ينام الطفل بعد الوجبة الأخيرة طوال الليل وحتى لا يستيقظ جائعاً في منتصف الليل نحاول أن تكون الوجبة الأخيرة في المساء مشبّعة وليست سريعة الهضم.
● تتحسن قدرة الطفل على البلع.
الوقت / الغذاء
6 صباحاً / حليب
10 صباحاً / عصير برتقال مع مبشور التفاح
12 ظهراً / حليب
4 بعد الظهر / حليب
8 مساءً / حليب
11 ليلاً / مسحوق الحبوب مع حليب
الشهر الخامس
● في هذه المرحلة يمكن إضافة قطع من البسكويت الخاص بالرضيع إلى الحليب، هذا يعطي الطفل شعوراً بالشبع وكمية من الحريرات الإضافية.
● عصير الفواكه المشكل أو المختلط (كوكتيل): للأم الحرية في اختيار الفواكه المناسبة والمتوفرة في السوق، من الأفضل أن لا يحتوي العصير على أكثر من ثلاثة أنواع من الفواكه في نفس الوقت، على سبيل المثال يمكن أن يتكون من برتقال مع تفاح وموز، أو تفاح وبرتقال وكمثرى، أو غير ذلك من الفواكه. يجب تأجيل إعطاء الفواكه الاستوائية إلى ما بعد السنة الأولى من العمر لأنها تسبب الحساسية مثل (الأناناس، المانجة، الكيوي).
● يضاف أيضاً لبن الزبادي ويعطى بالتدريج حتى يستطيع الطفل تناول وجبة كاملة تصل إلى 200 غرام، إذا لم يتقبله الطفل يمكن إضافة قليل من السكر، يوجد بعض المستحضرات الجاهزة التي تحتوي على فواكه داخل لبن الزبادي.
● يمكن أن يضاف إلى عصير الفواكه قليل من الحليب ويكون نفس حليب الطفل، يعطى العصير بالزجاجة أو بالملعقة، يستطيع الطفل تناول 150–200 مل في كل وجبة، لا مانع من إضافة البسكويت وفي هذه الحالة يعطى العصير بالملعقة ويمكن تحليته بقليل من السكر.
● تتحسن قدرة البلع بشكل يستطيع ابتلاع الغذاء المهروس.
● الخضار المسلوقة: حان الوقت لتقديم الخضار، وتستخدم عادة البطاطا والكوسا والجزر أو غيرها من الخضار المتوفرة في السوق، تسلق الخضار ثم تطحن ناعماً وتعطى بالملعقة، لا داعي لإضافة الملح لطعام الطفل لأن الأملاح الموجودة في الخضار كافية، ومن ناحية أخرى لا تكون كلية الرضيع قد تطورت بما فيه الكفاية لطرح الأملاح إذا أعطيت بكمية تفوق حاجته، فالملح يضاف إلى طعام الطفل بعد السنة الأولى من العمر.
● معظم الأطفال لا يحبون الخضار في البداية، لذا على الأم التحلي بالصبر ومتابعة محاولات الإطعام، يمكن إضافة قليل من السكر إلى الخضار لأن الرضّع يحبون الطعام الحلو.
● تصنع شركات الأغذية طعاماً خاصاً للأطفال الرضّع يكون مصنوعاً من الخضار أو الفواكه أو غير ذلك، كل علبة تحتوي على وجبة واحدة. هذا النوع من طعام الأطفال متوفر في الأسواق على شكل معلبات جاهزة الاستعمال، تسخن قليلاً قبل إعطائها للطفل ويكون ذلك بوضع العلبة أو البرطمان داخل ماء ساخن لفترة قصيرة.
الوقت / الغذاء
6 صباحاً / حليب
10 صباحاً / (كوكتيل) عصير الفواكه
12 ظهراً / حليب
4 بعد الظهر / حليب أو لبن زبادي
8 مساءً / حليب
11 ليلاً / مسحوق الحبوب مع حليب
الشهر السادس
● يمكن في هذا الشهر إنقاص عدد الوجبات إلى خمسة وجبات في الشهر.
● يضاف إلى الخضار قطعة من لحم الدجاج حوالى 30 غراماً أو ما يملأ ملعقة طعام كبيرة، ويطحن جيداً مع الخضار.
● بعد تعوّد الطفل على طعام لحم الدجاج مع الخضار تستطيع الأم بعد فترة عشرة أيام أن تستبدل لحم الدجاج بلحم الخروف أو السمك، إضافة كمية صغيرة من الزبدة (15) غرام أو ما يساوي ملعقة صغيرة إلى الخضار يعطيها مذاقاً أشهى ويزيد من كمية الحريرات الموجودة في الطعام.
● يمكن إطعامه بالملعقة بسهولة.
● يشرب من كأس الشرب مع مساعده.
● يقدّم إلى الطفل بعض ألوان الطعام المطبوخ السهلة الهضم مثل (أرز بحليب – مهلبية أو ما يماثلها من الطعام). تطبخ هذه الأنواع بحليب الطفل الخاص.
● يبدأ ظهور الأسنان عادة في هذا الشهر ويصاحب ذلك آلام في الفم وعزوف عن الطعام وفي بعض الأحيان حرارة وإسهال وعلى الأم ملاحظة ذلك والاستعانة بنصائح الطبيب.
