عُرف الأرضي شوكي أو ما يُسمّى أيضاً بالخرشوف أوَّل ما عُرِف في دول حوض البحر المتوسط، ولقد وُجِدَت له رسومٌ عديدة منقوشة على جدران معابد قدامى المصريين كما في آثار عددٍ من الدول المتوسطية بشكله المخروطي الذي يشبه الصنوبر.
وكان العرب هم من نقله إلى الأندلس بعدما اكتشفوا فوائده الغذائية والطبية العظيمة، ومنها انتشر إلى دول القارة الأوروبية ومنها إلى باقي دول العالم.
أمَّا الآن فهو يُزرَع في أغلب المناطق والدول ويُستفاد منه كاملاً أو من أوراقه أو ساقه مجفّفاً على شكل بودرة (powder) وكذلك من خلاصته (extract) لعلاج عددٍ غير قليل من الأمراض، وهو يوصف بشكلٍ خاص في حالات قصور الكبد وأمراض المرارة وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم (hypercholesterolemia) وغيرها من الأمراض.
فوائده
• لمكافحة سرطان الجلد
• لمعالجة مشاكل الكبد والمرارة
• لتخفيض الكوليسترول والدهون الثلاثية
• لمعالجة سوء الهضم
• مصدر مهم للفولات (حمض الفوليك) Folate
لقد بينت الأبحاث أن الأرضي شوكي يحتوي على عناصر كيميائية ذات مفاعيل طبيةٍ ودوائيةٍ كبيرة إضافة لكونه غذاءً لذيذاً يحبه غالبية الناس ويُستفاد منه مطبوخاً بطرقٍ عدة، كأن يُطبخ مع اللحم أو يُضاف إلى أنواع اليخنات والحساء أو يُتبَّل كسلطاتٍ لذيذة متنوعة أو يُقدَّم وحده كمقبلاتٍ شهية مع تتبيلة زيت الزيتون والحامض والثوم وهو الشكل الأكثر فائدة حيث تؤكل قاعدة أوراقه واحدةً تلو الأخرى إضافةً إلى قلب الأرضي شوكي وذلك بعد تغميسها بتتبيلة الحامض والزيت والثوم، أو باللبن والثوم، وهذا أفضل طبعاً من تغميسها بالزبدة كما هو شائعٌ في بعض الدول الأوروبية، أمّا الطريقة المثلى للاستفادة من خواصِّه المفيدة فهي أن يؤكل الأرضي شوكي كاملاً من قاعدة الأوراق حتى القلب والاستفادة قدر الإمكان من ماء السلق عن طريق إضافته إلى أنواع الحساء أو اليخنات المتنوعة، فهو حاوٍ لكثيرٍ من الخواص النافعة التي انحلَّت في الماء نتيجة السلق.
كما يجب التنبّه إلى أن يؤكل الأرضي شوكي في نفس اليوم الذي يُطهى به وأن يُرمى ما تبقى منه إلى اليوم التالي، وذلك لأن الجراثيم سريعاً ما تتسرب إليه مسبِّبة التسمّم لآكله.
المُركَّبات الدوائية الفعَّالة
Silymarin | B-complex vitamins |
Cinnamic acid | Potassium |
Flavonoids | Iron |
Inulin | Zinc |
مكوِّناته
الأرضي شوكي هو من أغنى وأنفع الأغذية للإنسان لما يحتويه من عناصر غذائية أساسية وعناصر أُخرى كيميائية ودوائيةٍ مهمةٍ علاجاً ووقايةً ولأجل ذلك يجب الاستفادة منه كاملاً من الأوراق إلى القلب.
ويحتوي الأرضي شوكي على نسبة جيدة من الفيتامينات A و B وكذلك من الأملاح المعدنية الأساسية كالمغنيزيوم والفسفور والحديد والبوتاسيوم والزنك.
إلاَّ أنَّ ما يميّز الأرضي شوكي هو احتواؤه على عنصرٍ كيميائي فيتوكيميكال (Phytochemical) أثبت فعاليةً كبيرةً في الوقاية من السرطان وبشكلٍ خاص سرطان الجلد، ألا وهو السيليمارين (Silymarin). ويُستعمل هذا المركّب أيضاً بشكلٍ واسع في عددٍ من الدول الأوروبية كعلاج مؤثِّرٌ لبعض آفات الكبد والمرارة، وله تأثيرٌ مهم في هذا المجال.
