لقد تكيفنا بالكاد على حقيقة حملي إلى أن اكتشفت أنني حامل في توأم. هل هناك أية مخاطر إضافية عليهم أو عليَ؟
يصحب الأطفالَ الإضافيين بعضُ المخاطر الإضافية بالفعل، لكن ليس بالكثرة التي تتوقعينها. في الحقيقة، ليست جميع حالات الحمل في التوائم مصنفة بأنها “عالية الخطورة” (رغم أن حالات الحمل في عدد كبير من الأطفال تندرج بالتأكيد تحت هذا التصنيف)، ويمكن لأغلب النساء الحوامل في أكثر من طفل أن يتوقعن حملًا هادئًا نسبيًّا، على الأقل فيما يخص المضاعفات. بالإضافة إلى أن دخول مرحلة حملك في التوأم وأنت مسلحة بالقليل من المعلومات عن المخاطر والمضاعفات المحتملة قد يساعدك على تجنب الكثير من المصاعب، وسيجهزك لمواجهة أي منها؛ لذا استرخي (فحالات الحمل في التوأم آمنة حقًّا)، لكن اقرئي عن الأمر.
المخاطر المحتملة على الأطفال
• الولادة المبكرة: على الأرجح، يولد الأطفال المتعددون في مرحلة مبكرة مقارنة بالفرادى. فأكثر التوائم الثنائية وأغلبية التوائم الثلاثية، وتقريبًا كل التوائم الرباعية يولدون قبل أوانهم. وفي حين أن النساء الحوامل في طفل واحد يلدن، في المتوسط، بعد 39 أسبوعًا ، فولادة التوائم تحدث في المتوسط في فترة تتراوح ما بين 35 إلى 36 أسبوعًا. وعادة ما تولد التوائم الثلاثية (في المتوسط مجددًا) بعد 32 أسبوعًا، والتوائم الرباعية يولدون بعد 30 أسبوعًا (ضعي في اعتبارك أن فترة الحمل الكامل عند التوائم تعتبر 38 أسبوعًا وليس 40 أسبوعًا). على أية حال، بقدر ما يكون المكان مريحًا بالنسبة لأطفالك الصغار في رحمك، سوف يزدحم كثيرًا مع كبرهم في الحجم. احرصي على معرفة علامات الولادة المبكرة، ولا تترددي في الاتصال بطبيبك الممارس بعد أن تمري بأي من هذه العلامات.
• نقص الوزن عند الولادة: بما أن العديد من حالات الحمل المتعدد تنتهي في وقت مبكر، فإن متوسط (أكرر: متوسط) وزن الطفل المولود في حالات الحمل المتعدد يصل إلى 2.5 كجم تقريبًا، وهذا يعتبر وزنًا منخفضًا عند الولادة. فأغلب الأطفال الذين تصل أوزانهم إلى كيلو جرامين تقريبًا ينتهي بهم الأمر في صحة جيدة، ويرجع الفضل في هذا إلى التطورات في العناية بهؤلاء الأطفال حديثي الولادة، لكن الأطفال الذين تصل أوزانهم عند الولادة إلى أقل من كجم واحد تقريبًا معرضون لخطر مواجهة مضاعفات صحية كأطفال حديثي الولادة، بالإضافة إلى وجود إعاقات طويلة المدى. وقد يساعد التأكد من أن صحتك قبل الولادة في حالة ممتازة وأن حميتك الغذائية تحتوي على العديد من المواد الغذائية (بما فيها الكميات المناسبة من السعرات الحرارية)، على أن يكون أطفالك في أمان أكثر.
• متلازمة نقل الدم الجنيني: هذه الحالة التي تحدث داخل الرحم، بنسبة تتراوح ما بين 9 ٪ إلى 15٪ في حالة الحمل في التوائم المتماثلة الذين يتشاركون المشيمة ذاتها، تنشأ حين يسرب وريد واحد أو أكثر من أوردة المشيمة الخاصة بأحد التوائم الدم في مشيمة التوأم الآخر عبر شريان مشيمي. إن لم تكن هناك أية أوعية مشتركة أخرى موجودة لتعادل وصول الدم إلى كلا الجنينين، قدينتج عن هذا الأمر حصول أحد الطفلين على كمية زائدة من الدم وحصول الطفل الآخر على كمية منخفضة تمامًا (لا تتأثر التوائم غير المتماثلة بهذا الأمر لأنها لا تشترك في مشيمة واحدة). هذه الحالة خطيرة بالنسبة للأطفال، فضلًا عن الأم. وإن تم رصدها في حملك، فسيحيلك طبيبك الممارس إلى إخصائي في طب الأم والجنين الذي قد يشير عليك بعلاج المشيمة بالليزر (باستخدام جهاز خاص يوضع في الرحم) لإيقاف نقل الدم، وهناك بديل آخر، رغم أنه غير فعال، فقد يفضل الطبيب المعالج استخدام البزل السلي لتصريف فائض السائل السلوي كل أسبوع أو أسبوعين، ما يحسن من تدفق الدم في المشيمة ويقلل من خطر الولادة المبكرة.
