إن المشيمة حاجز يحمي طفلك من بعض الأشياء، ولكن من الأفضل الإفتراض أن أي مادة تدخل جسم الأم قد تدخل أيضا جسم الطفل وأحيانا بنسب أعلى. المشيمة هي كتلة متشابكة بين دورة الأم والطفل ولكن الإثنتين لا ترتبطان بشكل مباشر. يفصل بينهما غشاء دهني نصف نفوذ (مثل الأغشية التي قد لعب البعض منكم بها في حصة علم الأحياء في الثانوية). ينتقل الأكسجين والمواد المغذية المهمة من الأم إلى الطفل. أما الفضلات فتتخلص منها الأم.
يمكن أن تكون الأغشية في المشيمة مرشحة فعالة لمنع المواد الكبيرة مثل البكتيريا من تجاوز نطاق الطفل. إلا إن العديد من الجزيئات الصغيرة وخاصة تلك التي تتحلل في الزيت أو الدهون يمكن أن تخترق الأغشية بسهولة. فهي بكل بساطة لم تصمم لتحمي من المواد الكيميائية العصرية.
يمكن أن يتخذ الوالدان قرارات حكيمة لتأمين بيئة آمنة لطفلهما. والآن هو الوقت المناسب لإتخاذ مثل هذه القرارات.
المنتجات العضوية – خيار جيد لأطفالنا
تشكل مبيدات الهوام (الآفات) مثالا على المواد الكيميائية التي يمكن أن تخترق المشيمة بسهولة. والأنباء السارة هي أنه يسهل ضبط التعرض لها.
ربما يكون مبيد DDT الأكثر شيوعا، لقد استخدم هذا المبيد في الولايات المتحدة منذ عقود خلت، وسبب حالات من ولادات الخدج كشف النقاب عنها مؤخرا، وفقا لدراسة مهمة نشرت في مجلة Lancet، وجد العلماء الذين درسوا عينات دم من حبل السرة لدى الأمهات اللواتي أنجبن قبل العام 1966 معدلات مرتفعة من منتجات DDT المتحللة لدى مجموعة النساء اللواتي أنجبن أطفالا خدج أو أطفالا أوزانهم خفيفة. هذا يعني أن مبيد DDT كان مسؤولا عن حدوث عدة مشاكل طبية ووفاة الكثير من الأطفال ولكن لم تثبت الصلة إلا بعد أكثر من 30 عاما! حظر إستعمال مبيد DDT في الولايات المتحدة عام 1972 لأنه تسبب بتضرر في عملية التناسل لدى الطيور (أوشك النسر الأميركي الأبيض الرأس والبجع البني على الإنقراض). إلا أن DDT ما يزال مستخدما بشكل واسع في 25 بلدا آخر كمبيد للحشرات.
إننا نعلم، أن وجود مستويات مرتفعة من مبيدات الهوام والمواد الكيميائية في الطعام اليوم تؤدي الى مجموعة من المشاكل الصحية المتنوعة لدى الأطفال تتمثل بالسرطان، ونقص الانتباه، والعجز في التعلم، وعيوب ومشاكل تناسلية. وحتى يومنا هذا لا نزال نجهل المعدلات الأمنة لهذه المواد الكيميائية
كذلك، نعلم أن مبيدات الهوام الشائعة المستخدمة في الأغذية القابلة للذوبان في الدهون وموجودة بمعدلات كبيرة في السائل السلوي. أظهرت دراسة شاملة أن المواد الكيميائية نفسها التي يمكن أن تلوث مياهنا، هواءنا وغذاءنا، تلوث كذلك أجسامنا بمعدلات أكثر إرتفاعا من المتوقع. إلا إن كمية مبيدات الهوام الموجودة في الجسم تختلف من شخص إلى آخر.
تنمو الأغذية العضوية بدون إستخدام مبيدات الهوام الكيميائية أو غيرها من المواد الكيميائية السامة التي تلوث التربة، المياه، أو الطعام، أو أطفالنا. والسؤال المهم في هذا النطاق هل يحدث تناول المنتجات العضوية فرقا؟ تكمن الإجابة في بول الأطفال وفقا لدراسة شملت أطفالا في مرحلة الروضات في منطقة سياتل.