وبالنظر إلى المركّبات الرئيسية المتوافرة في الأرضي شوكي نجد أنَّها عبارة عن مُركَّبات السيسكيتيربين (Sesquiterpene Lactones) حتى 4٪ والهيدروكسي سيناميك أسيد (Hydroxy cinnamic acid) والفلافونوئيدات (Flavonoids) حتى 5٪ وخصوصاً الروتين (Rutin).
وللأرضي شوكي قدرة كبيرة في مساعدة الكبد على إفراز الصفراء (chloretic effect)، وهذا بسبب مادة حمض السيناميك (cinnamic acid) الموجودة فيه. لأجل هذا يصفه الأطباء ويصفون خلاصته (Extract) لعلاج مشاكل الكبد والمرارة (Liver and gallbladder complaints) بسبب خاصِّيته المفرِّغة للصفراء.
كما يحتوي الأرضي شوكي على نوعٍ خاص من السكريَّات المتعددة النافعة تدعى الإينولين (Inulin) التي يستفيد منها صُنَّاع الأدوية بإضافتها إلى العديد من المركَّبات الغذائية المخصَّصة للأطفال تحت اسم البريبيوتيك (Prebiotic).
صحيح أنَّ طعم الأرضي شوكي ليس حلواً إلاَّ أنَّ غناه بالسينارين (Cinaryn) تجعل كل ما يؤكل معه وكأنَّه حلو المذاق، وبمعنى آخر أنَّه يُظهِر الحلاوة الموجودة في الأطعمة المترافقة معه حتى وإن كان ماءً فقط!
والسينارين هو المادة المُرَّة المذاق الموجودة في الأرضي شوكي والتي تذهب مرارتها بعد سلقه جيداً حيث تنحل (السينارين) في الماء فتذهب حينها مرارة الطعم بشكل كلِّي.
الأرضي شوكي: المحارب القوي لسرطان الجلد
من أهم المركَّبات الكيميائية الموجودة في الأرضي شوكي السيليمارين (Silymarin) الذي أظهرت الدراسات أنَّ له تأثيراً كبيراً واقياً من الإصابة بسرطان الجلد.
ففي دراسةٍ أُجريت في مستشفيات جامعة كليفلاند الطبية، تبيّن أنَّ استعمال مراهم حاوية للسيليمارين (Silymarin creams) حدَّ من الإصابة بسرطان الجلد بنسبة كبيرة. هذه الدراسة تم إجراؤها على الفئران في المختبر، أمّا بالنسبة للبشر فما زالت الأبحاث جارية.
أمَّا ما هو مؤكّد فهو أنَّ السيليمارين له أثرٌ قويٌّ مضادٌ للمؤكسدات (Powerful antioxidant)، وهو بهذا يحمي من الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان عن طريق منع التأثيرات المخرِّبة للراديكالات الحرَّة (free radicals) على خلايا الجسم السليمة، وبالتالي منع تحوّل هذه الأخيرة إلى خلايا سرطانية، ومعلومٌ أنَّ هذه الراديكالات الحرَّة يزداد عددها في الجسم نتيجة التعرُّض الدائم والمستمر لعوامل معيّنة من قبيل التعرّض لأشعة الشمس الحادَّة وتلوّث الهواء والمحيط.
الأرضي شوكي: الدواء الربَّاني لمشاكل الكبد والمرارة
يُستفاد من ثمرة الأرضي شوكي أو من خلاصتها بكثرة في بعض الدول الأوروبية كدواءٍ فعَّال لعلاج بعض أمراض الكبد والمرارة ولذلك تفسيرات طبيةٌ مهمة. أوَّلاً، أنَّه يحتوي على السيليمارين (Silymarin)، المضاد القويّ للمؤكسدات (antioxidant)، لذلك فهو يحمي أعضاء الجسم الرئيسية، ومنها الكبد، من التأثيرات المخرِّبة للراديكالات الضارة.
ثانياً، يوصف الأرضي شوكي بكثرة من قِبل الأطباء الأوروبيين بشكلٍ خاص كمفرِّغٍ ممتاز للصفراء حيث يزيد من إفرازات الصفراء (choleretic effect) ويُسهِّل دفعها إلى خارج الجسم وذلك بسبب محتواه من السيناميك أسيد (cinnamic acid).