الوقت / الغذاء
6 صباحاً / حليب
10 صباحاً / عصير الفواكه الخليط (كوكتيل + بسكويت)
2 ظهراً / خضار مسلوقة + لحم
6 مساءً / حليب/لبن زبادي/ مهلبية
10 ليلاً / مسحوق الحبوب مع حليب
الشهر السابع
● يضاف البيض إلى برنامج التغذية في هذا الشهر، ويضاف الصفار فقط في البداية لأنه غذائياً أغنى من الزلال (البياض)، إضافة إلى أن الزلال مسؤول عن الحساسية التي يسببها البيض.
● يسلق البيض سلقاً خفيفاً، يقدم الصفار بواسطة الملعقة بكمية قليلة في اليوم الأول ثم تزداد تدريجياً حتى يعطى صفار البيضة بكامله بعد عدة أيام، يمكن أن يعطى الصفار نيئاً وذلك بخلطه مع الحليب أو مع كوكتيل الفواكه، يعتبر البيض من الأغذية ذات القيمة الغذائية الكبيرة ويجب أن تحرص الأم على تعويد طفلها عليه.
● تستطيع الأم التنويع في الخضار المقدمة للطفل وذلك بإضافة أنواع جيدة إلى برنامج التغذية مثل (الفاصوليا والبازلاء والسبانخ وغيرها)، على أن لا يزيد عدد الخضار عن ثلاث في الوجبة الواحدة.
الوقت / الغذاء
6 صباحاً / حليب + بيض
8 صباحاً / عصير الفواكه الخليط (كوكتيل + بسكويت)
2 ظهراً / خضار مسلوقة + لحم
6 مساءً / حليب/لبن زبادي أو مهلبية
10 ليلاً / مسحوق الحبوب مع حليب أو أرز بحليب
الشهر الثامن
● يعتبر الجبن من الأغذية ذات القيمة العالية، إذ يحتوي على كميات كبيرة من البروتين والدهون، إضافة إلى العناصر المعدنية مثل الكالسيوم والفسفور، توجد في الأسواق أنواع مختلفة من الجبن وأفضل الأنواع هي الطرية والقليلة الدهن.
● يمكن أن يتناول الطفل في هذا الشهر الأرز المطبوخ بالسمن ومع العدس أو الشعيرية وذلك إلى جانب الخضار.
● تستطيع الأم أن تنوّع في اللحوم وذلك بإضافة الكبدة كأحد أنواع اللحوم المقدمة.
الوقت / الغذاء
6 صباحاً / حليب + بيض
10 صباحاً / عصير الفواكه الخليط (كوكتيل + بسكويت)
2 ظهراً / خضار مسلوقة + لحم + كبدة + أرز
6 مساءً / حليب/لبن زبادي أو مهلبية، أرز بحليب أو جبن + بسكويت
10 ليلاً / مسحوق الحبوب مع حليب/أرز بحليب
الشهران التاسع والعاشر
● يستطيع الطفل في هذا العمر تناول الخضار الأصعب هضماً مثل البقوليات (الفول والحمص).
● على الأم أن تحاول الاستغناء عن الخلاط من أجل طحن الطعام، عليها تعويد الطفل على تناول الطعام المهروس بالشوكة والملعقة، وبهذا يتم تدريبه على مضغ الطعام ذي القطع الكبيرة نسبياً.
● يستطيع هرس الطعام باللثة.
● يبدأ إطعام نفسه بأصابعه.
● يمسك الكوب أثناء الشرب.
● تتطور حاسة التذوق لديه لمختلف الأطعمة.
● يمكن تقديم الأطعمة المقلية بالزيت أو السمن مثل البيض المقلي والبطاطا المقلية.
● يفضل أن يدرب الطفل على تناول الحليب بالكوب عوضاً عن زجاجة الرضاعة.
● تستطيع الأم أن تنقص عدد الوجبات إلى أربع يومياً، وتوزّع الأطعمة على هذه الوجبات حسب ظروفها ومتطلبات الطفل، بحيث يكون هناك الإفطار، الغداء، وجبة ما بعد الظهر (العصر) ووجبة العشاء (ما قبل النوم).
● بعد ظهور الأسنان الأمامية يمكن أن تقدّم للطفل قطعة من الخبز كي يمسكها بيده ويحاول تقطيعها بأسنانه ومن ثم تركها في فمه كي تصبح طرية وذلك قبل بلعها.
الشهران الحادي عشر والثاني عشر
● سوف يشعر الطفل الآن بالسعادة والزهو عندما يستطيع الجلوس إلى مائدة الطعام مع باقي أفراد الأسرة وتناول نفس الطعام الذي يتناوله الكبار مع الأخذ بعين الاعتبار تجنّب الأطعمة الدسمة والكثيرة التوابل.
● يستطيع الطفل الآن الإمساك بالملعقة ويحاول إطعام نفسه بنفسه.
● تجد الأم في السوق أنواعاً مختلفة من أدوات الطعام التي تناسب الطفل في هذا العمر، ملاعق خاصة سهلة الإمساك ومفلطحة، صحون ثابتة لا تنقلب، وأكواب تحفظ السوائل بشكل جيد دون أن تنسكب وبألوان وصور مغرية للطفل.
● لا ننصح بتقديم المشروبات الغازية للطفل في هذه المرحلة لأنها لا تقدّم أية قيمة غذائية تذكر، هي في الوقت نفسه تنبّه الجهاز العصبـي مسبّبة قلة النوم، كما أنها تخرش المعدة.
● نحذّر بشدة من إعطاء الأطفال في هذا العمر المكسرات مثل البندق والفستق كذلك قطع السكاكر الصلبة، لأن خطر الاختناق بهذه الأجسام وارد كثيراً.