الأطفال العضويون
في هذه الدراسة، قسم الباحثون الأطفال إلى مجموعتين: مجموعة الأطفال الذين تناولوا المأكولات التقليدية والذين تناولوا المأكولات العضوية. جمعوا عينات البول لكل طفل خلال فترة 24 ساعة وأجروا تحليلا دقيقا للبول. بلغت معدلات مبيدات الهوام لدى الأطفال الذين تناولوا المأكولات التقليدية نسبة أعلى بتسعة أضعاف من تلك الموجودة لدى الأطفال الذين تناولوا المنتجات العضوية! أشارت هذه المعدلات إلى أن الأطفال الذين يتبعون النظام الغذائي التقليدي قد تجاوزوا المعدل الطبيعي الذي حددته وكالة الحماية البيئية وبالتالي إزدادت لديهم نسبة خطر التعرض للمشاكل الصحية. وعلى العكس، كانت معدلات الأطفال الذين تناولوا المنتجات العضوية ضمن الحدود الموصى بها من قبل هذه الوكالة وغير المسببة لأي مشاكل جديرة بالذكر.
تعتبر المنتجات العضوية خيارا رائعا للفواكه والخضار. بالنسبة إلي، أجده خيارا أكثر أهمية بالنسبة للحوم ومشتقات الالبان. تتكدس العديد من المواد الكيميائية بشكل أكبر كلما اتجهنا صعودا في سلسلة الطعام. لهذا السبب، غالبا ما يكون السمك الكبير أكثر خطورة من السمك الصغير. قد تتناول الحيوانات كميات كبيرة من الغذاء الملوث في حياتها وتخزن المواد الكيميائية وتنقلها عبر حليب الثدي في حالة الإناث من الثديات. من السهل إطعام الأطفال الأغذية العضوية ويمكن أن يفعل ذلك الأهالي العمليون لحماية أولادهم ومساعدتهم على بناء أجسام سليمة.
ولكن الآن وقبل ولادة الطفل، تعتبر فترة النمو أكثر حساسية. وما تأكلينه هو ما يأكله طفلك. يتناول طفلك المأكولات العضوية عندما تتناولينها أنت.
غسل الفواكه والخضار
إن غسل الفواكه والخضار قبل تناولها يمكن أن يزيل عنها بعض المواد الكيميائية والملوثة. إنها عادة جيدة يجب إتباعها في حال إخترت المأكولات العضوية أم لا. أوافق توصية إدارة الأغذية والأدوية القائلة: “إغسلي كل الفواكه والخضار الطازجة بماء الصنبور الباردة قبل تناولها. لا تستخدمي الصابون أو المنظفات. إفركي جيدا المحصول مثل الخيار والشمام بواسطة فرشاة نظيفة”. لا بأس بإضافة نقطة أو إثنتين من الصابون السائل في كمية كبيرة من المياه إن وجدت أن الأمر يتطلب ذلك.
حديقة أكثر أمانا في الداخل والخارج
بالإضافة إلى ما نحصل عليه من طعام ومياه، يمكننا إمتصاص مبيدات الهوام في أجسامنا من عشبنا، حدائقنا ومحاولتنا للتخلص من الحشرات في منازلنا. إن إختيار التقنيات العضوية في المنزل هي طريقة رائعة أخرى للتخفيف من حدة التعرض للمبيدات. إن لم يكن هذا الأمر عمليا، أوصي الحوامل بأن يتجنبن المناطق المرشوشة حديثا، وارتداء القفازات عند العمل في الحديقة.
ولكن ماذا عن الأغذية الأخرى؟
من السهل نسبيا تجنب المواد السامة في الفواكه والخضار ولكن تجنبها في الأغذية الأخرى أمر أساسي أيضا. إحذري المواد السامة في بعض أنواع السمك، الجبن الطري، قطع اللحم المجلدة، البيض النيء.
مادة مشكوك في صحتها
إن الزئبق جزيء خطر آخر يخترق المشيمة. كما ذكرت سابقا، إشتهت زوجتي سمك التونة خلال حملها بإبننا الأصغر. هل يجب حظر تناول هذا النوع من السمك؟ على الرغم من إحتواء معظم الأسماك على كميات من الزئبق، إلا أن فوائد الكميات الصغيرة من بعض ثمار البحر قد تفوق أخطارها. ولكن الأسماك الكبيرة التي تتغذى على الأسماك الصغيرة يمكن أن تجمع كمية من مادة الزئبق تكفي لإلحاق الضرر بجهاز الطفل العصبي.