من هنا، فإنَّ الأرضي شوكي هو من أهمّ الأدوية وأفعلها في معالجة أمراض الكبد واحتقانها، وهو مفيدٌ بشكلٍ خاص في حالات قصور الكبد (كسل الكبد) والمشاكل الهضمية الناتجة عنه (dyspeptic problems). إلاَّ أنَّه ينبغي الامتناع عن تناوله أو الاستفادة من عصارته (Extract) في حال وجود انسدادٍ في المجاري الصفراوية (bile duct blockage) بسبب وجود حصى (gallstones) أو غيرها، حيث يعاني المريض من آلامٍ مُبرحة وهنا يجب استشارة الطبيب المختصّ.
الأرضي شوكي: المخفِّض للكوليسترول والحامي للقلب
في دراسةٍ أُجريت مؤخراً على الفئران، تبيّن أنَّ نسبة الكوليسترول انخفضت بشكلٍ ملحوظ بعد إعطاء هذه الفئران دواءً مُستخلصاً من الأرضي شوكي.
نفس هذا الأمر قد ينطبق بالفعل على الإنسان لأنَّ الأرضي شوكي يحتوي على عناصر عدَّة أثبتت التجارب أنَّها من أنفع وأنجع الأدوية التي تفيد في تخفيض نسبة الكوليسترول الضار (LDL) حمض كالسيناميك (cinnamic acid)، والإينولين (Inulin) المؤثّر أيضاً في تخفيض نسبة الدهون الثلاثية أو ما يُسمى بالتريغليسيريد (Triglyceride).
كما إنَّ الأرضي شوكي غنيٌّ أيضاً بالألياف، بل هو من أغنى المصادر الغذائية بهذه الألياف النافعة (fibers). ويحتوي الأرضي شوكي المتوسِّط الحجم على 6.5 غرامات من الألياف، و 4.3 غ من الألياف غير القابلة للذوبان (Insoluble fiber) و 2.2 غ من الألياف القابلة للذوبان (Soluble)؛ والسرّ يكمن في هذه الأخيرة أي الألياف القابلة للذوبان التي تتحوَّل في أثناء عبورها القناة الهضمية إلى مادةٍ هلامية لزجة (jelly) تحبس بداخلها ذرات الكوليسترول ولأنها – أي الألياف – غير قابلة للجذب فإنَّها تُدفع إلى خارج الجسم آخذةً الكوليسترول الضار في طريقها.
علاوةً على هذه العناصر الدوائية المهمَّة فإنَّ الأرضي شوكي هو من أغنى المصادر الغذائية بالأملاح الضرورية لصحَّة القلب والجهاز الدوراني كالمغنيزيوم والبوتاسيوم الذين لهما دورٌ أساس في حفظ عمل عضلة القلب. فالمغنيزيوم مثلاً يتدخّل في سلامة عملية انقباض عضلة القلب ويمنع ظهور أو نشوء أي انقباضات غير منتظمة (Arrythmia) أو خارجة عن السياق الطبيعي، وهي ظاهرة خطيرة جداً قد تؤدّي إلى الوفاة.
وثمرة الأرضي شوكي هي من أغنى المصادر بالمغنيزيوم (Magnesium) إذ تؤمِّن الحبّة الواحدة المتوسطة الحجم 72 ميليغراماً من المغنيزيوم أي ما يوازي 18٪ من حاجة الجسم اليومية لهذا العنصر الضروري (حاجة الجسم اليومية للمغنيزيوم = 320 ملغ للنساء و 420 ملغ للرجال).
ويُفضَّل طبعاً تناول ثمرة الأرضي شوكي كاملةً، أمَّا للذين لا يحبّون ذلك، فإنَّ قلوب الأرضي شوكي ما زالت مصدراً مهماً للمغنيزيوم إذ أنَّ نصف الكوب منها يؤمِّن للجسم 50 ميليغراماً تقريباً من المغنيزيوم، ما يوازي 13٪ من الحاجة اليومية. وهناك البوتاسيوم أيضاً، وهو المعروف بحامي القلب الأوَّل، وهو متوفّر في الأرضي شوكي بنسبة جيدة؛ وللمغنيزيوم والبوتاسيوم دورٌ كبيرٌ في حفظ ضغط الدم الشرياني في حدوده الطبيعية بل ولهما تأثيرٌ مهمٌّ أيضاً في خفض الضغط المرتفع إلى حدٍّ ما.