• مضاعفات أخرى: هناك مضاعفات أخرى متعلقة بالأجنة يرجح حدوثها في الحمل المتعدد، لكنها تظل غير شائعة. اسألي طبيبك الممارس عن أية مخاطر أخرى تتعلق بأطفالك وطريقة تجنبها بأفضل شكل.
المشاكل المحتملة على صحة الأم الحامل
تسمم الحمل: كلما زاد عدد الأطفال في حملك، زاد حجم المشيمة، وهذه المشيمة الإضافية (بجانب الهرمونات الإضافية التي تأتي مع وجود طفلين) قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وإلى تسمم الحمل أحيانًا. يؤثر تسمم الحمل على أم واحدة من كل 4 أمهات حوامل في توائم وغالبًا ما يتم كشفه في مرحلة مبكرة، ويرجع الفضل في ذلك إلى الفحص الدقيق. للمزيد من المعلومات عن الحالة وخيارات العلاج انظري الفصل التاسع عشر.
• سكري الحمل: الأمهات الحوامل في أكثر من طفل أكثر عرضة قليلًا للإصابة بسكري الحمل من الأمهات الحوامل في طفل واحد. ربما يكون هذا بسبب تداخل ارتفاع مستويات الهرمونات مع قدرة الأم على معالجة الأنسولين. ويمكن للحمية الغذائية عادة أن تسيطر على سكري الحمل (أو تمنعه)، لكن أحيانًا يتطلب الأمر أنسولين إضافي.
• المشكلات المتعلقة بالمشيمة: بطريقة ما تكون النساء الحوامل في أكثر من طفل معرضات بشكل أكبر إلى بعض المضاعفات كالمشيمة المنزاحة (المشيمة المنخفضة) او انفصال المشيمة المبكر. لحسن الحظ، قد يكشف الفحص الدقيق (الذي ستتعرضين له) المشيمة المنزاحة قبل أن تشكل أية خطورة كبرى. لا يمكن إجراء كشف انفصال المشيمة المبكر قبل حدوثه، لكن لأن حملك يخضع لمراقبة دقيقة، يمكن اتخاذ الخطوات لتجنب حدوث المزيد من المضاعفات إن حدث الانفصال.
الراحة السريرية
هل تلزمني الراحة السريرية فقط لأنني حامل في توأم؟
هل ألجأ إلى الراحة السريرية أم لا؟ هذا هو السؤال الذي تطرحه العديد من النساء الحوامل في أكثر من طفل، ولا يجد الأطباء دائمًا إجابة شافية عنه. هذا لأنه لا توجد إجابة شافية بالفعل، فلم يصدر أطباء التوليد القائمون بدور المحلفين، قرارهم بعد فيما إن كانت الراحة السريرية تساعد على منع المضاعفات المرتبطة أحيانًا بالحمل المتعدد (كالولادة المبكرة وتسمم الحمل) أم لا. ورغم أن معظم الأبحاث تظهر أنه لا توجد فائدة، فإن العديد من الممارسين الطبيين لا يزالون يصفون بعض أنواع الراحة السريرية، خاصة تحت ظروف معينة (على سبيل المثال إن قصُر طول عنق الرحم عند الأم أو عانت ارتفاع ضغط الدم، أو إن لم يكن أحد الطفلين أو كلاهما ينمو بشكل جيد). ونظرًا لأن خطورة المضاعفات تتزايد مع كل طفل إضافي، فإنه يرجح وصف الراحة السريرية في حالة الحمل بعدد كبير من الأطفال.
احرصي على أن تتناقشي مع طبيبك الممارس في مرحلة مبكرة من حملك بشأن سياسته المتبعة بالنسبة للراحة السريرية. فبعض الممارسين الطبيين يصفونها بشكل روتيني لجميع الأمهات الحوامل في أكثر من طفل (وعادة ما تبدأ هذه الراحة في الفترة ما بين 24 إلى 28 أسبوعًا)، بينما البعض يقوم بها بناء على الحالة أو منهج الانتظار والترقب.
إن خضعتِ للراحة السريرية، فتفضلي بـ زيارة موضوع: الراحة السريرية للحامل لمعرفة نصائح بشأن التأقلم معها. وضعي في الاعتبار أنك حتى لو تخضعين للراحة، فإن طبيبك الممارس سينصحك أن تأخذي الأمور ببساطة وتقللي من ساعات عملك (أو تتوقفي عنه) وتريحي قدميكِ بقدر الإمكان خلال النصف الأخير من فترة الحمل – لذا استعدي للراحة على أية حال.