يخرب الزئبق جهاز المناعة والكليتين لدى الأطفال، إلا أن سميته أسوأ على الدماغ النامي.
قدرت وكالة حماية البيئة أن طفلا واحدا من بين كل ستة أطفال يولدون سنويا بمعدلات زئبق في الدم كافية للتسبب بمشاكل عصبية دائمة.
تؤكد الأكاديمية الأميركية لأطباء الأطفال أن تخفيف نسبة التعرض للزئبق “أساسي لصحة الأطفال”. إن مصادر الزئبق الأكثر أهمية هي السمك الذي تتناوله المرأة الحامل أو الأم المرضعة والسمك الذي يتناوله الأطفال مباشرة.
أوافق على الحد من مأخوذ السمك مع أن الأمر يؤسفني. أصدر كل من إدارة الأغذية والأدوية ووكالة حماية البيئة إرشادات مشتركة حيال تناول ثمار البحر للنساء الحوامل، النساء اللواتي قد يصبحن حوامل، أو اللواتي يرضعن، وللأطفال أيضا من أجل تجنيبهم الأذى:
إتبعي القواعد الثلاث التالية لتحمي طفلك:
1. لا تتناولي أسماك القرش، سياف البحر، الإسقمري أو التلفيش لأنها تحتوي على معدلات مرتفعة من الزئبق.
2. تناولي 12 أونصة (ما يعادل وجبتين) أسبوعيا من الأسماك المتنوعة والمحار المحتوي على كمية أقل من الزئبق.
● إن الأنواع الخمسة الأكثر شيوعا من الأسماك المحتوية على كمية قليلة من الزئبق هي القريدس، التونة الخفيفة المعلبة، السلمون، البلوق والسلور.
● هناك نوع آخر شائع من السمك وهو تونة البكورة (البيضاء) الذي يحتوي على الزئبق أكثر من التونة الخفيفة المعلبة. لذا، عندما تختارين وجبتي السمك والمحار، تناولي حتى 6 أونصات (بمعدل وجبة عادية) من تونة البكورة أسبوعيا.
3. إحصلي على النصائح حول سلامة السمك الذي تصطاده العائلة والأصدقاء في البحيرات، الأنهر المحلية، والمناطق الساحلية. إن لم تتوفر أي نصائح، تناولي حتى 6 أونصات (بمعدل وجبة عادية) أسبوعيا من السمك الذي تصطادينه من المياه المحلية، ولكن لا تستهلكي أي كمية أخرى من السمك خلال هذا الأسبوع.
إن اتبعت نصائح إدارة الغذاء والدواء ووكالة حماية البيئة، ستكسبين الفوائد الإيجابية من تناول السمك، وستقللين مشاكل النمو التي يسببها الزئبق الموجود في السمك. ولكن تذكري، إن هذه النصيحة تتعلق فقط بالزئبق وليس بثنائي الفينيل المتعدد الكلور والمواد الملوثة الأخرى. وفقا لعمليات إدارة الغذاء والدواء الحسابية، سيتجاوز حوالى 6.7 بالمئة من النساء اللواتي يتبعن هذه النصائح معدل الزئبق السليم في الدم. أشارت الإدارة إلى أن معدلات الدم هي مجرد خط توجيهي وإختارت معدلا لا يبقى كل النساء دونه. هذا التفكير منطقي ويمكن الدفاع عنه ولكن معظمنا يعارضه.
ماذا عن سمك التونة؟
سمك التونة هو السمك الأكثر إستهلاكا في الولايات المتحدة. إن هذا السؤال حساس لأن معدلات الزئبق في التونة مختلف عمليا. فشرائح التونة وتونة البكورة (البيضاء) تحتوي على معدلات زئبق أعلى بكثير من التونة الخفيفة المعلبة. في الواقع، إن تونة البكورة المعلبة هي إحدى الأسماك العديدة (التونة البيضاء، السمك البرتقالي، القنبر، السلمون المرقط البحري والأخفس) التي تحتوي على كميات من الزئبق تتجاوز المعدلات الموجودة في سمك التلفيش “المحظر” بحسب إدارة الغذاء والدواء. كما أن تناول 12 أونصة من التونة الخفيفة المعلبة أسبوعيا تعرض إمرأة تزن 140 باوند إلى الحد الأقصى من السلامة الموصى عليها في إدارة الغذاء والدواء إن كانت هذه كل الكمية التي تناولتها. إن تناول 6 أونصات أسبوعيا من تونة البكورة التي توصي بها إرشادات الادارة يمكن أن يعرض المرأة نفسها التي تزن 140 باوند لنسبة 50 بالمئة ما فوق المعدل! أوافق مجموعة العمل البيئي في توصية الحوامل بعدم المخاطرة في تناول تونة البكورة.