من هنا، فإنَّ الأرضي شوكي هو غذاءٌ ودواءٌ طبيعيٌّ يفيدُ في تقوية عضلة القلب ويحمي من الابتلاء بأمراض القلب الفتَّاكة وأهمُّها السكتة القلبية (MI) والسكتة الدماغية (stroke).
الأرضي شوكي: مصدرٌ مهم للفولات (Folate)
بعض الناس لا يُحبِّذ تناول الخضار الورقية والبعض الآخر قد يشعر بانزعاج أو آلام معوية مبرحة عند تناوله أنواع معيّنة من الخُضرة والمعروف أنَّها المصدر الأغنى بالفولات (Folic acid).
ولِمَن لا يَعرف فإنَّ الأرضي شوكي إضافةً إلى لذّة طعمه هو مصدرٌ غنيٌّ بالفولات الضروري للجسم ويُنصح دائماً بتناولها للصغار وللكبار، وكما هو معروف فإنَّ حامض الفوليك هو ضروريٌّ بشكلٍ خاص للنساء الحوامل أو لمن هم في سن الإنجاب للوقاية من إصابة الجنين بتشوّهات خَلْقية.
كيف تحصل على أفضل النتائج؟
● اغسل الأرضي شوكي جيداً
إن أوَّل وأهم خطوة في تحضير الأرضي شوكي هو غسل الثمار جيداً للتخلُّص من الرمل العالق بين أوراقها، ولا يكفي أبداً الغسل السريع على أساس أنَّها سوف تُسلَق لاحقاً
● أسهل طريقة للتحضير
قد يكون تحضير الأرضي شوكي من أصعب الأمور التي تعترض سيدة المنزل إلاَّ أنَّه باتباع بعض الإرشادات البسيطة تنقلب المسألة فتُصبح من أسهل الطرق.
يجب أولاً: قطع سيقان الأرضي شوكي حتى القاعدة تماماً لتسهيل عملية سلقها وتناولها فيما بعد.
ثانياً: إزالة الوريقات الخارجية بواسطة سكينٍ حادة ورميها جانباً.
ثالثاً: وضع ثمار الأرضي شوكي بالترتيب في وعاءٍ كبير، القاعدة إلى الأسفل، وسلقها في الماء بعد تغطية الوعاء لمدة 30-40 دقيقة.
بهذه الطريقة يكفي أن تصل المياه حتى نصفها أو أكثر قليلاً ولا يجب أبداً غمرها بالماء، كما يمكن أيضاً إنضاج الأرضي شوكي على البخار لنفس المدّة من الوقت.
ولفحص الثمرة إذا نضجت أم لا يكفي إزالة أو فصل واحدة من الأوراق الداخلية للأرضي شوكي، فإذا انفصلت بسهولة يعني ذلك أنَّ الثمرة قد نضجت وأنَّها جاهزة للأكل، وإلاَّ وجب سلقها لمدةٍ أطول.
● صنفٌ مميّزٌ على المائدة
يمكن دائماً الاستفادة من الأرضي شوكي كطبقٍ مرافق أو مقبِّلات على المائدة، ويُحبَّذ تقديمه مسلوقاً إلى جانب تتبيلة زيت الزيتون والحامض والثوم ليستلذّ الصغير والكبير بتغميس أوراقه بالصلصة اللذيذة وتناولها واحدةً تلو الأخرى، ومن ثمَّ تغميس قلب الأرضي شوكي وهو الجزء المفضّل، والذي يمكن أيضاً الاستفادة منه لصنع أنواع متعددة من السلطات واليخنات اللذيذة.
ويُنصح بالأرضي شوكي للمصابين بالإرهاق والتعب الدائم وذلك بسبب محتواه من العناصر الغذائية المنشِّطة كالمغنيزيوم والفسفور.
كما يوصف أيضاً للطلاب والمفكِّرين ولكلّ من يبذل جهداً فكرياً أو عضلياً.
ومن المفيد معرفة أنَّه يمكن الاستفادة من الأرضي شوكي المعلَّب (المعلبة) في غير موسمه، فهو يحتفظ بأغلب العناصر الغذائية النافعة، كما يمكن أيضاً حفظه منزلياً في عُلب مخصصةٍ للضغط (مرطبان الضغط) من دون أن يخسر الكثير من مميزاته.