التصنيفات
صحة ورعاية الطفل

كيف تتصرف مع الطفل الذي لا يريد الذهاب إلى منزل بابا أو ماما

قد يكون من الصعب على الولد الذي لا يزال في الرابعة من عمره كما وعلى أهله أيضاً أن يعتادوا على فكرة التنقّل الدائم من منزل إلى آخر. فقد يتطلّب ذلك الكثير من الوقت والجهود؛ لذا وفي هكذا حالة، الصبر وحده سرّ النجاح. أما كيفيّة تجاوب الأهل مع احتجاجات ولدهم فهي مرتبطة بموقفهم حيال هذا الوضع كما وبمستوى تعاطفهم معه. لذا ينبغي على الأهل هنا أن ينظّموا الأمور على نحوٍ يجد فيه ولدهم مجموعة من الألعاب أو الأشياء التي يحبها والتي تريحه في كلا المنزلين، وإلا فينبغي عليهم أن ينقلوا في كل مرّة أغراض ولدهم معه، فيشعر هذا الأخير بالإرتياح في كلا المنزلين، سواء أكان عند أمه أم عند أبيه.

بعض النصائح المفيدة

●    ينبغي على الأهل أن يلصقوا لولدهم على جدار غرفته برنامجاً يظهر له متى يتعين عليه الذهاب إلى منزل أبيه أو أمه، ولا يفترض بهم أن يظلّوا يذكّروه شفهياً ببرنامجه هذا على نحو متكرّر.

●    ينبغي على الأهل أن يبذلوا قصارى جهودهم لكي لا يأتوا على ذكر والد طفلهم أو والدته بالسوء أبداً، إنما دائماً بالخير.

●    ينبغي على الأهل أن يسعوا إلى تنشئة ولدهم تنشئة صالحة وسليمة من خلال اتّفاق كلا الوالدين على أساليب تأديبيّة موحّدة ومحترمة، الأمر الذي من شأنه أن يعزّز حبهما المتبادل لولدهما.

حديث الأهل لأنفسهم

ينبغي على الأهل ألاّ يقولوا لأنفسهم:

“أليس من الرائع أن ولدي يفضّل البقاء عندي على البقاء عند والده (أو والدته)؟”

يتعيّن على الأهل ألاّ يسرّوا ويذيعوا حقيقة أن ولدهم يفضل البقاء عندهم على البقاء عند والده (أو والدته) لأن ذلك من شأنه أن يولّد علاقة حقد وتنافس بين الوالدين. وبالتالي وطالما أن الأم أو الأب يؤمنان للولد عندما يكون مع احدهما بيئة سليمة وآمنة فينبغي عليهما أن يحافظا على موقف إيجابي حيال أوقات بقائه عند الاخر، بصرف النظر عن مشاعرهما حيال بعضهما البعض.

ما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

“صحيح أنني أشعر بارتياح أكبر عندما يكون ولدي معي، ولكني أعلم أنه من الضروري بالنسبة له أن يمضي بعض الوقت مع أبيه (أو أمه)”.

إن تعاطف الأهل مع ولدهم ومحاولتهم تفهّم حاجاته أمران يحثّانهما على فعل الأفضل لولدهم. كما أن دعم الوالدين بعضهما بعضاً من شأنه أن يحثّ الولد على الشعور بالراحة سواء أكان عند أمه أو عند أبيه.

ينبغي على الأهل ألا يقولوا لأنفسهم:

“يفترض بي أن أجعل منزلي الحالي أكثر تسليّة وترفيهاً من منزلي السابق مما يجعل ولدي يحب البقاء هنا”.

إن تنافس الوالدين على لقب “الأب (أو الأم) المفضّلة” من شأنه أن يتحوّل إلى صراع لا نهايّة له. في الواقع، إن وظيفة الأهل هي مساعدة ولدهم على معرفة أن والديه يحبّانه حباً لا حدود ولا شروط له.

ما يفترض بهم أن يقولوا لأنفسهم عوضاً عن ذلك:

” إن كان ولدي يحدث جلبة كلما كان عليه الذهاب إلى منزل أبيه (أو أمه) فهذا لا يعني أنه لا يحبّ الذهاب إلى منزله الآخر”.

ينبغي على الأهل أن يتفادوا قدر الإمكان ترجمة إحتجاج ولدهم على أنه رفض لمنزل الآخر؛ إنما يفترض بهم على العكس أن يشجّعوه على الذهاب إلى هناك، سيّما وإن كانوا يعلمون أن البيئة هناك صحيّة وسليمة له.