شخصيا، عندما أرغب بوجبة من ثمار البحر أختار السلمون قبل التونة الخفيفة إن نزع جلد التونة وشيها يمكن أن يساهم بتخفيف نسبة تلوثها بثنائي الفينيل المتعدد الكلور. مهما كان إختيارك، لا أوصيك بتناول السمك الذي يصطاده أفراد العائلة أو الأصدقاء دون التحقق منه مع دائرة الصحة المحلية للتأكد من صحة المياه وسلامة السمك.
يمكن أن يشكل السمك خيارا ممتازا للمواد المغذية خاصة لنمو الدماغ. أفضل الإرشادات الأكثر صرامة المتعلقة بالإبتعاثات الصناعية (مصدر الزئبق، ثنائي الفينيل المتعدد الكلور والمواد الملوثة الأخرى الموجودة في السمك) بدلا من حرمان النساء والأطفال من الأغذية المناسبة الحاثة على نمو الدماغ.
من جهة أخرى، من الأفضل تجنب السوشي والأنواع الأخرى من السمك النيء خلال فترة الحمل وخاصة المحار النيء والبطلينوس لأنهما معرضان لحمل جراثيم معدية خطيرة.
النقانق والجبن
يمكن أن يتناول معظم الناس بأمان الطعام الذي يحتوي على نوع من البكتيريا يدعى الليسترية Listeria. ولكن خلال الحمل، تصبح المرأة أكثر قابلية للمرض بنسبة تفوق 1000 بالمئة إن تعرضت لهذه البكتيريا. تؤدي الإصابة بهذا النوع الأخير من البكتيريا إلى تسمم غذائي خفيف، ولكن قد تسبب مرضا حادا للأم وداء مدمرا للطفل.
تنمو الليسترية بشكل شائع في الأجبان الطرية مثل البري، الكممبر، الفيتا، الجبن الأزرق والجبن المكسيكي. تعتبر الأجبان الصلبة آمنة. أما الجبن القشدي والحلوم فهما طريان، ولكنهما آمنان لأنهما مبستران. إن الحليب غير المبستر خطر خلال الحمل.
على عكس الكثير من البكتيريا، تتكاثر الليسترية عند درجات حرارة منخفضة جدا. إن النقانق، وشرائح اللحم المثلجة، واللحم الممدد على الخبز، وثمار البحر المدخنة جميعها تسببت بداء اللستيريات لدى الحوامل. إن أردت تناول هذه الأغذية، قدميها مشوية على البخار. تعتبر اللحوم والأسماك المعلبة أو تلك التي تتطلب التثليج آمنة من التعرض للبكتيريا. كما أن اللستيرية تشكل سببا وجيها لتأجيل وجبات السوشي إلى ما بعد الولادة.
شراب البيض والصلصة الهولندية
يمكن أن يؤدي البيض، اللحم، والدجاج النيء والمطبوخ جزئيا إلى مشاكل صحية خاصة لدى الحوامل وأطفالهن. بالإضافة إلى داء الليستريات، يمكن أن تحمل هذه الأغذية جرثومة الإيشريكية القولونية E-Coli، السلمونيلة Salmonella، والمقوسات Toxoplasma. إن كنت تحبين تناول لحم البقر، أطبخيه جيدا إلى أن يختفي اللون الزهري واحرصي على طهو لحم الحمل جيدا. أطهي الدجاج على حرارة تبلغ 180 درجة فهرنهايت (82 درجة مئوية) والبيض إلى أن يتماسك بياضه وصفاره. دعي وجبة البيض المقلي اللذيذة إلى وقت لاحق. واحذري البيض المطبوخ جزئيا مع الصلصة الهولندية الكلاسيكية والمضاف فوق الهليون، الأرضي شوكي الطازجة أو بيض بينيدكت. قد تكون الكعكة المحلاة الوجبة المفضلة لدي التي تحتوي على البيض غير المطبوخ. واحذري البيض النيء في بعض المشروبات. إختاري الأنواع المبسترة. أو هل تذوقت شراب بيض النسر الواقع؟ ربما حان الوقت لتذوقه.
يجب أخذ الحيطة والحذر من إعداد الأغذية الملوثة. ويتوجب إستخدام المواد المعقمة لليدين ذات القاعدة الكحولية أو صابون اليدين قبل إعداد الطعام النيء وبعده. كذلك، يجب فرك لوح التقطيع والمساحات السطحية في المطبخ وأدوات الطبخ بعد تقطيع اللحم، الدجاج والسمك النيء لتجنب إنتشار أي جراثيم. ضعي، إذا أمكن، أدوات القطع في غسالة الأطباق حيث تكون المياه أكثر سخونة مما يحتمله معظم الناس. أفصلي اللحوم النيئة عن تلك المطبوخة. تأكدي من أن الحرارة في الثلاجة أقل من 40 درجة فهرنهايت (4 درجات مئوية) والمجمدة عند درجة الصفر أو ما دون الصفر. إن أخرج الطعام المطبوخ من الثلاجة لأكثر من ساعتين، قد تجدين طريقة مفيدة لإستخدامه ولكن لا تقدميه لطفلك الذي ينمو.
أحبسي أنفاسك
إحذري المواد الكيميائية الكريهة الرائحة. تنتقل المواد المذيبة إلى المشيمة بسهولة. تتواجد هذه المواد الكيميائية المتطايرة في العديد من المنظفات، مواد الطلاء، مرققات الطلاء ومواد الهوايات الخاصة.
يمكنك تخفيف نسبة تعريض طفلك عبر إرسال الملابس للتنظيف الجاف في مصبغة مناصرة للبيئة. إن كنت تذهبين إلى مصبغة تستخدم مادة (إثيلين فوق الكلور) أو غيرها من المواد المذيبة الخطرة، دعي أحدا يذهب إلى المصبغة ويعرض الملابس للهواء بعد أن كانت في الأكياس البلاستيكية قبل أن تقتربي منها.
وقد ترغبين في إحضار أحد لطلاء غرفة الطفل!
إن المواد الخطرة الأخرى التي يجب أخذها بعين الإعتبار وتجنبها إن أمكن تشمل الرصاص، بخار الزئبق، الغاز المخدر، ثنائي الفينيل المتعدد الكلور، أول أكسيد الكاربون، البنزين والفورملديهيد. يمكن أن تتواجد إحدى هذه المواد أو أكثر في المواد اللاصقة، الطلاء، شمع الأثاث، المنظفات المنزلية، السجادات الجديدة، محطات الوقود، أفران الغاز، معامل النفايات السامة، ثمار البحر، المحارق، الضباب الدخاني ودخان السجائر. يجب أن تتجنبي أيضا الأشعة السينية غير الضرورية، فحتى الأشعة السينية للأسنان يمكن أن تعيق نمو طفلك. لحسن الحظ أن أشعة شاشات الحواسيب، والميكروويف الصالحة للإستعمال لا تشكل أي خطر يذكر على الحمل.
إن مهنة فحص طلاء اللك في مصنع للمواد الكيميائية السامة في سبرينغفيلد قد تسهل عملية التعرض للمواد السامة. ويمكن إعتبار تنشق غراء الطائرات أو صهر شريحة من القصدير هواية خطرة. ولكن عادة يكون الخطر أكبر ويوميا عند إستخدام المنظفات أو المواد المذيبة في العمل أو في المنزل بدون تفكير أو عند تلحيم مصباح من الزجاج الملون (فعلت ذلك بنفسي).
إذا كان لا بد من الإقامة أو العمل في محيط المواد التي سبق ذكرها، إرتدي العدة الوقائية، إحصلي على قدر كبير من التهوئة وإستحمي متى إستطعت ذلك. يجب أن يتبع زوجك التوصيات ذاتها أي الإستحمام وتغيير الملابس قبل الإقتراب منك ومن الطفل.