حديث الأهل إلى أولادهم

ينبغي على الأهل ألاّ يستخفّوا بولدهم ويخففوا من شأنه بقولهم:

” لا يهمني ما تريد. ستذهب إلى منزل أبيك (أو أمك) شئت أم أبيت؛ فاصمت واصعد إلى السيارة”.

إن عدم تعاطف الأهل مع ولدهم لن يؤدّي سوى إلى زيادة رغبة هذا الأخير في البقاء معهم بهدف إعادة اكتساب حبهم الذي يخشى أن يخسره.

إنما يفترض بهم على العكس أن يتعاطفوا معه ويحاولوا تفهّمه بقولهم:

” أعلم أنك تريد البقاء هنا، ولكن النظام يقول إنه يتعيّن عليك الليلة الذهاب إلى منزل أبيك (أو أمك)؛ ويمكنك أن تهاتفني من هناك قبل الخلود للنوم”.

في الواقع، إن لجوء الأهل إلى النظام بهدف السيطرة على الوضع من شأنه أن يساعدهم على تفادي النزاعات بينهم وبين ولدهم. أما اقتراحهم عليه فكرة أن يهاتفهم قبل الخلود للنوم فمن شأنه أيضاً مساعدة الولد على معرفة أن أهله يحبونه وسيظلّون دائماً إلى جانبه.

ينبغي على الأهل ألاّ يحطّوا من قدر والد الطفل أو والدته بقولهم:

” إن والدك (أو والدتك) يحاول دائماً تفادي تمضية الوقت معك”.

عندما يقول الأهل لولدهم إن أباه أو أمه لا يريدان تمضية الوقت معه، يحطّون من قدرته على الشعور بالراحة في تنقّلاته فيما بين منزلي والديه. في الواقع، إن لكلام الأهل تأثير كبير على الولد، ومن شأنه أن يولّد لديه الحب أو الكراهيّة؛ لذا ينبغي على الأهل أن يختاروا كلماتهم بحذر.

إنما يفترض بهم عوضاً عن ذلك أن يؤمنوا له بيئة ملؤها الحب والحنان والرعايّة بقولهم مثلاً:

“أجل، يمكنك البقاء هنا يوم الأربعاء. ولكن اليوم هو الاثنين، موعد ذهابك إلى منزل أبيك (أو أمك). فهو (أو هي) يتحرّق شوقاً لرؤيتك وتمضية بعض الوقت معك”.

ينبغي على الأهل أن يذكّروا ولدهم بكل الأمور الجميلة التي يمكنه القيام بها عند أبيه (أو أمه). فهذا يؤمّن وضعاً رابحاً ومفيداً للجميع، إذ بهذه الطريقة يحصل الجميع على مبتغاه بعيداً عن أيّ نزاعات أو خلافات عائليّة.

ينبغي على الأهل ألاّ يستسلموا ويقولوا لولدهم:

“حسناً، إبقَ هنا وافعل ما تشاء. فأنا لم أعد أهتم لما تفعل”.

صحيح أنه قد يبدو للأهل أحياناً وكأنهم يخدمون ولدهم بسماحهم له بالبقاء عندهم، إلا أنهم عندما يقولون له إنهم لا يأبهون لما قد يفعل فكأنهم يقولون له إنهم لا يهتمون لشأنه. وأيضاً فإنهم بهذه الطريقة وكأنهم يقولون له إنهم مستعدّون للنزول عند رغباته عند ظهور أي رفض أو مقاومة من طرفه.

إنما يفترض بهم أن يدعوا ولدهم إلى التغذيّة الإسترجاعيّة بقولهم:

“أنا أعلم أنك تريد البقاء هنا اليوم، إلا أنك ستلهو وتمرح كثيراً عند أبيك. ما هي الأمور التي تفعلها هناك؟

إن دعوة الأهل ولدهم إلى التغذيّة الإسترجاعيّة من شأنها أن تساعدهم على معرفة الأسباب التي تحول دون رغبة هذا الأخير في الذهاب إلى منزل والده أو والدته، كما ومن شأنها أيضاً مساعدتهم على تحسين هذا الوضع. وعلاوةً على ذلك، فإن الأهل بهذه الطريقة كأنهم يقولون لولدهم إنهم يؤيّدون فكرة ذهابه إلى منزل والده أو والدته ويدعمونها دعماً تامّاً.

تأليف: جيري وايكوف و باربرا أونيل