إنها لفكرة عظيمة أن يحصل الزوجان على ملابس لإرتدائها فقط عند إحتمال التعرض للمواد المؤذية وتخزينها في كيس بلاستيكي. إن كنت تعيدين طلاء الغرف، أعزلي هذه الغرف عن باقي المنزل ودعي كل النوافذ مفتوحة لإدخال الهواء المنعش.
عدم تناول الأدوية
خففي من تناول الأدوية غير الضرورية من جميع الأنواع. تشتهر بعض الأدوية الحادة (مثل أكيوتان، ثاليدومايد وديثيلستيلبسترول) بآثارها المدمرة على الطفل قبل الولادة. يمكن أن تسبب أدوية الصداف المشاكل إن أخذت لأكثر من ثلاث سنوات قبل الحمل! ولكن حتى الأدوية الخفيفة التي تباع بدون وصفة طبية قد لا تكون آمنة للطفل خاصة خلال الأسابيع الثمانية الأولى بعد الحمل.
وفقا لدراسة نشرت في المجلة الطبية البريطانية، قد تتعرض النساء اللواتي يتناولن الأسبيرين، الإيبوبروفين (موترين، أدفيل، إلخ) أو نابروكسين (أليف) خلال الحمل أو قبيله لنسبة 80 بالمئة من خطر الإجهاض. أجرى الباحثون في كايزر برماننت هذه الدراسة في منطقة خليج سان فرانسيسكو. ما إن تعرف المرأة نتيجة فحص الحمل الإيجابية، كان يطلب منها تعداد كل الأدوية التي كانت تتناولها منذ الدورة الشهرية الأخيرة. إرتبط تناول الأدوية الثلاثة المذكورة سابقا بمزيد من حالات الإجهاض حتى بعد تحديد عوارض الحمى أو غيرها، عمر الأم، عملية إستخدام حوض الإستحمام، التدخين أو حالات الإجهاض السابقة. إن اللواتي تناولن الأدوية في الأيام القليلة السابقة أو اللاحقة للحمل تعرضن أكثر للمشاكل (تبلغ نسبة الخطر المتزايدة 560 بالمئة ونسبة الإجهاض 35 بالمئة). أما معظم النساء اللواتي تناولن هذه الأدوية لمدة أطول من أسبوع واحد فأجهضن أطفالهن (تبلغ نسبة الخطر المتزايدة 810 بالمئة ونسبة الإجهاض 52 بالمئة). يبدو أن الأسيتامينوفين (تايلنول) لم يكن له أثر في الإجهاض. قارنت الدراسة بين مستخدمات هذه الأدوية كلها وغير المستخدمات لها خلال الأسابيع الأولى من الحمل ولكن لم تنظر إلى كميات الجرعات.
لقد اجتزت مرحلة طويلة أيها الطفل
يضر التبغ، سواء استعملته الأم أو دخّنه أحد بجانبها، مباشرة بالمشيمة والطفل النامي. إن لائحة المشاكل المعترف بها طويلة ولكن لا شيء أكثر تدميرا من متلازمة موت الطفل المفاجىء.
إجمالا، يضاعف التدخين خلال الحمل إحتمال حدوث هذه المتلازمة ويزداد الإحتمال مع تدخين كل سيجارة. تزيد أنواع المخدرات الأخرى مثل الكوكايين والهيرويين نسبة الخطر بمعدل ثلاثين ضعفا. يمكن أن يكون التبغ غير المدخن (النوع الذي يبصق) سيئا بالقدر نفسه بالنسبة إلى الأطفال غير المولودين.
يؤدي إستخدام التبغ خلال الحمل أو سنة الطفل الأولى إلى حالات من متلازمة موت الطفل المفاجىء التي يمكن الوقاية منها أكثر من أي عامل واحد آخر.
كما أننا نعلم أن التعرض للتبغ خلال الحمل يسبب مشاكل صحية وسلوكية متزايدة بعيد الولادة وخلال المراحل الأولى من الطفولة. تظهر الأدلة الحديثة أن خيار الأمهات للتدخين خلال الحمل قد يؤثر على أطفالهن لبقية حياتهم. أظهرت الدراسات زيادة إحتمال إصابة أولادة الأمهات المدخنات بالبدانة بنسبة أكثر من 40 بالمئة وإحتمال إصابتهم بداء السكر من النوع الثاني في سن مبكرة بنسبة تتعدى 300 بالمئة. ولأن البدانة وداء السكر يساهمان في زيادة معدل الوفاة، قد يقصر تدخين الأمهات الحوامل مدة حياة أطفالهم في سن البلوغ. كذلك، نعلم أن نسبة الخطر مرتفعة إن تعرضت الأم بإستمرار لدخان سجائر الآخرين في المنزل أو العمل.
لقد تجاوزت مرحلة طويلة! وتتوقعين إنجاب طفل جديد إلى هذا العالم. قد يكون من الصعب جدا الإقلاع عن التدخين بدون مساعدة. إن أردت أو أراد أحد آخر في حياتك الإقلاع لصالحك ولصالح طفلك، إستشيري طبيبك أو إتصلي بالجمعية الأميركية لمعالجة السرطان.
الوقود
تعرف الحكومة شيئا تجهله معظم الحوامل ألا وهو أن ضخ الوقود يشكل خطرا على الطفل النامي. تطلب معظم الولايات لصق تحذير كالتالي على مضخات الوقود:
تحذير: إن المواد الكيميائية التي تدرك الولاية أنها تسبب السرطان وعيوبا عند الولادة أو مشاكل تناسلية أخرى موجودة في الوقود، النفط الخام بالإضافة إلى العديد من المنتجات البترولية الأخرى وأبخرتها.
إن كنت تملأين خزان الوقود بنفسك، فقد حان الوقت لتستفيدي من خدمة محطة الوقود الكاملة. قد يمد الشخص الموجود يد المساعدة للحامل في وقت أصبحت فيه الخدمة ذاتية. إمنحي الأصدقاء، أفراد العائلة والغرباء فرصة لضخ الوقود لصالح طفلك. ودعي النوافذ مغلقة فيما تنتظرين. من السهل أن تخترق هذه الأدخنة المشيمة.
المناظرة والتأييد
يستحيل على النساء في بعض الدول تجنب المواد الكيميائية المثبطة لتقدم الحريق التي تخترق المشيمة بسهولة. ربما يكون خيارنا الأفضل في أن نكون متحدثين بإسم أطفالنا ومدافعين عنهم.
وجد الباحثون أن معدلات مثبطات تقدم الحريق في أجسام الأميركيات أعلى بحوالى 75 ضعفا من المعدلات المتوسطة لدى الأوروبيات. هذه المواد الكيميائية، أي الإيثير الثنائي الفينيل المتعدد البروم تنقذ مئات الأرواح سنويا عبر إحتواء الحرائق أو منع إنتشارها. إلا أن الدراسات التي أجريت على الحيوانات تثبت أن هذه المواد المستخدمة كمثبطات لتقد الحرائق يمكن أن تضر بالذاكرة، التعلم، تعداد الحيوانات المنوية والنمو البلوغي لدى الأطفال. الأنباء السارة أن المعدلات التي ثبت أنها تسبب هذه المشاكل لدى الحيوانات هي أعلى من 10 إلى 20 ضعفا من المعدلات الموجودة لدى الأميركيات. أما الأخبار السيئة فهي أن المعدلات لدى الأميركيات تضاعفت.
لا نعرف كيف تنفذ هذه المواد إلى أجسام النساء. ما نعرفه هو أن هذه المواد الكيميائية المستديمة تتكتل بيولوجيا. كل مرة يأكل فيها الحيوان حيوانا آخر تحت عتبة السلسلة الغذائية، تتخزن المادة الملوثة في دهون الحيوان الأكبر فتبلغ معدلات أعلى وأعلى فيما تصعد درجة درجة سلم السلسلة الغذائية. ربما تحصل النساء على هذه المواد من دهون الحيوانات في اللحم والمنتجات اللبنية. من ثم تخترق المواد الكيميائية المشيمة وتظهر لاحقا في حليب الرضاعة فتنتقل إلى الطفل الرضيع، أعلى بخطوة في السلسلة الغذائية.
وقد تتنشق المرأة المواد الكيميائية من البنية المحيطة. ليس مفاجئا أن هذه المواد موجودة في غبار المنزل. وتستخدم في الولايات المتحدة بكثافة في السجاد، الأثاث، الفراش والمواد البلاستيكية. قد تكون رغوة اليوريثان المتعدد المستخدمة كحشوة في عدة منتجات المصدر الأسوأ.